أخبار السودان

السودان: لماذا لم يكترث طرفا الصراع بدعوة مجلس الأمن إلى هدنة في رمضان؟

يبدو أن دعوة مجلس الأمن الدولي، إلى هدنة خلال شهر رمضان، في القتال الدائر في السودان، قد ذهبت أدراج الرياح، إذ لاتظهر التصريحات المتتالية القادمة من السودان، كما لاتظهر الوقائع على الأرض أيضا، أي بشائر للسودانيين بالعودة إلى حياة طبيعية، خلال الشهر الكريم.

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد دعا يوم الجمعة الثامن من آذار/ مارس الجاري، إلى وقف لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، في ظل تدهور الأوضاع في البلاد، وقد أيدت 14 دولة النص الذي اقترحته بريطانيا، في حين امتنعت روسيا عن التصويت عليه.

وانعقدت جلسة مجلس الأمن تلك، في اليوم التالي، لدعوات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لطرفي النزاع في السودان، إلى “وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان”، بينما تتخذ الأزمة الإنسانية “أبعادا هائلة”.

الجيش يرفض ويهاجم

وبدا الإحباط سيد الموقف لدى السودانيين، الذين كانوا قد استبشروا خيرا، بالدعوة إلى الهدنة لالتقاط الأنفاس، وممارسة بعض من طقوس حياتهم الطبيعية، التي اعتادوا عليها خلال شهر رمضان، فقد رفض الجيش السوداني أي هدنة خلال الشهر.

ونقل موقع “سودان تريبيون”، عن الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، رفضه الجلوس إلى طاولة تفاوض مع الدعم السريع، مالم يطبق الآخير عدة شروط، وقال القائد العسكري السوداني “الهدنة ممكنة فقط حال انسحبت قوات الدعم السريع من المدن التي احتلتها في درافور وخرجت من العاصمة الخرطوم”.

وأوضح العطا أنه “للجلوس للتفاوض يتم تحديد 3 معسكرات في العاصمة و3 في دارفور ينسحب إليها الدعم السريع ويسلم الآليات العسكرية والأسلحة والعربات”. مطالبا رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، بتكوين حكومة طوارئ، لدعم المجهود الحربي، وإعادة الإعمار في المواقع التي جرى تحريرها، من الدعم السريع. متهما دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها تستخدم قوات الدعم السريع لتنفيذ أهدافها في السودان. حسب قوله.

وعلى الأرض يبدو الموقف متسقا، مع تأكيدات الجيش على عدم الدخول في هدنة، ففي أول أيام شهر رمضان المبارك، تحدثت تقارير إعلامية سودانية، عن احتدام القتال في العاصمة الخرطوم، بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وقال الجيش السوداني في بيان له، الإثنين 11 آذار/ مارس، إن قوات العمل الخاص التابعة للجيش، قتلت عناصر من قوات الدعم السريع، بضاحية الكَدرو شمالي الخرطوم بحري.

وعلى جبهة أخرى، قال الجيش السوداني أيضا، إن قواته قتلت فجر الثلاثاء 12 آذار/ مارس، 150 من أفراد قوات الدعم السريع، كما دمرت 40 سيارة مقاتلة، في شارع العَرْضَة بأم درمان ، وأشارت مصادر الجيش، إلى أن قوات الدعم السريع تلك كانت تسعى لإنقاذ قوات محاصرة، في مبنى الإذاعة والتلفزيون شرقي مدينة أم درمان.

بصيص من الأمل

وفي تطور يعطي بصيصا من الأمل، قال عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان (تقدم) ، إن “القيادة المصرية وافقت على طلب للائتلاف بإمكانية حث قائدي الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع على اللقاء في القاهرة، من أجل إيقاف الحرب”.

ويعيش السودانيون ظروفا اقتصادية قاسية، ازدادت قسوتها خلال شهر رمضان المبارك، بين معسكرات النزوح، ومنازل غير آمنة، في ظل استمرار الحرب، واستهدافها لمناطق مدنية، في وقت يؤكد فيه عاملون، في مجال المساعدات الإنسانية داخل السودان، على أن الآلاف من الأسر السودانية، لم تتمكن من توفير حاجاتها من السلع الأساسية، خلال شهر الصيام، ويشير هؤلاء العاملون في مجال المساعدات، إلى أن الملايين من النازحين في دور الإيواء لايحصلون إلا على وجبة واحدة يوميا.

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5 في المئة من السودانيين، يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن، وتقول مديرة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إن الحرب في السودان “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

لماذا لم يكترث طرفا الصراع برأيكم بدعوة الهدنة خلال شهر رمضان الصادرة عن مجلس الأمن الدولي؟

إذا كنتم في السودان حدثونا عن ظروف حياتكم خلال شهر رمضان؟

هل تتمكنون من تدبير احتياجاتكم اليومية من الغذاء؟

كيف تتصورون إمكانية التوصل إلى هدنة بين الطرفين المتحاربين؟

وفي ظل تجاهل الطرفين المتحاربين لدعوات الهدنة من برأيكم يمكن أن يفرض الحل؟

كيف ترون تصريحات حمدوك عن قبول القاهرة بجمع البرهان وحميدتي من أجل وقف الحرب؟

هل يتجاهل طرفا الصراع المصاعب التي يعيشها السودانيون بين مخيمات النزوح والمنازل غير الآمنة؟

بي بي سي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..