التخريب فى التعليم العالى

يركز إعلام كيزان الشؤم والخراب على الأكاذيب
وتلفيق الحقائق، ووصف الشرفاء من الحرية والتغيير وغيرهم من
الأحزاب السودانية وكل من يخالف نهجهم الفاسد بالعمالة والخيانة والارتزاق، رغم
علمهم (الأكيد)بأن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على جماعتهم الفاسدة، ونحن لن نحذو حذوهم بإطلاق الأكاذيب، ولكننا سننشر مفاسدهم (التى لا تسعها عشرات المجلدات) بقدر الإمكان وسوف تتميز هذه الحلقات بوجود شهود أحياء يمكن لأى صحفى مهنى محايد إجراء حوارات صادقة معهم.
(4)
التخريب فى التعليم العالى
د.محمد عطا مدنى
فى عهد الفساد والإفساد، طال التخريب كل مؤسسات الدولة، ولم تعد هنالك مؤسسة واحدة أو إدارة من إدارات الدولة تقوم بعملها لخدمة الوطن والمواطن، بل بيع بعضها وجُيّر ثمنها لصالح (جهات معروفة) أولبعض الأفراد وليس لصالح الشعب، وتحول بعضها الآخر إلى مؤسسات لنهب دخل المواطن محدود الدخل أساسا، وأخطرها وأكثرها تأثيرا سلبيا على المواطن، المؤسسات الصحية والتعليمية والتى أصبح التعامل معها يحتاج إلى ملايين الجنيهات للإستفادة من خدماتها، وياليتها قدمت من الخدمات مايعادل المبالغ التى تتقاضاها من المواطن المغلوب على أمره.
ولا شك أنه هنا وهنالك، آلاف الحكايات عن تخريب مؤسسات الدولة بيد من لايعترفون بالأوطان، ولا بحق الشعوب فى التمتع بمؤسسات خدمية تقدم لهم الخدمات الراقية مجانا كما كان فى سودان الستينات والسبعينات، وعن شهادات جامعية وعليا على مستوى الماجستير والدكتوراة مزورة، وأصحابها مازالوا يعملون بمؤسسات الدولة المنهارة، ومن لديه تجربة واقعية حقيقية عن فساد حقيقى بالشهود والوثائق يرسلها إلى إيميلى لتحريرها ونشرها.
وحتى لا يكون الحديث معمما، سأحكى عن واقعة شخصية حدثت لى، توضح كيف تدار وحدة من
وحدات المؤسسات التعليمية الحكومية فى البلاد فى العهد البائد والتى لا زالت تقدم خدماتها حتى الآن، بلا مسؤولية دينية أو أخلاقية، ولا حتى ضمير إنسانى بعيدا عن توجيهات الدين السماوى، كما تفعل الدول الموصومة بالكفر والإلحاد، ومع ذلك تدير مؤسساتها بكل شفافية، لتحقيق الرخاء والنفع والتطور والنمو المتراكم لمواطنيها..! وما سأحكيه فى هذه الواقعة مستعد لقوله أمام أى لجنة تحقيق بعد القسم على كتاب الله الكريم.
فى عام 2016 كنت رئيسا لقسم التصميم الداخلى بجامعة المستقبل بالخرطوم، وفى يوم من الأيام ، أرسلت لى الشؤون العلمية بالجامعة ملف طالب متقدم للالتحاق بالقسم ليدرس تخصص تصميم داخلى لعمل مقاصة له، وغالبا كنا نستقبل مثل هذه الطلبات لعينات من الطلبة المفصولون من جامعات أخرى داخل السودان أو خارجه، والذين درسوا عاما أو عامين، وقطعوا دراساتهم فى تلك الجامعات لأسباب مختلفة، وجاءوا إلى جامعتنا لتكملة برنامج البكالوريوس فى التخصص.
ومن النظرة الأولى لملف هذا الطالب تبين لى أنه (خريج) ببكالوريوس المعمار من جامعة أم درمان الاسلامية بتقدير جيد جدا..! واتصلت به وجاءنى إلى مكتبى وسألته: أنت الآن يا بنى خريج كمهندس معمارى بمستوى جيد جدا، وبقليل من اكتساب الخبرة والاطلاع على بعض كتب التصميم الداخلى الأكثر تخصصا والذى درست أهم مبادئه فى الكلية، يمكنك أن تعمل فى مجال التصميم الداخلى لأن لديك الأساس الجيد كمهندس معمارى. لماذا تريد دراسة التصميم الداخلى من البداية وبرسوم عالية وفى جامعة خاصة ؟ قال لى: دكتور أنا لست واثقا من أننى سأكون مهندسا معماريا ناجحا، وأخاف أن ارتكب خطأ معمارى فى أى مبنى وأتسبب فى أضرار لبعض الناس ويحاسبنى الله سبحانه وتعالى على ذلك، وقد صارحت والدى بذلك فقال لى عليك نسيان مادرسته فى جامعتك السابقة، وقدم للدراسة فى جامعة المستقبل، لأن لديها إشراف أجنبى على المقررات، وأنا سأدبر لك الرسوم حتى لا تضر مواطنا بدراسة غير فعالة وغير حقيقية..!
ألجمتنى المفاجأة، واندهشت لسببين، أولهما لوعى الطالب بمستواه الأكاديمى، ووعى والده الراقى بشأن مستقبل ابنه. والسبب الآخر أننى حضّرت فى هذه الجامعة العريقة فى ثمانينات القرن الماضى رسالتى للماجستير فى التربية ونهلت من علم أساتذتها الأفاضل فى ذاك العصر علما لازال أثره باقيا فى أدائى الأكاديمى وكتاباتى حتى الآن. فقد تخرجت من كلية أصول الدين والتربية، وكان اسمها هكذا قبل أن تنفصل إلى كليتين مستقلتين. وكان ذلك فى عهد الرجل الفاضل القامة بروف محمد عثمان صالح، والقامة الشامخة بروف حيدر خوجلى، ولفيف كبير من العلماء الأفاضل، ماذا حدث لهذه الجامعة إذا؟ وهل أصابها نفس الوهن والضعف الذى أصاب كل مؤسسات الدولة فى عهد الحزب الواحد، والرأى الأحادى، والإقصاء للآخرين الذى دمر دولة كبيرة لها وزنها الإقليمى بحجم السودان؟
واخرجنى من دهشتى وتساؤلاتى الذهنية قول الطالب: هل اطلعت دكتورعلى تفاصيل مقررات السنوات الأربع ؟ قلت له ليس بعد، لأن طلبك ليس معتادا، فأنت مهندس معمارى ممتاز يدل على ذلك تقديرك فى البكالوريوس ( جيد جدا)..! وعلى كل حال أعطنى فرصة لأطلع على تفاصيل مقرراتك وأتصل عليك. وعندما اطلعت على تفاصيل مقرر السنوات الأربع فى ملف الطالب، لم أجد شيئا غير عادى، فدرجات الطالب مرتفعة فى جميع المقررات تقريبا، فأين الخلل إذا؟ فقررت الدخول إلى موقع الجامعة حتى أتبين مواطن الخلل فى المقررات، التى أدت بالطالب ألا يثق بكونه مهندسا معماريا ناجحا..!
وهالنى ما وجدته فى موقع الجامعة..! فمن المستحيل على مجلس علمى يحترم علمه ومهنيته، أن يجيز هذه المقررات بالشكل الذى وجدته..!
اتصلت به وجاءنى ، قلت له : يا ابنى.. فعلا هذه المقررات بطريقة تدريسها وتنفيذها لن تجعلك مهندسا معماريا، بل ستعدك لتكون (إمام مسجد ناجح جدا، ولدهشتى الشديدة قال لى: فعلا دكتور… انا خطيب وإمام جامع الحلة..! وعقدت الدهشة لسانى.. فلم أتوقع هذه الإجابة..!
نظرت إليه باحترام شديد قائلا له: أنت يا ابنى بوعيك الأكاديمى هذا، ووعى والدك العظيم، أشرف بألف مرة من البروفيسير الذى وقع لك هذه الشهادة وخرجك مهندسا معماريا بتقدير (جيد جدا) وأنت
لا تجيد علم المعمار..!
حاولت بشتى الطرق التعاطف معه فى عمل المقاصة، فهنالك تشابه فى بعض المقررات بين المعمار والتصميم الداخلى. وناديته ثانية لأطلعه على النتيجة المؤسفة.
قلت له يا بنى لقد تعاطفت معك لصدقك.. ولم استطع فعل أكثر مما وصلت إليه لصالحك.. فقد حذفت لك بعض المقررات المتشابهة، وقررت أن تدخل قسم التصميم الداخلى بجامعتنا مع بداية الفصل الدراسى الثانى للسنة الأولى، بشرط أن تنجح فى ثلاث مقررات أساسية ومهمة جدا من الفصل الأول. مارأيك ؟ وكنت أعتقد أنه سيرفض هذه المقاصة..! ولدهشتى قبل بها، وانتظم فى الدراسة وأعتقد أنه تخرج بنجاح عام 2021، لأن لديه حس دراسى عال، استطاع به تقييم ما درسه فى كليته السابقة، ولم أتمكن من متابعته لأننى غادرت الجامعة إلى المملكة السعودية كأستاذ زائر بجامعة الباحة حسب طلبها، فى بداية العام الدراسى 2017م.
فما هى الجرائم الأكاديمية التى وجدتها فى موقع الجامعة؟
1/ أولها أن كلية المعمار قد أسسها أستاذ واحد بدرجة أستاذ مساعد وهو عميدها الآن. ومن المفترض أن تؤسس أى كلية عن طريق لجنة متخصصة، وبرتب أستاذ وأستاذ مشارك، متخصصون فى مقررات متنوعة تشمل جميع جوانب التخصص.
2/ حاولت قدر الإمكان ولساعات طويلة الحصول على الخطة الأكاديمية للكلية من الإنترنت، أى عدد الساعات المعتمدة للتخصص، لكل فصل دراسى فلم أجد، وحاولت حسابها من جداول المحاضرات، ولم أستطع لأن الجداول غير مكتملة، وأنا أرجح أن عدم نشرها فى الموقع دليل على قصور فى عدد الساعات المعتمدة المكونة للتخصص، وقد يكون ذلك لعدم وجود أساتذة متخصصون فى السودان لتغطية ساعات تخصص كافية لترقية المستوى، وهو الذى أدى لتردى المستوى العلمى لهذه الكلية.
ويدل على ذلك المعلومات التالية:
ا. يقوم بتدريس المواد الدينية كمتطلبات جامعة أساتذه حاصلون على الدكتوراة فى المستويين الأول والثانى. وهذا اهتمام مرغوب وفى محله، لأن الجامعة طبيعتها إسلامية. ولكن بعد ذلك تأتى الطامة الكبرى..! وهى قلة وجود أساتذة بدرجة الدكتوراة لتدريس مقررات التخصص، ويتبين ذلك من المعلومات التالية.
ب. المستوى (1) (طالبات) يقوم بتدريس مقررات التخصص 10 مساعدين تدريس ومعهم أستاذان فقط (دكتوراة). مع أن مساعد التدريس فى أى جامعة محترمة لايدرس المقررات الأساسية النظرية، وإنما يدرس التطبيقات العملية للمقررات التى يدرسها الأساتذة.
ج. تقوم مساعدة تدريس فى قسم البنات بمفردها بتدريس 16 ساعة أسبوعيا لمقرر تخصص (تصميم معمارى) وهو من المقررات الأساسية بالكلية.
د. بالمستوى(2) (طالبات) يقوم بتدريس مقررات التخصص 13 مساعدة تدريس، و14 دكتور، بنسب مناصفة تقريبا.
هـ. بالمستوى (1) (طلبة) يوجد عدد 10 مساعدين تدريس يقومون بتدريس مقررات التخصص ويساعدهم عدد دكتور واحد فقط طوال فصل دراسى كامل.
و. بالمستوى (2) (طلبة) يقوم 5 مساعدين بتدريس مقررات تخصص، ومعهم 7 دكاترة.
ز. بالمستوى (3) ، يوجد 13 مساعد تدريس لمقررات التخصص، وعدد 2 دكاترة فقط.
ح. بالمستوى (4) يقوم بتدريس مقررات التخصص 2 مساعدين تدريس و9 دكاترة.
ط. بالمستوى (5) مشروع تخرج يشرف عليه دكتور واحد.(المفروض أكثر من دكتور).
وأعتقد أن هذا الخلل الأكاديمى بتكليف عدد كبير من مساعدى التدريس (أكبر من عدد الدكاترة فى الكلية) بتدريس مقررات تخصصية هو الذى أدى لتدنى المستوى الأكاديمى لهذه الكلية، وقد يقول قائل أن الحالة التى وصلتك حالة فردية، ولا يمكن الحكم على تردى الوضع الأكاديمى بالكلية من خلالها. ولكنى أقول أن الجداول التى وجدتها وسأنشرها فى نهاية المقال توضح بالتأكيد ضعف المستوى الأكاديمى لهذه الكلية، والدليل الآخر أن الطالب تخرج بتقدير (جيد جدا) أى أن ماتعلمه بالكلية وضعه (كاملا) فى دفاتر الإجابة، وبه حصل على تقدير يتيح له التعيين كمساعد تدريس بنفس كليته. وهذا يثبت أنه درس على أيدى عدد كبير جدا من مساعدى التدريس فى نفس مستواه العلمى، ولهذا جاءت الحصيلة العلمية بائسة.
3/ وبجانب المشكلات الأكاديمية لهده الكلية، توجد مشكلة إدارية، أطرحها فى السؤال التالى: لماذا (كلية معمار) وليس (قسم للمعمار) ومعروف عالميا أن المعمار له جانبان (هندسى) ولهذا يلحق بكلية الهندسة، أو(فنى جمالى) ويلحق بكلية الفنون التطبيقية. ولذلك، وانطلاقا من وضعنا فى السودان، لا حاجة لوجود كلية معمار متخصصة قائمة بذاتها، إلا إذا كانت هنالك أهداف أو حاجة (لابتكار) مناصب جديدة أو ترضيات معينة..!
وأعتقد أن الأخ الدكتور الكريم الذى أسس الكلية – بمفرده – ولهذا يتحمل مسئولية الإنفراد بالفشل وحده أيضا، لم يطّلع على تجربة كلية المعمار بجامعة الخرطوم حتى يستفيد من مسيرتها المتأرجحة بين الفشل والنجاح . لقد قام السيد ميرغنى حمزة وزير الأشغال فى الخمسينات بتأسيس قسم للمعمار بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم عام 1957 ولم يتحول القسم إلى كلية مستقلة إلا عام 2007م، أى بعد نصف قرن من تأسيس القسم. ورغم أن كلية المعمار بجامعة الخرطوم عمرها 67 عاما فهى لا تزال تعانى من إختلال معادلة نسبة الأساتذة الى الطلاب، أى نقص الكادر الأكاديمى وفق شروط ومتطلبات الجامعة. فلماذ نكرر التجربة وبنفس أخطاء الماضى؟
من المفروض إذا، ألا نتوسع فى تأسيس كلية مثل كلية المعمار إلا فى حالة وجود نهضة اقتصادية شاملة نحتاج فيها إلى العمارة التنموية فى قطاعات التعليم والصحة والصناعة والمشاريع الزراعية، ووقتها قد نحتاج إلى معمار متخصص فى تأسيس الجامعات والمدارس، ومعمار آخر لتأسيس المستشفيات والمراكز العلاجية والمنتجعات والفنادق، وثالث لتأسيس المنشآت الرياضية كالملاعب بأشكالها المتعددة حسب نوع الرياضة، ورابع متخصص فى تأسيس المصانع.. إلخ وفى هذه الحالة نستطيع تأسيس كلية معمار بأقسام متخصصة ترفد هذه النهضة بمشاريعها العمرانية، ولكن بتوفير الكادر الأكاديمى أولا والذى يجب أن يؤهل مسبقا خارج السودان، بالابتعاث لدول ازدهرت اقتصاديا وعمرانيا مثل اليابان والصين وماليزيا وغرب أوروبا والولايات المتحدة.
وهنالك خطأ إدارى آخر بهذه الكلية يرتبط بتسمية الكلية (كلية المعمار والتخطيط) أى تخطيط يقصده الأخ والزميل الدكتور مؤسس هذه الكلية مع احترامى لشخصه؟ ولفظ (التخطيط) لفظ عام يشمل جوانب متعددة كما نعلم جميعا؟ وأكيد أنت تعلم أن المعمار مرتبط بالتخطيط الحضرى ولذلك يجب أن يعدل اسم الكلية إلى (كلية المعمار والتخطيط الحضرى). وتجميد التسجيل بهذه الكلية، وإيقاف الدراسات العليا بها، حتى لا نعيد ونجتر معلوماتنا القاصرة فى هذا الجانب، وحتى يتم أيضا تأهيل عدد مناسب من الكوادر التدريسية فى دول متطورة فى التخصص خارج السودان.
4/ أدى التخبط الإدارى بالكلية والذى شمل الدولة كلها فى ظل النظام البائد وملحقاته المستمرة حتى الآن، إلى ابتكار منصب جديد وعجيب وهو (رئيس لقسم المعمار والتخطيط) فى إطار كلية تسمى (كلية المعمار والتخطيط)، هل يعقل هذا؟ كيف تكون كلية للمعمار والتخطيط وبداخلها قسم للمعمار والتخطيط ؟ كوجود كلية للهندسة وبداخلها قسم للهندسة؟ لذلك فى بداية المقال ذكرت أن تأسيس الكلية (الإنفرادى) قد جانبه الصواب، ففى مجال الأكاديميات وأى مجال تطويرى آخر، لا مجال للآراء الفردية فيه. وأرجو أن تتغير تسمية هذا المنصب إلى مساعد العميد للشؤون الأكاديمية أو الإدارية، أو أى شأن آخر. حتى تتوسع الكلية وتشمل أقسام أخرى ويتم تسميتها على حسب تخصصاتها. وكفانا تخبطا فى كل المجالات حتى أوشكنا أن نمحو اسم ذلك الوطن الكبير من خريطة العالم..!
ملحوظات نهائية:
- من الجداول غير المكتملة يتبين أن الكلية تركزعلى تدريس المقررات الدينية بتوفير كادرعال لتدريسها من الأخوة الدكاترة جزاهم الله خيرا.
- أما مقررات التخصص فحدث ولا حرج، فبصرف النظر عن وجود عدد ضخم من مساعدى التدريس يقومون بتحمل عبء تدريس مقرارات التخصص، لاحظت أن وجود الدكاترة فى مقررات التخصص يتم فى المستويات الأخيرة، بينما البناء فى المستويات الأولى والوسيطة (منهار)..!
- فى المستوى الثالث يقوم مساعدو التدريس (كتر خيرهم) بتدريس المقررات الأساسية، وهى (تصميم معمارى) و (تقنيات تشييد)، بينما يقوم اثنان من الأخوة الدكاترة بتدريس المقررات المساعدة مثل (خدمات مبانى، هندسة صحية)..!
خلاصة:
مما تقدم يتبين أن إنشاء هذه الكلية (والذى تم بطريقة فردية موثقة فى الموقع) يجعلنى أعتقد بأنه تم أيضا بترضيات شخصية، فقد تم تأسيس الكلية بالرغم من عدم وجود كوادر مؤهلة للتدريس، مما يدفع إلى سوق العمل بكوادر غير مؤهلة تؤتر سلبا على القيام بواجباتها فى المجتمع على أكمل وجه. كما يتبين أن الدافع لإنشاء مثل هذه الكليات (الوهمية) هو دافع (مادى) فقط، وتولى (مناصب) فقط، بصرف النظر عن الآثار الخطيرة المدمرة على المجتمع السودانى.
آخر الكلام:
لتصحيح مسيرتنا التعليمية، أتمنى أن تكوّن لجنة عليا فى وزارة التعليم العالى من الباحثين الأكاديميين، لديها سلطات التحرى عن كليات ومعاهد عليا أخرى، ودراسة ظروف إنشائها سواء فى هذه الجامعة أو فى غيرها، وخاصة كليات الطب والهندسة والقانون والتربية.. إلخ..على سبيل المثال، والمؤثرة تأثير مباشر على حياة الشعب ومستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، لتحديد مواطن الضعف الذى أصاب هذه المؤسسات، ومحاولة وضع علاج لها ، هذا كى لا نترك للصدف اكتشاف أخطاء كارثية على مستقبل الوطن والأجيال المتعاقبة.
مرفقات:
مرسل 3 صور لبعض جداول كلية المعمار كنماذج. ثم بيان لمكونات قسم المعمار بجامعة البحرين مصمم كمثال يحتذى به.
رابط الصور للنشر مع المقال
https://we.tl/t-aXXwPGzkSz
لقد قمت بعمل مسؤول جزاك الله عنه كل خير
تحية لذلك الفتي ولأبيه لإعترافها بالضعف الفني ومحاولة تصحيح مساره
دي حاجة نادرة شديدد