مقالات سياسية

 قبل أن تحل الذكرى الأولى للحرب اللعينة،، الأولى إخمادها وليس إفراغ السودان من أهله وإفقارهم!!؟؟

د.عثمان الوجيه

1/ الوحشية تطل برأسها في السودان (إرهاب بلا حدود) :-

شهدت الساحة السودانية في الآونة الأخيرة تصاعدًا مُقلقًا في أعمال العنف والوحشية من قبل بعض الجماعات المُسلحة، حيث انتشرت مقاطع فيديو مُروعة تُظهر عمليات قتل وتنكيل بشعة تُمارس ضد المدنيين وعناصر من القوات المسلحة (أ) فيديو الرؤوس المقطوعة: قبل شهر، انتشر فيديو يُظهر احتفال جماعات البراء الإرهابية برأسين منفصلين عن الجسد اتضح لاحقاً أنهما مدنيان قتلا وتم التمثيل بجسديهما، (ب) فيديو أكل لحم الإنسان: انتشر فيديو لأحد أفراد القوات المسلحة وهو يلتهم زراع شخص ميت من قوات الدعم السريع في منظر مُقزز لا يمكن تصوره، (ج) فيديو الإخصاء: تم تسريب فيديو لإرهابي من كتائب البراء يتحدث فيه عن إخصاء أسرى الدعم السريع، معتبراً ذلك عقوبة لمن يُعارضهم، (د) فيديو سلخ الجندي: نشرت الجماعات الإرهابية فيديو لمقاتلين يقومون بسلخ جندي تابع للدعم السريع تماماً مثلما يسلخون الشاة، فتثير هذه الأعمال الوحشية مشاعر الذعر والرعب لدى المدنيين، وتُهدد استقرار المجتمع السوداني، كما تُساهم هذه الأعمال في تطبيع العنف والقتل، وتُهدد القيم الإنسانية والأخلاقية، وتُشجع هذه الأعمال على انتشار التطرف والعنف في المجتمع السوداني، حيث قامت قيادة القوات المسلحة باحتضان المليشيات الإرهابية تحت لافتة الاستنفار، ومنحت قادة كتائب القتل المتطرفة صلاحيات مطلقة في أماكن سيطرتها، فقد ساهم نظام الإنقاذ البائد في نشر ثقافة الإرهاب والعنف، مما سهل بروز هذه الجماعات المتطرفة، لتُهدد هذه الأعمال الوحشية استقرار السودان وتُعيق عملية الانتقال الديمقراطي، وتُشكل هذه الجماعات المتطرفة تهديدًا للأمن الإقليمي، وتُهدد الدول المجاورة، عليه يجب محاسبة جميع المتورطين في هذه الأعمال الوحشية، وتقديمهم للعدالة، ويجب معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى ظهور هذه الجماعات المتطرفة، مثل الفقر والتهميش والفساد، كما يجب على المجتمع الدولي التعاون مع السودان لمُحاربة الإرهاب والتطرف، لإن تصاعد أعمال العنف والوحشية في السودان يُشكل تهديدًا خطيرًا على استقرار البلاد والمنطقة، ومن الواجب علينا جميعًا العمل معًا لمُحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، وضمان مستقبل آمن ومستقر للسودان.

2/ في ظل غيابِ الأمنِ والمسؤوليةِ (نهبٌ وسرقةٌ فاقعةٌ) :-

عنوانٌ مخيفٌ ومؤسفٌ هو العنوانُ الذي يطالعنا اليومَ في العديدِ من أحياءِ العاصمةِ السودانيةِ الخرطوم، عنوانٌ يُشيرُ إلى جرائمِ نهبٍ وسرقةٍ فاقعةٍ تُمارسُ على مرأى ومسمعِ من الجميع، من دونِ رادعٍ أو عقابٍ، فبعدَ أحداثِ العنفِ والاشتباكاتِ التي شهدتها الخرطومُ مؤخرًا، عمدَ بعضُ أفرادِ القواتِ المسلحةِ والشرطةِ إلى نهبِ ما تبقى من أثاثٍ ومقتنياتِ المواطنين، مستغلينَ حالةَ الفوضى وانفلاتِ الأمنِ، وتشيرُ البياناتُ الموقعةُ من لجانِ الأحياءِ والشكاوى الرسميةُ الموثقةُ إلى أن هذه السرقاتِ والنهبَ الصريحَ تمَّ بواسطةِ أفرادٍ من القواتِ المسلحةِ والشرطةِ أمامَ أنظارِ الضباطِ والمسؤولين، مما يجعلهم شركاءَ في هذه الجرائمِ بالصمتِ والتغاضي، وفي ظلِّ هذهِ الأحداثِ المأساويةِ، يبرزُ سؤالٌ هامٌ: أينَ واليُ الخرطومِ من هذهِ الجرائمِ الفاقعةِ؟، فالواليُ الذي يُفترضُ بهِ أن يكونَ مسؤولًا عن أمنِ المواطنينَ وممتلكاتهم، مشغولٌ بكسبِ رضاءِ الكيزانِ وارتداءِ أزياءِ الحربِ البهلوانيةِ التي تجعلُ بعضَ الولاةِ في هيئةِ مهرجي السيرك، فأينَ مسؤوليةُ الواليِ عن حمايةِ أرواحِ المواطنينَ وممتلكاتهم؟ وأينَ مسؤوليةُ رؤساءِ المحلياتِ الذين لا يُبدونَ أيَّ اهتمامٍ بما يجري في أحيائهم؟ إنَّ ما يجري في الخرطومِ اليومَ هو أمرٌ مرفوضٌ ومُدانٌ بكلِّ المعاييرِ، ولا يمكنُ السكوتُ عليهِ تحتَ أيِّ مبررٍ، فالمسؤوليةُ تقعُ على عاتقِ الجميعِ، من المواطنينَ إلى المسؤولينَ، للعملِ على وقفِ هذهِ الجرائمِ ومحاسبةِ مرتكبيها، ولن يتحققَ الأمنُ والاستقرارُ في الخرطومَ إلاَّ بوجودِ مسؤوليةٍ حقيقيةٍ ووعيٍ من الجميعِ بخطورةِ ما يجري، فلا بدَّ من وقفةٍ جادةٍ وحاسمةٍ من قبلِ جميعِ الأطرافِ لوضعِ حدٍّ لهذهِ الظاهرةِ الخطيرةِ التي تُهددُ أمنَ واستقرارَ المجتمعِ، وختامًا، لا بدَّ من التأكيدِ على أنَّ نهبَ ممتلكاتِ المواطنينَ جريمةٌ لا تغتفرُ، ويجبُ على السلطاتِ المعنيةِ اتخاذُ الإجراءاتِ اللازمةِ لمحاسبةِ مرتكبيها، ووضعِ حدٍّ لهذهِ الظاهرةِ المُخيفةِ، فلا يمكنُ لأيِّ مجتمعٍ أن يتقدمَ ويتطورَ في ظلِّ انفلاتِ الأمنِ وانتشارِ الجرائمِ، ولذلك، فإنَّ مسؤوليةَ تحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ تقعُ على عاتقِ الجميعِ، من دونِ استثناءٍ، فلا بدَّ من تضافرِ جهودِ الجميعِ لخلقِ مجتمعٍ آمنٍ يُمكنُ للجميعِ العيشَ فيهِ بسلامٍ ووئام، هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في خضمّ الحرب اللعينة التي اندلعت في السودان، توطدت علاقاتي مع زملائي السودانيين أكثر، سواءً داخل البلاد أو بعد خروجهم منها، تبادلنا المراسلات الطريفة كتخفيف لصدماتنا عما يحدث في وطننا الحبيب، وقد أثارت الصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية مؤخرًا عن نقل اللاجئين السودانيين لعادات إفطار رمضان في الشارع، خاصةً في مصر، مشاعري المتضاربة، من ناحية، شعرت بالسعادة لرؤية هذه التقاليد الجميلة تُحَافظ عليها في بلاد الغربة، ومن ناحية أخرى، شعرت بالحزن العميق على ما آل إليه حال السودان، يُذكرني هذا المشهد بقصتي الشخصية، فأنا أعيش خارج السودان منذ عقدين، وعلاقتي بمصر قوية منذ ذلك الحين، كنت أروي لزملائي عن قضاء أول أيام عيد الأضحى في غرفتي بالفندق، متناولاً كوبًا من الزبادي، كناية عن عدم تلقي أي دعوة لتناول الإفطار مع أحد، ولكن ها هو أول رمضان يُشهد توافد السودانيين بأعداد كبيرة إلى مصر، ليُحوّلوا أحياء القاهرة إلى شوارع الخرطوم، فما بالك لو استمرت الحرب في السودان كما هو الحال في سوريا، حيث ظن الجميع أنها ستخمد بعد أشهر، وها هي مستمرة منذ عقد ونصف بعد هجرة جل السوريين، إن استمرت الحرب في السودان دون رادع، أخشى أن يُضطر جميع سكانه إلى الفرار، تاركين خلفهم مدنًا مدمّرة وذكريات جميلة، أُرسل هذه الكلمات كنداءٍ عاجلٍ لوقف الحرب في السودان، فلنُنقذ بلدنا من الدمار ولنُحافظ عليه، ولكن كيف ذلك مع (بلطجية القوات المصلحة !!؟؟) #اوقفوا_الحرب #Stop_The_War

خروج:- تعرضت الفنانة السورية أصالة لحملة إعلامية غربية تهدف إلى حذف أغنية “أصحاب الأرض” التي أصدرتها مؤخرًا، وذلك بحجة احتوائها على محتوى غير لائق، حيث تتضمن أغنية “أصحاب الأرض” رسالة إنسانية تدعم حق الفلسطينيين في الأرض وتعبر عن مساندتهم، وهذا لا يعجب إسرائيل (اقصد الإعلام والرأي العام الغربي) ويُلاحظ أن الإعلام الغربي يتعامل بمعايير مزدوجة فيما يتعلق بحرية التعبير، مثلا: يتم التغاضي عن محتوى عنيف ودموي في الأفلام والبرامج التلفزيونية الغربية، بينما يتم حظر محتوى سلمي يدعم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، و تسعى بعض الدول الغربية إلى تقييد حرية التعبير من خلال سن قوانين تجرّم التعبير عن بعض الآراء ويدعم بعض الإعلاميين الغربيين خطاب الكراهية والعنصرية ضد العرب والمسلمين، فيؤدي هذا التناقض إلى خنق حرية التعبير في الشرق الأوسط، ويمنع الفنانين من التعبير عن آرائهم بحرية ويُساهم هذا التناقض في الإضرار بالصورة العربية، ويُعزز الصورة النمطية عن العرب كأشخاص عنيفين، عليه، يجب على الإعلام الغربي أن يتوقف عن ازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التعبير، ويجب أن يُسمح للفنانين في الشرق الأوسط بالتعبير عن آرائهم بحرية دون خوف من الحظر أو التهديد.. ولن أزيد،، والسلام ختام.

د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر

بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه:- لغة إنجليزية / جامعة أفريقيا العالمية

[email protected] @drosmanelwajeeh

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..