مقالات سياسية

هل لتحرير الخرطوم عام 1885 علاقة بحربها عام 2023؟ الرأي والرأي الآخر

(1)

تمهيد

وصلتني “نصوص منقولة” بعنوان “ما يحدث الآن حدث قبل مائة وثمانية وثلاثون عام [كذا] في سقوط الخرطوم علي يد أنصار المهدي، حقًا نحن أمة لا نتعظ من التاريخ”، من عدد من الأصدقاء، يستفسرون عن صحة المعلومات الواردة فيها، ويبدو أن الشيء الذي دفعهم إلى ذلك الاستفسار أنَّ “ناقل النصوص” قد ذكر من ضمن مصادره “مذكرات يوسف ميخائيل”، التي حققتُها، ونشر طبعتها الأولى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان عام 2004؛ إلا أن القارئ المتبصِّر في ثنايا النصوص المنقولة، يلحظ الآتي:

أولاً: أن كل المعلومات التي ذكرها “الناقل” منقولة نقلاً حرفياً من كتاب إبراهيم فوزي باشا، “السودان بين يدي غردون وكتشنر”، لم يرد نصٌ واحد منها في المصادر التي وضعها في النهاية. ويبدو أنه قد قصد بذلك تمويه القارئ وإضفاء نوع من المصداقية على نصوصه المنحولة. ويعتبر مثل هذا النهج في التدوين ضرباً من ضروب التطفيف؛ لأنه يُجرد النصوص من مصداقتها.

ثانياً: توجد أخطأ في عناوين بعض المصادر التي ذكرها “الناقل”، ومنها على سبيل الحصر “مذكرات محمد عبد الرحيم”، لم يكتب محمد عبد الرحيم مذكرات، بل كتب عدداً من الكتب، ونذكر منها: “النداء في دفع الافتراء”؛ “الصراع المسلح على الوحدة في السودان أو الحقيقة عن حوادث 1924″؛ “محاضرة عن العروبة في السودان”. كما ذكر “الناقل” “مذكرات بابكر بدري”، علماً بأن العميد بابكر لم يصدر كتاباً بهذا العنوان، وإنما جاءت مذكراته تحت عنوان “تاريخ حياتي” في ثلاثة مجلدات، المجلد الوحيد منها الذي يتحدث عن فترة المهدية هو المجلد الأول؛ إلا أنه لم يذكر شيئاً مما جاء في النصوص المنحولة. وكذلك ذكر “الناقل” منشورات الإمام المهدي التي حققها محمد إبراهيم أبوسليم؛ إلا أن عنوانها الصحيح هو “الآثار الكاملة للإمام المهدي”، وتختلف مجلدات الآثار الكاملة السبعة عن “منشورات المهدية” التي حققها أبوسليم.

ثالثاً: سأذكر في الفقرة الآتية النصوص المنحولة كاملة، كما وصلتني من أحد الأصدقاء، دون حذف، أو تعديل، أو تصويب للأخطاء الأسلوبية واللغوية الواردة فيها، والتي يُعزى معظمها إلى آفة النقل المتعجل، بل أكتفي بوضع النصوص المنقولة من كتاب إبراهيم فوزي باشا بين علامات تنصيص، وأشير إلى الصفحات المذكورة فيها في نهاية كل فقرة، حسب الطبعة الصادرة من الدار السودانية للكتب في العام 2010، وذلك من أجل التوثيق وصون الأمانة العلمية. وفي الخاتمة أعرض بعض الاستنتاجات المستقاة من التمهيد ومحتويات النصوص المنقولة.

 

(2)

النص الكامل للمقال

ما يحدث الآن حدث قبل مائة ثمانية وثلاثون عام في سقوط الخرطوم علي يد أنصار المهدي حقًا نحن أمة لا نتعظ من التاريخ!

في 26/ يناير 1885 “بلغ عدد القتلى من سكان الخرطوم يوم سقوطها أربعة وعشرون ألف رجل، وقتل الأطفال وكل ذكر ولو كان رضيعاً إلا أن النساء لم يقتلن. ابتدأت هذه المذبحة عند طلوع الفجر وبين شروق الشمس، أصدر الخليفة أمراً بالكف عن القتل وأُخرج السكان من منازلهم بملابس النوم وأصدر أمين بيت المال أمراً إلى الحاج خالد العمرابي بالوقوف على باب الخندق لتفتيش كل خارج من سكان المدينة الذين أُمروا بالبقاء في بقعه بين الخندق ومعسكر ابن النجومي واستولى الدراويش على المنازل ( حدث ويحدث الان) .وفي اليوم التالي بدأ تعذيب الناس حيث يستدعون صاحب المنزل وكبار أفراد عائلته إلى منزل الأمين ويبتدؤن مكالمته بقولهم له حيث أنك كفرت بالله ورسوله وحاربت المهدي فقد أهدر الله ورسوله دمك وحرم مالك وصيره حقاً للمهدي والمهدي عفا عن دمك ولا سلامه لك في الدنيا والآخرة إلا بتسليم جميع أموالك حتى الخيط والمخاط. وسواء اذعن لهذه الاكاذيب وسلم ماله أو لم يسلم فلا بد من ضربه ألف سوط والمرأة نصفها وتوثق يداه ورجلاه ويلقي على الأرض ويصب عليه الماء البارد في الليل، وبقي السكان في حالة العذاب هذه حتى جُمعت الأموال والأمتعه في بيت المال.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 5-6).

“ومن الاحداث التي وقعت يوم سقوط الخرطوم أن رجلاً اسمه (كريب) من أقارب المهدي ومن حراس الخليفة شريف الذين يطلق عليهم اسم (الملازمية) ( الدعامة ) ومعه نحو عشرة من أقاربه دخلوا منزل رجل مصري اسمه (ابراهيم) له سبعة إخوه فقتلوا الثمانية وفتشوا المنزل فلم يجدوا به مالاً وكان لابراهيم غلام في التاسعة من العمر فأخفته امه ونساء اعمامه في وسط الأمتعه خوفاً عليه من القتل إلا انهم عثروا عليه في غضون التفتيش واخرجوه فتراءت امه ونساء اعمامه على أقدام (كريب) ورفقائه وقلن له ان والده واعمامه السبعه قتلوا فنسألك بالمهدي أن تترك لنا هذا الصبي فالتفت عليهن وقال كيف نتركه ونحن لم نجد في بيتكن ذهبا ولا فضه وكلكن نساء مسنات ليس بينكن من تميل النفس إليها ثم صاح برفقائه وقال قطعوا الصبي ثماني قطع واتركوا لكل واحده منهن قطعه ولم يتم هذه العباره حتى تناول رفقائه الصبي وقطعوه ثماني قطع وألقوا لكل إمرأة قطعه، ومثل هذه الحادثه يعد بالالوف ذكرنا منها هذه للدلالة على اخواتها.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 6)

“وأُخذت النساء سبايا وأرسل أمين بيت المال بنحو ألف عذراء من بنات أعيان المصريين فاختار المهدي منهن ثلاثين فتاة من ذوات الحسن والجمال آباؤهن من وجهاء المصريين سكان المدينة ووزع الباقي على حرسه وذوي قرابته وكلهن كموطوآت بملك اليمين.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 6)

“وأرسل أمين بيت المال عدداً عظيماً من النساء إلى عبد الله التعايشي فأبقى لديه العذارى منهن ووزع الباقي على حراسه وذوي قرابته أيضاً، وصار كلما قضى وطره من واحدة يهديها إلى أحد رجال حاشيته. وأرسل أمين بيت المال أيضاً بمئات من النساء إلى الخليفتين علي ود حلو ومحمد شريف وكان عملهما بهن مثل عمل عبدالله التعايشي. وكثير من أولئك النسوة إمتنعن من الفسق والفجننور بهن فعذبن عذاباً أليماً وضربن ضرباً مبرحاً وحُلقت شعور رؤسهن وكثير منهن فضلن الموت على الحياة ورأيت امرأة أحد السناجك وهي تركية من جهة أبيها وسودانية من جهة أمها انتحرت تخلصاً من العذاب الذي نالها على إثر إمتناعها من تسليم نفسها لعبد الله التعايشي. وضربت إمرأة الشيخ محمد السقّا شيخ القرّاء في الخرطوم وعذبت ستة شهور لإمتناعها من تسليم نفسها إلى عبد الله التعايشي” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 7)

“والخلاصه ان عدد النساء اللواتي سُبين لايقل عن خمسة وثلاثين ألف فتاة، وشاهد ذلك انك تجد عند أصغر أمير من أمراء المهدي عشرين فتاة أما الأمراء الكبار وأقارب المهدي فإن اللواتي يأخذهن كل واحد منهم يزيد عددهن على العشرين عذراء ولايظنن القارئ أنهم يختلسون أولئك الفتيات بل يأخذونهن بأمر من المهدي او أحد الخلفاء او أمين بيت المال موضحاً في كل أمر اسم الفتاة واسم ابيها وجدها وأوصافها وأنها أُعطيت لفلان غنيمة له يحل له وطؤها بملك اليمين ويجوز له بيعها مالم تصر ام ولد. ومن وجدت عنده من أتباع المهدي إمرأة وليس لديه أمر بالبيانات التي ذكرناها تصادر أمواله ويُقبض عليه ويُعامل معاملة السارق.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، 7)

“وكان المهدي أصدر أمراً حظر فيه سبي كل أمرأه لها بعل ولكن هذا الأمر كان لايعمل به إلا إذا كانت المرأة طاعنة في السن أو قبيحة المنظر لاتميل إليها النفس، وكان أمين بيت المال يمسك النساء ويفتشهن بعد خلع ملابسهن فمن وجدت سليمة من العيوب أخذت ومن وجدت بها عيب انتهرت وطردت. هذا مجمل مافعله المهدي بسكان الخرطوم من جهة الأموال والأعراض ذكرته بغاية الايجاز لأني إذا تتبعت التفصيل أفنيت الأعوام…” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 7)

“وأصدر المهدي منشوراً قال فيه إن جميع الذين خرجوا من قيقرة الخرطوم أي (خندق الخرطوم) لايعتبر زواجهم شرعياً لأنه حصل في زمن الفترة التي كانت قبل بعثته وأمر بعقد زواج كل زوجين من اولئك الأسرى وإذا كان في المرأه شئ من الحسن أو بقية من الشباب لايستأنف عقد زواجها بل تؤخذ غنيمة. وكتب أمين بيت المال إلى المهدي يستفتيه في أنه وجد بالخرطوم عتقى اعتقهم مواليهم قبل فتح المدينة بزمن طويل فهل يعاملون كالأحرار أو الأرقاء فأجابه بأن الذين أُعتقوا كفار لا يعتبر عتقهم وأمره بمعاملة اولئك العتقى معاملة الأرقاء.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 8)

 

(هذه المكاتبات موجوده بدار الوثايق القومية في الآثار الكامله للامام المهدي).

“ذكرت أنني أسلمت نفسي ومن معي من الجنود في منتصف النهار فقبضوا عليَّ وأوثقوني كتافاً وساقوني إلى أمين بيت المال يحيط بي نحو مائتي نفر من الدراويش شاهرين سيوفهم وكلهم يصيحون بي ويقولون ياكافر ياعدو الله فالفيته بمنزل أبي بكر الجاركوك أحد أعيان المدينة ووجدت المنزل مملوء بالنساء وهو مشتغل بفرزهن ولما أُوقفت بين يديه كان مشتغلاً بالنظر إلى فتاة فاتنة وهي مجرده من ملابسها وبيدها خرقة تستر بها عورتها وهو يقلبها يمنى ويسرى والدموع تتساقط من جفونها وهي تقول “رضينا بقضائك ياالله”.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 8).

“وبعد أن فرغ من أمر الفتاة إلتفت إلى نحوي وقال أعوذ بالله من هذا الوجه الأبيض ثم إلتفت للحراس الذي حولي وقال لهم من هو هذا الكافر فقالوا هو إبرهيم باشا فوزي فقال لماذا لم تقتلوه فقالوا تركناه ريثما يظهر أمواله وأموال غوردون والحكومة ثم صاح بي وقال دلنا ياكافر على هذه الأموال فقلت ان أموالي أُخذت من منزلي وأما أموال غوردون والحكومة فلست موكلاً بحفظها ثم استل سيفه من غمده وتقدم إلي وقال هذا الكافر لايظهر هذه الأموال وقتله خير من استحيائه فأمسكه من حوله وقالوا له ارجئه ريثما نعذبه أو يدلنا على الأموال ثم صاح بالعبيد فطرحوني على الأرض وجلس واحد منهم على رأسي وأمسك إثنان السياط وضرباني حتى كلت سواعدهما فأبدلا باثنين آخرين حتى سال الدم من جسمي وبعد أن تمزق جسمي زجوني في السجن وبقيت ثلاثة أيام فيه يسوقوني للإستنطاق والضرب في غدوه وروحة.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 8-9)

“وفي اليوم الثالث اخرجوني من السجن موثوق الكتاف يحيط بي الحراس وارسلوني إلى منزلي فوجدت به أحد الأمراء فجمع أمتعتي وكتبها في ورقه عرضها علي فلم أجد شيئا مفقودا منها ثم قال لي إن الأموال الظاهرة كلها استوليت عليها ولم يبقى غير مايخفى في بطن الأرض فقلت انني لم اخف شيئاً في بطن الأرض فأخذ يوعظني تاره ويهددني تارة اخرى فقلت له انني لم اخفي شيئاً ولم يكن لدي مال غير مااستوليت عليه فساقني ومعي ماخف حملة من الأمتعه الذهبية والفضية والنقود وبعض حلي مجوهره إلى أمين بيت المال فلما نظر إلى قال كيف أبقيتم هذا الكافر حياً حتى الآن فقال له الأمير نحن نؤجل قتله حتى يظهر لنا أمواله وأموال غوردون والحكومه ثم قال أمين بيت المال لذلك الأمير ألم يك عنده نساء فقال له عنده محظيتان حبشيتان أخذتهما لنفسي فقال أمين بيت المال كيف تأخذهما قبل عرضهما علي وأخذ الإذن بهما مني فأجابه الأمير انني اخذتهما بسيفي ولا أطلب من بيت المال غيرهما فقال له قد باركت لك فيهما وملكتك اياهما فشكره وأنا واقف وساعدي موثوقتان كتافاً.” (إبراهيم فوزي، الجزء الثاني، ص: 9)

 

المصادر:

  • مذكرات بابكر بدري (ثلاثة اجزاء).
  • مذكرات يوسف مخاييل (تحقيق البروفسور احمد ابراهيم ابوشوك).
  • مذكرات محمد عبد الرحيم.
  • ابراهيم فوزي (السودان بين يدي غردون وكتشنر).
  • منشورات الامام المهدي البروفسور محمد ابراهيم ابوسليم.

كتبه: م/ بشير عبد الرحمن”

 

(3)

خاتمة

بناءً على التمهيد أعلاه والنصوص المنقولة نقلاً حرفياً من كتاب إبراهيم فوزي باشا، “السودان بين يدي غردون وكتشنر”، يمكنني إبداء الملاحظات الآتية:

أولاً: إن عنوان النصوص المنقولة، “ما يحدث الآن حدث قبل مائة وثمانية وثلاثون [ثلاثين] عام [عاماً] في سقوط الخرطوم علي يد أنصار المهدي، حقًا نحن أمة لا نتعظ من التاريخ!”، يشي بأن “الناقل” كان يريد إجراء مقارنة بين استباحة الخرطوم الأولى في 26 يناير 1885 واستباحتها الثانية في 15 أبريل 2023؛ إلا أن المقارنة مختلة الطرفين؛ لأن الاستباحة الأولى حدثت على أيد أنصار الإمام المهدي، الذين كانوا يحاربون ضد نظام حكم استعماري، يجلس على قمته البريطاني تشارلس غرودن، ويسانده أهل المدنية دفعاً عن مصالحهم؛ وحدثت الاستباحة الثانية على أيدي قوات الدعم السريع، المتمردة على القوات المسلحة، التي احتلت منازل المواطنين العُزَّل ونهبت ممتلكاتهم، وأجبرتهم على النزوح أو اللجوء، ولسانه حالهم يقول: نقص الأموال والثمرات، أهون عليهم من نقص الأنفس.

ثانياً: إن “ناقل” النصوص المنحولة لم يكن أميناً من الناحية العلمية؛ لأنه أخفى عن القارئ الكريم مصدر نصوصه المنقولة نقلاً صريحاً لا دخنة فيه، وهو كتاب إبراهيم فوزي باشا، “السودان بين يدي غردون وكتشنر”، الجزء الثاني. ووردت النصوص المشار إليها في الصفحات من 5 إلى 9، حسب الطبعة الصادرة عن دار الكتب السودانية عام 2010، ولا علاقة لها البتةَ بالمصادر المذكورة في النهاية.

ثالثاً: تقودنا الملاحظتان أعلاه إلى طرح سؤال جوهري، هل إبراهيم فوزي باشا راوٍ عدل حسب معايير الجرح والتعديل؟ ستكون الإجابة بالنفي إذا نظرنا إلى خلفيته المهنية والظروف الصعبة التي عاشها في المهدية سجيناً ذليلاً في سجن الساير بأم درمان؛ ولذلك لا يتوقع منه أن يكون متعاطفاً مع المهدية (وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ*** وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا). وتصفه كتب التراجم بأنه ضابط مصري، عمل في الجيش المصري في جنوب السودان، وعندما عاد غردون حكمداراً عاماً (1877-1879) على السودان عينه مديراً على خط الاستواء؛ إلا أنه اتُهم بعدم الانضباط الإداري، فاستدعي إلى الخرطوم ثم رُحلَ إلى القاهرة. وعاد مرة أخرى إلى السودان في عهد حكمدارية غردون الثانية (1884-1885)، وعمل مستشاراً له إلى أن اُعتقل بعد تحرير الخرطوم عام 1885. وظل حبيس الاعتقال المهدوي إلى أن أُفرج عنه عام 1898، فعاد إلى مصر، وألف كتابه المشار إليه أعلاه، والذي صدرت طبعته الأولى عن مطابع جريدة المؤيد عام 1902. ويقع الكتاب في جزأين رئيسين، ويتناول الجزء الأول تاريخ الحكم التركي المصري في السودان، بتركيز على حكمدارية غوردون الأخيرة (1884-1885)، وحصار الخرطوم وسقوطها في يد المهدي وأنصاره، في حين يتحدث الجزء الثاني عن فترة المهدية التي يصفها المؤلف بالبربرية والتوحش، ويفصّل في تداعياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمع السوداني في الفترة التي يسميها مجازًا “السودان بين يدي غوردون وكتشنر”. ويقدّم، بعد ذلك، قراءة موجزة عن قيام مؤسسات الحكم الثنائي، وكيفية تمكنها من إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سودان وادي النيل. ويلحظ القارئ المتبصر في ثنايا الكتاب أن الكثير من المعلومات التي أوردها إبراهيم فوزي باشا محل نظر، إذا ما قورنت بأشباهها ونظائرها من المصادر الأخرى.

رابعاً: نقد النصوص المنحولة من كتاب إبراهيم فوزي باشا لا ينفي أنَّ أنصار المهدي قد استباحوا مدينة الخرطوم في 26 يناير 1885، وقتلوا أعداداً غفيرة من أهلها، وسبوا عدداً من نسائها. والدليل على ذلك قول إسماعيل بن عبد القادر الكردفاني، مؤلف كتاب “سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي”،: “واستمر القتل في الأعداء من لدن طلوع الفجر إلى قرب الضحى، حتى أحمَّر بساط الأرض من دماء الرجال، وامتلأت الدروب والسكك بجيف القتلى. وقتل في هذه الوقعة من الترك وغيرهم ممن انضم إليهم ما لا يعلم عدده إلا الله تعالي. (إسماعيل بن عبد القادر الكردفاني، “سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي”، تحقيق محمد إبراهيم أبوسليم، بيروت: دار الجيل، 1982، ص: 350-351).

خامساً: إنَّ السردية التاريخية الموضوعية لأحداث القتل والسبي والدمار التي شهدتها مدينة الخرطوم بعد تحريرها في 26 يناير 1885 يقدمها محمد إبراهيم أبوسليم في كتابه عن “تاريخ الخرطوم”، الذي صدرت طبعته الأولى عن مطبعة جامعة الخرطوم عام 1970. وتتمثل موضوعية أبوسليم في اطلاعه على كم هائلٍ من المصادر الأولية واستئناسه بشهادات أنصار المهدية وأعدائهم الذين عاصروا فترة التحرير. ونتيجة لذلك تكون سرديته هي الأقرب إلى الواقع.

سادساً: كلما ذُكر أعلاه، يقودنا إلى نتيجة مفادها أن الأحداث التاريخية يجب أن تحلل في إطار سياقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وإخراجها من هذه السياقات التأسيسية وتحليلها في فضاء سياقات أخرى يفقدها الجانب الموضوعي، كما يسهم في تغبيش رؤية القراء غير المتخصصين في التاريخ، ويدفع بعضهم إلى استثمار الروايات المضللة لخدمة أجندة سياسية معاصرة، وبموجب ذلك تفقد المعرفة التأريخية مصداقتها وحدسها التوثيقي. وخلاصة ذلك، أن المعرفة التأريخية الموثقة تساعد القراء، باختلاف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية، على فهم الماضي، واستيعاب الحاضر، واستشراف المستقبل بصورة أفضل.

‫15 تعليقات

  1. رابعاً: نقد النصوص المنحولة من كتاب إبراهيم فوزي باشا لا ينفي أنَّ أنصار المهدي قد استباحوا مدينة الخرطوم في 26 يناير 1885، وقتلوا أعداداً غفيرة من أهلها، وسبوا عدداً من نسائها. والدليل على ذلك قول إسماعيل بن عبد القادر الكردفاني، مؤلف كتاب “سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي”،: “واستمر القتل في الأعداء من لدن طلوع الفجر إلى قرب الضحى، حتى أحمَّر بساط الأرض من دماء الرجال، وامتلأت الدروب والسكك بجيف القتلى. وقتل في هذه الوقعة من الترك وغيرهم ممن انضم إليهم ما لا يعلم عدده إلا الله تعالي. (إسماعيل بن عبد القادر الكردفاني، “سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي”، تحقيق محمد إبراهيم أبوسليم، بيروت: دار الجيل، 1982، ص: 350-351).

    يكفي ما نقلته في (رابعاً) لتأكيد حقيقة ان الكذوب ود فحل قد فعل ودراويشه كل الفعال التي ذكرها معاصري المهدية عند فتح الخرطوم وقبلها وبعدها حتى.

    نحن في غاية الأسف ان نجدك تصطف مع ابوسليم الذي تلقى جائزة من هيئة شؤون الانصار على تبيضه لزمان الدروشة والاغتصاب والقتل المجاني والقدال الذي رسم لوحة كذوبة لدعي سوداني سماه ثائر.

  2. “فتاة فاتنة وهي مجرده من ملابسها وبيدها خرقة تستر بها عورتها وهو يقلبها يمنى ويسرى والدموع تتساقط من جفونها وهي تقول رضينا بقضائك يا الله” ما أعظم إيمانها رحمها الله، اللهم احشرها مع شهيدة أصحاب الأخدود، وارزقني رضاً بقضائك وتسليماً لأمرك في عافية منك وستر!

    1. 😎 ايمانها بماذا ؟
      هل تقصد ايمانها بنفس العقيدة التي شرعنت سبيها و بيعها او ممارسة الجنس معها ؟

      اين عقلك ؟😳

  3. هل ودالفحل هو بالفعل المهدي المنتظر للمرسى من الله في آخر الزمان، وللا كان واحد كذاب ساي؟

  4. 😎 الشيئ بالشيء يذكر 😳

    الوجه الآخر للفتوحات الاسلامية

    هالة عوض الكريم سعيد

    من المُخزي جداً أن يتفاخر المسلمون بالفتوحات الاسلامية ويعتبرونها نصرةً لدينهم وإنتشاراً له ودلالة على انه دين الحق والقوة.
    أن الفتوحات الاسلامية عبارة عن مجازر ومذابح إرتكبت باسم الدين ليقع ضحيتها أشخاص ليس ليهم اي ذنب سوى انهم لا يؤمنون بدين الفاتح .
    “التاريخ يُكتب من قِبل المنتصرين” فمعظم كُتب التاريخ الاسلامي تصور الغزو على أنه نصر وإضاءة مهمة في تاريخ انتشار الدين , ولكن ماذا عن الضحايا؟ ,عن الذين تم غزوهم؟ أين سيرتهم في التراث الاسلامي ؟
    فالتاريخ يذكر ارقام الضحايا وعددهم تعزيزاً لقوة الجيش في البطش والتعذيب ولكن لا يذكر عن حال الضحايا والمهزومين ولا عن معاناتهم وتشردهم وقتل اهاليهم .
    الغزو الاسلامي لشبه القارة الهندية يعتبر من اكبر المذابح في التاريخ ويقدر عدد الضحايا حسب رأي المؤرخ الاسلامي محمد فرشته ب 400 مليون هندوسي _اكبر من الهولوكوست ضد اليهود والذي يقدر ب 11 مليون_ . الناجون من هذه المذبحة يتم استعبادهم وبيعهم , كانت الهند بيئة حضارية ثقافية فقام المسلمون بتدمير المعابد والمكتبات وقد قام محمود الغزنوي الملقب ببطل الاسلام وفاتح الهند ومحطم الأصنام بغزو الهند ما يقارب 17 مره بين 1001_1027 م
    وابادة الهندوس لدرجه ان المنطقه لا تزال تسمى ب هندو كوش أي قتل الهندوس في أفغنستان .
    وقد كتب آلان دانيلو في كتابه (تاريخ الهند):
    “منذ أن بدأ المسلمون بالوصول حوالي سنه 632 م اصبح تاريخ الهند طويلاً بسلسلة رتيبة من جرائم القتل والمذابح والتخريب والتدمير وكل هذا كالعاده كان باسم الحرب المقدسة النابعة من إيمانهم . هؤلاء البرابرة حطموا حضارة ومسحوا اعراقاً بكاملها عّن بكرة أبيها”
    وايضاً ما فعله المسلمون بالأمازيغ شمال افريقيا جريمه وليس نَصْر
    وقد كتب ابن خلدون عن ذلك في كتابه (تاريخ ابن خلدون ) : ”
    ‎كان عمرو بن العاص قبل وفاته استعمل عقبة بن عامر بن عبد قيس على إفريقية، وهو ابن خالته انتهى الى لواته ومرانه، فأطاعوا ثم كفروا “فغزاهم وقتل وسبى”. ثم افتتح سنة اثنتين وأربعين غذامس. وفي السنة التي بعدها ودّان وكورا من كور السودان وأثخن في تلك النواحي، وكان له فيها جهاد وفتوح. ثم ولّاه معاوية على إفريقية سنة خمسين وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فدخل إفريقية وانضاف إليه مسلمة البربر، فكبر جمعه ووضع السيف في أهل البلاد، لأنهم كانوا إذا جاءت عساكر المسلمين أسلموا، فإذا رجعوا عنهم ارتدّوا فرأى أن يتخذ مدينة يعتصم بها العساكر من البربر فاختلط للقيروان وبنى بها المسجد الجامع وبنى الناس مساكنهم ومساجدهم وكان دورها ثلاثة الف باع وستمائة باع وكملت في خمس سنين وكان “يغزو ويبعث السرايا للإغارة والنهب ودخل أكثر البربر إلى الاسلام ”
    _تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 12_

    الفتوحات الاسلامية كان هدفها الاكبر هو القتل والسبي والتعذيب وليس دفاعاً عن النفس والا لماذا يأخذون الغنائم ويعتبرونها فوز وحق شرعي لهم “‏ما أبشع كلمة غنائم وما أبشع معناها وأبشع من نطقوا بها واخترعوها وعلّموها ونفّذوها وحولوها الى تاريخ ودين” _عبد الله القصيمي .
    الفتوحات الاسلامية ليست نصرة لدينك بل هزيمة إنسانية له من العار ان تفتخر بقتل الرجال وتقطيع رؤوسهم وسبي النساء وعمليات الإخصاء والاتجار بالبشر وأسواق النخاسة والاستعباد والاغتصاب _ لدرجه ان النساء يحرقن أنفسهن حتى لا يتم اغتصابهن من قِبل الفاتحين _ , ومن العار الاكبر أن تؤلف في هذه الفتوحات اشعار تتناقلها الأجيال لميلاد اجيال جديدة من السفاحين .
    أن داعش وبكون حرام وجميع المنظمات الإرهابية افعالها ليست جديدة إنما متآصلة في جذور التراث الاسلامي تفعل تماما وبصورة اكثر رأفه ما فعله الفاتحين والغزاة في الماضي ضد الشعوب الغير مسلمة .
    عزيزي المسلم : ما كُتب في تاريخك مغلوط وقصص تم بلورتها وتنقيتها لتناسب الاسلام السياسي

    1. فيما يتعلق بالهند فان الاعداد الخرافية المليونية المذكورة مما وصف ب( الابادة الجماعية) التي هي كذب صراح و لا أدل على ذلك من ان الاشخاص المذكورين كمصادر لهذه الارقام اما انهم نصارى غربيين او مسلم واحد ( محمد قاسم هندو شاه ) تم النقل عنه بتحريف ظاهر حتى من اقتباسهم حيث قالوا انه ذكر ان 440 مليون هندوسي تمت اذابتهم و لاحظ هناكلمة ( اذابتهم ) و ليس ابادتهم , فالاذابة تعني التحول الثقافي او الديني سواءا كان طوعيا او جبريا و لا تعني ابدا القتل او الابادة

      نقل من المصدر المذكور في تعليق الملفقاتي نجارتا ( وكتب أيضا ” ويل دورانت ” في كتابه الصادر في عام 1935 الموسوم بعنوان قصة حضارة – تراثنا الشرقي ص 459): الغزو المحمدي للهند كان على الارجح القصة الاكثر دموية في التاريخ . سجل المؤرخين و رجال الدين الاسلاميين بفخر و فرح شديد المذابح التي ارتكبوها ضد الهندوس ، التحويل القسري للدين الاسلامي ، اختطاف النساء و الاطفال الهندوس والمتاجرة بهم في اسواق العبيد و التدمير الشامل للمعابد الذي جرى على يد المحاربين المسلمين خلال الفترة الممتدة من عام 800 م الى عام 1700 م . ملايين الهندوس قد تم تحويلهم الى الديانة الاسلامية بواسطة السيف خلال تلك الفترة ) . أما المؤرخ الأسلامي فرشته – أسمه الكامل هو محمد قاسم هندو شاه ، ولد في عام 1560 و توفي في 1620 مؤلف تاريخ فرشته (Tarikh-i Firishta) ، فقد بين في كتابه حول غزو المسلمين للهند ( كان اول من اعطى فكرة عن حمام دم القرون الوسطى و هو الهند في عهد الحكم الاسلامي ، عندما اعلن ان 400 مليون هندوسي تمت اذابتهم خلال الغزو الاسلامي للهند .. ) .
      الان يعاني الميلمون الامرين من الظلم و الاضطهاد من الاغلبية الهندوسية في الهند اي ان الهندوس ما زالوا اغلبية فاين الابادة المزعومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      1. جرائم الاسلام في الهند.

        اسكندر أمبروز

        يعلم المطالع والباحث في التاريخ أن البشر على مرّ العصور والأزمنة , قاموا باقتراف الفظائع والمجازر والتخريب والدمار بحق بعضهم البعض وبحق الكائنات الأٌخرى أيضاً , وهذه الفظائع التي اقترفها أسلافنا كانت مجرّد تخبط على سلّم التطور العقلي البشري والأخلاقي والفكري.

        حيث نعلم جميعاً أن أخلاق البشر اليوم أفضل بمئات المرّات من أخلاق من سبقنا من أمم وحضارات في التاريخ القديم والعصور الوسطى لا بل وحتى قبل 100 عام فقط من اليوم , والأخلاق طبعاً هي قيمة متطورة ونسبية تسير نحو الأفضل بشكل مستمر , ولمن يريد الأدلّة التاريخية والمادية على هذا عليه بقرائة كتاب

        The Better Angels of Our Nature: Why Violence Has Declined , by steven pinker.

        والذي يوضح فيه وبالتفصيل تطور البشر عبر العصور وكيفية انتقالنا من الأسوأ للأفضل أخلاقياً , وكيف أن القيم الأخلاقية المتحضّرة اليوم هي نتاج لتطور الفكر البشري , متفاوتة التقدّم والتطوّر من شعب لآخر , ولكنها دائماً تسير نحو الأفضل لا محالة.

        والمجازر التي تم ارتكابها على مرّ التاريخ كثيرة , كالهولوكوست ومجزرة الأرمن ومجازر الدولة العثمانية الأُخرى , ومجازر الأوربيين بحق شعوب القارّة الأمريكية بشقيها الشمالي والجنوبي , ومجازر الشيوعية , ومجازر بهائم الصحراء التي لا تعد ولا تحصى والتي سنسلّط الضوء اليوم على جانب من جوانبها ومنطقة من المناطق التي عانت منها ألا وهي الهند.

        ولكن العامل المشترك الذي يجمع كل هذه الفظائع هو الأيديولوجيا الشمولية والراديكالية والفكر الديني , سوائاً أكان دينا ميتافيزيقياً كأديان اله الدم الثلاثة , أو ديناً ماديّا كالشيوعية والنازية وغيرها.

        ونتيجة هذا الفكر الشمولي الاقصائي الحاقد على البشرية والآخرين المختلفين هو المجازر المذكورة آنفاً , وطبعاً كما نعلم فإن دين بهائم الصحراء على رأس هذه القائمة العفنة التي تنتمي الى مزبلة التاريخ دون أدنى شك.

        ولا يسعني أن أذكر لكم جميع مجازر بهائم الصحراء اليوم في منشور واحد , حيث سنحتاج الى كتب ومجلّدات بكل معنى الكلمة لتغطية هذا الموضوع والقائمة الدموية لتلك الإفعال البهيمية الداعشية.

        ولكن سنركّز كما ذكرنا على منطقة من المناطق التي عانت من مجازر مشابهة وفظائع داعشية منسية ومعزولة عن الوعي الاجتماعي اليوم ولا يتم ذكرها الا في محافل المثقفين والباحثين , والأمر الذي يشبه وضع غبار تلك الفاجعة التاريخية تحت بساط الكذب والتدليس الداعشي الذي اعتدنا عليه , ولكن ها نحن ذا لكشف الحقيقة كالمعتاد أيضاً.

        ولإعطاء لمحة عن حجم الإجرام والفجور الاسلامي في الهند اليكم هذا الاقتباس عن الدكتور كونراد إلست في محاضرة له أثناء عرض كتابه النفي في الهند.

        “لا يوجد تقدير رسمي لعدد القتلى من الهندوس على يد الإسلام. وتشير النظرة الأولى إلى الشهادات المهمة التي أدلى بها مؤرخون مسلمون إلى أنه على مدار 13 قرناً وعلى مساحة شاسعة مثل شبه القارة الهندية , قَتل المجاهدون المسلمون من الهندوس أكثر من الستة ملايين يهودي الذين قضو في الهولوكوست.”

        مع التنويه الى أن الرقم يصل الى الثمانين مليون في بعض التقديرات لدى بعض المؤرّخين , ولكن رقم ال60 مليون هو الأرجح والأقرب الى الواقع.

        وفي كتابه إعادة كتابة تاريخ الهند للباحث فرانسوا جوتيه قال “المذابح التي ارتكبها المسلمون في الهند لا مثيل لها في التاريخ , وهي أكبر من الهولوكوست على يد النازيين , وأكثر اتساعًا من ذبح السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية من قبل الغزاة الإسبان والبرتغاليين”

        وفي المصادر الإسلامية المعاصرة لتلك الفضائح والقذارات الداعشية , نرى العجب…

        ففي تاج المآثر لحسن نظامي الشاعر والمؤرخ الفارسي , يقول أن قطب الدين أيبك سلطان دلهي الأول عام ألف ومئة وأربعة وتسعين دخل ميرات في الهند , وهدم جميع المعابد الهندوسية في المدينة وأقام مساجد في مواقعها. وفي مدينة عليكرة , قام بتحويل السكان الهندوس إلى الإسلام بحد السيف وقطع رؤوس كل من تشبث بديانته.

        وفي كتاب اليميني الموثِّق لاحتلال الدواعش للهند على يد محمود الغنوزي وكلابه المسعورة , والذي كتبه مدوّنوه ومعاصروه , نقرأ…”تدفقت دماء الكفار بغزارة [في مدينة ثانيسار الهندية] لدرجة أن النهر تغير لونه , على الرغم من نقائه , ولم يتمكن الناس من الشرب منه”

        ومن خلال 17 غارة وحملة أرسل السلطان محمود الغنوزي , مئات الآلاف من العبيد إلى غانزي (أفغانستان) مما أدى إلى خسارة حوالي 2 مليون شخص عن طريق الذبح أو الاستعباد والبيع خارج الهند. وفي تسجيل لخمس الغنائم أي العبيد , تم إرسال مئة وخمسون ألف عبد للخليفة في بغداد , مما يبين مدى سعة وفظاعة العملية والإجرام الذي وصل أبعد الحدود الممكنة في ذلك العصر.

        ويقول محمد بن عبد الجبار العتبي في تاريخ اليميني “ومضت السيوف مثل البرق وسط سواد السحب , وتدفقت ينابيع الدم مثل سقوط النجوم. وانتقم المسلمون من أعداء الله الكفار فقتلوا 15000 منهم , وجعلوهم طعاماً للوحوش والطيور الجارحة , كما أثاب الله على المؤمنين قدراً من الغنائم تجاوز ما كان في الحسبان , بما في ذلك 500000 عبد من الرجال والنساء.”

        وكتب رايتر فيرنارد في كتاب تاريخ الحضارات “المسلمين لم يكن باستطاعتهم ابقاء ادارتهم للبلاد بدون ارهاب ممنهج. الوحشية كانت هي القاعدة: الذبح والاحراق والقتل الجماعي والتقطيع والصلب والتعذيب بطرق مستحدثة. المعابد الهندوسية دُمرت ليقوم مكانها مساجد. واحيانا كانت تحدث تحولات الى الاسلام بالقوة. وإذا قامت انتفاضات يجري قمعها بالقوة على الفور وبدون رحمة بحيث أن المنازل تحرق والقرى تسوى بالارض والرجال تذبح والنساء تسبى”

        ولو بقينا نذكر القصص والروايات التاريخية عن مجازر بهائم الصحراء في الهند لن ننتهي , ولكي لا أطيل عليكم , ولنصل الى المختصر المفيد , إليكم لائحة بأهم وأفظع المجازر التي قام بها الدواعش في الهند على مرّ العصور.

        – مذبحة ماتورا , عام 1018 , قتل فيها ما يقارب ال50 ألف هندوسي , الذين قُتِلوا بالغرق أو باستخدام السيوف , ورافق المذبحة تدمير 1000 معبد في المنطقة.

        – مذبحة في معبد سومناث , عام 1024 , والتي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف هندي , وبعد المذبحة , شرع محمود الغزنوي في نهب وتدمير معبد سومناث.

        – مذبحة أجمر , عام 1193 , والتي قتل فيها أكثر من 100 ألف هندوسي على يد السلطان معز الدین محمد غوری‎‎.

        – مذبحة جواليور , عام 1196 , والتي قتل فيها قرابة 100 ألف هندي على يد قطب الدين أيبك.

        – مجزرة نالاندا , عام 1197 , والتي قتل فيها قرابة ال10 آلاف راهب بوذي وتلميذ على يد محمد بن بختيار الخلجي.

        – مذبحة جنوب دلهي , عام 1265 , والتي قتل فيها قرابة ال100 ألف , على يد غياث الدين بلبن.

        – مذابح حول فيجايانا جارا , عام 1366 , والتي تم فيها ذبح ما يقدّر ب500 ألف هندوسي في جميع المناطق المحيطة من قبل جنود سلطنة بهماني.

        وفي رايشور دواب وحدها , ذبح جيش سلطنة بهماني 70 ألف هندوسي بغض النظر عن العمر , ولم تسلم حتى النساء الحوامل.

        – عمليات القتل الجماعي التيمورية في هاريانا , عام 1398 , واعترف تيمور نفسه بأن كل جندي في جيشه قتل ما بين 50 إلى 100 من الرجال والنساء والأطفال الهندوس في هاريانا.

        نظراً لامتلاك تيمور 90 ألف جندي خلال الغزو , يمكننا أن نستنتج أن جنود تيمور قتلوا أكثر من 4.5 مليون شخص في هاريانا باستخدام الحد الأدنى لعدد الهندوس الذين قتلوا على يد كل جندي مضروباً في متوسط عدد جنود تيمور.

        – مجزرة خانوا , عام 1527 , والتي قتل فيها ما يقارب ال200 ألف أسير وأشخاص آخرون بشكل عشوائي من تلك المنطقة.

        – القتل الجماعي لغير المسلمين من قبل الإمبراطور أورنجزيب , بين عام 1618 وعام 1707 , والتي راح ضحيتها أكثر من 4.5 مليون هندوسي .

        ووقعت عمليات القتل الجماعي في عهد أورنجزيب الذي أمر بإحدى أقوى حملات العنف الديني ضد غير المسلمين في التاريخ , حيث قُتل ما يقدَّر بنحو 4.5 مليون شخص. هذا وفي حادثة مشهورة صنع أورنجزيب جبلاً من جماجم الهندوس وأطفالهم والذي كان مرئياً من مسافة 10 أميال.

        ———————————————————-

        والقائمة ستطول كثيراً لو قررنا ذكر جميع المجازر الاسلامية في الهند على مرّ التاريخ , والتي وبصراحة تجدر بأن يتم صناعتها على شكل أفلام رعب , حيث تشبه جرائم البهائم هذه جرائم الأوركس أو الوحوش في أفلام سيّد الخواتم , أو جرائم ومجازر الفانتازيا في مسلسل صراع العروش , وغيرها من القصص الخيالية.

        ولكن المؤسف في هذا الموضوع وهذه الأرقام والروايات أنها حقيقة…حقيقة عاشها الملايين من الناس في شبه القارّة الهندية , حقيقة مؤسفة دامية ووحشية بكل المقاييس !

        وهذا كلّه مع وضع بدائيّة أدوات القتل التي استعملها أتباع دين بول البعير
        في تلك العصور الغابرة , ولكم أن تتخيلوا ماذا كان ليحصل لو أن هؤلاء الكلاب امتلكوا أسلحة حديثة كالقنابل النووية أو الدبابات أو الطائرات , أو لو امتلكوا أي تفوّق من ناحية التسلّح والمعدات الدموية المستعملة للقتل , فكل شخص هندوسي قضى في تلك المجازر , مات إمّا بالسيف أو الرمح أو بطرق حيوانية أُخرى.

        ومات بفعل شخص آخر نظر اليه وقرر هدر دمه ونسفه من الوجود , وقرر امتلاك النساء كعبيد وأدوات للجنس , وقرر استعباد الأطفال وخصيهم والتعجيب عليهم في كل الطرق والأشكال.

        وما هو السبب في كل هذا العنف والتحييد العقلي الناسف لأبسط الأخلاق الانسانية كالرحمة والرأفة والحب والاحترام والعطف

  5. كذب ابوشوك حين قال ان بابكر بدري لم يكتب عن مآسي فتح الخرطوم على يد المتمهدي وداويشه. فقد ذكر أن ذهب إلى بيت عبدالرحمن الضزير فأمنه وذهب إلى بيت الشيخ حسن المجدي فوجده متضرجاً في دمائه شهيداً ودخل بيت أبوبكر الجاركوك ناظر الجموعية فوجد ابنته مختبئة في الكنيف فأمنها قائلاً : نحن أولاد بلد فلا تخافي.

    انتهى زمن الكذب على الناس فالتاريخ مبذول لمن أراد الحقيقة.

    بالنسبة لشخص مثلي تجاوز الستين وله اجداد وجدات ممن حضروا الكارثة المهدوية يعرف اكاذيبكم التي ترَجونها.

    أقول واردد للمرة الألف؛ لو كنا ناقشنا المصيبة المهدية المسماة ثورة لما اجترأ مجرم كالترابي بالمنادة بدولة إسلامية مرة أخرى….. اخيرة.

  6. قرئت الموضوع فوق جيدا
    ولكن ماذا تريد ان تقول لنا يا ابوش؟
    هل هناك ثمة مقارنة بين جنجويد القرن ال19 وجنجويد القرن ال 21
    هل يمكن المقارنة ام لا؟
    وهناك شبه بينهما؟
    هذا هو المطلوب وليس نقد كتاب ابراهيم فوزي
    اقول وكنت اطلعت رسالة ماجستير مطبوعة لميمونة ؟ تحت عنوان سقوط الخرطوم – جامعة الخرطوم
    ما روته الاستاذة عن الجرائم التي حدثت يومئذ لا تقل بشاعة عن روايات ابراهيم فوزي الذي تتهمه وتشكك روايته
    مما ذكرت الاستاذة ميمونة ان الدراويس جمعوا الناس في حظيرة كبيرة ثم فرزوا واختاروا صغار السن والجميلات كمحظيات للمهدي وتور شين وعياله والخليفة شريف وعلى ود حلو وهكذا وبيمنا الوضع هكذا مر محمد احمد المتمهدي بعد الظهر ونادته امرأة من المأسورت وتوسلت اليه عندئذ امر المهدى بتوزيعهن على اقاربهن
    فيا دكتور اتصور ان داعي اسئلة اصدقائك في تصوري ليس ان تحقق لهم كتب ومصادر كاتب المقال الذي لم تذكر اسمه
    وانما هناك بالفعل ثمة مقارنة بين غزو الخرطوم في التارخيين المذكوريين
    وتبرر ان استباحة الخرطوم من قبل الدراويش للخرطوم كان بسبب غردون ( الكافر ) والمواطنين الاجانب من ترك وارمن ومصريين وغيرهم وهم كذلك كانوا كفار بنظر الدراويش (جنجويد يومئذ) وهم مستباحون ويحل قتلهم وسبيهم ومصادرة املاكهم .. اما جنجويد العصر فقد ذلك وأسوأ ليس بسكان الخرطوم بل بسكان الجزيرة ودارفور
    فيا ابوشوك للاسف انت لم تكن امينا نزيها ولم تدين جرائم جنجويد المهدي المجارمة تماما كما لم تدين جرائم جنجويد العصر وجرائمهم بوضوح
    وهذا عيب عليك ويدين
    فان كل من لم يدين جرائم جنجويد الدعم السريع الوحوش البرابرة لن يرحمه التاريخ
    وفي نظرنا هو خائن وشريك في هذا الاجرام الذي حل بالوطن والمواطنين

  7. قرأت الموضوع فوق جيدا ولكن ماذا تريد ان تقول لنا بالضبط يا ابوشوك؟ هل هناك ثمة مقارنة بين جنجويد القرن ال19 وجنجويد القرن ال 21 هل يمكن المقارنة ام لا؟ وهل هناك شبه بينهما؟ هذا هو المطلوب وليس نقد كتاب ابراهيم فوزي. اقول وكنت اطلعت في زمن بعيد مضى رسالة ماجستير مطبوعة لميمونة ؟ تحت عنوان سقوط الخرطوم – جامعة الخرطوم ما روته الاستاذة في بحثها عن الجرائم التي حدثت يومئذ لا تقل بشاعة عن روايات ابراهيم فوزي الذي تتهمه أنت وتشكك في روايته مما ذكرت الاستاذة ميمونة ان الدراويس جمعوا الحريم في حظيرة كبيرة ثم فرزوا واختاروا البيضاوات من صغار السن والجميلات كمحظيات للمهدي وتور شين وعياله والخليفة شريف وعلى ود حلو وهكذا الأقل رتبة فالأقل. وبينما الوضع هكذا مر محمد احمد المتمهدي بعد الظهر ونادته امرأة من المأسورت وتوسلت اليه عندئذ امر المهدى بتوزيعهن على اقاربهن إن وجدوا. فيا دكتور اتصور ان داعي اسئلة اصدقائك في ليس ان تحقق لهم كتب ومصادر كاتب المقال. فيا بروف هناك بالفعل ثمة مقارنة بين غزو الخرطوم في التاريخين المذكورين ولكنك تبرر ان استباحة الخرطوم من قبل الدراويش (جنجويد يومئذ) للخرطوم كان بسبب غردون ( الكافر ) والمواطنين الاجانب من ترك وارمن ومصريين وغيرهم وهم كذلك كانوا كفار بنظر الدراويش (جنجويد يومئذ) وهم مستباحون ويحل قتلهم وسبيهم ومصادرة املاكهم .. اما جنجويد العصر فقد فعلوا ذلك وأسوأ ليس بسكان الخرطوم بل بسكان الجزيرة ودارفور فيا ابوشوك للاسف انت لم تكن امينا نزيها ولم تدن جرائم جنجويد المتهدي المجارمة تماما كما لم تدن جرائم جنجويد العصر وجرائمهم بوضوح وهذا عيب عليك ويدينك فان كل من لم يدين جرائم جنجويد الدعم السريع الوحوش البرابرة لن يرحمه التاريخ وفي نظرنا هو خائن وشريك في هذا الاجرام الذي حل بالوطن والمواطنين
    { عفوا: اعدت تصديره لبعض الأخطاء في التعليق الأول}

  8. ( تم قتل 24 الف و تم سبي 35 الف امرأة ) هذا كذب واضح كم كان عدد سكان الخرطوم في عام (1885) ؟ كل من كتب عن المهدية استدلوا بروايات و مذكرات الد اعداء المهدية أمثال نعوم شقير و فوزي باشا و سلاطين باشا فارادوا تشويه صورة الثورة الوحيدة التي وحدت جميع السودانيين من الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب و الوسط و للأسف الشديد هناك سودانيين ساروا علي درب الد اعداء المهدية.

    1. في ١٨٧٥ كان عدد سكان الخرطوم حوالي مائة وخمسون ألفاً كما ورد في يعض الاحصاءات. الحديث عن الاستعانة بما كتبه الد اعداء الدروشة فهو لا يختلف كثيراً عما كتبه بعض انصارها مثل الكردفاني وبابكر بدري.
      الحديث إلا في التفاصيل البسيطة.
      أما كذبة انها قد وحدت السودانيين فهي كذبة بلقاء، فلم يوجد نظام سياسي عاني السودانيون من ظلمه وجهله وجرائمه مثل مهدية السجم والرماد تلك.

  9. للأسف يا استاذ ابوش كل ما ذكرته ليس أكثر من مجرد ملاحظات شكلية على بعض الكتابات ليس إلا ، لان السؤال الجوهرى هو: هل ما قام به المهدى فى غزو الخرطوم فى فجر، وبعد، يوم 26 /1/ 1/188 من جرائم القتل على الهويه والنوع والجنس والسبى والاغتصاب والسرقات ومصادر أموال ومنازل المواطنين والإرهاب والتهجير وغيرها ، هى نفسها الجرائم، copy and paste ، التى ارتكبها وبتشفى اكبر حميدتى فى فجر، وبعد، 15|4|2023 ؟؟!!! هذا هو يا ابو شوك هو جوهر المقارنة: بين ما ارتكبه المهدى ومن بعده التعايشى من جرائم وارهاب ، وبين ما ارتكبه حميدتى من شاكلة نفس الجرائم والإرهاب ضد الشعب السوداني من قتل ونهب وتهجير وابادة جماعية واغتصاب وسرقة وطرد المواطنين من منازلهم ومصادرتها ،وغيرها؟ الإجابة بكامل التأكيد والجزم هى نعم،وبل تريلون نعم، هى نفس الجرائم الإرهابية copy and paste. للاسف يا ابو شوك لقد التف مقالك حول هذه الحقيقة المجردة ليفيض فى شرح حواشى ، ليست لها اى أهمية تذكر ،خارج الموضوع % Off_point. نتيجة ذلك أصبح مقالك بلا هدف يذكر!!!!

  10. يا ابوشنب ، هل المهدية وحدت السودان رغما عن مجزرتها فى المتمة أو الابادة الجماعية فى المتمة سنة 1897؟؟!!!! قال وحدت السودان قال !!!!؟ المهدية تجربة إرهابية من يومها الأول وحتى الآن.

  11. 😎 نصيحة صادقة لسعادة البروفيسور أبو شوك ارجو ان تعمل على الاستعانة بطبيب امراض جلدية ليساعدك على ازالة الفطريات التي تظهر على مقدمة دماغك لان شكلها و محتواها لا يليق بانسان متعلم 😳

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..