السودان.. السياسة المتأرجحة بين الخلافات الداخلية والمصالح الخارجية

السودان بلد غني بالتاريخ والثروات، ولكن الصراعات الداخلية المستمرة والتدخلات الخارجية قد خلقت أجواء من الاضطراب الذي يهدد مستقبله. في ظل هذا الواقع المعقد، يجد عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، نفسه محورًا لتأثيرات متعددة تراوح بين الخلافات المحلية الملتهبة وضغوط القوى الإقليمية والدولية.
ماذا يحدث في السودان
في البدء، يتوجب استعراض المشهد السوداني بعمق لفهم مكامن الصراع البرهان، ويدُه اليمنى محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يقفزان إلى العناوين الرئيسية في كثير من الأوقات بسبب المعارك الدامية التي تحصد أرواح الكثيرين في الشوارع والأزقة. الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يراقبان الأوضاع بقلق بالغ إزاء النزاعات التي تؤدي إلى تشريد الملايين واحتمال تفشي المجاعة بسبب هجرة المزارعين الذي تسبب في إلغاء الموسم الزراعي في أنحاء كثيرة في البلاد ما أدى إلى شحّ الحبوب .
مني أركو مناوي وغيره من قيادات الحركات المسلحة يبدون دعمًا لقوات الجيش، وفي هذه الأثناء، يستمر القتال تاركًا خلفه ويلات لا تحصى من القتلى والمشردين الفارين من جحيم الحرب.
أمام هذا الانزلاق إلى الهاوية، هناك محاولات جادة لبث روح السلام ووقف النزاع من خلال مبادرات أفريقية وإقليمية ودولية، تنصب جهودها في إقناع البرهان بضرورة التقاط فرصة الحوار كمخرج من المأزق الراهن.
التدخل الامريكي
وفي الجانب الآخر من الميدان، الولايات المتحدة عبر مبعوثها توم بيرييليو تتنقل بين العواصم الإفريقية والعربية للتأثير على مسار الأحداث ودعم الحلول السلمية. لا عجب في أن بيرييليو يسلط الضوء على الدور الحيوي للتدخل الدولي، ولا سيما أن الشكوك الامريكية تشير إلى أن البرهان لا يزال يتمسك بالسلطة متحالفًا مع قوى إسلامية قديمة وإيران في محاولة لتعزيز موقفه.
في ظل هذه الظروف، تبرز فكرة دعم الولايات المتحدة لعبد الله حمدوك ، رئيس الوزراء السابق، ورئيس تحالف القوى الديمقراطية المدنية، كبديل سياسي محتمل لقيادة السودان لتحقيق مصالحها.
ومع أن حمدوك يُنظر إليه كشخصية مقبولة دوليًا، إلا أن المعضلات الداخلية، وخصوصاً من الاسلاميين المناصرين للجيش في محاولاتهم لاسترداد حكمهم، تجعل من المهمة شاقة.
ومن الزوايا القاتمة، تُلقى الأضواء على تصريحات امريكية تفيد بارتكاب الجيش السوداني لجرائم حرب، مما يدفع المنظمات الدولية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين وتقديم العدالة للضحايا.
وأخيرًا، يبقى العبور إلى مستقبل أفضل للسودان محل تداخلات وتأثيرات السياسات الإقليمية والدولية، خاصة إيران التي تسعى لاستنساخ حوثيين جدد على سواحل البحر الأحمر ، ما يجعل البلاد تعيش بين تجاذبات المصالح الخارجية والحاجة الماسة لتوحيد الجهود لوقف العنف.
مفتاح الحل يكمن في التحلي بمسؤولية جماعية من قادة السودان للانخراط في حوار جاد يضع حجر الأساس لعهد يُحمل الأمل لأبنائه وبناته في غدٍ مشرق.
ليس من التحلي بالنزاهة والصدق عدم الإشارة إلى أن الجيش يحاول إخراج المتمردين من بيوت المواطنين ومن الأعيان المدنية وليس من النزاهة والصدق عدم الإشارة إلى انتهاكات المتمردين وانا من الجزبرة وتعرضت قريتنا للأنتهاكات والنهب فهل يعقل اذا قاتل الخيش المتمرد من اجل اخراجهم ان الجيش يرغب في الحرب
أليس منكم رجل رشيد
لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا
إعدلوا هو أقرب للتقوى
السودان رجل افريقيا المريض ….