مقالات وآراء

نائب والي فرحان بوظيفته الجديدة يضرب مدير عام المالية

إسماعيل هجانة
 خرق القيم والمبادئ:
تحليل لانتهاكات السلامة الشخصية والمهنية في الحكومة
الحدث:
في حادثة تنم عن سلوك استبدادي ينتمي إلى عصور الظلام ، شهدت ولاية جنوب كردفان مؤخرًا تصرفًا مشينًا من قبل نائب والي الولاية ، الذي قام بالاعتداء بالضرب على مدير عام المالية خلال أول اجتماع كان من المتوقع ان يجمعه بالموظفين بالوزارة. هذا العمل ، الذي يشهر بالهمجية والبربرية والاستغلال غير المبرر للسلطة ، يقف في تناقض صارخ مع المبادئ التي يتوقع أن تحكم تصرفات مسؤولي الحكومة.
أن المنصب الذي يحتله نائب الوالي ، والذي استخدمه كأداة للترهيب والتعدي ، لم يكن ليتاح له لولا النضالات المستمرة والتضحيات الجليلة التي قدمها شباب الولاية من أجل السلام والحرية والعدالة. لكنه تنكر لقيم الثورة التي اتت بهم ودهو وسيده مالك عقار وتامروا ضد الشعب السوداني وها هو الآن يكشف عن خلق مريض وسلوك مشين. هذه الواقعة تسلط الضوء على أهمية المحاسبة والشفافية في السلوك الحكومي ، وتدعو إلى ضرورة إعادة التأكيد على القيم والمعايير التي
يجب أن تُسترشد بها القيادات في ممارسة سلطاتها.
وقع هذا الحادث المؤسف في ولاية مازومة ، ومسرح للحرب والنزاعات. هذه الواقعة لا تمثل مجرد تجاوز فردي بل تهدد بشرعنة العنف وترسيخه كأسلوب للتعامل في المجتمع. الاعتداء على موظف حكومي أثناء قيامه بواجبه يشكل جريمة لا تتنافى فقط مع القوانين ولكن أيضًا مع الأخلاقيات العامة والمعايير المهنية. تعد هذه الأفعال خروجًا عن المبادئ التي تحافظ على نسيج المجتمع متماسكًا وتعرض الأسس الديمقراطية للخطر ، مما يستوجب التنديد بها والتعامل معها بكل جدية لضمان عدم تكرارها.
هذا الحادث يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والمهنية ، فضلاً عن تجاوز واضح للمبادئ الوطنية والعدالة. في البداية ، يعد الاعتداء الجسدي تحت أي ظرف من الظروف عملاً يتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية ، وهو الحق في السلامة الشخصية والكرامة.
من المهنية ، يُتوقع من القيادات العامة والمسؤولين التحلي بأعلى معايير السلوك والتعامل مع الزملاء والمرؤوسين بكل احترام وتقدير. اللجوء إلى العنف في مواجهة خلافات أو مشكلات إدارية يُعد تخليًا عن هذه المسؤوليات ويُظهر عدم القدرة على حل النزاعات بطرق مدروسة ومهنية.
وطنيًا ، يشكل هذا السلوك انحرافًا عن المبادئ التي يجب أن تُبنى عليها أي دولة تسعى لتحقيق العدالة والتقدم ، حيث يُفترض بالمسؤولين أن يكونوا قدوة في التمسك بالقانون وحماية حقوق المواطنين.
من حيث العدالة ، فإن استغلال السلطة لإيذاء الآخرين ينتهك مبدأ المساواة أمام القانون. لا يجب أن يكون أي شخص ، بغض النظر عن موقعه أو منصبه ، فوق المساءلة. يجب على النظام القانوني التحقيق في مثل هذه الحوادث بشكل فوري ومنصف لضمان عدم الإفلات من العقاب ولحماية حقوق جميع المواطنين.
بشكل عام ، يُظهر هذا الحادث الحاجة الماسة إلى تعزيز الوعي بأهمية القيم الإنسانية والمهنية وتطبيق معايير العدالة واحترام القانون داخل جميع مؤسسات الدولة ، لبناء مجتمع يسوده الاحترام المتبادل والأمان.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..