مقالات سياسية

حقيقة المهدى المنتظر

الذى دعانى لكتابة هذا المقال هو أن هناك اهتمام كبير فى الفترة الأخيرة عن هذا الموضوع وخاصة من جماعات يهودية تدعى أنه قد ان أوان ظهور المهدى الذى سينصرهم على أعدائهم ويثبت دعائم الدولة اليهودية وفى المقابل أيضاً هناك اهتمام كبير فى مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الديانات .

مسألة المهدى المنتظر قديمة جدًا بشرت بها اليهودية والمسيحية والاسلام وكله بمسميات مختلفة بهدف واحد .

فى السودان على وجه الخصوص ولغالبية السودانيين فإن هذه المسالة تعتبر بالنسبة لهم مسالة منتهية وأمر محسوم ولا يقبل النقاش وذلك بظهور الامام محمد احمد المهدى (1843-1885) الذى قال أنه تقلد هذا المقام وقد قاد ثورة تحررية على الحكم الانجليزى التركى حتى تحرر السودان بكامله من قبضتهم ورسم خريطة السودان الجغرافية بحدوده قبل انفصال الجنوب وهذا ما تعارف عليه باسم السودان الحديث ووحد كل أهل السودان حول هوية واحدة .

كثير من المثقفين والعلمانيين والسفسطائيين والفلاسفة والعقلانيين يعتقدون أن مسالة المهدي وانتظاره هى مجرد إدعاءات للشعوب المقهورة تلجأ إليها عندما تشعر بالظلم حتى تريح نفسها ويعتبرونها مجرد تخدير ليس إلا بل حتى رجال دين قالوا بذلك ومنهم الدكتور الترابى الذى أنكر حتى نزول عيسى واعتبره حيلة من حيل الشعوب المقهورة كذلك .

من ناحية عقلانية هذا التفسير يعتبر غاية فى الغباء دعك من الناحية الدينية فهؤلاء المثقفون والعلمانيون والفلافسة مجرد أناس سطحيون لم ينظروا لمسألة الدين نظرة شاملة بل نظروا لها من زاوية ضيقة وهى رد الظلم

من واقع بسيط فإن الدين بصورة عامة لم يأت لانقاذ المظلومين ورفع الظلم عنهم حتى نفسر كل ظاهرة دينية بهكذا تفسير فقد كان كل الرسل والأنبياء من إثنية واحدة وجهة واحدة ما عدا خاتم النبيين فهل كانت بقية الأماكن قبل هولاء الأنبياء تعيش فى أمن وسلام ؟ كلا لقد كانت الدماء تسيل فى كل بقاع الكرة الأرضية فى أفريقيا واوربا وأمريكا وبلاد العرب والحروبات أشد باساً وبالرغم من ذلك لم ينزل الله عليهم رسولاً

وهذا يقودنا الى أن المهمة الأساسية للدين ليس رفع الظلم ونصر المغلوبين بل هى كما قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) اى ليعرفون وفى الحديث القدسي (كنت كنزاً مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق فبى عرفونى) لذلك فان المهمة الأساسية هى معرفة الله وما عداها مهام ثانوية قد تكون هذا أو ذاك أو قد لا تكون أى منهما .

ثم إن مهمة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء هى تجديد هذا الدين  أى تحقيق معرفة الله والأحاديث التى وردت عن المهدية كلها تشير الى تجديدها للدين وما عداها من صفات فهى مجرد صفات تابعة لها وليس هى من صميم المهمة مثل قوله صلى الله عليه وسلم (يملاً الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) أما الظلم والحروب فهى لحكمة يعلمها الله فمنذ أن إحتجت الملائكة على خلق البشر بأنهم مفسدون فى الارض ويسفكون الدماء فأسكتهم بقوله (انى أعلم ما لا تعلمون )

ولما كان نبى الاسلام هو النبى الخاتم فلم يكن هناك من يجدد الدين إلا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء (علماء امتى كأنبياء بنى إسرائيل) وعلى رأس هولاء العلماء المهدى المنتظر فمهمته تجديد الدين فى القلوب حتى تتحقق معرفة الله ولأنه جاء باذن مباشر من الله ورسوله فان كل معارض له ولا يؤمن به فانه لو تقطع اربا فى العبادة فلن يصل الى معرفة الله كما أن اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم لو تقطعوا ارباً فى العبادة لن يصلوا الى معرفة الله وكل من أنكر رسولاً او نبياً أرسله الله ولم يؤمن به فإنه لا يقبل له عمل ويعتبر كافراً ولو نطق الشهادتين

لذلك قال الامام المهدى عليه السلام (أخبرنى سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بانى المهدى المنتظر ومن شك فى مهديتى فقد كفر)

حتى لو لم يخبره بذلك طالما أنه مرسل من الله مهدياً منتظراً فكل من لم يؤمن بمهديته فقد كفر ولو نطق الشهادتين قياساً على أن من لم يؤمن بأى رسول أرسله الله فهو كافر ولا جدال فى ذلك فان علة الكفر هنا انكار أمر اوجبه الله واذن بظهوره وما إخبار الرسول له بذلك الا تأكيد لهذا.

أما ما يبشر به اليهود هذه الايام فهو ليس المهدى المنتظر بل هو المسيح الدجال

 

والله يقول الحق ويهدى الى الى الصراط المستقيم

حماد صالح

‫2 تعليقات

  1. 😎 لا شك عندي ان المدعو حماد انسان غير جاد و تتلبسه الخرافة من احمص قدميه و الي قمة راسه 😳

    فكرة المخلص المنتظر (المهدي المنتظر)

    ارشد حسين
    باحث
    (Arshad Hussain)

    وجود فكرة ظهور شخص في اخر الزمان يحل العدل في المجتمع المؤمن هي فكرة قديمة جدا وأقدم ظهور لها في الحضارة السومرية الرافدينية حيث ذكر هو المنتظر(الاله تموز) الذي يعود من عالم الموتى ليخصب عشتار ويجلب معه الربيع وتجدد الحياة. ومن ثم انتقلت الى حضارة البابليين والأشوريين والأكديين، بل ان فكرة المخلص البابلية هي الأكثر شهرة وتطابقا مع الأديان السماوية اللاحقة حيث ان فكرة المخلص البابلية تعتمد على ظهور الاله مردوخ بعد انتشار الظلم والجور على الأرض ليظهر الاله مردوخ من بين الأموات لينشر العدل والسلام في دولته.
    ومن البابلية انتشرت فكرة المخلص الى الديانة الفارسية القديمة (الزرادشتية) حيث يظهر المخلص على رأس كل الف عام واسمه (سوشيانت) ومعناه المنتصر ومهمته هي نصره اله الخير اهورامزدا لنشر العدل والسلام ومجابهة اله الشر اهريمان.
    ويروي المؤرخ ول ديو رانت في كتابه (قصة الحضارة ) ان فكرة المخلص تطورت في الهند من خلال الديانة البوذية وان المخلص(فيدا) الذي سيظهر اخر الزمن لينشر العدل والمساواة بين البشر ما هو الا بوذا الخامس.
    وفي الحضارة الصينية سوف يأتي المبشر اخر الزمان لمحاربة الشر والظلم (يترتنكر) وينشر السلم والسلام عل الأرض.
    وفي اليهودية التي اخذت فكرة المخلص من الديانة البابلية القديمة الى ظهور المخلص لينقذ بني إسرائيل من الظلم والجور والاسر والاستعباد من يد الحكام في مختلف المجتمعات. فظهر المسيح المخلص الذي سيحقق حلم إقامة الدولة اليهودية التي تنتهي معها دورة التاريخ البشري لتبدأ مملكة السماء والنعيم لليهود ويجعل الأغيار (غير اليهود) عبيداً وخاضعين لليهود.
    أما في المسيحية فإن المسيح عيسي هو المخلص نفسه، والذي يعود في نهاية الزمان ويقيم يوم الدينونة، وهناك الكثير من الإشارات في العهد الجديد حول هذا الأمر، مثل: (وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيًا علي سحاب السماء بقوة) [متي 24: 30] يعود المسيح لكي يعلن بدء يوم الدينونة وحكم الرب وانتهاء التاريخ البشري وبداية مملكة السماء.
    وانتقلت فكرة المهدي المخلص الى الإسلام من الديانات التي سبقتها وخاصة اليهودية لتطابق الفكرة من وجود(المخلص) ولكن انقسم المسلمون في تفسير ظهور المهدي فالطائفة السنية تؤمن بأن المهدي سيظهر اخر الزمان من نسل محمد وينتصر على الدجال ويملئ الأرض عدلا وقسطا. في حين ان الطائفة الشيعية لها نظرة تختلف عنها وهي ان المهدي المنتظر يظهر حصرا من نسل الحسين بن علي بن ابي طالب او ما يسمى عندهم الامام الثاني عشر الذي ولد أصلا سنة 255 وهو محمد ابن الحسن العسكري ولحكمه لا يعلم بها الا الله فأنه اختفى عن الظهور وسوف يظهر اخر الزمان بعد تحقق أسباب الظهور ومنها واهمها ما يسمى(الصيحة السماوية) حيث يسمع كل اهل الأرض بلغتهم على لسان الملاك جبرائيل وهو يقول ان هذا هو الامام المهدي من ال محمد.
    وفي العصر الحديث والمعاصر انتشرت فكرة المخلص من خلال أفلام هوليود او السوبر هيرو (Super Hero) التي نشاهد منها بات مان والرجل العنكبوت (Spider Man) والرجل الذي يملك قوى خارقة للطبيعة لينصر المظلوم ويقبض على المجرمين ويمنعهم من جرائمهم. بل ان احد اشهر الأفلام سيد الخواتم (Lord of the Ring ) يجسد المعركة الأخيرة بين الشر والخير (هرمجدون) في إشارة واضحة لما سوف ينتهي الحياة على الأرض وينتشر الخير على كل الأرض.
    وفي رأيي ان المخلص الوحيد هو الانسان نفسه الذي يجابه الظلم والجور من خلال ثورته على الدكتاتورية والظلم ولا يوجد ابطال سوبر هيرو لينقذوا البشرية لا بل ان رفعة المجتمع واي مجتمع كان لن يتحقق الا بالمشاركة الجماعية نحو التغير والتصدي لأي ظلم ام ان نعيش منتظرين شخص يظهر اخر الزمان من الالاف السنين ما هي الا فكرة يتبناها كهنة المعابد ليجعلوا من الانسان اسرا للخرافة ولحدث لن يتحقق ابدا.
    الانسان هو المهدي المنتظر وليس الكائن الخرافي الذي يظهر اخر الزمان من العدم وليس ذلك الذي اختفى في سرداب من اكثر من 1000 عام او بوذا الذي يولد من جديد ولا هو مردوخ الذي سينهض من بين الأموات ليحقق العدل.
    الانسان فقط هو مخلص نفسه الوحيد.

  2. يا كاتب المقال اتق الله و لا تفتري على الله الكذب , فأنت قد ذكرت معلومات لا أصل لها و هي تتعلق بأمور من لب الدين و العقيدة و منها
    1. قولك ( فقد كان كل الرسل والأنبياء من إثنية واحدة وجهة واحدة ما عدا خاتم النبيين )
    الرد: ما هو دليلك ان كل الرسل كانوا من جهة واحدة و الله تعلى يقول : ” (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما ” و قوله تعالى : ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ”

    2. انت ذكرت أن ( من واقع بسيط فإن الدين بصورة عامة لم يأت لانقاذ المظلومين ورفع الظلم )
    الرد : كلامك هذا رد و لا دليل عليه الا اتباع الهوى او السير وراء النصوص المحرفة التي بين القرءان الكريم تحريفها و هناك الكثير جدا جدا من الايات في القرءان الكريم المتعقة برفع الظلم , منها الأمر بالحكم بين الناس بالعدل قال تعالى ” و اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ” و تحريم الجرائم كالقتل و السرقة و الربا و أكل أموال الناس بالباطل و يبدو أنك لا تقرأ الكريم او اذا قرأته فأنت لا تفقه !
    هذا فضلا عن السنة . أيضا من الثابت حتى مع التحريف الممنهج ان الديانات السماوية بينت احكاما جنائية لجرائم مثل القتل و السرقة و الزنا حرمت مظالم مثل الربا و غيره

    3. قولك ( لذلك قال الامام المهدى عليه السلام (أخبرنى سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بانى المهدى المنتظر ومن شك فى مهديتى فقد كفر)
    حتى لو لم يخبره بذلك طالما أنه مرسل من الله مهدياً منتظراً فكل من لم يؤمن بمهديته فقد كفر)
    الرد : هذا تكفير من دون علم و لا عقل و لا حتى فهم مغلوط و كلامك هذا يحمل في طياته كفرا صريخا , اذ أنك تقول أن المهدي مرسل من الله تعالى و من المعلوم ان الأنبياء فقط هم من يقال عنهم انهم مرسلون من الله تعالى و لا نبي بعد سيدنا محمد .
    أما المتمهدي محمد أحمد الفحل , فهو ليس المهدي المنتظر قولا واحدا و المهدي المنتظر نفسه ليس نبيا . و اذا صحت نسبة قول ( ومن شك فى مهديتى فقد كفر)) فهذا في حد ذاته قول على الله تعالى بغير علم و افتراء للكذب على الله و قد يخرج صاحبه من الاسلام , فتأمل !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..