
خليل محمد سليمان
اصبحت جملة “اصلاح الجيش” عبارة عن عقدة علي المنشار إن صح المثل..
يرى الكثيرين صعوبة في التعاطي مع هذه الجملة ، وعند البعض مخيفة حد الحرب التي اوردتنا موارد الهلاك..
تابعت كل الذي تم طرحه في هذا الصدد ، ومعظمه يغلب عليه الطابع السياسي..
المعروف ، والثابت ان الجيش محل صراع سياسي لأجل السلطة منذ قيام الدولة السودانية..
اكثر الجيوش علي وجه الارض به إختراقات ، وإختلالات حد التخمة ، وما الواقع الذي نعيشه خير دليل..
كمفتاح لعملية الاصلاح ، ووضع اسسها لابد من الاستعانة بخبراء عسكريين ، ومدنيين .. لابد لهم ان يتجردوا من كل إنتماء سياسي ، او ديني ، او طائفي ، او قبلي ، او حزبي..
عندما نقول مدنيين لا نقصد نشطاء ، او سياسيين!
نقصد اكاديميين ، وخبراء في التنمية البشرية ، والقانون ، والاستراتيجيات..
سر تفوق المدرسة العسكرية الغربية .. يشترك العسكريين ، والمدنيين في وضع الخطط ، والدراسات الاستراتيجية العسكرية..
تحتاج عملية الاصلاح لمراجعة القوانين ، واللوائح كحجر زاوية في مجمل العملية..
لا يمكن ان تتم عملية الاصلاح بين ليلة ، وضحاها..
يجب ان تكون عملية استراتيجية تقوم علي مدة زمنية طويلة الامد ، واخرى تخاطب الواقع بتفاصيله حتي لا يحدث فراغاً يؤثر علي الامن القومي ، وتماسك الدولة..
كمثال:-
يمكن تقسيم الفئات العمرية بعد عمليات الدمج ، والتسريح الي ثلاث فئات ، حيث التجديد ، و وفاة المدة ، ورابعتهم بلوغ السن القانونية للتقاعد..
وذلك بأن تُحدد المدد الاكبر بالتدرج من الاصغر الي الاكبر سناً ، وان تكون مرات التجديد محددة بحد اقصى بعد التوافق علي عمليات الدمج والتسريح لتشمل كل الجنود العاملين في الخدمة..
اما من الناحية الاستراتيجية توضع اسس جديدة للتجنيد ، والخدمة الالزامية “الإحتياط”..
تخضع مدد خدمة المجندين الجدد منذ اعتماد الجيش الواحد بقانون منفصل لتكون هذه النواة لنمط العمل في الجيش من الناحية الاستراتيجية في المستقبل..
تقوم بالتوازي عمليات التدريب ، والتأهيل المطلوبة حسب الوحدات ، والتخصصات المختلفة والافرع ..
ما سبق يخص ضباط الصف ، والجنود ..
اما ما يخص الضباط ، فبالطبع قانون تعينهم ، وخدمتهم يختلف في كل التفاصيل ..
يجب ان تكون رتبة اللواء هي الرتبة القصوى في الجيش وتتم ترقية ضابطاً واحداً الي رتبة الفريق ليتولي رئاسة هيئة الاركان حسب المدة المتفق عليها في القانون لبقاء هيئة الاركان ..
يكون رئيس الاركان هو القائد العام ، والقائد الاعلى هو رئيس الجمهورية في حال السلطة الرئاسية ، ورئيس الوزراء في حال السلطة البرلمانية ..
كل نواب رئس الاركان من رتبة اللواء ، وقادة الفرق تكون برتبة العميد ..
اما قيادة الالوية ، والكتائب تكون من رتبة العقيد فما دون..
اعادة النظر في إنفتاح ، وإنتشار الجيش في كل الاراضي السودانية بخطة استراتيجية محكمة لحماية الحدود ، والعمق الاستراتيجي المتمثل في المدن ، والتجمعات السكانية ، والمنشآت الهامة كالخزانات ، والمواني ، والمطارات ، والمشاريع الكبرى.
بالتوازي توضع ضوابط تحدد معايير الدمج والتسريح ، وتحديد مدد زمنية لعمليات التأهيل حسب المتطلبات المهنية ..
اما عمليات التقديم للمعاهد ، والكليات العسكرية يجب ان تخضع الي لجنة اتحادية يُختار اعضاءها بعناية من الاكاديميين بتمثيل ولائي عادل ..
بالاضافة الي لجنة عسكرية تقوم بعمل الترتيبات ، والاجراءات الفنية العسكرية ، والامنية المطلوبة ..
ملحوظة:-
في المدرسة الغربية يتقدم الطالب للمعاهد والكليات العسكرية جاهزاً من الناحية البدنية ، والنفسية ، حيث هناك مدارس رياضية متخصصة تؤهله لذلك ..
يؤدي كل الإختبارات البدنية بشكل إحترافي فقط تقوم المؤسسة العسكرية بتأهيله حسب التخصص ، والمهنة المطلوبة .. وهذا يوفر علي الدولة الكثير
كسرة..
عندنا في السودان بنقدم للجيش كبني آدمين خام .. الحاجة الوحيدة البنعرفها هي تعضي العراقي ، وتقول يا فكيك..
لذلك نريد خطة لرفع قيمة التربية الرياضية ، والانضباط في المدارس ، والمجتمع بشكل عام في مراكز الشباب ، والاندية ..
“نحتاج الي جيش تسوده روح الشباب”
نواصل..
من اهم ركائز الاصلاح،اي اصلاح-خاصة الامني والعسكري،هو رسم او وضع سياسة امنية وعسكرية.فهي غائبة تماما في المجالات العسكرية. ويكفي إنك لم تشر اليها او تذكرها في مقالك!
لا بد من سياسة عسكرية تنص علي وجود جيش واحد.مع التزام تام بهذه السياسة،من كافة السلطات،تشريعية،تنفيذية(الحكومة المنتخبة) …وقيادة الجيش.
نجد ان قيادة الجيش قد ساهمت في الفوضي الماثلة من تكوين المليشيات والحركات المساحة.ومن المدهش ما زالت تخرج في المليشيات حتي بعد قيام الحرب.
من المهم تغيير شروط القبول للكلية الحربية،ليصبح الحد الادني،خريجي الكليات والجامعات. مع وضع شرط جديد وهو الشجاعة! علينا ان نختار رجال صم! لا يعرفون! يكفي ان وزير الدفاع هرب..كما ان عددا كبيرا من الضباط ذهبوا الي قراهم.وبعضهم ذهب الي مصر.!في الوقت الذي تدعو فيه الي الاستنفار!.
ايضا لا بد من استيعاب من اكمل المدارس الثانوية والفنية،كجنود…مع شرط الشجاعة…وهو شرط يمكن وضع مؤشرات له
تحياتي
مفال أعجبني وأعتقد بأنه مغبد جدا وفيه أفكار رائعة مزيد من التوفيق للكاتب
الجيش بلغ مرحلة من التشوه لا يحدي معها اي اصلاح … “Too deformed to be reformed”
والحل في الحل …
الجنجاويد ينحل ومليشيا الجركة الاسلامية ينحل ومليشيا الحركات تنجل !!
أذا كان ثمة بداية … لو -وهذه حالياً من المعجزات- لو توقفت الحرب !!
فهذه البداية تكون بحل ةتسريح جميع التشكيلات المسحلة النظامية وغير النظامية .. وحفظ الامن في فترة تتولي فيه الامن قوات اممية قبعات زرقاء من الامم المتحدة تشرف علي الحل والتسريح وحمع السلاح بصورة منهجية منظمة ..
ثم البداية من صفر وتكوين نواة جديدة لجيش سوداني وشرطة وجهاز امن جديد بمعني الكلمة وعلي اسس ومعايير حديثة وجديدة قوات نظامية مهينة احترافية بلا ترهل في الرتب وتضخم في الهياكل قوات مستقلة تماماً عن التدخلات السياسية والعقائدية خاضعة للجهاز التنفيذي ومعسكراتها خارج المدن والتجمعات السكانية المدنية.
والثابت ان الجيش محل صراع سياسي لأجل السلطة منذ قيام الدولة السودانية…..
دا جوهر الجيش، في أوج فشله وانهزامه مُصر على التشبث بالسلطة وليس على الإصلاح والهيكلة والقومية وليس حديث ياسر العطا ببعيد!
ضُباط أشطر في كل شيء لا علاقة له بالجيش، مع الإصرار على تلك الشطارة لأن الغرض من التجييش هو السلطة والثروة باسم الجيش وليس الموت والثبات من أجل الوطن!
لعن الله كل من سرق ونكل وقتل ونهب وشرد شعبنا من الجنجويد والجيش حياً وميتا 🤲