
في الحلقة الأولى من سلسلتنا “فك شفرة الدولة المنحازة في السودان”، استعرضنا مقدمة عامة حول تعقيدات وتحديات الدولة المنحازة وأثرها على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. اليوم ، في الحلقة الثانية ، نغوص أعمق في بحر هذه الإشكالية لنستكشف بالتفصيل كيف تؤثر سلبيات ومخاطر الدولة المنحازة على الأمن القومي للسودان.
الأمن القومي ، العمود الفقري لاستقرار أي دولة ورفاهية شعبها ، يتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالسياسات والممارسات المنحازة. هذه الحلقة تهدف إلى تسليط الضوء على الطرق المتشابكة التي تساهم بها الدولة المنحازة في تفاقم التوترات ، تعميق الانقسامات ، وتأجيج الصراعات داخل البلاد ، مما يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن القومي.
من خلال التحليل الدقيق والأمثلة المستقاة من الواقع السوداني ، سنكشف عن كيفية تأثير الإقصاء والتهميش الناتج عن الدولة المنحازة على الأمن القومي ، وكيف أن النزاعات المسلحة ، الاضطرابات السياسية ، والتفكك الاجتماعي يمكن أن يعود في جذوره إلى هذه الممارسات الانحيازية.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الفكرية لنقدم معًا نظرة شاملة تساعد في فهم أعمق للتحديات التي تواجهها الدولة السودانية واستشراف الطرق الممكنة لتجاوز هذه الأزمة الأمنية ، والتي ستكون بمثابة خطوة نحو تحقيق الاستقرار والسلام الدائم.
سلبيات الدولة المنحازة :
الدولة المنحازة في السودان ، كما هو الحال في أي مكان آخر ، تحمل عدة سلبيات ومخاطر جسيمة تؤثر على استقرار البلاد وتطورها. من أهم وأخطر هذه السلبيات :
1. تعميق الانقسامات الإثنية والثقافية : السودان بلد غني بالتنوع الإثني والثقافي ، ولكن الانحيازات داخل الدولة تؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين المجموعات المختلفة ، مما يخلق بيئة من التوتر والصراع.
2. التمييز وعدم المساواة: السياسات والممارسات المنحازة تعزز التمييز وتقوض مبدأ المساواة بين المواطنين ، مما يؤدي إلى تهميش بعض الفئات وحرمانها من الحقوق والفرص الاقتصادية والاجتماعية.
3. ضعف النسيج الاجتماعي : الانحيازات تساهم في تآكل الروابط الاجتماعية وتقوض التماسك الاجتماعي مما يجعل من الصعب بناء مجتمع موحد ومتماسك.
4. التأثير السلبي على النمو الاقتصادي : التفاوتات الناتجة عن السياسات المنحازة تعيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة حيث تُحرم المناطق والمجموعات المهمشة من الاستثمارات والموارد الضرورية.
5. إضعاف العملية السياسية : الدولة المنحازة تقوض مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية حيث يتم إسكات الأصوات المعارضة وتقليل فرص المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار.
6. تفشي الصراعات والنزاعات : الانحيازات والتمييز يمكن أن يكونا أرضية خصبة للصراعات والنزاعات الأهلية ، مما يهدد السلام والأمن الوطني.
7. تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية : الإحساس بالتهميش والتمييز يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية ويقوض شرعيتها في أعين المواطنين.
8. ضعف الخدمات العامة : المناطق المهمشة غالبًا ما تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة ، التعليم ، والبنية التحتية ، مما يزيد من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
مخاطر الدولة المنحازة على الأمن القومي للسودان
مخاطر الدولة المنحازة على الأمن القومي للسودان جسيمة ومتعددة الأبعاد. يحذر العديد من الخبراء من أن “الانحيازات الممنهجة ضمن الدولة تؤدي إلى تفاقم الصراعات وتزيد من مشاعر الاستياء والتهميش بين المجموعات المختلفة”، مما يخلق بيئة خصبة للعنف والتمرد. كما يشير نيلسون مانديلا في إحدى تأملاته قائلاً : “لا يمكن أن يسود السلام الحقيقي إلا في بيئة تسودها العدالة والمساواة”. في السودان ، حيث تتجذر الانقسامات الإثنية والثقافية بعمق ، تُعتبر الدولة المنحازة بمثابة تهديد مباشر للنسيج الاجتماعي وبالتالي للأمن القومي.
على سبيل المثال ، “التمييز في توزيع الموارد والفرص يؤدي إلى تفشي الفقر ويزيد من مخاطر الانخراط في الجماعات المسلحة” كما يعلق خبراء في شؤون الأمن القومي. هذا الواقع يسهم في خلق دوافع للعنف ويقوض جهود الاستقرار والسلام.
إضافة إلى ذلك ، يحمل التهميش الثقافي والإقصاء السياسي مخاطر على الوحدة الوطنية ، مما يهدد “التماسك الوطني الذي يُعد حجر الزاوية للأمن القومي”، كما يؤكد الباحثون في مجال الدراسات الاستراتيجية. الإقصاء يؤدي إلى إضعاف الثقة بين المواطن والدولة ، وهو ما يمكن أن ينتج عنه عدم الاستقرار الذي يصعب معه تحقيق أي تقدم نحو السلام والتنمية المستدامة.
لذلك ، يعد التحول نحو نظام أكثر شمولية وعدالة ضرورة ملحة لضمان الأمن القومي للسودان ، حيث يؤكد مارتن لوثر كينغ جونيور : “العدالة المؤجلة هي عدالة مُنكرة”. في هذا السياق ، يتطلب السلام الدائم في السودان إعادة هيكلة الدولة بما يحترم التنوع ويضمن المساواة والعدالة لجميع مواطنيه.
الدولة المنحازة في السودان ، بسياستها وممارساتها ، لعبت دورًا محوريًا في إشعال وتأجيج النزاعات في مناطق مختلفة من البلاد ، بما في ذلك جنوب السودان ، جنوب كردفان ، النيل الأزرق ، وشرق السودان. الانحيازات على أساس عرقي ، ثقافي ، وديني ، إلى جانب التوزيع غير المتكافئ للموارد والفرص الاقتصادية خلقت بيئة من التمييز والإقصاء أسهمت في تعميق الشروخ الاجتماعية والإثنية.
في جنوب السودان، على سبيل المثال ، كانت قضايا مثل الهوية ، الدين ، والتمثيل السياسي والاقتصادي من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى الانفصال والحروب الطويلة التي سبقته. “التهميش الممنهج والتمييز الذي تعرض له شعب جنوب السودان كانا من بين الأسباب الجذرية للصراع”، كما يلاحظ المحللون السياسيون.
في مناطق مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق ، أشعلت السياسات المنحازة التي تفضل بعض الجماعات الإثنية على حساب أخرى ، والنزاع حول الأرض والموارد ، صراعات ممتدة ذات جذور عميقة. هذه المناطق ، ذات التنوع الإثني والثقافي الكبير ، شهدت تهميشًا وإقصاءً لجماعات بأكملها ، مما قاد إلى تصاعد التوترات والنزاعات.
شرق السودان أيضًا، مع قضايا مشابهة حول التهميش الاقتصادي والسياسي ، وجد نفسه في دائرة الصراعات. التمييز في توزيع الثروة والفرص ساهم في إشعال شرارة الاستياء والمطالبة بحقوق أكبر وتمثيل أفضل.
إن الحرب القائمة ، التي يمكن وصفها بأنها الأكبر والأخطر في تاريخ السودان ، ليست سوى تجلي لتأثيرات الدولة المنحازة التي زرعت بذور الانقسام والصراع على مر السنين. “الصراعات المتعددة في السودان تشير إلى نمط من التهميش والاستبعاد يؤثر على مختلف المناطق والمجموعات”، وهو ما يعكس التحديات الجذرية للدولة المنحازة. هذه الحروب ، في جوهرها ، تدور حول النضال من أجل العدالة ، المساواة ، والاعتراف ، حيث يطالب الأفراد والمجموعات بحقوقهم ومشاركتهم العادلة في الثروة والسلطة.
الأمن القومي للسودان ، بالتالي ، يتأثر بشكل مباشر بالتهميش والانحيازات التي تنتهجها الدولة. “بدون معالجة الأسباب الجذرية للصراعات ، من الصعب تحقيق الاستقرار والسلام الدائم”، كما يقول الخبراء. الدروس المستفادة من تاريخ السودان تُظهر أن الحلول الجزئية أو السطحية غير كافية ؛ بل يتطلب الأمر إصلاحات جذرية تعالج التمييز ، تعزز الشمولية وتضمن تمثيلًا عادلًا لجميع المجموعات في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد.
المقال فيه انحياز واضح لمجموعات جغرافية معينة نحن في اقصي الشمال ماذا قدمت لنا الحكومات منذ الاستقلال؟!! هل نال انسان اقصي الشمال نصيبه من التنمية؟! ذهب الشمال الذي كان ومازال يسير دولاب الدولة طيلة السنين الماضية ماذا كان المقابل؟!! امراض وسرطانات وهل اهل الجزيرة يعيشون في بحبوبة من العيش؟!! ماذا عن النيل الأبيض؟!! اتحداك ايها الكاتب ان تتحفنا في مقالك القادم عن التنمية في الشمال والوسط وتكتب بشي من العلمية بالتفصيل الممل عن المشاريع الضخمة التي قامت يها الحكومات وان المواطن في تلك البقاع يعيش في بحبوحة اتحداك ان تكتب حتي لا نحس ان مقالاتك الراتبة التي تكتبها عن الدولة المنحازة هي مجرد ما يجوش في صدرك من ضغينة وغببنة اتجاه انسان الشمال والوسط…..
ارد ليك يا بعانخي الان ابناء الشماليه افضل اوضاعا من اي منطقه في السودان ؛ نظامكم البائد ، نظام البشير قد قام بتطوير الشماليه افضل من اي نظام اتى على السودان ، انظر طريقي التحدي وشريان الشمال وخزان مروي اللي بدا يغذي حتى قرى الشماليه بالكهرباء وان خدمات المستشفيات والادويه افضل من باقي الولايات ، حتى المدارس انظمتها مرتبه وتظل في اجواء صحيه مثل المباني العاليه ،النظافه الجيده ، التجليس السلس ، وجود الاستاذه الاكفاء كل هذه الخدمات قدمت لهم من الاموال العامه للدوله وتقول لي ابن الشمال مظلوم؛ دي من استراتجيات الخطاب الشمالي انو يظهر عدم وجود خدمات باقليمهم وان الانظمه الحاكمه ظلمتهم حتى يشفق عليهم الناس ، وهذه الاساليب المزيفه والكاذبه للحقيقه البينه اللي ذكرتها …
انت بتتكلم عن الشمالية ولا كلفورنيا؟!! قوم بول بعيد
اتحداك ان تزكر اسم مستشفي واحدة بنتها الحكومة خلاف المستشفي الكبير داخل مدينة دنقلا… كل المؤسسات التعليمية والصحية قامت بالجهد الاهلي والشعبي وكان للمغتربين من أبناء الولاية النصيب الأكبر اما حديثك عن شريان الشمال فهذا الطريق تم عن طريق المغتربن عكس طريق الانقاذ الغربي ودجالكم الكبير دجال داركوز الذي قام بلهط ميزانية الطريق….باختصار اقول ليك في اختلاف كبير بيننا وبينكم اجتماعيا فانسان اقصي الشمال اجتماعي من الدرجة الاولي له ارتباط قوي بقريته او مدينته ويمتاز اهل الشمال بالنفير لتحسين حياتهم بل حتي في الغربة تجدهم متكاتفين ومترابطين دون غيرهم وهذا بسبب الطبيعة الاجتماعية التي كسبوها من حضارة امتدت لالاف السنين واستقرارهم بجانب النيل الخالد لا يمكن أن تقارنهم بمجتمع حياته كلها سلب ونهب وقتل يا سيدي ينقصكم التمدن والتحضر…
يا حسن اسماعيل والله لو لا شبابنا وكنداكتنا في الوسط والشمال كان البشير يكون راكب فيكم حتي الآن….داركوز دايما تصنع الطغاة يا ناس اعتصام الموز
يا بعانخي دي من اكاذبيكم اللي كنتو تخمونا بيها خلال انظمتكم الفاسده الفاشله وهي من خطابات استراتجياتكم اللي ظللتم تسيطرون بها على الدوله والسلطه والثروه ؛ اما يا عمك تنقو اول من قام بثوره ضد البشير يا جهلول هم ابناء الهامش في ثورة سبتمبر ٢٠١٣ عندما امن البشير ما لايقل عن مئتين شخص في مايو وامبدات وسوبا وهي بداية شرارة ثورة ديسمبر فبعدها توالات ثورات صغيره وخمدت ، ام ثورة ديسمبر يازول فاول من قام بها هم طلبه من مدارس الدمازين فبعدها عطبره فنسبتوها لعطبره بتزيفكم للحقائق والواقع ، ما تخمونا بالله بامجادكم الزائفه واول من حرر السودان من المستعمر هو النوباوي علي عبد اللطيف ؛ ابناء الهامش لهم السبق تاريخيا في حركات التحرر والثوارات ، اما كون انو الشماليين اجتماعيين يساندون بعضهم البعض فالشعب السوداني جله لديه ثقافه الاجتماعيات والمسانده ، الم ترى ابناء الزغاوه ماذا يفعلون لبعضهم البعض ، من لهم شركات يشغل ابنائهم فيها ، او يجعل مبنى خاص لها سكنا للطلبه من ابناء الهامش بصفه عامه وابناء الزغاوه بصفه خاصه كوقف لهم؛ انكم تساندون بعضكم البعض في الباطل واكل اموال الناس بالباطل وفي الاختلاسات والافعال الاجراميه العديده وتغطون لبعضكم البعض في العمائل الاجراميه ؛ اما الحضاره الكوشيه التي تتماهى وتغتر بها في حضارة ابناء جبال النوبا اللي اسقط مملكتهم المماليك فطردهم منها فنزحوا لجبال النوبا فصارت موطنا لهم؛ فانتم فولاني وافدون من موريتانيا و مالي والنيجر فتركتم هويتكم الافريقيه فتعربتم عروبه كاذبه وازئفه تنم عن نقص مركب نفسي في دواخلكم بان العرب هم اشرف اقوام الارض وان لكم الشرف في الانتساب لهم ؛ لكن العرب ينكرونكم لزنوجتكم وسوادكم؛ اثبتوا لي ان لكم نسب غارق في قبائل قريش ، هوزان ، نجران، حضراموت ، او اسائلكم سؤال منطقي هل العرب يتشلخون؟ فان الشلوخ للشعوب الافريقيه مثل النوبا ، الهوسا ، الفور ،اذن انتم ليس لديكم اي صله بالعرب ؛ اما صلتكم بكوش فكانت هذه الحضاره في الشمال باشخاص غير شماليين في الثقافه والعرق ، فقط هذه الحضاره في موطنكم ؛ اثبت لي ملكا كان من ابناء الشمال في تلك الحضاره في ذلك الزمان ؟ اثبت لي ان هنالك ملكا جعليا او شايقيا او رباطابي او منصوري ؟ او اثبت لي ان هذه القابائل كانت موجوده في عهد تلك الحضاره ؛ فان اثبت لك ان حضارة كوش كان مواطنيها وملوكها نوبا من الجبال ، فتهراقا كما عرفه مؤرخوكم مزيفوا التاريخ فهو تيا راغا وتيا هو الابن الاكبر لابيه في لغة الميري بكادوقلي ، فكان افطس الانف ، شديد السواد ، مفتول العضلات، شعره قرقدي ، عريض الصدر فهي كلها اوصاف ابناء جبال النوبا ؛ اما الدليل القاطع فهو ان هنالك طبيب متخصص في علم الانثروبولجي ( علم سلالة الانسان ) ذكر ان النوبا في الجبال هم اصل حضارة كوش وقارن بين انسانها القديم وانسان النوبا الجديد باخذ عينات من عظام من مقابر من اهرامات البجروايه ومروي واخذ شعرات من بعض ابناء النوبا الحاليين بواسطة ال DNA فوجدهم مطابقين لابناء النوبا القدامي في حضارة كوش ، ما تجي تخمنا وتقول انو الشماليين متحضريين اشان هم ابناء حضارة كوش يا مزيفي التاريخ يا اكالي لحوم الناس…
كلام خارم بارم فسوة زول مدنقر في الخلاء ….