مقالات وآراءمقالات وآراء سياسية

التاء بديلاً للدال

محمد فضل أبوفراس
 بدأت قراءة كتاب نظام التفاهة ولم افرغ منه لدخول هذه الايام المباركات نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ،،ولانه يحكي واقعنا المعاش احببت تلخيص بعض مما قرأت لمؤلفه الفيلسوف الكندي ، آلان دونو ، يقول : إن التفاهة قد بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم. فالتافهون قد أمسكوا بمفاصل السلطة ، ووضعوا أيديهم على مواقع القرار ، وصار لهم القول الفصلُ والكلمة الأخيرة في كل ما يتعلق بالخاص والعام ، ولم يعد من المهم أن يكون المرء مبدعا وموهوبا حتى يتسنى له الصعود في الدرجات الأكاديمية، فالمهم أن “يؤدي اللعبة”، ويتقن فنون التملّق والتزلّف والاحتيال والرضوخ لنظام التفاهة،، صدقت فالمبدعون وأصحاب العلم تم إبعادهم من المشهد وتصدر المشهد أشباه المبدعين والمثقفين أصحاب الولاءات الحزبية والطائفية ، والمطبلاتية وهو مسطلح يعني التصفيق لمن هم في السلطة مقابل فتات من المال (بنكك مثلا) وهم كثرا في كافة وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي!! أما في المجال الاكاديمي فحدث ولاحرج كثرت الاسماء التي تسبقها حرف الدال لوودت بعض الاسماء لو تسبقها حرف التاء (تفاهة) بديلا لحرف الدال!فأصبحت الدكتوراة تمنح بكل سهولة حتي صارت مسخاً أما الخبراء والمحللين الاستراتيجين في كل يوم في اذدياد!! ويواصل دونو سرده ويتطرق الي فئة من المجتمع هم أصحاب الشركات والمؤسسات العابرة للقارات والناهبة للشعوب ، وأسياد الجريمة المنظمة. وبين هاتين الفئتين من الأسياد تواطؤ واجتماع على المصالح المشتركة في استغلال الشعوب ونهبها وإفقارها وهذا ماحدث في بلادنا !! واخيرا عند فئة أكثر تفاهة وهم من نطلق عليهم بالفنانين والقونات فليس من الضروري كي تكون “فنّانا” في نظام التفاهة أن تمتلك حيثيات ومهارات معينة ، وأن يكون عندك رسالة لتؤديها أو كلمة نافعة لتقولها. قل أسخف السخافات ، وتشدق بأكثر الخرافات لا معقولية ، ولا عليك فهذه هي البوابة الفضلى لدخول عالم الفن بكفالة نظام التفاهة وضمانة أربابه ، أليس هذا مايحدث عندنا من سخف ونسميه فناً ونصفق له ونفتح له نوافذنا الاعلامية التي أصبحت خاوية من كل ماهو مفيد !! .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..