مقالات وآراء

ساقية جحا

د. الفاتح خضر رحمة
ان المحن والكروب التى رزح تحت جحيمها الوطن وذاق عصارة مرارتها لعام كامل ابناؤه جديرة لتغير واقع كل شئ وتبدل دواخل انسانه وملامح تاريخه وتفكيره ، فما بعد الخامس عشر من ابريل 2023م وما فيه وتبعته من أحداث ومنعطفات أزاحت كل لبس غطى بضبابه الكثيف الحقائق وكشف زيف كل ادعاء وعرى أكاذيب وادعاءات من ينافحون بسليط لسان عن الديمقراطية أو من يلبسون كدمول الوطنية وبمن يتمسحون بعباءة التدين وصححت الأحداث بعض الطشاش الذي كان يرمد العيون من أبصار خفايا النفوس وما فيها من بغض وكره وحقد وما يسكنها من شعور شرير اتجاه البعض وبينت للاسف عمق الهوة ما بين الساسة بعضهم البعض وما يحملونه من مفاهيم ومبادئ وقيم وما يتدثرون به من نفاق وكذب وتدليس وضغائن وفي اللحظات الحرجة سقط الجميع والتمسوا طريق النجاة لأنفسهم هربا ليتركوا الشعب ما بين الموت والانتهاكات والتهجير عملا بالمثل انجى يا سعيد فقد هلك سعد لان السعيد من تيمم صوب فنادق وملاذات الخارج منعما بترف الايواء وحسن الضيافة وسعد من طحنته آلة الموت وطالته يد الانتهاك والتشريد وحقا أن الملمات تكشف معادن الناس والمحن تظهر خبايا النفوس وما تحمله من شر وحسد وحقد.
ان الفتنة التي ضربت باطنابها الوطن ومحقت فيه كل شئ جديرة أن تضع من الدروس والعبر والمواعظ ما يعيد الناس لجادة الصواب والى المغيبون بنشوة الزيف العقل ويفتح آفاق لنقاش جدى لمشاكل الوطن والمواطن من مهد الاستقلال حتى هذه اللحظة العصية فالثمن الفادح والقيمة الباهظة التي دفعها الشعب من خلاصة دمه وماله وأمنه واستقراره وعمره وما اصابه من ضرر لا يمكن أن تذهب هباء منثورا فكل هذه التضحيات يجب أن يقابلها تجرد للذات وخلع لجلباب التسلط والتشاكس الأرعن .
ان الجلوس فوق نقعة الحوار وادارة نقاش حقيقي  لمعالجة مشاكل الوطن من حكم وتنمية وسلطة وثروة وكيفية التوزيع العادل لها يجب أن تكون أولوية للجميع ، فأن الاوطان لا تبنى بالعنف والدمار والحقوق لا تنال بالقتل والحرق ، فنبذ خطاب التحريض والكراهية الذي ظل يمارسه الجميع بلا استثناء انتهى زمانه واصبح من الضرورى رميه  في سلة النسيان وأن اصلاح المعوج من سلوك عام بات حتمى واستئصال كل من يسعى لزراعة  الفتن حاجة ملحة .
وان صفحة الماضي ومافيه من هانات وجراحات ومخازى يجب أن يوضع على منضدة التشريح فيبتر من جسد الوطن ما أصابه العطب ونخر فيه سوس البغض والمعافى نغذيه لينموا لينعم الوطن بالأمان والاستقرار ، دون ذلك سنظل في ساقية جحا من صراع إلى صراع ومن حرب إلى أخرى ولن ينهض الوطن .
وخزة،،،،
كل عام والوطن بألف عافية والمواطن بالف خير

‫2 تعليقات

  1. ( عصارة مرارتها ) مقرف !؟ الله يفقع مرارتك ذي ما فقعت مرارتنا …يا دكطور الهناء الانخاس الغنى غنى والماغنى …….يعمل دكتور …. جنس محن !؟

    ( نقعة الحوار ) الله ينقع شنو أقوليك ….. والله أنت بني أدم ( أغلف وأشتر ) ومثال للكوز الما بيستحي ياخي تهجمكم وقوة عينكم وعدم استحياءكم حتى في تحصيل الدراجات العملية نسأل الله أن يقطع دابركم من هذا الأرض

  2. لك التحية ، في تحول في أفكار الكاتب نحو المنطق و التعاطي السليم مع مجريات الأحداث

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..