
ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
بامتداد يتجاوز سبعة كليومترات ، يحتضن السودان سواحل استراتيجية على البحر الأحمر ، جعلته في قلب الصراع بين نفوذ الطامعين من الشرق والغرب منذ قرون طويلة وليس فقط في وقتنا الحالي ، وللاسف ان كل الحكومات المتعاقبة علي السودان لم تولي شرق السودان الاهمية التي يجب ان يجدها لان ولاية البحر الاحمر وعاصمتها مدينة بورتسودان الساحرة عروس البحر الاحمر التي تجاورها في الساحل الشرقي مدينة جدة السعودية حيث نري الفرق واضح جدا لمدينة جدة في كل النواحي ، يجب ان يكون لشرق السودان اهتمام خاص ويجب ان يوضع اهتمام بالغ لعاصمة السودان المستقبلة مدينة بورتسودان التي تمتلك كل المقومات لتكون العاصمة الوطنية للسودان وها نحن نري في خضم هذه الحرب الاهلية التي تجري في السودان منذ عام كامل لم تجد الحكومة ملاذ آمن وعاصمة بديلة غير مدينة بورتسودان وقد قامت هذه المدينة الفاضلة بالواجب منذ بداية الحرب وقد كانت من اهم منافذ اجلاء رعايا الدول الشقيقة والدول الأجنبية عبر مطارها ومينائها البحري والان ، تعمُّق لحالة الاستقطاب السياسي في الداخل السوداني قد تُفضي إلى اضطرابات وعدم استقرار لفترة طويلة واحتمال عودة الإسلاميين ، كقوة منظمة وفاعلة إلى قلب المشهد السياسي مجدداً ربما يطيل امد هذا الصراع وقد تتسع تداعيات هذا التنافس إقليمياً إلى نطاق جغرافي أكبر يمتد إلى منطقتي البحر الأحمر والقرن الإفريقي ، بما يهدد بمزيد من التدويل والعسكرة للمنطقة نتيجة اشتداد التنافس على الموانئ البحرية ، وتنامي توجهات إنشاء القواعد العسكرية الأجنبية فيها ، ونلمس ذلك جليا في التنافس الدولي الثلاثي علي السودان وهذا التنافس له تداعيته ومآلاته اذا لم يكن لدي السودان حكومة قوية وذات نظرة بعيدة المدي ان الارض التي انجبت أسد السودان البطل عثمان دقنة الذي اهمل اشد الاهمال ولم يجد حقه في تدوين تاريخه اللامع الناصع وعدم اظهار بطولته وشجاعته ودوره الكبير ومساهمته المتفردة في تحرير السودان من المحتل الاجنبي ان غياب تاريخة البطولي في زهن القارئ العربي والغربي والاروبي هو نتيجة من نتائج الاهمال لتاريخنا تتحمله حكومات السودان واترك للقارئ ان يقارن بين البطل عمر المختار وبين البطل عثمان دقنة الاول اهتمت الدولة به وانتحت فيلم سينمائي واحد بامكانيات هائلة وميزانية ضخمة جعلت كل العالم يعرف من هو البطل “عمر المختار” ونحن مازلنا نريد ان يعرف كل سكان الارض من هو البطل “عثمان دقنة” وهذا التجهيل المستمر لابطالنا واعلامنا نجده قد انعكس ايضا في الاهمال الواضح لولاية البحر الاحمر ولمدينة استراتيجية وساحلية وسياحية واقتصادية في قامة وحجم واهمية مدينة بورتسودان التي تحتاج لحكومة ورجل يبدأ من حيث انتهي الوالي السابق “الطاهر ايلا” بغض النظر عن الحزبيات والايدلوجيات نريد رجل وحكومة تبني وتعمر وتنهض بالانسان والمكان وهذا لايتاتي الي من خلال حكومة مركزية تكون داعمة لبناء شرق السودان بوجه عام وبالاخص مدينة بورتسودان وسواكن وجبيت وسينكات والقضارف وكسلا لانهن يمثلن الافرع المثمرة لشجرة شرق السودان التي يظل ظلها الوارف كل السودان كدوحة عظيمة يانعة يصل خيرها الي كل مدن السودان قاطبة بدون اي استثناء من خلال الايراد والتصدير وينقصها الضلع الثالث لهذا المثلث الذي هو السياحة التي تميز ولاية البحر الاحمر من مقومات سياحية جذابة وفريدة وما تمتلكه من شواطى ساحرة للغوص والتنزه وعلي عكس الإهمال من الداخل نجد انه أدرك شركاء السودان القيمة التي يختزنها ، نظرًا إلى غناه بالموارد
الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والذهب والفضة والكروميت والزنك والحديد فقد استوردت الإمارات خلال العقد المنصرم كميات هائلة من الذهب بلغت قيمتها مليارات الدولارات ، علمًا أن السودان هو الدولة الثالثة
المصدّرة للذهب إلى الإمارات ، بعد ليبيا وغانا على التوالي ونتيجةً لهذه العلاقات ، بلغت صادرات السودان من الذهب إلى الإمارات ماقيمته 16 مليار دولار سنويا منذ العام 2019م
وكانت تركيا قد حاولت في وقت سابق الاستفادة من علاقاتها مع حكومة البشير كي تحظى بموطئ قدم لها في جزيرة سواكن الواقعة في شمال شرق السودان من خلال التوقيع على صفقة بقيمة 650 مليون دولار لتطوير الميناء في العام 2017م وبناء رصيف بحري لغايات عسكرية ومدنية وقد أثارت خطط أنقرة آنذاك قلق كلٍّ من السعودية والإمارات ومصر إزاء رغبة تركيا في بسط نفوذها في البحر الأحمر ، وبعد عام على ذلك ، وقّع السودان كذلك صفقة بقيمة 4 مليار دولار مع قطر بهدف تطوير ميناء سواكن ، ما أشار إلى رغبة الدوحة في دخول معترك البحر الأحمر أيضًا كمحاولةٍ لمواجهة الوجود البحري الكثيف للإمارات في منطقة القرن الأفريقي وفي أعقاب سقوط نظام البشير ، بدأت عدة دول في تجهيز خططها وأجنداتها الخاصة بالسودان. فبدءًا من مايو 2020م، استضافت الإمارات مسؤولين سودانيين بارزين مرات عدة ، وجمعتهم مع مسؤولين إسرائيليين ، وفي العام نفسه ، اتّفق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقة بينهما. وتعتزم الدولتان إضفاء طابع رسمي على الاتفاق في وقت لاحق ، وفيما الولايات المتحدة ماضيةٌ في فكّ ارتباطها بالشرق الأوسط لتنكبّ على معالجة انقساماتها المحلية ، تسعى روسيا إلى تعزيز انخراطها في دول المنطقة ، ومن ضمنها السودان. ففي نوفمبر 2020م أوعز الرئيس فلاديمير بوتين إلى وزارة الدفاع الروسية بإبرام اتفاق مدّته 25 عامًا مع السلطات السودانية لإنشاء قاعدة بحرية روسية جديدة في ميناء بورتسودان ، قادرة على استيعاب 300 جندي روسي تقريبًا وقد أتى ذلك عَقِب توقيع موسكو والخرطوم في العام 2019م على اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات يسمح بدخول السفن الحربية والطائرات الروسية إلى السودان ، إضافةً إلى السماح بتبادل المعلومات والخبرات العسكرية والسياسية بين الجانبين وينصّ الاتفاق أيضًا على افتتاح مكتب تمثيلي لوزارة الدفاع الروسية بهدف العمل والتنسيق مع نظيرتها السودانية في السابق ، لم تلعب روسيا سوى دور هامشي في القرن الأفريقي ، ولكنها أقامت مؤخرًا عدة علاقات مع دول المنطقة ، وتُبدي حاليًا رغبة قوية في ترسيخ وجودها في منطقة البحر الأحمر وبما أن موسكو هي إحدى أبرز الجهات المزوّدة للأسلحة إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ، ستتيح لها إقامة قاعدة بحرية جديدة في السودان الفرصة لاستغلال مجموعة متنوعة من الفرص العسكرية والجيوسياسية والاقتصادية ، خصوصًا نظرًا إلى موقع السودان الاستراتيجي وموارده الكثيرة ودوره في استقرار الدول المجاورة. روسيا أدركت منذ فترة طويلة أهمية أن تحظى بموطئ قدم في السودان ، حيث يتواجد منذ العام 2017م المرتزقة الروس التابعون لمجموعة فاغنر ، وهي شركة مقاولات عسكرية خاصة أسّسها ديمتري أوتكين ، المقرّب من بوتين والذي قتل في حادث تحطم طائرة نتيجه لتمردة علي روسيا في حرب أوكرانيا التي لم تزال مشتعلة وقد ساهمت هذه الشركة في خدمة الأجندة السياسية الروسية في كلٍّ من سوريا وليبيا وقد شكّل موقع السودان الاستراتيجي محط أطماع عديدة ، فجغرافياً ، تحدّ مصر السودان من الشمال ، وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان من الجنوب ، ومن الشمال الشرقي يحده البحر الأحمر ، ومن الشمال الغربي ليبيا. وتَعتبر روسيا أن تمركزها في السودان سيتيح لها دخولاً سهلاً إلى ليبيا والقرن الأفريقي ، أي إلى معظم الدول التي تزوّدها موسكو بالأسلحة. أما بالنسبة إلى الإمارات ، فسيسمح توطيد علاقاتها مع الخرطوم بتوسيع امتدادها الجيوسياسي والتجاري في البحر الأحمر ، إذ تمتلك الإمارات قواعد عسكرية وتجارية في كلٍّ من إريتريا وجمهورية أرض الصومال والصومال والساحل الجنوبي لليمن ، بما فيه سقطرى .
وخلال عهد عمر البشير ، استخدمت حركة حماس السودان كممر لتهريب الأسلحة إلى غزة ، إذ يُذكر أن الأسلحة المُرسلة من إيران كانت تمرّ عبر السودان ، قبل تهريبها عبر مصر إلى داخل الأراضي الفلسطينية. لكن يبدو أن احتمال إعادة إحياء هذا المسار بات شبه معدوم بعد تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل الذي يوشك ان يتم اما التنافس الدولي الثُّلاثي (أمريكا وروسيا والصين) على السودان سلَّطو الفرقاطة الروسية “الأدميرال غريغوروفيتش” في ميناء بورتسودان ، أواخر فبراير 2021م ، وبعد يوم واحد فقط من وصول المدمرة الأمريكية “يو.أس.أس تشرشل” إلى الميناء نفسه ، وكذلك وصول البارجة العسكرية الأمريكية “يو.أس.أس كارسون سيتي” قبلها بأيام قليلة إلى هناك ، الضوءَ على تنامي مظاهر التنافس الأمريكي الروسي على إيجاد موطئ قدم لهما في السودان ، وتعزيز نفوذهما فيه السيناريوهات المحتملة لمستقبل السودان والمنطقة في ظل هذا التنافس السيناريو الأول : تمكُّن السودان من إيجاد هامش مناورة معقول في تعامله مع القوى الدولية المتنافسة، على نحوٍ يُعزز استقراره ومحيطه الإقليمي. ويستند هذا السيناريو إلى تنامي قدرة السودان على إدارة العلاقات مع القوى الدولية الفاعلة ، وتبلور سياسة سودانية ترتكز على مبدأ تنويع الحلفاء والشركاء الدوليين لتحقيق الأهداف والمصالح الحيوية السودانية ، خاصة أن الوجود الدولي في السودان قد يساعد حكومته على استكمال إجراءات خارطة الطريق وإنجاح المرحلة الانتقالية دون تحديات أو انتكاسات كبيرة تؤثر سلباً في المشهد السوداني رغم غبار الحرب الكثيف الذي يدور الان الا اني متفائل جدا ان مستقبل السودان واعد وان شرق السودان بورتسودان يجب ان يكون لها نصيب الاسد من التنمية والتطوير يفترض السودان يكون نظر الي سيناريوهات اولها أن يُحسِنَ السودان الاستفادة من مكانة تلك القوى عالمياً من أجل الانفتاح على العالم الخارجي ، وتوسيع أُطُر التعاون مع المجتمع الدولي ، وفكّ العزلة الدولية التي طالما عانى منها ناهيك عن إمكانية النهوض بالاقتصاد السوداني في ظل نجاحه في إقناع تلك القوى الدولية مجتمعةً على ضخِّ المزيد من الاستثمارات والمساعدات للسودان خلال المرحلة المقبلة بعد انتهاء هذه الحرب
السيناريو الثاني : إقحام السودان والمنطقة في تجاذبات سياسية وأمنية تؤثر بالسَّلب على أمنهما واستقرارهما وهذه الحرب التي يدور رحاها في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع نجد ان وقودها هم ابناء ودماء السودانين لصالح قوة خارجية تسعى لزعزعة وامن واستقرار السودان ويستند هذا السيناريو إلى احتمال احتدام التنافُس بين القوى الدوليةالمتنافسة
على السودان كبلدٍ وموقعٍ جيو – سياسي وموارد طبيعية ، من دون التوصل فيما بينها إلى صيغة تعاونية ترضيها جميعاً ، مع إمكانية دخول بعض الأطراف الإقليمية الأخرى مثل تركيا وقطر وإسرائيل في خط هذا التنافس ، وصعوبة استيعاب السودان لسياسات تلك القوى المتنافسة مُجتمعةً ، خاصة في ظل ضعف تماسُك الجبهة الداخلية ، واحتمال حصول انقسامات في الولاءات داخل النخبة الحاكمة لتلك القوى ، وما ينتج عن ذلك من تعمُّق لحالة الاستقطاب السياسي في الداخل السوداني قد تُفضي إلى اضطرابات وعدم استقرار ، واحتمال عودة الإسلاميين ، كقوة منظمة وفاعلة إلى قلب المشهد السياسي مجدداً وهذا ما لاحظناه في خطاب البرهان وحديثه وتوجيه اللوم والعتب لظهور الاسلامين بشكل واضح في هذه الحرب مما جعل كتر من الدول تدير ظهرها للسودان وعدم مساندة السودان لإنهاء هذه الحرب وايضا ربما تتسع تداعيات هذا التنافس إقليمياً إلى نطاق جغرافي أكبر يمتد إلى منطقتي البحر الأحمر والقرن الإفريقي ، بما يهدد بمزيد من التدويل والعسكرة للمنطقة نتيجة اشتداد التنافس على الموانئ البحرية ، وتنامي توجهات إنشاء القواعد العسكرية الأجنبية فيها ان امن واستقرار السودان هو اولوية وبوابة السودان للنهوض اقتصاديا وسياسيا هو شرق السودان وعبر مدنه التاريخية سواكن وبورتسودان عاصمة السودان المستقبلية بديلا عن الخرطوم التي فشلت فشلا زريعا في ان تلعب دور العاصمة الفعالة في ادارة لدولة في السودان وفشلت في تنمية السودان وبناء انسان السودان ومدن السودان وخير مثال امامنا مدينة بورتسودان اذا قارنها بجارتها التي علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر.
1 it is too late
3> soon the eastren sudan will declared an independent country