
نضال عبدالوهاب
إنعقد في ١٥ أبريل الجاري مؤتمر في باريس بدعوة من الإتحاد الأوربي ومن الحكومتين الفرنسية والألمانية ورعايتهم ، وبمُشاركة واسعة لوزراء خارجية ومُمثلي مُنظمات لعشرين دولة ، هذا الإجتماع كان ذو شقين إنساني وسياسِي ، وكذلك لتوحيد جهود المُبادرات التي تدعوا لوقف الحرب في السُودان التي إستمرت لسنة ودخلت عامها الثاني…
فيما يتعلق بالشق الإنساني وهو الجانب الأهمّ والمُعلن فإن الهدف الرئيسي للمؤتمر فيه هو إستقطاب الدعم المالي المُباشر من المانحين ، وبالفعل تعهد كل من الإتحاد الأوربي وفرنسا والمانيا إضافة إلي الولايات المُتحدة وبريطانيا في توفير ما يُقارب ٢ مليار دولار أو أكثر قليلاً ، لهدف معونات السكان واللاجئين وجهود الإغاثة في السُودان ، وكان في وقت سابق وتحديداً في فبراير السابق أن أطلق الأمين العام للأمم المُتحدة وكذلك مُنسق الإغاثة وحالات الطوارئ بالأمم المتحدة وأيضاً مسؤول اللاجئين نداء إستغاثة للمانحين بجمع مبلغ حوالي ٤ مليار دولار يذهب للحاجة الإنسانية والوضع المآساوي في السُودان جراء الحرب وخطر تهديد أكثر من ٢٥ مليون سُوداني بالموت جوعاً ، ولجوء ونزوح أكثر من ١١ مليون سُوداني…
إذاً فمؤتمر باريس وفي هذا الجانب يأتي إستجابةً لهذا النداء للمُنظمة الأُممية الأولي في العالم ، ودون شك هذا أمر جيّد وإيجابي ومطلوب القيام به ، ومن المهم والضروري أن يقوم المُجتمع الدولي بدوره في الجانب الإنساني بالذات ، خاصة أن المسؤولين في الأمم المُتحدة وخاصة مارتن غريفيث وكيل الأمين العام ومُنسق الإغاثة وحالات الطوارئ كان قد صرح في فبراير الماضي أن (العالم قد نسي السُودان) وما يمر به من ظروف إنسانية صعبة للغاية وخطر الموت بالجوع للملايين ، عليه فإن وجود تعهدات للدعم لمانحين شئ إيجابي ومُفيد كما قُلت ، ويجد الترحيب ، خاصةً في حال تنفيذه ووصول هذا الدعم حقيقةً لمُستحقيه علي الأرض ، ودون أن تتدخل آلة الفساد والتعطيّل وتحجبه عن جميّع المُتضررين والذين يواجهون الموت والجوع والمرض والتشرّد والنزوح واللجوء الإنساني بسبب هذه الحرب المُشتعلة في السُودان…
أما الشق الثاني من المؤتمر وهو الشق السياسِي وعنوانه الرئيسي تحقيق السلام ووقف الحرب والتحول الديمُقراطي ، والذي قام المؤتمر فيه بتقديم دعوات لمُمثلين للصف والقوي المدنية وبعض الأحزاب وكتل سياسية ومنظمات مجتمع مدني وبعض الشخصيات المدنية لمُناقشة كيفية الوصول لوقف الحرب والعملية السياسِية المُصاحبة لها ، والإستماع لوجهات النظر المُختلفة ، وفي هذا الجانب السياسِي تحديداً وفي رائي أن هنالك بالطبع قصور كبير ، وعدم تفهُّم حقيقةً لمستوي الأزمة في السُودان ، وفيه أيضاً مُحاولات لإعادة إنتاج الأزمات بدلاً عن حلها ، ومحاولة لصياغة طريق لايتفق والمصلحة المُباشرة والحقيقية للسُودانيين مابعد الحرب والثورة في بلادهم ، ويتمثل هذا القصور في رائي في الآتي:
١/ عدد كبير ممن وُجهت لهم الدعوة لايمثلون حقيقةً الشعب السُوداني وظلوا وجوه مُتكررة ، وبعضهم أصبح كروتاً محروقة للشعب السُوداني
٢/مُناقشة أجندة تخص الشعب السُوداني كان من المُهم فيها دعوة الفاعلين الحقيقين علي الأرض أو من يمثلونهم أو يُعبرون عنهم حقيقةً
٣/النظر لحل مشاكل السُودان من وجهة نظر مصالح دول المانحين فقط وليس من وجهة نظر مصالح الشعب السُوداني ، أو حتي المصالح المُشتركة لن يقدم حلولاً مُستدامة أو مقبولة وقد جُربت هذه الإتجاهات والطرق كثيراً ولم تنجح
٤/قبول البعض بحلول لاتراعي مصالح السُودانيّن وتخص فقط طالبي السُلطة أو المُتماهيّن مع الحلول الهشة والتي تُعيد الأزمات ولا تخلق إستقراراً لايعني ذلك فرضها علي شعبنا أو أن عليه القبول بها كنوع من الوصاية
إن كان هُنالك إيجابية فيما يتعلق بالجانب السياسِي أن المؤتمر قد أتاح فرصة لإلتقاء بعض أو جزءاً من الكتل السياسِية المُختلفة لإمكانية إدارة حوار بينها يُمهد لخطوات تنسيقية في إتجاه وقف الحرب للرافضين لها والعاملين لذلك…
وفي المقابل عدم حضور أو مُشاركة طيف واسع ومُمثلين مؤثرين وفاعلين آخرين كان يمكن لتواجدهم أن يُشكل إختراق حقيقي وإضافة فعلية في الجمود الذي توجد فيه القوي المدنية تحديداً وحالة الإنقسام والضعف والعمل الإنعزالي الفردي والتي هي دون شك التي تتسيّد الموقف حتي الآن…
أما عدم حضور أو دعوة مُمثلين مُباشرين لطرفي الحرب فهو في تقديري أمر مقبول طالما أن المؤتمر لايُناقش ترتيبات وقف عدائيات أو إطلاق نار أو حتي فيه تفاوض مُباشر بين طرفي الحرب ، فتلك الترتيبات لها منابر أُخري تعمل فيها ، إضافة لعدم إعتراف صريح من المجتمع الدولي بشرعية أيٌ منهما…
ختاماً في تقديري أن مؤتمر باريس نجح إنسانياً وفشل سياسياً ، وأن النجاح الإنساني يحتاج إلي إلتزام من المانحين وآليات فاعلة لوصول الدعم والإغاثة للمُتضررين والمُحتاجين علي الأرض ، أما فشل الشق السياسِي يحتاج إلي إعادة النظر سواء من المُنظمين والأطراف الراعية ، وسواء من الجهات التي مثلت فيه وتمت دعوتها في الإقرار بهذا وأن الوصول للحلول لن يمر عبرهم فقط ، وعلي البعض ممن حضروا الإقتناع تماماً بأنهم إستنفذوا أغراضهم وأنهم أضحوا كروت محروقة وغير مقبولين من شعبنا أو مُمثلين جيدين ومُفيدين له؟؟؟…
طيب امش اتفلسف على الشفيع خضر وقل له: انت شيوعي ساقط كرتك محروق لا تمثل الشعب ولا تمثل نفسك حتى
أمش عامل رأسك الكبير يبتاع الحل الجذري أنت بالله ياجماعة كفاية مكاجرة وقلة أدب .
لم أر أكثر تهافتا في التفاهة من الشيوعيين – بعد نقد رحمه الله- و اتباعهم ممن سموا أنفسهم جذريين