لا براءة لهم … بل براءة منهم

علاء الدين الدفينة
لا براءة لهم… بل براءة منهم… وهي من الله….براءة منهم من الله والمؤمنين والمظلومين ومن كل المجتمع وكل نفس سوية.
ان مئات السنين القادمة ولو كانت ملء الارجاء تسامح لن تغسل الغبن الذي ملأ النفوس وفاضت به الجوانح… ولن ترد الظلم أو تجبر الضرر… اذ لا شي يعيد للابرياء الارواح لابدانهم المسلوبة الحياة… ولا شي يوازن نفوس البكارات المفضوضة قسرا وعسرا وقصبا واغتصابا… ولا شي مهما كان سيعيد الحياة للنفوس المكسورة والكرامات الممتهنه… لا قصاص سيوازن في عدالته مهما كان حكمها ما بين صاحب الحق والظالم.
انه ظلام حرب سقطت عنها كل الاوراق حتى تعرت يعلنها في العراء وطلق الهواء الف لسان صدق في الفم الواحد اذ يلهج سرا وعلانية بالدعاء والدعوات تسبقه اهازيج قديمة مفادها تابعوا ما شئتم…أو قاتلوا من شئتم… الزاحفون الى الفجيعة انتم…فقط افهموا…الا وثيقة أو وثاق…ولا حقيقة أو نفاق…تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم من رفاق.
طال الزمن أو قصر ستضع الحرب اوزارها… وستنجلي الحقيقة ناصعة البيان … سيحصحص الحق تحت ميزان من العدالة لن يستثني مجرما واحدا من المجرمين… الاجيال القادمة تدرك انه لا عدالة ستتحقق ما لم ينال المجرم نصيبه من العقاب … عقابا رادعا وفوقه كيل بعير.
ان ذنبنا عظيم… ذنبنا ان امهاتنا سودانيات من آباء سودانيين… وان القابلة التي اخرجتنا من الارحام للحياة سودانية…وكذا شهادات ميلادنا وجوازات اسفارنا… ذنبنا ان بيوتنا في السودان وحكامنا سودانيون وكذلك القتلة المتقاتلون القاتلون… كلهم سودانيون… مثلهم وائمة المساجد وقساوسة الكنائس والداعرون… جميعهم لهم نفس الجنسيات والجوازات والارقام الوطنية ويحملون ذات الاوشام والاوسام… لهم نفس السحنات… وعاشوا معنا في التواريخ نفس الأيام والاحلام والاوهام ووجدوا منا الاهتمام والاحترام… مصيبتنا ان القتلة في كل الأطراف ومن كل الأطراف عاقروا ذات الخمرة في نفس البارات وهم انفسهم من سافروا نفس الاسفار لا ليعيدوا امجاد محمد والاندلس … أو يغنوا للمسيح والعزراء في بيت لحم …ولا ليصلوا ركعتين احداها في المقدس الشريف والاخرى في الحرمين ثم يتشهدوا في اورشليم ويشهدوا للانبياء ويعلنوا صدق الرسالات القديمة… هم لم يفعلوا ذلك بل كان هدفهم ازهاق الارواح وسلخ جلود جلدتهم وفض اغشية الفتيات… ووأد التواريخ وملامح الرجال وكشط ملاحم الابطال وأمجاد النضال والوصال.
مأساتنا انا أناس طيبون وطيبون لابعد الدرجات… تغتالنا ليل كلاب… وتبول في جدراننا ليل كلاب… وتظل تنهشنا بإظفار وناب… ونظل نحترم الكلاب… ونصافح الأيدي التي قد اطلقت هذي الكلاب.
يا بحر قم حرك تحرك أو فعد… نحو ابتدائك والنهايات القديمة لا تحد… الفظ جحيمك …أو فغادر ساحليك الى الابد.
تستطيون اخراسنا بطلقة أو دانة… تستطيعون وصمنا بالتخابر والعمالة… تستطيعون حجبنا خلف اسوار الزنازين او تحت ركام البيوت بإبرة من سمكم الغائر في تواريخ السموم أو بوشم اوردتنا الدامية باوشام الموت الزؤوم… تستطيعون الكثير لكننا عصاة على الخضوع والانكسار محصنون ضد الرضوخ مصنفون عصاة رافضون ممانعون إلا من صفوف الشرفاء حيث الهدير الطاغي لأمواج التحرر والانعتاق.
لا كراسي تلهمنا ولا استوزار يبهرنا… ولا الاموال تشغلنا عن الأحوال.
حياتنا كانت ولا زالت وستظل في انتظار الشمس المشرقة.
نفوسنا الابية معتقة بعبير الازهار واريج الورود…نفوسنا الابية لا تستسيغ الدماء ولا تعترف بالبارود.
نحن الضحايا اسرجة الحياة وسراجها…ونحن الوارثون
كلامك جميل جدا يا أخى ولكن الكيزان عملوا غسيل مخ للشعب السوداني واغلبية الرعاع، لذلك مالم يحاكم البرهان الكلب وكرتى وحميدتى وكل من اجرم في حق الشعب السوداني فلن نغفر ولن نسامح حتي يظهر الحق ويأخذ كل مجرم عقابه.