مقالات وآراء سياسية

انت يا مايو الخلاص

يوسف عيسى عبدالكريم
الكل ينتظر يراقب ويترقب وقد أعياه الانتظار
العسكريون والمدنيون
النازحون والمقيمون في المدن الآمنة
الطلاب والأساتذة
المرضى والمرافقون
جميع السودانيين في الداخل والخارج
يرجون ويتمنون ولسان حالهم يقول
وقد يجمع الله الشتويتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فماذا عسى أن يحمل لنا شهر مايو
يا من أخذتكم العزة بالإثم نسألكم بحرمة الدماء أوقفوا هذا القتال واسكتي هذه الحرب
لقد سئم الجميع أصوات الرصاص ودوي القنابل وأزيز الطائرات
لقد استنفدت هذه الحرب أغراضها… واستهلكت شعاراتها وتكشفت أهدافها وتوجهاتها وما عادت قضية جلب الديمقراطية والحكم المدني تستهوي أحدا كما أن معركة الكرامة والانتصار لحرائر الشعب السوداني لم يعد سببا مقنعا لدعم استمرار هذه الحرب اللعينة التي دخلت عامها الثاني.
ألا يستحق هذا الشعب الصابر منا أن نداوي جراحه وأن نحقن دماءه وأن نعيده إلى وطنه عزيزا مكرما.
تذكروا جيدا أن السلام لا يصنعه إلا الشجعان … وإن الحرب لا يختارها إلا الوحوش المتعطشون الدماء
يقولون إن ليل الثورة قصير ولكن مجدها يبقى إلى الأبد
وكذلك هي الحرب فإن لحظة اتخاذ قرارها قد تبدو للجنرال قصيرة. ولكن لعنتها تظل إلى الأبد.
من المستحيل التكهن بالضبط عما ستسفر عنه المفاوضات في جدة وتأثير ذلك على مستقبل الحرب في السودان ومع ذلك يجب أن يفهم الطرفان أننا في السودان نريد
تسوية السياسية تفضي إلى حل سياسي للصراع المستمر في السودان من خلال تفاهمات بين الطرفين المتحاربين تؤدي إلى التوصل لاتفاق سلام شامل ومستدام يخفض حدة الصراع ويعمل على إنهاء الحرب ويجب على المجتمع الدولي دعم عملية التسوية وتشجيع الطرفين للمضي قدما في تنفيذ ما تم التوصل إليه باستخدام كل وسائل الضغط الممكنة وفرض العقوبات على الأطراف غير الملتزم
ويجب على السودانيين لعب دور مؤثر في تهيئة المناخ لإيقاف الحرب وذلك بتشجيع روح التسامح والمبادرة بعد المصالحات بين الأطراف المتحاربة ونبذ خطاب الكراهية في المجتمع السوداني والذي سيؤدي إلى انخفاض حدة التوتر وتهدئة الصراعات وإحلال السلام في الوطن…
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..