أخبار السودان

أهالي توتي: قوات الدعم السريع تعتقل عدد من زعماء وأبناء المنطقة

 

كشف أهالي جزيرة توتي بالخرطوم في بيان عن اعتقال عدد من زعماء المنطقة وأبنائها على يد قوات الدعم السريع مشيرين إلى أن هنالك من تم اقتيادهم من منازلهم، ومنهم مَن قال الدعامة بأن لديهم معهم “تحقيقات أو إجراءات” لم تكتمل بعد.

فيما يلي نص البيان:

*جزيرة توتي الصامدة*
إعلام مواطني توتي

*”بـــيـــان مـــهــــم”*
وتقرير مُفصَّل

✍🏿٢١/٤/٢٠٢٤م

*أولاً: مقدمة عامة*

لا يخفى على الرأي العام ما جرى ويجري في جزيرة توتي، الآمنة المستقرة منذ قرون..

ولكن باختصار موجز، وبعد سقوط العاصمة في أتون الحرب وتعطُّل أجهزة الدولة وانسحاب موظفيها بسبب الظروف الأمنية، بما في ذلك توقف عمل أجهزة الشرطة.

كانت لجزيرة توتي خصوصيتها الجغرافية، إذ كان النيل حماية وحصانة لها ولأهلها وعازلاً طبيعياً لها من دخول عامة العصابات واللصوص والمستغلين للفراغ الأمني الذي نتج عن أحوال الحرب.
أهالي توتي ونتيجة الفراغ الإداري تحرك جميع زعماء المجتمع والناشطين في الشأن العام لسد فراغ توقف أجهزة الدولة، فاستطاعوا لفترة غير قصيرة من صيانة خطوط الكهرباء داخل توتي، وصيانة أعطال الامداد الكهربائي للخطوط الناقلة لها، والتي كانت كثيراً ما تنبتر ويُعاد توصيلها، وكل ذلك بالجهد الشعبي، إلى أن عجز جميع مُحوِلات الإمداد الكهربائي عن العمل وتوقفت الكهرباء، مُخلفةً وراءها حوجة ماسة في عمل المركز الصحي العلاجي الوحيد بجزيرة توتي، بجانب محطة مياة توتي.

سارع زعماء توتي مع عدد كبير من الشباب والمتطوعين في العمل العام للاهتمام باستمرارية عمل محطة مياة توتي، والمركز الصحي، وحركة مراكب توتي (المعدية) ووصول الغذاء والدواء، بالإضافة لمتابعة عمل “التكايا” والمتطوعين ومدها بكل ما يلزم لاستمرار عملها..
فالانسان لا يحيى إلا بوجود الماء والطعام..

*مجتمع توتي* المترابط وكعادته المستمرة منذ قرون، يزداد ترابطاً عند الأزمات، ويقوم أبنائها المغتربين بالمساهمة بما يستطيعون تقديمه داخل اغترابهم مثلهم مثل مواطني توتي الموجودين داخلها، واليوم يقوم الجميع بعمل عظيم في تمويل التكايا، وجلب وتوفير الدواء المنقذ للحياة، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطة المياه وان كان شحيحاً.

*ثانياً: الوضع الأمني:*
رغم الرصاص الطائش، وقنابل الحرب، وبعض التعديات، وشح الدواء والمياه، ظل انسان توتي محافظاً على مستوى معقول للحياة رغم قساوة المحيط.
– في أول حادثة لسرقة (سيارة) مدنية من أحد ساحات توتي، وكان آن ذاك الدعم السريع هو المُسيطر على (كبري توتي) الذي هو المدخل الوحيد للجزيرة..

أوفد مجتمع توتي نفراً من زعمائه المعروفين بالشجاعة والحيادية وحب الخير، والولاء لتوتي وإنسانها، لمقابلة قادة الدعم السريع، المسؤولين عن إدارة منطقة المدخل الوحيد لجزيرة..

*فأخبروه أنّ ليس لجزيرة توتي غير طريق واحد يمكن أن تعبر منه أي سيارة غير كبري توتي، سواءا يقودها صاحبها أو مسروقة..*

وأن نعمة النيل الذي يحف جزيرة توتي، لا يترك مجالاً للدخول إليها أو الخروج منها إلا عبر الكبري، أو عبر مراكب توتي *”الصغيرة”* التي يستحيل أن تكون معبراً  للصوص دخولاً أو خروجاً..

وأن مجتمع توتي يقوم بجهود جبارة لحفظ انسياب الغذاء والوقود ولتشغيل محطات المياة، ولحفظ سلامة الجزيرة من الحرازات الداخلية أو الخلافات المجتمعية أو الأسرية، وأنه يقوم أولاً بأول بمعالجة أي مشكلة داخلية في ظل غياب الشرطة والقانون والخدمات وتضرر الزراعة والرعي والمهن وتعطُّل المرتبات وسبل العيش..

وبعد أن استمع قادة الدعم السريع المسؤولين عن منطقة مدخل توتي، الذين كانوا قد استقبلوا الوفد بكل ترحاب واستمعوا له بكل احترام، تعهدوا بأن المدخل الوحيد لجزيرة توتي لن يكون في يدهم مكاناً لعبور اللصوص أو الجرائم، ولن يكون محلاً لازعاج أهل الجزيرة أو تضررهم،،
وأنهم سيحافظون عليه ممراً لخدمة الجزيرة، وطريقاً لوصول الغذاء والدواء وحوائج المجتمع.

ثم ساعد قادة الدعم السريع بعدها على فتح الطريق لإجلاء عدد مقدَّر ممن احتاج لاسعاف عاجل للمستشفيات خارج توتي، كما تعاونوا سابقاً مع مجتمع توتي في فتح مسار آمن بعيد عن الاشتباكات (المحتدة آن ذاك) لدخول باصات العائدين من الحج، كما كانوا يقظين عند تلقي أي شكاوى، أو عندما تكثر “الصفافير” الدالة على فزعة الجيران بأحد أحياء توتي للاسراع بقبض أحد اللصوص أو مطاردته، كما ساعدوا في تلك الأيام على فتح قنوات العبور لطاقم كهربجية توتي الذين كانوا دائمين الكفاح لإصلاح وإعادة توصيل خط الإمداد الكهربائي للجزيرة قبل أن تتحطم جميع محطات الإمداد وتتوقف بشكل كامل.

التكايا في توتي تقوم على الجهد الشعبي، وبكل تأكيد على التمويلات والتحويلات المالية لأبناءها الذين هم خارج جزيرة توتي أو بدول المهجر، وذلك بعد أن توقفت كل سبل توفير الرزق والمال من داخها.
وفي كل ما سبق كان أبناء توتي يقومون بجهد جبار ويعتمدون (بعد الله) اعتمادا كاملاً على الجهد الذاتي لأبنائها *”البررة الميامين”* في الداخل والخارج.

كان كلما فلت الأمر عن يد أهالي توتي أو تخطاه لآخرين، كان مجتمع توتي يجتمع بالمسجد الكبير لمناقشة الأمر، ثم يبعث نفراً من زعماء توتي لبحث ما يطرأ وكيفية إيقافه السيطرة عليه ومحاسبة المتفلتين فيه وإبعادهم عن الجزيرة.

وظل الحال على هذا الحال منذ اندلاع الحرب، وحتى صبيحة عيد الفطر المبارك.

*ثالثاً: حادثتي العيد*
في فجر العيد، استيقظ الجزء الأكبر من مجتمع توتي، على خبر وفزعة حدوث حالة إغتصاب لأحد حرائر توتي في ليلة “الوقفة”.
وعندها كان لزاماً كما هو متعارف عند فزعات الجزيرة “بعد الحرب” وعند أفراح وأتراح توتي منذ الأزل، أن يسارع أهاليها للمسجد العتيق، الذي تُقام فيه عقودات الزواج، ويُصلى فيه على الجنائز، ويجتمع فيه الأهالي عند الشدائد مثل الفيضان، من دون بقية المساجد..
تصادف وجود أحد قادة الدعم السريع في المسجد لصلاة العيد مع حرسه المُسلّح، وحاول بعد سماع الحادثة أخذ المايك وإبداء التعاطف والأسى مع أهالي توتي وتهدئة الغضب، في وقت الذي كان يجب أن يكون النقاش فيه لأهل توتي، وعلت الأصوات له بترك المايك، ثم حدث الاحتكاك مع أحد حارسه الذي كان قد رفع سلاحه في وجوه المواطنين العُزّل بأحد أعرق مساجد الله، وفي صباح عيد، الاحتكاك الذي انتهى بأن أصاب الحارس برصاصه سبع من الأهالي وتوفى أحدهم شهيداً في صباح ثانية العيد متأثراً باصابته بعد فشل محاولات إسعافه في عدة مستشفيات داخل وخارج توتي.

*رابعاً: الجديد في الأمر*
كان مجتمع توتي كلما أوفد نفراً من زعماءه وقادته لقادة الدعم السريع لايجاد معالجات لما يطرأ بالجزيرة، كانت المعالجات تكتمل سريعاً، وكان الوفد يتابع مع الأهالي ما وصلوا له مع قادة الدعم السريع.
إلا أن هذه المرة  وعلى غير العادة، وبرغم (مرارة الحادثتين) إلا أن عدد من زعماء توتي طالهم (استدعاء) إجباري، سريعاً ما تطوَّر لما هو شبيه بالاعتقال أو الحبس.

حيث بعض زعماء توتي تم اقتيادهم من منازلهم، وبعضهم كان في متابعة معالجة الأمر ثم لم يعد لمنزله، ومنهم مَن قال الدعامة بأن لديهم معهم “تحقيقات أو اجراءات” لم تكتمل بعد.

وجميعهم مازالوا في معتقل للدعم السريع داخل جزيرة توتي.

ومازال كذلك عدد من قادة وزعماء وأعيان مجتمع توتي في محبس الدعم السريع.

علماً بأن السرقات والتعديات والمضايقات توسعت كثيراً داخل جزيرة توتي بعد غيابهم، كما أن بعض المتطوعين في العمل العام في التكايا والخدمات تعرضوا لمضايقات شديدة قد تمنعهم عن الاستمرار في تقديم خدمة تقديم الطعام والشراب والعلاج.

*خامساً: رسالتنا للجميع*
المواطن لا يجوز إستهدافه أو إعتقاله أو مضايقته..
وأن واجب القتال لأي قضية ليس أولى من واجب تقديم حماية المدنيين ومراعاة ضيق أحوالهم..

وأنّ توتي لا مجال فيها لأن يدخلها لصوص أو أن يهربوا منها أو أن يندس فيها مُعتدين، أو أن يدخلها متفلتين، أو أن يخرج منها أحد وهو حامل لممتلكات المواطنين، أو يخرج منها هارب بعربة مواطن، إلا عبر المرور بالقادة الذين يُسيطرون على مداخلها المحدودة (الكُبري ومشرع مُركب بحري).

وإن استدعاءات واعتقالات وحبس أعيان توتي بحجة التحقيق او اجراءات هو تبرير غير مفهوم، لأن الأعيان هم دائماً معروفين عند المجتمع، ومعروفين السيرة والعمل والتاريخ، ولا يحتاج معرفة أي منهم لاستدعائه أو ابقاءهم في الحبس لساعات طويلة ناهيك عن ابقائهم لأيام..

لا نشكوا همنا ولا حزننا إلا إلى الله
وثقتنا في الله كبيرة..

كما نريد أن يكون صوتنا وتنويرنا هذا قد وصل لجميع أهلنا والسودانيين، ولجميع القادة، ولكل من له يدٌ في الأمر، أو مهتم به.

ومنعاً للشائعات أو لتناول ما جرى ويجري خارج إطاره الذي جرى فيه.

#حفظ_الله_توتي

✍🏿٢١ إبريل ٢٠٢٤م
*إعلام مواطني*
*جزيرة توتي*

تعليق واحد

  1. المرحلة القادمة التغيير السكاني والإخلاء السكاني عندما تأتي الإمارات تلقى الجزيرة الخضراء وتوتي وغيرها من المناطق المستهدفة بالاستثمار خالية من السكان او يتملكها سكان جدد موالين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..