
في حلقتنا هذه سنناقش ، وبهدوء وبدون زعل ، معني (عبثية) التي اتصفت بها الحرب اللعينة التي فرضت علينا منذ 15 ابريل 2023م. الكثير من الكتاب والاعلاميين والساسة وبعض المواطنين يستخدمون مصطلح عبثية لوصف حربنا هذه. فلنرجع للمعاجم ونفهم معني المصطلح ، وهل ينطبق علي هذه الحرب.
تعريف ومعني عبثية (معجم المعاني الجامع):
العبثية: (الفلسفة والتصوف) فلسفة العبث في وجود البشر في الكون. عبث الشخص: لعب وهزل. تكلم وأضاع وقته في ما لا فائدة فيه. تصرف بطيش أو بطزيقة مضحكة.عبث الشئ بالشئ: خلطه.عبث ليل نهار: هزل، لعب، ضيع الوقت في ما لا فائدة فيه.قوم يعبثون بشعائر الدين: يستخفون بها.عبث به الدهر: تقلب عليه.حاول عبثا: لم ينجح في محاولته.
العبثية في الأدب هي مذهب أدبي يستخدم في الرّوايات والمسرحيات والقصائد التي تركزّ على تجارب الشّخصيات في الأوضاع التي لا يستطيعون فيها إيجاد (هدفٍ أصيلٍ) في حياتهم. وغالباً ما تتمثل هذه الأوضاع (بأحداثٍ وأفعالٍ) لا معنى لها مطلقاً. ويتم استخدام السّخرية ، والكوميديا السّوداء ، والتّناقض، و(تحقير المنطق والجدل) بشأن الحالة الفلسفية بأنها “لا شيء” كأساليب للتعبير عن هذه الأوضاع. ويعالج هذا الأدب موضوعات لا أدرية وعدمية.
الأن ، ما رأيكم ؟ هل حربنا الحالية هي حرب (عبثية)؟ أي لعب ولهو وسخرية وكوميدبا سوداء؟!!!!
من هنا نبدأ نقاشنا وبهدوء. لماذا قامت هذه الحرب اللعينة؟ متي أعد لها؟ من الذي أعد لها؟ كيفية الاعداد؟ ما هي الاطراف المشاركة في كل خطواتها؟ ولماذا السودان وشعبه.
الي متي؟ ….الخ. هنالك تفاصيل كثيرة تحت كل من هذه التسؤلات ، وكواليس منها ما تكشف ومنها ما سيتكشف لاحقا ومنها ما سيجعل الشباب شيبا من هوله!!! في الحلقة الأولي أوضحت رأيي بأنها ليست عبثية ، بل جد الجد.
أولا دعونا نتفق علي الاتي:
1) لا احد منا يريد التخلي عن وحدة السودان وتقسيمه.
2) الجيش والقوات النظامية هم المنوط بهم حماية الوطن والدستور. لكن لا علاقة لهم بالسياسة.
3) أن الدولة الناجحة هي التي تمتلك جيش واحد وتبتعد عن فكرة تعدد الجيوش.
4) السودان وطن في حجم قارة غني جد بموارده الطبيعية وتتوفر فيه الكوادر المطلوبة للارتقاء به.
5) تعدد الاثنيات والثقافات بالسودان نعمة (ثروة قومية) وليس نقمة (بؤرة للخلافات).
6) نحن شعب تعود حضارته لعشرات الألاف من السنين وقدمنا للبشرية أسس الحضارة والمدنية.
7) السودان محاط بسبعة دول وساحل ممتد بالبحر الأحمر (اكثر من 800 كم) وكلها دون فرز لها أطماع في أراضينا وثرواتنا.
8) السودان يعتبر أحد اهم الدول التي تعتبر سلة غذاء العالم وبه ثروات يقتتل العالم عليها الأن خاصة الماء.
9) تعداد السكان بالسودان مقارنة بمساحته ضعيف جدا (فرد/ كم²).
10) منذ الاستقلال لم يكن لنظم الحكم المتعاقبة ، مدنية وعسكرية ، برامج متفق عليها ، وتلك التي وضعت كانت قصيرة الأجل ، ولمعالجة بعض المواضيع والتصحيح ، لكنها لم تتابع وتقيم أثناء التنفيذ مما أدي الي الفشل.
11) السودان حاليا ، ومنذ أكثر من ربع قرن من الزمان ، واقع في اطار الدول المهددة بالفشل ولم نحرك ساكنا.
12) كلنا نتمني الديموقراطية ، لكننا لم نعد أنفسنا لها اجتماعيا وسلوكيا لهذا تحكم العسكر وبسهولة في السيطرة علي كل مفاصل ومفاهيم وسياسات الدولة داخليا وخارجيا.
13) المؤامرات تحاك ضد السودان منذ قبل الاستقلال ولم نضع في برامجنا وخططنا واستراتيجياتنا ما يساعدنا في اجهاضها ، بل وقعنا في فخ التأمر وفقا لما يعرف بالعولمة والفوضي الخلاقة ونظرية الصدمة وغيرها من الاعيب السياسة اميريكية أو روسية أو صينية أو عربية أو افريقية.
14) أحزابنا دون استثناء أحزاب فاشلة لا برامج لها بل دساتيرها معيبة وعقولها متحجرة.
15) سوداننا الحالي وضع خارطته المستعمر وحلفائه. لم يعطي الفرصة الكافية لانسجام هذه الشعوب أو القبائل بطريقة تسمح بأن يصبح شعب واحد صهر في بوتقة واحدة تتميز بتقاليد وأعراف واحدة سودانية خالصة. بمرور الزمن وبالتآمر تم فصل الجنوب ، والأن حاله لا يرضي عدو ولا صديق ،، والأن يتجهون لفصل دارفور وكردفان والنيل الأزرق ، وبالأمس بدأ التحرك لصنع المشاكل في الشرق!!!
الأن نعود الى موضوعنا الرئيسي وهو ما هي أسباب الحرب الحالية؟
هل هي بين جنرالين؟ هل هي بين طرفين الجيش والدعم السريع؟ هل الكيزان هم وراء اطلاق أول رصاصة؟ وهل لهم مصلحة في القضاء علي الجيش والدعم السريع واستمرارية الحرب وتدمير الوطن والمواطن السوداني؟ من أين يأتي التمويل؟ ما هي تكلفة حرب امتدت لأكثر من عام حتى الأن؟ ما هو دور الأمارات واسرائيل ؟ هل لدول الجوار ، خاصة لتشاد وجنوب السودان ويوغندا وكينيا وأثيوبيا واريتريا دور في ذلك؟ وما هو حجمه؟ روسيا وفاجنر والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وايران ما هو موقف كل منها؟ مصر والسعودية بالتأكيد لديهما موقف. ما هو؟ أما الاتحاد الافريقي والايقاد والجامعة العربية والأمم المتحدة ، خاصة مجلس الأمن فموقفهم غامض جدا وسلبي للغاية!!! كما لا ننسي دور الحرية والتغيير بشقيها ، وتقدم التي تضم ق ح ت وتجمع المهنيين وبعض الأحزاب وبعض الشخصيات التي يقال أنها قومية. أما احزابنا (كلها) للأسف كأن الوطن لا يعنيها. عليه نقول أن كل من ذكرناهم أعلاه (اطراف) في هذه الحرب ضد الوطن والمواطن السوداني وموارده وثرواته ووجوده في هذه القطعة من الأرض التي هي سوداننا نحن!!!
في الحلقة القادمة نناقش كل ما جاء اعلاه من تساؤلات ان شاءالله.
اللهم نسالك اللطف ( أمين) .
بروف نبيل
اولا انت رجل نبيل فعلا.
رغم اختلافي او تقاطعي معك.
وقبل أن ابدأ بقراءة الجزء الثالث من مقالك. اراك رجلا شهما، وذلك من خلال متابعتك لتعليقات بعض القراء والتي لايخلو بعضها من فظاظة لامعنى لها. ولكن تناولك الرد بطريقة مهذبة تجعل الانسان يكون سعيدا بالمتابعة والمناقشة.
وقبل أن اواصل أعود لمالك الثاني وتعليقك بأن الراحل ابو صالح الأب هو اتحادي المنهج فهذا صحيح ولكنهوكان اكثر جنونا وميلا للحركة الإسلامية في عمومياتها. وهذا من حقه بالطبع ولكن انت تعلم وقد ذكرت انك احد ضحايا العسل الكيزاني، ففي هذه الحالة تمنيت ألا يكون ابو صالح متماهيا مع تلك الفئة الظالم.
اما ابو صالح الإبن فهو أكاديمي وواجبه أن يكون ممن يضعون الاستراتيجيات وليس تنفيذها فالتنفيذ مهمة السياسي وليس الأكاديمي.
وتجربتنا القريبة والماثلة هو الدكتور حمدوك وهو أيضا اكاديمي وموظف شديد الانضباط، ولكن إدارة الدولة وانت سيد العارفين غير إدارة مكتب. ولهذا أراني اختلف جدا مع من ينادون بحكومة كفاءات وتكنوقراط فالكفاءة مطلوبة جدا ولكن لابد أن يكون سياسيا متجردا من الحس المكتبي. فادارة الدولة توجب على من يتولى أمرها أن يكون داهية يلاعب البيضة والحجر.
ولعل أسوأ ما في السياسة هي الميكافلية.
الاكاديمي هو ا(لمهتم بالتدريس الجامعي والبحث العلمي) وأنا منهم وكذلك البروف ابوصالح الأب والأبن و العم حسن سليمان ابوصالح (كلهم بروفيسرات وأكاديميين) بهيئة البحوث الزراعية. لكن حمدوك لم يكن في يوم من الأيام أكاديميا فبعد تخرجه من كلية الزراعة جامعة الخرطوم قسم الاقتصاد الزراعي في نهاية السبعينات أو اوائل الثمانينات التحق بالبغمل الحكومي موظفا باحدي الوزارات واعتقد أنها التجارة أو الاقتصاد والتخطيط ،وفصل في بدايات الانقاذ لاسباب سياسية (يساري) وخرج من السودان حتي يومنا هذا. فهو تقني وليس باكاديمي، يعني تنفيذي يقتبس في عمله ما يقوم به الاكاديميون.
ادارة الدولة تحتاج للانسان ذو الكفاءة العالية في مجاله ملما بخباياه ومعاصرا لمستجداتها وحصيفا في اتخاذ قراراته ويتابعها ويقيمها علي قترات حتي يقوم بتصخيح الخطوات، وطل ذلك يكون ضمن برنامج الدولة المتفق علية والمصدق به من البرلمان. هل تتفق معي؟
شكرا لك بروف على التعليق.
وهذا هو اختلافي معك والذي امل ان اروي لك ما هو وجه الاختلاف مع ما تفضلت من رأي.
لست بصدد توصيف وتعريف من هو الأكاديمي هو امر انت ممن تمرسوا فيه ولكني كنت اقصد العمل بتلك التقنيات العالية المدروسة والموضوع بمعرفة وفهم وخبرة علمية سآتي على الخبرة العلمية بعد قليل.وعندما ضربت مثلا بحمدوك كنت اقصد اولئك الذين تمكنها من العمل في مكاتب ولهم من يقوم بالعمل مرات نيابة عنهم وهذا بالطبع غير مؤهل البتة لقيادة الدولة غدف الخبرة العملية هو من يستطيع بمهارته العملية في تنفيذ ما يطلبه الاكاديمي بمقدراته العلمية. وكذلك بالنسبة لي الاكاديمي هو من يوجه سياسات الدولة لا من ينفذها والقادر على تنفيذ السياسات العليا او الاستراتيجيات التي لا يضعها عسكري معتوه صحي من النوم مبكرا وقاد دبابة واستلم السلطة دون أن يعرف ماذا سيفعل بعد. وخير مثال لهذا (عسكر مايو الذين تمنوا ان يكونوا كعبد الناصر ولم يدركوا ان عبد الناصر نفسه لم يقدم اي شيء لمصر.)
اما السياسي المفوه البارع في الحديث والمنضمة. فهو لايصلح لوضع استراتيجيات. حتى لو كان اكاديميا. .
حسب اعتقادي ان الدولة يجب أن تدار بطريقة فريقا يخطط وفريقا ينفذ ولكل منهما تلزم الخبرة والدراية ولكن الاكاديمي والباحث مهمته حسب اعتقادي هو رسم الصورة والسياسي هو من يضعها في الإطار في المكان والزمان المناسبين.
اعتذر منك بروف للاطالة وكذا القراء ولكن هل لك صفحة مفتوحة في الفيس بوك او الانستغرام يسعدني واتشرف ان انقل باقي حديثي معك حيث الفضاء اوسع.لو كان هذا يروق لكم.
مع خالص تقديري
نعم لدي صفحة في القيس والانستجرام كما لدي واتس في +249918223569
الحلقات القادمة ستوضح بطريقة أفضل ما أود أن أقوله.
حرب عبثية من منطق لافائده منها للشعب السوداني
من يتحمل وزر هذه الحرب
قادة الجيش البرهان وكباشي والعطا وجابر
بدرجة حميدتي بدرجة أقل لأنه من اول دعا لوقف الحرب لكن الطرف الآخر رفض ويقال سبب رفضهم بسبب ان قراره بيد كرتي وجماعته
مالك عقار ومناوي وجبريل لم يكن لهم موقف حازم اتجاه إيقاف الحرب موقف متأرجح
الأحزاب المدنيه لها موقف وطني سوف يخلد تاريخ لأنه رفضوا الحرب فورا ومازالوا
اما حزب المؤتمر الوطني خسر الوطن والمواطن بدعوتهم لاستمرار الحرب الي النهايه
تساؤلات البروفيسور في محلها
لكنها تؤكد علي العبثية لا تنفيها
سوف يندم كل من دعا الي الحرب ندما شديد
لأن الحرب قضت علي الأخضر واليابس
الدول لا تلام علي تدخلها اللوم يقع علي من تورط معها
أمريكا متورطه الفوضي الخلاقه
الإمارات متورطه الذهب
دويلات أفريقيا لا تريد لارض النيل خيرا
كلوا عبث
الحل في منبر جده
وقف الحرب
والعمل علي معالجة آثار ها
حتي الآن بلغت الخسائر 150 مليار دولار
وتدمير البنيه تحتيه للبلد
العبثية والمتأمر والمؤمرات علي اختلاف كبير جدا. سنري في الحلقات القادمة ان شاءالله. تحياتي