مقالات وآراء سياسية

الاتحاد السوفيتي ، روسيا والجمهورات الروسية ! دروس وعبر لنا في السودان !

اسماعيل آدم محمد زين

تاريخ الاتحاد السوفيتي الذي انهار بعد خمسة وسبعين عاما(75) ، هو امتداد لتاريخ بناء الامبراطوريات وانهيارها وان اختلفت مبررات قيامها بدءا! او فلنقل الاستعمار الحديث ، فهو قد جاء نتيجة للحملات الاستكشافية التي قام بها مغامرون من مختلف دول العالم ، خلال القرن السادس عشر وربما قبله بقليل ، مع الحملة الاشهر التي ادت لاكتشاف العالم الجديد ، اميركا الشمالية والجنوبية.
اعقبت تلك الحملات تنافس بين الدول الاوروبية لاخذ حصتها من الاراضي والثروات. تحت دعاوي ادخال الحضارة والتمدن الي الشعوب المتخلفة. وقد تواصلت تحت ذرائع جديدة لنشر الديمو قراطية ومحاربة الارهاب! وهي في حقيقة الامر اكذوبة كبري! اذ الثروة والمال هي العناصر الاساسية وراء ما يجري الآن في كثير من المناطق : اوكرانيا ، فلسطين والسودان.
تمدد الاتحاد السوفيتي في الاراضي المجاورة ، ليبتلع الدول الاسلامية جنوبا: اذربجيان ، طاجيكستان ، غريغستان ، وغيرها من المناطق مثل ارمينيا وفي شرق اوروبا ، توسع في مخلفات النمسا وتركيا ، في : يوغسلافيا ، بلغاريا منطقة البلطيق : لاتفيا واستونيا ، كما ضم اراضي اوكرانيا حيث الشعب السلافي الذي يحمل ذات الملامح ولغته مشابهة.
لقد سعي الاتحاد السوفيتي لترسيخ نفوذه وامامه المستقبل البعيد! وذلك بتوطين مواطنيه في تلك الدول بنسب متفاوته ، وصلت الي حوالي 40% في بعض الجمهوريات.
في اوكرانيا قام الروس بذات الأمر وذلك بتوطين الروس في المناطق المجاورة وللتمويه قدموا جزيرة القرم لجمهورية اوكرانيا!ولم يكن يدور في خلدهم بان النزعة القومية لا تلبث ان تظهر وتطالب بكامل حقوقها في السلطة والحكم. وهو ما حدث في المناطق المجاورة ، بعد استقلال اوكرانيا وتخلصها من النفوذ الروسي. فاضحت خميرة عكننة علي اوكرانيا ، خاصة بعد مجئ الرئيس الشجاع زيلينسكي ، ولسؤ حظه جاء واميركا تخضع لحكم الرئيس ترمب!وهو ذي صلة مريبة وملتبسه بالرئيس بوتين! وقد استمعت الي من يزعم بان بوتين يمسك علي ترمب اشياء ، لا يرغب في خروجها للعلن لذلك اطلق لبوتين يده ومن المدهش ما زال يشجعه علي ان يفعل ما يحلو له. وقد ذكر ذلك دون مواربة وعلنا! ولعله شجعه علي غزو اوكرانيا. واعادة ضمها الي روسيا. او ممارسة نفوذه بالشكل الذي يرغب فيه. خاصة بعد تمنع زيلينسكي من الاستجابة لطلب ترمب بان يقدم له معلومات مضرة حول ابن الرئيس بايدن ، هنتر بايدن , واسماها بالحرف اوساخ! Dirt. ولما لم يستجب ، اوقف الدعم العسكري والمالي وهو مصدق من قبل الكونقرس! وسعي لتعطيل زيارته لاميركا ، وعندما تمت ، لم يستقبله بالشكل اللائق.
انتهت فترة ترمب وجاء بايدن وقد تمكن بوتين من اتخاذ سلسلة من الاجراءات ضد اوكرانيا ، بتحريض القوميات الروسية في شرق اوكرانيا ، تطورت باعلان استقلالها.وقد سبق ذلك احتلاله جزيرة القرم في عام 2015م .
انطلق بوتين بخلفيته شبه العسكرية لاعادة احتلال اوكرانيا ، ظانا بانه سيتمكن من انجاز الاحتلال خلال يومين او ثلاثة! كما حدث من قبل في شيكوسلوفاكيا والمجر. اذ لم يعد الجيش الروسي  ولكنه ووجه برئيس شجاع ، لم يجبن صمد ، بل واجه الجيش الروسي هو ذات الجيش الاحمر! واخذ زيلينسكي يهاجم ويتحرك في كافة مناطق القتال ، وخاطب كثير من البرلمانات ومجالس النواب ، طالبا الدعم والمساعدة. وقد رفض عرضا من الرئيس الأمريكي بايدن لاخراجه واسرته من كييف! وقد ازداد الدعم العسكري والمالي ليصل الي اكثر من 60 بليون دولار اميركي! لقد تمكن من اقناع الغرب واميركا بانه يحارب للدفاع عنها.! تحصلت اوكرانيا من الدول الغربية علي دعم كبير ايضا.
لقد ادرك العالم اهمية اوكرانيا الاقتصادية ، فهي تنتج كميات مهولة من القمح. وقد ورثت تكنولوجيا روسية مهمة في الفضاء والطيران . كما تمتلك عددا كبيرا من المفاعلات النووية لانتاج الكهرباء . وكانت تملك اسلحة ذرية جاهزة للاطلاق ولكن تمكن الامريكان من اقناعها بالتخلص منها ، مع وعد بحمايتها! للاسف لم تدرك حكومة اوكرانيا الخطر الروسي. وها هي تتعرض للتدمير وربما تعود مرة اخري لاحضان الدب الروسي وقد يستخدم بوتين السلاح النووي التكتيكي او حتي قنبلة نووية صغيرة تخضع اوكرانيا بشكل نهائي.
لن تترك روسيا اوكرانيا لتنافسها في انتاج القمح وفي بيع تكنولوجيا الفضاء والطيران الروسية. فقد باعت مصر قمرا صناعيا للاستشعار عن بعد ، تم اطلاقه من قاعدة بيكانور.
ثمة حقيقة مهمة ، قد تدعونا للتأكيد علي ذلك وهي اقدام الروس علي تدمير اكبر طائرة للنقل في العالم ، عند دخولهم كييف. وهي انتاج مشترك بين الاوكران والروس.
الدروس والعبر التي يجب أن نضعها في بالنا هنا في السودان ، علينا الاخذ بالنظام الديموقراطي ، فهو كفيل بتقديم الافضل والاشجع الي القيادة والحكم! لن يهرب وزير الدفاع والداخلية عند اول طلقة! وسيجد العقاب كل من يترك موقعه . لقد تسبب غياب وزير الداخلية في غياب الشرطة تماما وتركها للمواطنين ليواجهوا مصيرا بشعا من الجنجويد وغيرهم من المتفلتين.
علي السودان ، ان خرج من هذه الكارثة ان يحدد اعدائه بشكل جيد مع المخاطر والمهددات. في تقديري ، الخطر  الاكبر علي السودان يكمن في دول الجوار ، لذلك علينا ان نجعل الحدود مراكزا للانتاج السوداني الخالص ، مع تبادل المنافع والخدمات ، علي ان تقوم دول الجوار بالاستثمار والانتاج بعيدا في داخل البلاد ، مما يقلل من مخاطرها واطماعها.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. اولا التحية لك ولما كتبت تطرقت لحرب الارهاب وفزاعة الارهاب قبل حرب غزة الارهاب الارهاب بسوريا ليبيا اليمن العراق بدات حرب غزة اين اختفى الارهاب الله اعلم اليوم الحرب بالسودان دول عربية لا تريد الخير لهذا الوطن واهله وهي من تتكسب وتنفذ اجندة اسرائيل لتقطيع الوطن وحرب اهلية يحاولون يسمون جهات ارهابية حرب اندلعت بين جيش ودعم سريع والاثنين كانوا يعملون ويرسلون الجنود من السودان ودول الاقليم الى الخليج وهؤلاء لديهم اموال عندما وجدوا مسؤولين عديمي النخوة والاخلاق وعبدة مال ورخيصين حتى المال رخيصين سعرهم واطي انتباهم طموح لتنفيذ اجندة في ليبيا اليمن قبلوا على السودان نفسه بعد انشق الفريق وصفوا فريق كيزان اخوان مع العلم الدعم السريع بكل مواصفاته حتى الادارة الاهلية كيزان وعملوا للكيزان لمصلحة منو ولا منو مفتكر سوف يفوز غير العار والخراب للوطن والوصايا الدولية النخب السودانية اذا لم تفك الارتباط من التدخل السافر الاقليمي مصري ولا خليجي او افريقي لن تحل الازمة السودانية من اعطى هذه الدول التدخل بهذه الوقاحة في الشان السوداني ونفس الدول السوداني يذل ويهان عشان يقدم لتاشيرة دخول لازم شجاعة في الحل من هم اطراف الحرب الطرفين كيزان الدعم قادته مفكريه مستشارية ضباطه كيزان والجيش كذلك اين الاحزاب من الاعراب لا لا للحرب طيب لا للحرب جلسوا الكيزان مع بعض اين المدنية اين التغيير اين ثورة ديسمبر الاحزاب يجب ان تتفاوض مع الكيزان ويشترط عليهم عدم المشاركة واي اشتراطات اخرى لكي يتم الجام اي بندقية تعمل تحت غطاء حقوق كرامة وفلول الى السكنات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..