في الشخصية السودانية ! هل الحس الوطني موجود؟ ام يتشكل؟

تحركت اليوم وشمس الخليج ساطعة حامية ، في مشوار للرياضة ، دأبت عليه منذ حين! وقد واصلته في ايام الحرب الاولي ، قبل استعارها ، توقفت خيفة دانة او رصاصة طائشة ، في زمن الطيش والجهل! اعود إليه اليوم قاصدا مشتل سارة في ضاحية الحليو ، قريبا من حي الزاهي! وما احيلاها من اسماء! فقد علمت بوجود سوداني من احد البنقال ، وهم سكان بنغلاديتش ولهم في الخليج وجود كبير مع بني عمومتهم ، من اهل الهند والباكستان وربما الافغان. هؤلاء القوم لهم مع دول الخليج علاقات قديمه ، ربما حتي قبل الاسلام ، اذ تتقاذف امواج الخليج وبحر الهند زوارقهم والسفين! وما زال بعضها يربط موانئ شرق افريقيا بموانئ الخليج. خاصة الصومال.
اليوم نويت زيارته مع مشوار الرياضة.
وقد وجدت اثيوبيا، رحب بي ، فسألته ان يرشدني الي عبدالله ، فاخبرني بأنه ترك العمل منذ شهرين. فسألته ان كان يوجد سودانيا ، اخبرني بوجود سوداني واسمه محمد علي ، ودلني علي موقع السكن وجدته مع رفاقه من العمال وكان امامه صحن به طعام عزمني واصر علي مشاركته افطاره. اخذت لقيمات وتوقفت ، فقد كانت عصيدة من الذرة الشامية مع ادام من العدس. ما احلي عصيدة الذرة الفتريته او الهجين! لقد افتقدها اهل السودان. ولم يعملوا علي نشرها ، فهي طعام جيد ومغذي ومفيد للصحة عموما.
اكمل محمد علي فطوره، واحضر كوب ماء ،ثم كوبا كبيرا من الشاي! اخبرني بانه من كسلا ومن البني عامر ، طوفنا في الحديث ، حول عمله ودراسته بخلاوي همشكوريب وقدومه الي ام درمان للالتحاق بجامعة القران الكريم ، فقد حفظ القران وجوده. ولكن احد اقربائه ، ارجعه الي قريته وهنالك اقنعوه علي الزواج ومن بعد يمكنه مواصلة دراسته! بالطبع بعد الزواج لم يعد للدراسة! وهنا تبرز ملامح من شخصية أهل السودان. اذ يمكنهم تغيير مسار حياتك! بل مستقبلك! إذ لديهم جرأة علي التدخل في شؤون بعضهم بشكل لا مثيل له ، كما فعل قريب محمد علي! فهو يقول”لو اكملت جامعة القران الكريم ، لتيسر لي العمل في المساجد ، اماما او مؤذنا ” واضفت ربما ” معلما للقران ” وعلي كل حال فقد جاء لدولة الامارات ولا مجال للعمل الا في الرعي او في مجالات الابل سباقات الهجن ، رعيها وتربيتها. وهكذا ساقته الاقدار الي مشتل ساره.
في طريقي الي المشتل كنت احدث نفسي ، في كيفية مقابلة عبدالله ، إذ اضحي السودانيون لا يرحبون ببعضهم ، خشية المشاكل! وقد لمست شيئا من هذا القبيل! تصادف احدهم ، تقرئه السلام ، قد يرد بشكل لا يغري علي الاقدام للمصافحة ، فتذهب في طريقك!والحزن يغمرك!
في اثناء سيري توقفت عربة لاندكروزر من التي يحبها الجنجويد ويصرفون فيها ذخيرة ! وقد يموتون فيها ، موت الضأن! ادركت انه سوداني ، بعد ان فتح نافذة السيارة ، فشكرته واخبرته بانني اتمشي ، رياضة!
بعد احتساء كوب الشاي طلبت من محمد علي إرسال صور من مشتل ساره علي الواتساب. كما وعدته بان ارسل له رابط موقع مكتبة تيسير الوفاء ، للحصول علي ما يود من الكتب. علمت منه بانه حافظ للقران ومجود ، شجعته علي القراءة والسعي للبحث عن عمل اضافي في احد المساجد! وهذه من مميزات الشخصية السودانية ، التبرع بتقديم النصح! وقد يعدها البعض من العيوب الكبيرة ، فقد اقعدت محمد علي نصيحة قريبه! وجاءت به الي هذه المنطقة!
من اوجه التدخل ، كما حكي د.امين آدم ، ستجدهم وقد رحلوا زوجتك الي منزل آخر! وهو من قبيل التطرف في التدخل في شؤون الاخرين.
اقدم محمد علي ومع رقة حاله علي اخراج 10 دراهم وهو مصر علي اخذها ، ولما رفضت واخبرته بانني والحمدلله غير محتاج ، ادخل الورقة في جيبي وهو يقول “ده حق الغداء ، انت ما اتغديت معاي” هذا ما نسميه بالغمت! وهي من التكافل الجميل! وهو امر سائد بين الناس ، كل يقدم وعلي قدر إستطاعته ، عند زيارة مريض ، في مناسبات الافراح وفي الملمات وفي اوقات الملمات والاحزان.
كما ذكرت محمد علي من البني عامر! ومع ذلك يزعم بعضهم بان البني عامر غير سودانيين! كما جاء في الاخبار.
كتب احدهم عن الشخصية السودانية ، معددين مناقبها ولم يتركوا المثالب! ربما تعزيزا للمناقب وحضا علي تبنيها والتشبث بها ، مع تجنب المثالب والتنفير منها.
لقد تغيرت حياة الناس ، خاصة في المدن ، لذلك لم نعد نسمع عن الفارس الجحجاح ، اخو فاطنة.
رأينا انتشارا للسرقة والنهب ، بصورة لا مثيل لها ، خاصة من البدو … ولنحدد دارفور بدون مواربة حتي نقدم علي اصلاح الحال واحداث تغيير ما امكننا ذلك. ولعل في محو الامية وانتشار التعليم خير معين ، علي مكارم الاخلاق.
لا شك في شجاعتهم. ولكن ما فائدة الشجاعة مع اللصوصية والتعدي علي الاخرين ، بما في ذلك النساء! كان من النادر اقدام سوداني علي ضرب امرأة! او سرقتها! وهو مما يعد من ضعف المرؤة وقلة الشهامة.
لا يمكنني ايراد كل ما يميز الشخصية السودانية ولكن بعض ملامح ، ليقدم اخرون علي البحث والتنقيب. وليكن سعيا وراء اعلاء الحس الوطني وترسيخه بين اهل السودان. حتي يصدح مغنيهم ويعود للعزف. علي الكرم ، والقدح. علي المحبة والاخاء ، علي الشجاعة والاثرة.
تحياتي لكم أستاذ اسماعيل وشكرا على المقال المعبر
من العوامل الهامة التى جعلت التكافل الاجتماعى كبيرا بين السودانيين والود الظاهر هو ان نحو 97.5% من السودانيين كانوا من سكان الارياف عند خروج الانجليز من السودان فكانت أخلاق السوداني أخلاق البادية حيث الكرم والشجاعة والمروحة والترابط والتوادد والاستحاء والخوف من العيب…توالت السنين فجاء العسكر للسلطة فدمروا الزراعة وافقروا اهل الزراعة..والنتيجة ؟هجرة الناس من الريف للمدن حتى تكدست المدن بالناس وخلا الريف من سكانه.. والنتيجة؟فى المدينة تتساقط كثير من القيم الجميلة التى ورثها الناس فى المدن…فاصبح الشخص لا يخشى العيب كما كان يخشاه في الريف…ليس هناك من يعرفه ليستحى منه
و كاني بك يا سيد إسماعيل لا تعرف ان وطنك السودان هو عباره عن اماره اسلاميه يحكمها عسكر بمعية عصابات الاسلام السياسي العابر للحدود 😳
و كاني بك لا تعرف ان غالب اهل امارة سودانستان الأسلامية ينحون منحى الحكم بما انزل الله و هذا يحتم عليهم ان تكون العقيدة الاسلامية بمثابة الوطن و كما قال كبيرهم البنا ان الوطن وثن .
مفهوم المواطنة داخل منظومة الفكر الإسلامي
سعيد الكحل
حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
ـ هل يمكن الحديث عن مفهوم المواطنة داخل منظومة الفكر الإسلامي؟
مفهوم المواطنة من المفاهيم الحديثة التي لم تألفها الإمبراطوريات والدول من قبل بما فيها الدولة الإسلامية . ذلك أن مفهوم المواطنة أفرزه الفكر السياسي الحديث الذي نظّر للدولة المدنية الديمقراطية حيث يتساوى جميع المواطنين في الحقوق والواجبات . وباعتبار الدولة الإسلامية دولة دينية فإنها قامت على العقيدة وليس على المواطنة . لهذا ميزت منظومة الفكر الإسلامي بين المسلمين وغير المسلمين داخل نفس الدولة الإسلامية كما ميزت بين حقوق وواجبات هؤلاء وأولئك . فغير المسلمين ظلت تعتبرهم هذه المنظومة مواطنين من الدرجة الأخيرة ، أهل “ذمة” لا يحق لهم التمتع بعدد من الحقوق أو تولي عدد من الوظائف التي يتمتع بها أو يتولاها المواطنون المسلمون مثل المناصب السياسية والعسكرية أو التوثيق (عدول) أو القضاء الخ . فأهم المناصب والوظائف يشترط فيها الإسلام والذكورة ما يعني أن أهل الذمة والنساء لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها الذكور المسلمون .
ـ يتهم الفكر الإسلامي بإغفال مفهوم المواطنة خاصة أنه يقوم على التمييز بين المسلم وغير المسلم وعدم المساواة بينهما؟
بالتأكيد لأن الفقه الإسلامي ينطلق من أن الدولة الإسلامية لا يسيّرها ولا يدير دواليبها سوى المسلم على اعتبار أن غير المسلمين مشكوك في ولائهم للدولة الإسلامية ومحط شبهة . وتذكر لنا كتب التاريخ أن غير المسلمين كانوا ملزمين بارتداء أزياء تميزهم عن المسلمين حتى يشعروا بالدونية فيضطرون لاعتناق الإسلام . إن المنظومة الفقهية لم تقم على مبدأ تكريم بني آدم الوارد في القرآن وإنما على التمييز بين أفراد المجتمع على أساس ديني لتقصي غير المسلمين من الوظائف المهمة في الدولة ثم على أساس جنسي لتحرم النساء من كثير من حقوقهن السياسية والاجتماعية .
ـ هناك تيارات أصولية تعتبر أن وطن المسلم هو دينه وعقيدته هل يستقيم هذا الاعتقاد مع المفاهيم الحديثة للدولة والانتماء والمواطنة؟
ليس فقط التيارات الأصولية بل حتى الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين . فإلى تسعينيات القرن العشرين ظلت مقررات التربية الإسلامية في المدارس المغربية تلقّن التلاميذ أن “وطن المسلم عقيدته” . وما تعتقده التيارات الأصولية هو امتداد واجترار للمنظومة الفقهية التي تشكلت قبل 15 قرنا دون أن يطالها التجديد أو التغيير . فالدول العربية الحالية لم تقطع مع مقومات الدولة الدينية وتنتقل إلى الدولة المدنية . ومفهوم الوطن هو مفهوم حديث ارتبط بظهور الدولة المدنية العلمانية الحديثة التي تقر بالمساواة بين المواطنين دون اعتبار للعرق أو العقيدة . ولا يمكن أن نشيع مفهوم المواطنة ونؤسس له ثقافيا وقانونيا وسياسيا وإعلاميا إلا في إطار الدولة الديمقراطية ، دولة المساواة بين جميع المواطنين وسيادة القانون وضمان الحريات وفي مقدمتها حرية العقيدة . كل الدول العربية/الإسلامية تعاقب من يعتنق دينا آخر غير الإسلام أو من يبشّر بالمسيحية . والخطاب الديني السائد في هذه الدول خطاب تحريضي ضد غير المسلمين ينشر الكراهية والبغض ويشرعن العنف ضدهم دون أن تتدخل الدولة في تجديد هذا الخطاب وفق ثقافة حقوق الإنسان وقيم المواطنة . من هنا فإن الدولة العربية توفر التربة الفقهية والتعليمية المناسبة للتيارات الأصولية لنشر العقائد المدمرة لوحدة النسيج المجتمعي والمهددة للأوطان .
ـ أين تتجلى مظاهر تعارض مفاهيم الانتماء الديني الإسلامي مع مفاهيم الوحدة الوطنية والخصوصية؟
الانتماء الديني يبلوره الشعور بالولاء للدين وللمؤمنين به أينما كانوا دون اعتبار للوطن . فالانتماء للدين أوسع من الانتماء للوطن ، ولا ولاء للوطن إن لم يكن أرضا للمسلمين . إن المنظومة الفقهية شكلت وجدان الشعوب الإسلامية حتى صارت لا تشاطر غير المسلمين أحزانهم . وليس غريبا أن نسمع من عامة الناس إذا ما أصابت كارثة طبيعية شعبا ما في أقاصي المعمورة “هل هؤلاء مسلمون؟” . إن هذه المنظومة الفقهية أخمدت الشعور الإنساني في الشخص المسلم . بل إن التيارات الأصولية وظفت هذه المنظومة الفقهية أبشع توظيف جعلت أتباعها يفرحون إذا أصابت كارثة ما غير المسلمين . من هنا فمفهوم الانتماء الديني يتنافى مع مفهوم الانتماء للوطن . ويتجسد هذا التنافي في كون التيارات الأصولية تجند أتباعها لتخريب الوطن وضرب مصالحه الحيوية وقتل المواطنين الأبرياء بعد أن رمتهم بالكفر والرّدة . إن مفهوم الوحدة الوطنية يتعالى على مفهوم الانتماء الديني أو العرقي ويجسده شعار “الدين لله والوطن للجميع” . والدولة المؤهلة لتجسيد هذا الشعار وضمان المواطنة الحقة هي الدولة المدنية الحديث التي تربي مواطنيها على الولاء للوطن والتضحية من أجل وحدته واستقراره والمشاركة الفعالة في ازدهاره .
ـ هل تصلح “عقيدة الولاء و البراء” التي تعتبرها حركات الإسلام السياسي والتيارات الأصولية من صميم الإسلام لهذا العصر؟
بالتأكيد لا ولن تصلح لهذا العصر والعصور القادمة . فعقيدة الولاء والبراء هي عقيدة مدمرة للأوطان وللشعوب . فهي عقيدة تشحن نفوس معتنقيها بالغل والكراهية لغير من تعتبرهم مسلمين حتى وإن كانوا مسلمين ، كما تخلق لديهم الاستعداد القوي لمعاداة غير المسلمين حتى وإن كانوا مواطنين ثم إلحاق الأذى بهم . فمتى شاعت هذه العقيدة بين أفراد الشعب الواحد إلا ومزقت لحمتهم وحوّلتهم إلى أعداء متقاتلين ومتناحرين . إنها تجعل من المواطنين الذين لا ينتمون لنفس الجماعة أو المذهب العدو اللدود الذي يجب قتاله قبل قتال العدو البعيد
أتفق مع ما اوردت من رؤي حول مفهوم الوطن.ومع ذلك تتنازعني مفاهيم اخري،حول الانسانية وان الارض ،كلها لي وطن!
ولا بأس من شعور قوي تجاه من يشتركون معك في الاقامة والسكني في ذلك الوطن.اعتقد بان الحس الوطني ،لا بتمو إلا بالتجربة.من سفر وجوار ومخالطة.
وعلي كل حال.لا تعارض ،اذا ما اتصف الفرد يروح الانسانية وحبه للناس جميعا.بالطبع الاسرة والاهل اولي بالرعاية ،ثم يأتي الذين يلونهم..وهكذا.
تقديري لكم جميعا
و كيف تحب الأنسانية جميعأ و انت تؤمن بعقيدة تنص لك صراحة و بأوامر الاهية ان تكره كل من لأ يؤمن بعقيدتك لا بل بقتلهم ان تطلب الامر ؟
الآن الاوضاع تغيرت..انظر اليهود في اميركا ,فهم يخرجون في نصرة عزة.ولا يؤيدون دولتهم اسرائيل..
الحس الوطني موجود لكن نخب سودانية غدرت بالوطن والمواطن المال الخليجي هو سبب دمار السودان وقبل الثورة بعيدا من حنك كوز وجك مشروع كنانة وقع خلاف مع المدير تدخلت دولة الكويت مشروع زراعي تخيل مستوى التدخل ومستوى ادارة الدولة
نعم موجود ولكن لا ندركه إلا بالسفر ومعاشرة الناس والبعد عن الوطن.
للاسف السودان من أغني دول العالم.ولكن تنقصه القيادة الرشيدة.