
طارق الشيخ
بعد عام من الحرب فإن أكثر مايلفت النظر في هذه الحرب غير الدمار الكبير في العاصمة ، وماخلفته من ملايين النازحين داخل وخارج السودان هو التناسل الكثيف من (رحم القوات المسلحة السودانية) كما كان يحلو لقادة الجيش أيام استماتتهم في الدفاع عن قائد الدعم السريع حميدتي فقد تناسل (رحم الجيش) هذه المرة لينثر على أرض السودان عدد من المليشيات بمختلف الأسماء . أول هذه المليشيات التي أعادها الجيش للواجهة هم ماتبقى من حركات دارفور التي كانت تقاتل الجيش الحكومي وأعني حركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي . حركتان غالبها من عضوية الحركة الإسلامية أصطفا الى جانب د. حسن الترابي في اعقاب الإنشقاق الكبير في الحركة الإسلامية الحاكمة وفي مواجهة تلميذ الترابي علي عثمان محمد طه . كذلك أعاد الجيش مرة أخرى الى الواجهة الزعيم القبلي موسى هلال الذي أقصي عن قيادة الجنجويد لصالح قريبه محمد حمدان دقلو , وأعلن عن انضمام هلال وهو المؤسس الأول لمليشيا الجنجويد للقتال الى جانب الجيش السوداني في مواجهة أبن عمه قائد الدعم السريع حميدتي . ومهم القول بأن فكرة الجنجويد نفسها قامت كحائط صد استعانت به حكومة عمر البشير لإمتصاص الغضب الدولي والاتهامات من الجنائية الدولية لقيادات بالحركة الإسلامية على طه والرئيس عمر البشير بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور . أضف الى ذلك مجموعات أخرى تتبع لنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار قائد الحركة الشعبية – شمال ، ومجموعات أخرى منشقة عن الحركات المسلحة التي شكلت جبهة الشرق الذين جرى تأهيلهم بإشراف قيادة الجيش في مدينة كسلا شرقي السودان . أما أهم هذه المليشيات الخاصة تتمثل في كتيبة البراء والتي تتبع مباشرة للحركة الإسلامية . وهي مليشيا تحظى بالدعم الأكبر سياسيا وبرعاية مباشرة من قائد الجيش وتحظى بالتمويل والتسليح ودعاية إعلامية مكثفة تقدم دورها على مايقوم به الجيش نفسه . ومثال ذلك ماجرى عند استعادة مبنى الإذاعة السودانية فالظاهر أن الجيش هو من استعاد مبنى الإذاعة فيما ذهبت الضجة الإعلامية لتنصب كتيبة البراء كفاعل رئيسي ينسب له الفضل في استعادة الإذاعة . وثمة ظهور آخر أعظم خطرا لمجموعة تنتسب للحركة الإسلامية لم تحمل اسما بل عمدت حضورها في الحرب بعمل مستفز بحمل رؤوس قطعت وأطراف بترت لقتلى من الدعم السريع ما أثار امتعاضا واستهجانا واسعا داخل السودان . أضف الى كل هذا الطيف من المليشيات المسلحة أعداد كبيرة من المستنفرين من المدنيين الذين استجابوا لدعوة الجيش للقتال الى جانبه . وأخلص هنا الى أن النظام القديم الذي تقوده الحركة الإسلامية يعتمد نشر كثيف للمليشيات والسلاح اعتقادا بأنها الطريقة المثلى لاستعادة الحكم الذي أطاحته ثورة كانون الأول / ديسمبر2019م و بقوة السلاح .
الإنفجار الكبير
أين مكمن الخطر هنا ؟ الإجابة المباشرة على هذا السؤال تكمن في تفاصيل كل مكون من هذه المليشات . إذ تجتمع على أنها مجموعات منشقة من حركات مسلحة كما في حالة العدل والمساواة أو حركة تحرير السودان أو الأسود الحرة في شرق السودان أو مجموعة البجة . بمعنى أننا أمام مشهد يتقاتل فيه الكل ضد الكل . والجديد هنا أن أرض المعركة ليست دارفور التي باتت تحت قبضة لدعم السريع بل هي شرق السودان الذي لم تلحقه بعد ألسنة الحرب الحالية . على أرض الواقع فقد تكبدت هذه المليشيات والمستنفرين خسائر فادحة من قتلى وأسرى في العمليات العسكرية الأخيرة ضد الدعم السريع . وهذا يقود الى السؤال لماذا يلجأ الجيش الذي طالما إدعى بأنه قادر على حسم سريع لقوات الدعم السريع الى نشر السلاح وسط المدنيين خاصة ؟ وماهي قدراته الفعلية لمقارعة قوات الدعم السريع دون إقحام المزيد من المدنيين في الحرب ؟ والثابت أنه وبعد مرور عام كامل لايزال الدعم السريع هو المتفوق على الجيش بحكم المساحة الخاضعة لقواته وبحكم المواقع الاستراتيجية التي يتحكم فيها على أرض الواقع . لكن وفي غياب لأي سلطة حكومية حقيقية فإن الجيش الذي يفترض أنه يقود هذه الحرب باسم الشعب يبدو أنه لا يضع أي اعتبار للشعب الذي يخوض الحرب باسمه ودفاعا عنه كما هو مفترض . وعلى كثرة ما خرج قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأحاديث موجهة للشعب لكنه لم يشرح حتى اليوم لماذا هي الحرب ؟ وكيف الخروج منها ووضع حد لآلام الملايين من السودانيين . والواضح أن قيادة الجيش لاتكترث لأمر الشعب بدليل أنه وحتى اليوم لم يصدر خارطة طريق لكيفية وقف الحرب وحقن الدماء في وقت يظهر فيه قائد الدعم السريع رية وموقف واضح ثابت بقبوله لوقف الحرب ، والتفاوض لأجل السلام . فالطريق الذي تسير عليه قيادة الجيش اليوم لا تظهر فيه سوى عمليات مجربة تاريخيا تتمثل في براعة خلق مليشيات تقاتل بعضها فيما يتنصل عن ماهو في صميم واجبات الجيش بصون الوطن والمواطنين. وأكثر مايخشاه الناس أن هذه الجيوش والسلاح المنتشر في شرق السودان أن يقود الى انفجار قطعا ستكون له عواقب وخيمة للغاية بحكم التعدد العرقي والقبلي في الشرق بكل ماتعنيه خطورة الإمتدادات العرقية شرقا حتى ارتريا وأثيوبيا وشمالا حتى مصر . فمتى تفيق قيادة الجيش عن وهم مطاردة شبح حرب بلا نهاية؟ .
الإنفجار الكبير
أين مكمن الخطر هنا ؟ الإجابة المباشرة على هذا السؤال تكمن في تفاصيل كل مكون من هذه المليشات . إذ تجتمع على أنها مجموعات منشقة من حركات مسلحة كما في حالة العدل والمساواة أو حركة تحرير السودان أو الأسود الحرة في شرق السودان أو مجموعة البجة . بمعنى أننا أمام مشهد يتقاتل فيه الكل ضد الكل . والجديد هنا أن أرض المعركة ليست دارفور التي باتت تحت قبضة لدعم السريع بل هي شرق السودان الذي لم تلحقه بعد ألسنة الحرب الحالية . على أرض الواقع فقد تكبدت هذه المليشيات والمستنفرين خسائر فادحة من قتلى وأسرى في العمليات العسكرية الأخيرة ضد الدعم السريع . وهذا يقود الى السؤال لماذا يلجأ الجيش الذي طالما إدعى بأنه قادر على حسم سريع لقوات الدعم السريع الى نشر السلاح وسط المدنيين خاصة ؟ وماهي قدراته الفعلية لمقارعة قوات الدعم السريع دون إقحام المزيد من المدنيين في الحرب ؟ والثابت أنه وبعد مرور عام كامل لايزال الدعم السريع هو المتفوق على الجيش بحكم المساحة الخاضعة لقواته وبحكم المواقع الاستراتيجية التي يتحكم فيها على أرض الواقع . لكن وفي غياب لأي سلطة حكومية حقيقية فإن الجيش الذي يفترض أنه يقود هذه الحرب باسم الشعب يبدو أنه لا يضع أي اعتبار للشعب الذي يخوض الحرب باسمه ودفاعا عنه كما هو مفترض . وعلى كثرة ما خرج قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأحاديث موجهة للشعب لكنه لم يشرح حتى اليوم لماذا هي الحرب ؟ وكيف الخروج منها ووضع حد لآلام الملايين من السودانيين . والواضح أن قيادة الجيش لاتكترث لأمر الشعب بدليل أنه وحتى اليوم لم يصدر خارطة طريق لكيفية وقف الحرب وحقن الدماء في وقت يظهر فيه قائد الدعم السريع رية وموقف واضح ثابت بقبوله لوقف الحرب ، والتفاوض لأجل السلام . فالطريق الذي تسير عليه قيادة الجيش اليوم لا تظهر فيه سوى عمليات مجربة تاريخيا تتمثل في براعة خلق مليشيات تقاتل بعضها فيما يتنصل عن ماهو في صميم واجبات الجيش بصون الوطن والمواطنين. وأكثر مايخشاه الناس أن هذه الجيوش والسلاح المنتشر في شرق السودان أن يقود الى انفجار قطعا ستكون له عواقب وخيمة للغاية بحكم التعدد العرقي والقبلي في الشرق بكل ماتعنيه خطورة الإمتدادات العرقية شرقا حتى ارتريا وأثيوبيا وشمالا حتى مصر . فمتى تفيق قيادة الجيش عن وهم مطاردة شبح حرب بلا نهاية؟ .
الحقيقة المؤسفة جل المصايب في السودان منذ الاستقلال خرجت من رحم القوات المسلحة
تم تحويل الجيش الى مليشيا المؤتمر الوطنى منذ انقلابهم المشؤؤم فالكلية الحربية لم تستوعب فى صفوفها اى طالب ما لم تتأكد من انتمائه للكيزان وهذا قد تحول الجيش الى مليشيا ولود تنجب المليشيات دون توقف ومن المؤكد لن ينجب الفار اسدا لا مخرج سوى تسريح جميع هذه المليشيات وأولها ما يسمى زورا بالجيش فهو ابو المليشيات ومفرخها ومصنعها الرئيس وبعد التسريح تكوين جيش مهنى برعاية وحماية اممية والا فعلى السودان السلام
والله يادكتور ياريت ناس جيش الكيزان وأقصد الشرفاء منهم إن بقى فيهم شرفاء أن يقرؤا مقالك i`h ليعرفوا الخطر المحدق بالبلاد حاضراً ومستقبلا ولكن نقول :
لقد اسمعت لو نادبت حيا & ولكن لا حياة لمن تنادى
ولو ناراً نفخت بها إضاءت & ولكن انت تنفخ فى رماد
ابكيك ياوطنى العزيز
cry my beloved country