مقالات سياسية

هل الفلاسفة موحِّدون [ 5 ]

حمزة محمد حمد
اختلاف العلماء حول الفلاسفة ومقالاتهم…!
تلاميذ إرسطو من فلاسفة الملة كابن سينا والفارابي وأبي بكر الرازي وغيرهم:
▪︎من هو ابن سينا؟؟
هو أبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ  بنِ الحَسَنِ بنِ عَلّيٍّ بنِ سِينَا البَلْخِي ثُمَّ اَلْبُخَارِي اَلمعروف بِابْنِ سِينَا ، عالم وطبيب مسلم من أصول فارسية ، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليًا من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حالياً) وأم قروية. ولد سنة 370 هـ (980م) وتوفي في همدان (في إيران حاليا) سنة 427 هـ (1037م).
عُرف باسم الشيخ الرئيس ، وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبي الطب الحديث في العصور الوسطى. وقد ألّف 200 كتابا في مواضيع مختلفة ، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب.
▪︎من ضلالات ابن سينا الفكرية الفلسفية  :
قوله: بأن معجزات الأنبياء (قوى نفسانية) وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا القول فأجاب :
((الحمد لله رب العالمين .. هذا الكلام : وهو قول القائل : إن معجزات الأنبياء -صلى الله عليهم وسلم- قوى نفسانية -باطل بل هو كفر يستتاب قائله ويبين له الحق، فإن أصر على اعتقاده بعد قيام الحجة عليه كفر وإذا أصر على إظهاره بعد الإستتابة قتل .. وهو قول طائفة من المتفلسفة والقرامطة الباطنية والإسماعيلية ونحوهم ، كابن سينا وأمثاله وأصحاب رسائل إخوان الصفا والعبيديين الذين كانوا بمصر من الحاكمية وأشباههم وهؤلاء كانوا يتظاهرون بالتشيع وهم في الباطن ملاحدة ، ويسمون القرامطة والباطنية وغير ذلك)).. الصفدية :[ 1/2 ].
ومن عقائد- ابن سينا- الفاسدة : قوله : (إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار ، بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه ، لكنهم خاطبوهم بما يتخيّلون به ويتوهّمون به أن الله جسم عظيم ، وأن الأبدان تعاد ، وأن لهم نعيمًا محسوسًا وعقابًا محسوسًا ، وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر ، وإن كان هذا كذبًا فهو كذب لمصلحة الجمهور) .. [الرسالة الأضحوية ص48].
وهذا إنكار للمعاد والملائكة والجنة والنار واتهام للأنبياء –عليهم الصلاة والسلام – بالكذب والبهتان وهذا من الكفر الأكبر الصريح، نسأل الله العافية .. انظر [درء التعارض لابن تيمية 1/9].
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله – عن عقيدة ابن سينا -القرمطي الرافضي الجهمي :((وابن سينا أحدث فلسفة ركبها من كلام سلفه اليونان ، ومما أخذه من أهل الكلام المبتدعين الجهمية ونحوهم ، وسلك طريق الملاحدة الإسماعيلية في كثير من أمورهم العلمية والعملية ومزجه بشي من كلام الصوفية وحقيقته تعود الى كلام إخوانه الإسماعيلية القرامطة الباطنية ، فإن أهل بيته كانوا من الإسماعيلية : أتباع الحاكم الذي كان بمصر [الحاكم منصور بن العزيز بالله بن المعز ثالث الخلفاء العبيديين الكذبة الذين تغلبوا على مصر] وكانوا في زمنه ، ودينهم دين أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم من أئمة منافقي الأمم، الذين ليسوا بمسلمين ، ولايهود ولانصارى)) ..[مجموع الفتاوى 11/571].
وقال أيضًا : ((وأما الذين يقولون إن النبي كان يعلم ذلك، فقد يقولون إن النبي أفضل من الفيلسوف ، لأنه علم ماعلمه الفيلسوف وزيادة ، وأمكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عنها الفيلسوف ، وابن سينا وأمثاله من هؤلاء وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الاسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفا والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول ، وابن رشد الحفيد ، وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة كابن عربي وابن سبعين وابن الطفيل صاحب رسالة “حي ابن يقظان” وخلق كثير غير هؤلاء))..[درء التعارض 1/11].
▪︎ومن إلحاد ابن سينا قوله عن وجود الله -عز وجل -((أنه وجود مطلق بشرط الإطلاق)).
قال شيخ الاسلام -رحمه الله -:
((وأما الملاحدة فقلبوا الأمر وأخذوا يشبهونه بالمعدومات والممتنعات ….. ثم قال:
ثم منهم من يقول : إنه وجود مطلق، إما بشرط الإطلاق -كمايقول{ابن سينا} وأتباعه- مع أنهم قرّروا في {المنطق} ماهو معلوم لكل العقلاء أن المطلق بشرط الإطلاق لايكون موجودًا في الأعيان ، بل في الأذهان وكان حقيقة قولهم : أن الموجود الواجب ليس موجودًا في الخارج …)).. [الفتاوى 6/516-517].
وقال -رحمه الله -((حتى زعموا أن علم الله وأنبيائه وأوليائه إنما يحصل بواسطة القياس المشتمل على الحد الأوسط كما يذكر ذلك عن ابن سينا وأتباعه…فابن سينا لمّا تميّز عن أولئك بمزيد عقل وعلم سلك طريقهم المنطقي في تقرير ذلك، وإن كانوا أعلم من سلفهم وأكمل فهم أضل من اليهود والنصارى وأجهل)).
[الرد على المنطقيين ص157].
▪︎وقال ابن القيم- رحمه الله – عنه:((وأما هذا الذي يوجد في كتب المتأخرين من حكاية مذهبه (إرسطو) فإنما هو من وضع ابن سينا فإنه قرّب مذهب سلفه الملاحدة من دين الإسلام بجهده وغاية ما أمكنه أن قرّبه من أقوال الجهمية الغالين في التجهم فهم في غلوهم في تعطيلهم ونفيهم أسد مذهبًا وأصح قولًا من هؤلاء…)).
[إغاثة اللهفان: 2/ 374].
وقال عنه أيضًا:((فالرجل معطّل مشرك جاحد للنبوات والمعاد لا مبدأ عنده ولا معاد ولا رسول ولا كتاب)).
وقال في موضع آخر:((إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر)).
وقال كذلك في إغاثة اللّهفان: ((وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه ، قال : أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم ، فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ، ولا رب ولا خالق ، ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى)).
يتبع؛؛؛

‫3 تعليقات

  1. من الفلاسفة من نقى سريرته ولم يتبع فلان ولا مذهب علان وتبرأ من عبادة الأصنام وأخلص دينه لله فانار الله بصيرته واغدق عليه من نعمه فتسامى بوعيه إلى أبعاد أعلى وغالبا ما ينعت من علماء السلطان ومن يجهل مثلهم ومن يألههم بالجنون والكفر وربما يقتلونه خوفا على مكانتهم
    أو خوفا على دين آبائهم
    الدين ليس حكرا على أحد ومن حق أي إنسان ان يبدئ رأيه ومن نصبوا كقضاة يكفرون ويجرمون هم بشر ومن نصبهم أيضا بشر
    أكرمنا الله بعقول وقلوب لنفقه بها ونفخ فينا من روحه فعلينا ان نتفكر ونسأل الله بصدق ان يهدينا، لان الله قال أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء (اي ان من يشاء الهداية يهديه الله ومن يشاء الضلال يضله الله) وهذه هي حرية الإختيار
    اخلص النية وسلم امرك لله وحده (لا لفلان ولا علان) و ستعرف لان غاية الخلق هي أن تعرف ذاتك

    1. نعم، صدقت..وقد ذكرت في هذه المقالات لو تتبعتها أستاذ أحمد الشريف لوجدت أن من بين الفلاسفة القدماء من كان يدين بكلام الأنبياء من الفلاسفة ويوحدون الله تعالى ويؤمنون بالبعث والنشور ويكفرون بعبادة الأصنام.
      ونجد الإمام الغزالي من أذكياء العالم وقد تصدى لكثير من مقالاتهم ونقدها. ومنهم من أخذ موقفا وسطا أدان بعضهم أمثال الفارابي وابن سينا ببعض مقالاتهم، ودافع عن القدماء دون تمييز..أما ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فكانا لا يستثنيان سوى سقراط وأفلاطون من القدماء، أما فلاسفة الاسلام فهم زنادقة في رأيهما محرفون ملحدون.

  2. شكرا يا استاذ حمزة علي المقالات الرائعة٠ نرجو ان تكتب لنا عن رموز الفلسفة الغربية واهم افكارهم مثل ايمانويل كانت ونتشة وغيرهم يا ٠٠اين بقية الحلقات٠٠هل من الممكن جمعها في كتاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..