
يحكى أن رجلا من أهل الكوفة ذهب إلى دمشق بعد معركة صفين (المعركة التي دارت رحاها بين أنصار علي ومعاوية) ، راكبا على بعير فتعلق به رجل من أهل دمشق صارخا: هذه ناقتي أخذت مني يوم صفين ، فرفع الحكم إلى معاوية بن أبي سفيان أمير دمشق ، فطالب الدمشقي بالبينة (والبينة على من أدعى) ، فجاءه المدعي بخمسين رجلا كلهم شهدوا أن هذه (الناقة) ، ناقة الدمشقي يعرفونها كما يعرفون آباءهم. فقضى معاوية بينهما وأمر بتسليم الناقة إلى الدمشقي الذي أقام الحجة وجاء بالبينة ، الشهود العدول من ذوي الهمة والأهلية والإنصاف ، الذين لا يجتمعون على ضلالة ولا يتواطئون على الكذب ، لكن الكوفي أصر على أن الرجل كاذب وأن هؤلاء الرجال كلهم ضالون مضلون ومتواطئون على الكذب ، وإنه لا يملك شاهدا غير البعير الذي جاء على ظهره ، يصلح دليلا ناهضا على صدقه وقوة حجته، فقال لمعاوية : أصلح الله الأمير ، إن البعير الذي جئت به من الكوفة إلى دمشق ، والذي يدعي الرجل أنها (ناقته) واستشهد عليها بخمسين من الشهداء ، هو (جمل) وليس (ناقة)! فتعجب معاوية ، وصدق الرجل بعد أن تعرف بنفسه أن البعير ذكر وليس أنثى. لكنه عاد وقال للرجل ، إن هذا الحكم قد مضى ، ولا راد له من بعد إمضائه. ثم سأله عن ثمن بعيره، فأعطاه ثمنه مضاعفا وأجزل له في العطاء ، وهمس في أذنه بعد أن خرج به بعيدا عن أعين أهل دمشق ، قائلا: أبلغ عليا أني سأقابله بمائة ألف ليس فيهم من يفرق بين الناقة والجمل!
ولو أراد معاوية أن يقنع هؤلاء الناس بأن البعير الذي يظنونه (ناقة) ما هو (بناقة) ، لرموه بالجهل والجنون .. لأن الأغلبية هذه تظن أنها على الحق المبين لا لأنها تملك دليلا وبرهانا ، ولكن لأنها تملك عددا ، والحق يجب أن يخضع لأهواء العدد والكثرة ، لا لصدق الدليل والبرهان..(والكثرة تهزم الشجاعة) كما يشاع وتهزم العقل والحقيقة كذلك.. والكتل البشرية في كل الأزمان والعصور تنقاد بالأوهام أكثر مما تنقاد بالحقائق ، وتنجرف بالانصياع التلقائي وتلهث خلف المغامرين والمهووسين الذين يقودنها إلى حتفها ودمارها ونهايتها ، أكثر مما تنصاع لصوت العقل والفكر والفهم والتدبر .. ويستحسنون ذلك من أنفسهم حتى عندما يتبين لهم حماقة ما ارتكبوه واجدين لأنفسهم العذر الكافي ، ولربما رأى أكثرهم أن ما فعلوه هو الصواب بعينه والحقيقة بذاتها باعتبار حكمهم المسبق فالناس بطبعها تدعي معرفة كل شيء معرفة تامة دون بذل أي جهد للتفريق بين ما هو صائب وما هو خاطئ ومع ذلك فإن التعويل على العامة أو الشعب أو الجمهور أو الكتلة البشرية في زمن الانتكاسات والهزائم والكوارث هو أمر غير محمود العاقبة ولا مأمون الجانب ، خاصة أن الحجج والجدل مدعوم بالكثرة والغلبة القائمة على التجييش العاطفي والضرب على أوتار الآمال الخادعة والأحلام غير المتحققة .. وإنكار الواقع بكامله ، ومحاولة حجب الشمس بالأكف والأصابع .. لكن كبت المشكلات أو خنقها أو تأجليها لا يعني حلها أو تجاوزها .. وعندما يستبد الجوع بالشعوب فلا تعني الحرية والكرامة شيئا غير الخبز .. فلا تنفع يومئذ خطبة من فقيه ولا هتاف من سياسي .. فأهل بغداد الذين عاش بينهم أعظم الخطباء والأدباء وأدهى السياسيين ، وأشجع الفرسان ، لم يمنعهمم الجوع عندما دخل الروم غزاة إليها أن يستقبلوهم صائحين نريد خبزا … وما دخول الأمريكيين إليها أيضا ببعيد … وتصور الناس في هيئة طبيعة ثابته متماسكة هو في حد ذاته مشكلة … لكن المشكلة الأكبر هو عدم الشعور بوجود المشكلة.
مين يفهم….نحن نريد كرامة وحتي ولو كرامة بليلة نملاء بها بطوننا وليس معركة كرامة
بقيت تعرف الكوفه يا اب نخرتين
يا من تستهزيء بخلق الله اتحداك ان تنشر صورتك. وطالما انت شايل موسك وتطهر فلن نقبل بك ان لم تكن اشقر الشعر كحلي العينيين ومن اصحاب البشرة البيضاء. اما اذا كنت غير ذلك فأبو سنينة يضحك على ابو سنيتين ويا لها من مسخرة ان ينشر كلام مثل كلامك التافه ايها المعتوه “قبيح السريرة”.
كلامك جميل! لكن اين موضع المصيبة برهان في هذا النموذج؟
لعله بين ال 50 مغفلا!
اين تراه؟
اراك تكلمت عن جانب واحد وھو ما تعتقد أن الناس سيصل بھا الحال إلى مرحله الجوع وعندھا ستقول أن لا ناقھ لھا ولا جمل فى الحرب الدائرھ فى السودان كالذى ينظر بمنظارٍ عينھ واحده ولا يرى بھذھ العين إلا ما ترسخ فى فھمھ مما زرعه لھ اعداء السودان ان الشعب لا ناقھ لھ فيھا ولا جمل ولكن اقول لھ لسنا منقادين لاحد ونحن مع الجيش قلباً وقالباً حتى النصر المبين ولن تكسرنا الحاجه ولا الجوع ولا الحصار ولا التخويف بعد كل الحقائق التي ظهرت من ھذھ الحرب ومن وراءھا والدعم اللوجستى والمادة والبشرى والذى أصبح خراباً ادخل الغيظ فى قلوب اعداء السودان بفضل جسارھ وقوھ شكيمھ جيشنا البطل الجيش السودانى الابىّ، ولا نامت اعين الجبناء والخونه والمأجورين والمثبطين.ارموا قدام وراء مؤمن.