مقالات وآراء سياسية

تفويض بكامل الإرادة …

حتى لا … ننسى
د.منى الفاضل
يُدهشنى التفويض المُنتشر فى الأيام الماضية والذى يقره ويؤكده عبر الميديا بعض الأشخاص المُضللين والمُضللٍين عن حقوقنا وعن حقهم عند الدولة بكاملها وهم لايأخذون منه حتى الحق الطبيعى الممنوح فى أى دولة تحترم سيادتها وقانونها ومواطنيها ، ومن هذه النقطة تحديدا يجب توضيح ما هى مهمة الجيش تحديدا بالشكل المنصوص عليه فى كل هياكل الدول والحكومات : وهى مهمة ثابتة لا تتغير فى كل العالم (إلا عالمنا المتخلف كما يسموننا ونرفضه ولكن فى وطننا الغالى السودان وقد تفوقنا على أى تسمية تُعبر عنًا فنحن نعيش تحت حُكم عصابات تتبادل الأدوار فى ما بينها وكأنه بيتهم المٍلك ويحملون اوراقه صكوكه الرسمية) ومهمته هى حماية الدولة من الإعتداء الخارجى والمحافظة على الحدود البرية (مثل التى كان  فى حمايتها محمد حمدان دقلو من جنود الجيش العاملين على حرس حدودنا) والمياه الإقليمية والمجال الجوى للدولة . كما يتدخل الجيش فى حالة فشل اجهزة الأمن المدنية فى السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة ، (والأجهزة الأمنية المدنية هى جهاز الشرطة) حيثُ يُعتبر أنه ممنوح الثقة وصلاحية التصرف من أجل مراقبة الأحوال العامة للمواطنين والأفراد ، ولعب دور الوسيط بين أصحاب الحقوق المسلوبة ، والجهات او الأشخاص الذين سلبوا هذه الحقوق كمواطنين جميعهم  .
من المقدمة عن  الحقوق السابقة وتوضيح الأدوار نرى أن المهمة للجيش او الشرطة ليست تفويض شفاهى او إنتخابي كما نقرأ ونسمع مما يدُور هذه الأيام ، بل هم ليس إلا موظفين دولة محدودي المهام لا يمكنهم ان يقومون بمسئولية الحكم إلا عن طريق الإنقلابات والسيطرة بالسلاح وهذا ما يعلمه الطفل الرضيع بيننا قبل الشيخ الهرم أننا يبدو الدولة الوحيدة فى العالم يحكُمها العساكر منذ إستقلالها بعد أن تم تكوينها كدولة حديثة قوية بيد أبنائها مُجتمعين ضد غزاة وفى كل اقاليمها وشعبها منذ الدولة المهدية التى جمعتنا بقلب رجل واحد لم يستطيع كسرنا من خارج دولتنا !! ولكن عُملاء الداخل (مننا وفينا) منذ ذلك الوقت هم من مكنوا الإستعمار فينا ثم ترك المُستعمر بصمته على البعض بأن اوهمهم أن السيادة والقهر فى يد البعض فقط ليحكموا  وشتت شملنا منذ غادر ، وأن اللون والقبيلة والظلم هو ديدن الحكم الرشيد وليس هُناك رشد فى تفرقة ، ورفضت العقول المُغلقة التى تستمتع بالأنانية ان تفهم وتفقه أن من جعلنا اعداء هو ينعم بالرفاهية وجنات الدنيا ونعيمها نتيجة غبائنا وإرادتنا المسلمة له وهو ينتج فى السلاح وتابعيه من الدول المستفيدة يخلقُون فى الفتن حتى أصبحنا فى حروب مستعرة عاما بعد آخر وما زال الغباء المُحكم هو الذى يقود الدولة السودانية ذات الطابع المميز والثروات المهولة والشعب القادر على فعل المستحيلات لكنه مُكبل بقيود قاهرة بعضها منه وأخرى عليه والمقاومة ضدها كانت نتيجتها موته إما بالرصاص والصواريخ والدانات وبسبب دمارها يموت الكثيرين بالمرض والفقر والجوع ونحن بكل غباء نعلن التفويض ليزداد قاتلنا قوة ألا لعنة الله على الجهل ومن يستخدمونه لصالحهم .
فلنكن على يقين تام وكامل ان حلول قضايانا ووقف حربنا بيدنا نحن الشعب المسلوب الإرادة وليس بيد اى جهة خارجية او حتى داخلية مهما كانت قوتها وسلاحها ، فالتفويض الكامل والتام وبملْ الإرادة يجب ان يكون للشعب فالسلطة سلطة شعب دون منازع ، ومن يسعون للتفويض الإجبارى بصوت البندقية نقول لهم هل حقا من يُحارب فى شعب ويقتل فيه على مر العقود السابقة يعترف بهذا الشعب المقتول يحتاج تفويضك ؟ هل من يُنافس المدنيين على كراسى الحُكم يعلم تماما ان الحُكم ليس من وظيفته إلا بعد أن يخلع الرسمى ويصبح مدني حتى يحق له الحُكم ؟ هل يعلم أنه سارق قوت الطفل ، المريض ، الطالب ، المرأة ، والثروات والكثير مننا يعلم ذلك لكن الرصاص هو الفاصل بينهم وبيننا ؟ هل يعلم من يتفوه بالتفويض لهم أنه إذا مات برصاصة منهم لا تُدفع ديته لذوويه لأنهم لا يعترفون بك كإنسان فما بالك كمواطن !!! والسؤال المهم هو يملك الصك الرسمى من الدولة بأنه عسكرى تم تدريبه ويأخذ مرتبه من قوتك ايها المواطن لماذا يُريد التفويض ؟؟ .
تبا للظلم والظالمين القاهرين الفاسدين الذين أشاعوا أى فساد وسفكوا كثير من الدماء لأجل مصلحتهم ، وتبا لكل صاحب مصلحة يفوضهم بعلم ، وليوعى كل جاهل بحقه أن تفويضه لن يكسبك إلا مزيدا من الخسارة لك ولنا ولبلدك ، فهو إذن منك ان يقتلك ويقتل اى مواطن رشيد واع يقول لا للحرب فهذه العبارة هى الوعى الحقيقي وهو التى تعكس انك مُدرك تماما انك تعرف الحقيقة وحقك !! . وتعرف أنك تستحق الحياة والعيش الكريم ، تمسكوا بحقوقكم لا تتنازلوا عنها مهما كلف الأمر .
دام كفاح شعبنا السوداني الكريم ..

‫2 تعليقات

  1. شايفة يا مني،
    اضمحلال دولتنا او الدولة السودانية ،الذي يتحدث عنه ماركس وانجلز،
    Withering away of the state.
    اصابنا حتي قبل أن تصبح دولتنا دولة بالمعني المفهوم للدولة، ومع اضمحلالها، للاسف لم نصل( وهذا بعيد جدا جدا،ولا ادري لماذا يفكر البعض ان في تكوين حزب شيوعي في هذه الكرخانة التي تسمي السودان) الي برجوازية وطنية، ولادكتاتورية طبقة عاملة، لانه باختصار لا عندنا عمال ولا طبقة عاملة ولا عمل ذاتو ولا مصانع ولا ولا ولا اي شئ.
    الذي نحن فيه الان، هو كبانية ( مافيا عالمية، اكلي لحوم بشر
    Capitalisms,
    قتلة مرتزقة، تجار مخدرات، مهربين بشر،دواعش سودانية علي اصل بلادها، مجانين يهترشون الليل والنهار في السوشيال ميديا يطلقون علي انفسهم لايفاتيه يصرفون الاوامر لقادة الجيش العواطلية، مغتصبين و و و و تمي الباقي براك.
    قال حزب شيوعي وعندو سكرتير قال.
    احححححا..

  2. ((ومهمته هى حماية الدولة من الإعتداء الخارجى والمحافظة على الحدود البرية (مثل التى كان فى حمايتها محمد حمدان دقلو من جنود الجيش العاملين على حرس حدودنا) والمياه الإقليمية والمجال الجوى للدولة . كما يتدخل الجيش فى حالة فشل اجهزة الأمن المدنية فى السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة ))))؟؟
    يا دكتورة منى يجب أن تفهمي أن هذه المهام للجيش هي واجبات لا يمارسها بمزاجاته كسلطات تقديرية له يمارسها متى وكيف شاء وإلا فإنك تمنحيه حق الإنقلاب على السلطة الشرعية المدنية بدعوى أن مهام الجيش حماية الدولة والمحافظة على الحدود والتدخل لفشل أجهزتها الأمنية إذا رأت قيادته ذلك!
    إن الجيش مؤسسة دستورية من من مؤسسات الدولة وعها الدستوري أنها خاضعة مباشرة لرأس الدولة الرئاسية أو لرئيس الوزراء في الدولة البرلمانية فلا يمارس الجيش أياً من المهام المذكورة إلا بتوجيهات الرئيس الأعلى رأس الدولة أو رئيس الوزراء وبتعليمات منه واجبة النفاذ فلا يتدخل الجيش في فرض القانون إلا إذا أعته السلطة المدنية صفة الشرطة في حالة الطوارئ أو حالة إعلان الحرب والتي لا يملك حق إعلانها إلا رأس الدولة أو رأس الحكومة تحت رقابة البرلمان وفي حدود وبشروط محددة.
    فهذا هو الوع الدستوري الحقيقي للمؤسسة العسكرية في كل العالم المتحضر ويجب على كافة الصحفيين فهم ذلك جيداً ووضعه حلقات في حلمات آذانهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..