مقالات وآراء

سقط .. القناع

عادل محجوب على
–  بعد ثورة ديسمبر المجيدة أستبشر الناس خيرا .. بإمكانية الانتقال من ضيق الشمولية إلى رحاب الحرية ومن ظلم الديكتاتورية إلى عدالة الديمقراطية ومن شر الحروب إلى خير السلام .. ومن دولة الحزب إلى دولة الوطن .
– وكان العشم أن تكون ثورية الشعب الظاهرة والقوية بكل بقاع الوطن هى  بلدوزر إزالة التعقيدات المزروعة بعمق ثلاثة عقود من الزمان بشتى قطاعات وأرجاء السودان وصمام وحدة الأرض وسلاسة الانتقال ..
– وكان الرجاء أن يكون مزج عظمة الموارد وقوة الإرادة ورشد الإدارة وشفافية ومؤسسية النظام الديمقراطى واصطفاف الشعب وفك العزلة الدولية البلسم الشافى لعمق جراح الوطن الممتدة .
– فماذا حدث بعد خمس سنوات من عمر ثورة السودان ؟ ولماذا حدث ؟! .لم يتوقف القتل والقمع وزادات المعاناة واستعرت الحروب القبلية والنعرات الجهوية واستشرت الفوضى المضرة بالاقتصاد وعصب الدولة وأمن المجتمع .. واتت الطامة الكبرى المتوقعة والتى أكثرنا التحذير منها  بالعديد من المقالات المنشورة حرب ١٥/ابريل/٢٠٢٣م .. بعد سلسلة من الانقلابات المعلومة المصدر والهدف  ومتعددة الأقنعة .
– وأستغلت وسائط الإعلام والتواصل  أبشع إستغلال لبث روح الكراهية وإثارة النعرات بين مكونات الوطن .. من قبل وأثناء وبعد اندلاع الحرب ..
– و تداخلت الأجندة الخارجية الطامعة مع الأجندة الداخلية المتطلعة والخبيثة والغبية لتصنع واقع  قمىء .. يتدحرج معه الوطن للتلاشى والمتقاتلون على جثة الطن لازالوا فى غيهم يعمهون ..
– وسيظل ضعف استغلال الشرعية الثورية بمواقيت المد الثورى الجارف لإزالة تعقيدات المشهد المصنوعة بمكر عجيب .. بالقطاعات الأمنية والعدلية والاقتصادية .. وتشاكس قوى الثورة هو نقطة الضعف وثغرة ضياع العشم …
– وستظل أطماع العودة ودروبها الوعرة .. وتعقيدات وتقاطعات المشهد  الراهن المتزايدة يوما بعد يوم الخازوق الأكبر الذى يقود الوطن حتما لغياهب جب أعمق  إذا لم يتعظ الحالمين ويفيق المخمومين من خدر التفكير بالتمنى  ويتصدى الحكماء والعلماء لغوغائية الرجرجة والدهماء التى تسوق الوطن إلى دروب اللا عودة بسرعة عجيبة .
-بح صوت الحق
بوادى اللا سماع
والأمن ضاع
والقتل شاع
سقط القناع
سادت عصابات الرعاع
وتحول الوطن الجريح إلى رقاع.

تعليق واحد

  1. المكون المدني و النخب السياسية هم من أضاعوا علينا ثورة ديسمبر و بالأخص افندية قحت المركزية الذين ارتضوا بالشراكة مع المكون العسكري و بعدها قاموا بإقصاء الآخرين مما أدي الي إضعاف المكون المدني و اعتصام القصر
    ( الموز ) و وجدها البرهان فرصة للانقلاب علي حكومة الفترة الانتقالية.

    الشعب السوداني تواق للحرية و الديمقراطية و حكم القانون و لكن للأسف الشديد قادة الأحزاب السياسية منهم من لا يؤمن بالديقراطية و التداول السلمي للسلطة و منهم من يخاف صناديق الانتخابات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..