يوسف السندي
ليس هناك عبارة مبتذلة وفاقدة للقيمة كعبارة (الغزو الجنجويدي) ، مبتذلة لان الذين يتحدثون عن غزو في القرن الواحد والعشرين لاحلال قوم من دولة اخرى مكان سكان دولة اخرى هم في الحقيقة خارج سياق التاريخ. وفاقدة للقيمة لان الكيان المسمى الدعم السريع هو كيان سوداني ظل موجودا منذ قرابة العشرين سنة ولم يتحدث احد هؤلاء من قبل عن الغزو الجنجويدي.
الذين وقفوا ضد الجنجويد منذ تكوينه وابان ثورة ديسمبر ومازالوا ، ظلوا يقفون ضده باعتباره مليشيا غير نظامية وليس لانه مليشيا غير سودانية او مليشيا غازية ، لذلك هتف هؤلاء (الجنجويد ينحل) ولم يهتفوا (يا جنجويد يلا لبلدك) كما غنى العطبراوي في الاستقلال لجنود المستعمر الغازي الانجليزي.
الذين يلوكون هذه العبارة ويحولونها لسردية تعاكس واقع العالم الحديث وتقذف به في عمق التاريخ القديم ، هم مهرجون ليس الا ، أو اشخاص تسللوا عبر نوافذ الزمن من تاريخ غابر لعصرنا الحالي فجاءوا معهم بسردياتهم التاريخية ، ولاقناع هؤلاء بأننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وأن زمن الغزو وجيوش الامبراطوريات الاستعمارية قد ولى بلا رجعة ، فإنهم لن يقتنعوا ، والطريقة الوحيدة هي اعادتهم بكبسولة الزمن لعصرهم السحيق ، أو تجاهلهم كما يتجاهل المارة مجنون في قارعة الطريق يدعي انه نبي ومعه خبر من السماء.
الحرب التي اندلعت في السودان اغرت مجموعات من اللصوص والمتطرفين للانضمام لهذا الطرف أو ذاك، ولكل منهم هدف سواء دنيا يصيبها أو عقيدة دينية متطرفة ينصرها ، ولكن كليهما لا يريدان ان يستعمرا السودان بغزو اجنبي لصالح إمبراطورية بيزنطية أو رومانية أو عثمانية كما كان هو شأن العالم القديم ، غاية هؤلاء ان يدعموا امتدادا قبليا أو سياسيا ليعبر عن وجوده ويبقى ، وليس من بين الأجندة غزو السودان وتحويله الى دولة اسمها جمهورية عرب الشتات ، أو مملكة الاخوان المسلمين مثلا ، والذي له أجندة كهذه يصنع جيشه تحت هذه الراية كما فعلت داعش القادمة من كهف التاريخ والخرافة.
لذلك من الوعي والعقل ان ينصرف الناس عن هذه السردية المضحكة المفارقة للعقل والمنطق ويتجهوا الى توصيف الصراع بصورته الصحيحة حربا سياسية بين طرفين سودانيين، استمرارها قد يجعلها حربا بالوكالة ولن يحولها لحرب غزو لا الان ولا بعد مئة الف عام ، فالغزو لو كان أحد صور السياسة في العصر الحديث لاستعمرت امريكا العالم بأسره بقوتها العسكرية ، ولاخذت الناس كما تشاء من مستعمراتها لامريكا بدل ان تفتح هجرة سنوية عبر اللوتري.
والسودانيون يعلمون ارضهم، ومضاربهم ، وبيوتهم ، واوديتهم ، اذا توقفت الحرب غدا ، لامكان للجميع ان يصفوا من هذا ومن ذاك ، ومن يسكن هنا ومن يسكن هناك ، وقبيلة من هذه ، ونسبها ، وأسرة من هذه واصلها وفصلها ، ولما استطاعت قوة ما ان تضيف بالقوة والغزو سكانا جدد في غير ارضهم.
والوصول الى هذه الحقائق لا يكلف كثيرا ، ولكنه قد يواجه بالعقبات كلما طال امد الحرب والنزوح ، لذلك تجد ان ايقاف الحرب في كل الأحوال هو العلاج الاسلم والانجع لكل المشاكل الحقيقة من قبل النزوح ، والمتوهمة من قبل غزو مجموعات غريبة للسودان ، ومن العجب العجيب ان أصحاب سردية الغزو هم الأكثر تشددا ضد ايقاف الحرب ، وحججهم في ذلك كحجة الغزو المتوهمة حجج غاية في الغباء والاستخفاف بالمنطق والوعي ، ولكنهم كما هو حال البلاد التى جرى عليها حكم الله اذ امر مترفيها ففسقوا فيها فدمروها ، يجري التدمير الان على يديهم ، ثم يورث الله ارض السودان لعباده الصالحين الديمقراطيين فيعمروها مرة اخرى وترجع مخضرة غناء ضاحكة مستبشرة.
من صفاتنا نحن معشر السودانيون التي تدعو إلى إلى السخرية كثيرة، و لكني لم أكن أعلم أن السودانيين بهذه السذاجة و خفة العقل ليصدقوا إعلام الجيش لمجرد انني مضطر ان اتمسك به في الحرب الدائرة الآن لتحقيق رغبات غير واقعية بطبيعة العقل الرعوي الماركة المسجلة لديكم
ايها السندى هل انت من السند ؟ اى سودانى عاقل لايقول ماتقوله انت الدعم السريع موجود منذ عشرين عاما!!!!!!! الحمدالله الشعب السوداني فى خندق واحد مع الجيش السوداني رغم انفك ورغم أنف اسيادك
فكرة تكوين مليشيات ( قبلية ) تحارب بدلاً عن الجيش هي فكرة حزبك ( حزب الأمة ) حين قاموا بتكوين ( مليشيا المراحيل ) منتصف ثمانينات القرن الماضي لمحاربة الحركة الشعبية و مليشيا المراحيل من نفس الحاضنة القبلية لمرتزقة الجنجويد و الكيزان لأنهم اغبياء و لا يتعلمون من التاريخ و التجارب ارتكبوا اخطاء غيرهم و قاموا بإنشاء مليشيا مرتزقة عربان الشتات الافريقي.
( حرب سياسية بين طرفين ) يا زول انت واعي و نصيح ؟ تكوين الكيزان لمرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي كان بغرض محاربة حركات دارفور و المجرم حميدتي لا و لم يكن له برنامج سياسي أو مطالب
مشروعة كحال حركات دارفور فهو كان حرامي و قاطع طريق بين السودان و ليبيا و ما يحدث الآن من قبل المرتزقة في الخرطوم و الجزيرة و دارفور من قتل و نهب و تشريد و اغتصاب لا علاقة له بالسياسة و العمل السياسي و واضح جداً إن المجرم حميدتي ما هو إلا مخلب لدول خارجية.
وعاد الكوز المطرقع ابوعزو الشهير ب اب عفنة تبا لك من كوز عفن يا اب عفنة
عن أي جيش تتحدث يا جمعة تيه؟ جيش سناء/كرتي؟ أم الجيش الذي أذى أهلك في جبال النوبة؟ جاء حميدتي ليحرركم، لكنكم أبيتم إلا أن تبقوا كما أنتم. لا نستغرب أن السودان الذي يمكنه أن يكون أفضل من أستراليا ما زال ينحدر إلى الحضيض لوجود عقليات أمثالكم.
مئات الفديوهات التي تظهر المقاتلين الاجانب وهم يتحدثون عن الاستيلاء على السودان وكثير منهم يتحدثون عن ان ما استولوا عليه من منازل تصبح حقا لهم ويتم قنين ذلك لاحقا.
التملك والنهب والسلب هو القضية التي يحارب من اجلها الغزاة من كل دول غرب افريقيا واخر اهتماماتهم بل اخر ما في علمهم انهم جاء من تلك الاصقاع وبذلوا دماءهم رخيصة كي يحولوا السودان الى حكم مدني ديموقراطي بجيش مهني كما تقول قحت مشعلة الحرب والمتآمرة والمتماهية مع الجنجويد لتكون جناحهم السياسي وبالمناسبة حتى حزب الامة العضو الاساسي في تقدم كتب مذكرة رسمية لحمدوك منتقدا انحيازهم لاحد اطراف الحرب، وهو لفظ مخفف للغابة عن الحقيقة العارية حقيقة ان الحرب تمثل غزوا ممولا اماراتيا بعملاء وخلايا في ابوظبي بينهم حمدوك وحميدتي وطه الدلاهة ودحلان وخالد سلك والبرير وكل الارزقية الذين ينامون هانئين في فنادق الامارات بينما الشعب يدمر ويقتل والهطلات يدافعون عن قتلته.
بعدين عندي سؤال: انا مواطن سوداني جاء الجنجويد بصحبة عدد كبير من الاغراب واحتلوا منزلي بالقوة وطردوني منه بالقوة الى مضارب النزوح
السؤال للكاتب ماذا تسمى ذلك؟ ماذا اسمي احتلال منزلي هل اسميه (ايجار منزلي مجانا مثلا) اليس غزو، هو غزو بمكون اجتبي مقدر، ولكن حتى ولو كان بمكون سوداني خالص ماذا عساني ان اسميه؟ اليس هذا غزوا سواء كان الغازي من الضعين او من ام جرس في تشاد؟ تعيش عمرك كله تسوي ليك بيت وسيارة ويأتي عاطل في عمر ابناءك ليأخذ حصاد عمرك، وانك سمعت بالاف السيارات التي تباع بأسواق دقلو في تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى، حتى ان مفتى تشاد اصدر فتوى رسمية منشورة في كل الوسائط يحرم فيها التعامل بيعا وشراء من السيارات المنهوية من السودان؟!!! فماذا تسمي ذلك ايها (الدكتور) النحرير؟
اذا لم يكن هذا غزوا فكيف يكون الغزو؟ واول مرة اعرف ان كلمة غزو invasion تعتبر مصطلحا متخلفا يرجع الى القرون او العصور السحيقة، وقد استشهدت في حديثك بأمريكا، طيب ايه رايك ان امريكا صاحبة التقدم والتي تعتبر معيار البعض للصاح والخطأ والحق والباطل اسمت غزوها للعراق غزوا، وهي التسمية الرسمية لحرب العراق! Iraq Invasion ارجو ان تشرح لنا هذا؟!
على اي حال المسميات ما تفرق ونرجو من الجميع واحتراما لمشاعرك التقدمية المتطورة وبدلا من الحديث عن الغزو الجنجويدي، نسميه استضافة الجنجويد! ايه رايك
ما هذا الرخص ايها السندي وبيع الوطن والاهل بهذه البلاهة فقط ارضاء لجهات تدفع بالدرهم!
الاخ كاتب المقال و مثله من الكتاب فيهم المأجور و فيهم المغبون و فيهم من ينظر للحرب من منظور قبلي و منظور حزبي و للأسف نحن لسنا لدينا صحافة و صحفيين و انما لدينا سخافة و سخفيين إلا ما رحم ربي و هؤلاء صوتهم للأسف غير مسموع.