مقالات سياسية

القاتل هو من أراق دمائنا

د. مهدي تاج الدين عبدالنور
___________

لا تشكو للناس جُرحا أنت صاحبه،،، لا يؤلم الجرح إلا من به ألم.
فإن شكوت لمن طاب الزمان له،،، عيناك تغلي ومن تشكو له صنم.

ليس أمراً مشروعا البتة أن يقتل الناس بعضهم بعضا، ولكن مع ذلك تنشأ الحرب، وسواء أن كانت الحرب بين طرفين أو أكثر فإنها تأتي كنتاج لتصارع الإرادات وفشل الأطراف في الاقناع، وهي مهما كانت دوافعها تظل واحدة من الوسائل المروعة جدا لما تنطوي عليه من قتل وتدمير. وكل طرف على ما يبدو لا يريد أو كذلك يبدو أن يتحمل مسؤولية إشعالها من منطلق أن ( الشينة منكورة) ولكن ما يهمنا نحن ( بقيَّة القَتْلة) أن تقف الحرب، ووقف الحرب في حد ذاته؛ هو انتصار للسلام…

ليس مهما التدقيق في الكثير من التفاصيل قبل إسكات صوت البنادق ، جموع الشعب أدرك بعد أن رأى وسمع وشهد بنفسه على الوقائع التي يسميها القانون بالانتهاكات الجسيمة أو المروعة، وبالمقابل ربما لايجد المرأ مبررا لكل ذلك، هؤلاء يهتفون باسمنا وأولئك مثلهم….
ثم يكبرون و(يجغمون) و(يشفشفون)، مع هذا الوضع المتردي تبدلت المصطلحات وبقيت الوقائع، صار القتل جغماً وصارت السرقة والنهب شفشفة وصار السحل والإيذاء والتشريد مَتِك، تبدلت المصطلحات وصارت تلك الوقائع على فظاعتها كأنها مبررة…. لايهم إن كان لون النار المستعرة أصفرا أو أحمرا، كما لايهم الآن – على الأقل- معرفة من أطلق الشرارة، ما يهمنا هو أن تُخمد النيران بكل الوسائل الممكنة، لا تحدثوننا عن النوايا التي يستند عليها كل طرف، فنحن لم نفوض أي طرف منكم للحديث باسمنا، أنتم من أشعلتم الحرب وأنتم قتلتمونا، لا تحدثوننا عن التحرير ولا عن الديمقراطية ولا عن الكرامة، فنحن رأينا كل شيئ بأعيننا وتم امتحاننا وامتهاننا…

نحن الشهود والضحايا، لمن تعملون؟ ولمن تقدمون الخدمات؟ أنا لا أرى معنىً لأن تقدم الدولة خدماتها لمواطنيها الأموات أو المشرفين على الموت… كفاية (طلس) لقد أدركنا كل شيئ…. ولكن ربما لم نمتلك القدرة على طرح السؤال الصحيح، وهو ما الفائدة من استمرار الحرب؟ وما النتائج التي يمكن أن تتحقق في ظل وقف الحرب؟ أي الوضعين أفضل إذا ما أردنا أن نبني وطناً؟

 

الفرصة ما زالت مواتية للانتصار للسلام، وهو مطلب جموع الحادبين على مصلحة البلد، فاذهبوا وتفاوضوا وابصروا وتبصروا فلربما لم نجد إن أضعنا الفرصة هذه ما نصطرع عليه غداً.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..