مقالات سياسية

لماذا لم تفلح الضغوط الدولية في أخذهم إلى التفاوض؟

طه جعفر الخليفة

على الصعيد الدبلوماسي أتفق المعنيون بالحرب في السودان علي منبر جدة لإنجاز إتفاق حول وقف إطلاق النار، إيصال الإغاثة و الترتيبات الأمنية. قالت تقدم و الولايات المتحدة أن التفاوض الأخير سيكون في أول مايو، لقد انتهي الأسبوع الأول من مايو و لم يذهب أحد للتفاوض. لا بل بالأمس تم توقيع ميثاق سياسي بين قوي إنقلاب اكتوبر 2021م و هو ميثاق لدعم الجيش من قوي قحت التحالف الديمقراطي المزيد ببعض المنشقين عن الحركة الإسلامية بالقاهرة. و بالأمس أيضا أعلن البرهان أنه لا تفاوض و لا سلام بل إستمرار للحرب لهزيمة وإنهاء الدعم السريع.

مبثاق القاهرة له دلالات عدة من بينها أنه تمّ في القاهرة و هذا نوع من الإصطفاف الإقليمي النقيض للإصطفاف الإقليمي لتنسيقية القوي الديمقراطية و المدنية (تقدم) التي تتنقل بين عواصم كثيرة من بينها أديس أببا و ابو ظبي. العاصمتان ابوظبي و أديس أببا لهما ما لهما مع القاهرة و التفاصيل معروفة للجميع. دعا بالأمس الأستاذ ياسر عرمان لقيام كونفدرالية أفريقية علي صعيد المصالح المشتركة بين السودان، جنوب السودان، مصر و أثيوبيا و هذه الدعوة تشتمل علي فكرة سياسية ثاقبة ليت تقدم تأخذ بها لتبعد نفسها عن المحاور الأقليمية لتكون بالفعل وسيط بين الجيش و الدعم السريع هذا إلي جانب ضرورة التخلص من الإعلان السياسي مع الدعم السريع. و الأخير عزل تقدم عن الشارع السوداني و ضرب حياديتها كوسيط في مقتل.

تشابك و تقاطع مصالح الوسطاء و هم الإمارات و مصر و السعودية هو أحد أهم الأسباب لفشل جولات التفاوض السابقة واضعين في الإعتبار أن حكومة الأمر الواقع في السودان تقدمت بشكوي رسمية لمجلس الأمن ضد الامارات. غير موضوع أمن البحر الأحمر هنالك موضوع الموارد المعدنية خصوصا الذهب و هو الآن عامل هادم لأي مجهود له علاقة بإيقاف الحرب. طبعا لمصلحة التفكير السليم سنعتبر الإتحاد الأفريقي ،الإتحاد الأوربي و الأمم المتحدة أطراف محايدة لأنهم يمثلون كتل دولية لمكوناتها مصالح متناقضة لكنها أجسام دولية لهام من نظم العمل و القدرات ما يؤهلها للوساطة.

لم يكن المجتمع الدولي في المستوي المطلوب من الجدية في مساعيه لوقف الحرب فالعقوبات التي تمّ تنفيذها علي قادة الحركة الإسلامية و الدعم السريع لم يكن لها تأثير في وقف واردات السلاح للجيش و الدعم السريع و لم يكن لها تأثير في تجفيف مصادر تمويل الحرب.

كان الأجدر أن تتم مقاطعة الموارد السودانية و يتم منع وصول الذهب إلي روسيا و غيرها من الدول و وقف إمداد صناعة تعدين و خدمة و ترحيل الذهب بالواردات التي تحتاجها. كان الأجدر تنفيذ و حماية حظر الطيران و مراقبة شاطيء البحر الأحمرو منافذ السودان البرية. معلوم لدي الجميع تورط روسيا، إيران، تركيا، مصر ، الإمارات و اوكرانيا في أمدادات السلاح التقانة الحربية للطرفين. ما دام السلاح متوفر و الموارد المالية متوفرة للطرفين فلن يذهبا للتفاوض لضمان ذهابهما للتفاوض حول وقف إطلاق النار، إيصال الإغاثة و الترتيبات الأمنية. العامل الأهم الثاني يتمثل في بنية الوساطة فالوساطة ليست محايدة، قِسمٌ منها يدعم الجيش و القسم الآخر يدعم الدعم السريع و هذا مدخل كبير لفشلها.

طه جعفر الخليفة
اونتاريو- كندا
9 مايو2024م
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. يا جماعة سيبكم من وهمة المجتمع الدولي فهذه الحرب مخطط لها من قبل دول اقليمية و غربية و الغرض
    ( الأساسي ) منها هو تفتيت السودان الي دويلات فبعد ان تم فصل الجنوب حان دور دارفور و غداً
    شرق السودان و للأسف الشديد الغباء السياسي للنكب السياسية يساعد دول اقليمية و غربية لتنفيذ اجندتهم الخبيثة.

  2. لن يتعافي السودان الا بإنفصال دارفور ،ارض المشاكل وارض الجنجويد والحركات المسلحه وارض الحروب الابديه والحقد وا
    لعنصريه .

  3. لماذا لم تفلح الضغوط الدولية في أخذهم إلى التفاوض؟ ليس اللوم على المجتمع الدولي بل الإجابة السهلة هي أنه لا زال هناك لدى السودانيين رصيد ضخم من الحقد والحسد و الرغبة في إراقة الدماء والرغبة في أكل لحم الأموات من الخصوم حرفيا. هذا مشهد عبثي تنهار فيه كل عبارات “الشعب الطيب” و “تخيل كيف لو ما كنت سوداني” و من حق العالم أن يتعرف على وحشيتنا وهمجيتنا ورغبتنا في شرب الدماء. هؤلاء هم نحن لا نستحق ثورة ولا حرية ولا ديمقراطية مستدامة.
    كاتب المقال كشخص كان ولا زال يزال يناصر طرف وحش على حساب وحش آخر لا يجب أن يسأل هذه الأسئلة التي تبدو بريئة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..