مقالات سياسية

لنجرِّب لجان الجُودِية والصُلْح لوقف الحرب

طه جعفر الخليفة

واحد من طرق وقف الحرب دفعُ الجنود و المقاتلين علي التمرد ضد قياداتهم العسكرية. يستند هذا التصور للحل علي الجوهر الإنساني للمقاتلين و حقيقتهم الإجتماعية دون شيطنة. ينتمي الجنود إلي عائلات و هي أجزاء من النسيج الإجتماعي للسودان و لهذه العائلات درجة من التأثير الإيجابي علي أبنائهم المقاتلين في صفوف الدعم السريع و الجيش.

لجعل ذلك ممكنا نحتاج جُهدَ الجميع من قيادات المجتمع المدني من النساء، السياسيين، النقابيين، المهنيين و الناشطين في المنظمات الأهلية هذا بالإضافة للإدارات الأهلية أين ما كان ذلك ممكنا و الأهم لجان المقاومة و مجموعات المتطوعين. بالإمكان بناء لجان كبري للجودية و الصلح لإيقاف الحرب في الحضر و البادية قوامها ذلك النفر الموصوف أعلاه. تقوم هذه اللجان بمخاطبة العائلات التي ينتمي إليها الجنود و الضباط بضرورة إعلاء قيمة الحياة و احترامها و عدم الإنجرار وراء الإنتقام و و غيره من الأفكار الهادمة للحياة و السلام و التعايش. و التركيز علي كشف حقيقة المستفيدون من هذه الحرب المجرمة من قيادات الجيش و الدعم السريع و أعوانهم ممن يبيعون موارد البلد لمصلحتهم الخاصة.
لأهلنا أرث عميق في هذ النوع من الممارسة لحل النزاعات و لقد اثبتت جدواها مقارنة بآليات حل النزاعات التي التي تتبناها المنظمات الدولية و الوسطاء الأجانب.

آليات حل النزاعات المعتمدة عن المنظمات الدولية و الوسطاء الأجانب من حكاية قسمة السلطة و الثروة بين الفرقاء.

أساليب الأمم المتحدة في حل النزاعات المسلحة لم تأت من فراغ. هي توظيف للإرث الإنساني في إتمام السلام بعد الحرب. ما عند الأمم المتحدة الآن من بروتوكولات علي شكلة نزع السلاح، إعادة الإنتشار و الإدماج المعروف إختصاراً (دي دي ار) مناسب جدا إذا توفرت الإرادة عند قيادات القوي المتحاربة لإتمام السلام و إيقاف الحرب و هو ما لا يتوفر في حرب 15 ابريل 2023م المجرمة و القذرة. يمكننا أن نستخدم هذه الآلية و معيناتها بعد إتمام أعمال الجودية و الصلح و نشر فكرة الإمتناع عن القتال لما له من كلفة باهظة يدفع ثمنها المواطنون المدنيون.

سيكون من نتائج عمل لجان الجودية و الصلح إبطال المفعول الهدام لخطاب الكراهية علي أسس إثنية و مناطقية. و علي هذه االجان أيضا إرساء قواعد العدالة و المحاسبة عبر آليات جبر الضرر و طلب العفو و الإعتذار و توفير الأمان.

عندما يدرك الجنود أن المستفيد من الحرب هو قياداتهم و ليس الوطن بفهم ما يتم في مسألة بيع موارد البلد المعدنية و غيرها لمصلحتهم الخاصة، أظن أنهم سيدركون أنهم مجرد أدوات يتحكم في مصائرهم مجموعة من القادة الفاسدين. هذه الحقيقة العارية هي ما ستفتح عيون الجنود فيروا الصراع علي حقيقته الإقتصادية و السياسية.

يجب أن يسبق إنشاء لجان الجودية و المصالح حملات للتوعية بالحقيقة العميقة لهذه الحرب الإجرامية و تسمية المستفيدون منها علي المستوي الإقتصادي. هذا واجبنا جميعا و لتكن هذه شغلتنا الشاغلة في مداولاتنا في السوشيال ميديا و في كتاباتنا. و أقصد توضيح الحقائق حول المستيفيدون من هذه الحرب.

طه جعفر الخليفة
اونتاريو- كندا
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. غريبة وإنت عايش المدة دي كلها في اونتاريو وجاي تردد خرافة كان مجرم الحرب المطلوب دوليا عمر البشير بيرددها إنو نظام محاكم الشجرة والجودية بيدرسوها في جامعة هارڤارد! 😂 ! سيادتك ما عارف إنو الحرب دي أحسن تجسيد لترف وقرف السودانيين ؟

  2. كامل التقدير والتجايا والاحترام يا استاذ جعفر طه … المبدعين دوماً حسني النية وفيه سلامة طوية تثير الاعجاب ..
    ولكن …
    مهما بلغت حملات التحريض والتوعية من الفعالية والانتشار الواسع بين العساكر وصغار الضباط …
    التمرد علي القيادة وعصيان ومخالفة الاوامر من اصعب الامور في جالة الحرب بالذات بين الجنود .. فالجميع مسلح حتي الاسنان والدخيرة هبطرش
    وفي حالة الحرب حتي الرتب الوسيطة مع حالة الاستعداد العليا دائماً تحت المجهر وليس لديها حتي الوقت لاتصال والتنسيق حتي لو توفرت الدوافر والقناعات !! لأان التمرد يتضمن فيما يتضمن الاشتباك واحتمال الموجهات المسلحة بين الوحدات وداخل صفوفها ..
    الطريقة الوحيدة هي الرتب العليا خوفاً او طمعاً او استيقاظ ضمير المهم تقوم بحسم القيادة الجالية وتدخل في وقف اطلاق نار وموافضات جادة وليس حودية !! الجودية هي يا استاذنا طه جعفر عمل الشيطان نفسه ومحفوفة بالخيانات والمظبات والمؤامرات الصغيرة والبيع والشراء والخفر والتوريط !! بالذات لو دخل هنابيل الادارات الاهلية في الموضوع !!

  3. احترم رايك.. لكن اعتقد ان الشعب السوداني يحتاج الي طرف ثالث مسلح يحميه من هؤلاءالمجرمين ولا خيار غير هذا حتي ولو بتطبيق البند السابع الاممي فالكيزان لن يتنازلوا عن السلطة بسهولة حتي وان اختفت البلاد من الخريطة بعد أن تمردغوا في نعيمها خمسة وثلاثين عام والكوز يعتقد انه وحده من له الحق في الحكم والسلطة بأمر من الله واعتبار غيرهم مجرد عملاء وكفار لا يحق لهم المشاركة في الحكم …وال دقلو بعد برضعوا وتمردغوا في نعيم المال والجاه والسلطة وحدثت لهم نقلة كبيرة في حياتهم في فترة وجيزة( حميدتي من شرب مياه الحفائر ورعاية الابل تناول وجبة العشاء مع الرئيس الروسي في الكرملين) لن يتنازلوا عن كل هذه المكتسبات التي نزلت عليهم بفهم قاصر وعدم وعي من المخلوع البشير .. وأعتقد أن سبب استمرار الحرب ولا بوادر لايقافها هو انقسام الشعب السوداني بين طرفي الحرب بفهم قاصر وعدم وعي من الشعب السوداني وقد قالها السفير الامريكي في بداية الحرب وتاسفه وحزنه علي تشتت القوي المدنية وضعفها …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..