مقالات وآراء

تظل الحياة رائعة

هويدا حسين أحمد

روعة أولئك الذين يضفون عليها لمسة جمالية خاصة قلما تجدها في كل مكان ومع أي شخص أولئك الذين يضفون عليها نكهة مميزة قلما تحتويها النكهات الأخرى.

تظل الحياة رائعة، روعة أولئك الذين يثقون بنا فيدفعوننا للأمل والعطاء والوفاء والتسامح وحب الخير وزرع الثقة في قلوب الآخرين، ويجبروننا بصدقهم وعفويتهم وبسماحتهم على أن نعيد النظر في حياتنا وعلى أن نغير مفاهيم خاطئة أو مبالغ فيها عن الحياة .. تظل الحياة رائعة روعة ذلك الاحساس الغريب والمريح الذي يجبرنا على أن نختلي بأنفسنا بعيداً عن أعين الناس وأعين من حولنا من أجل أن نذرف دموعنا الغالية لنجعلها تنهمر على وجناتنا فنشعر بدفء مائها ولنطلق آهاتنا الحرّى إلى أقصى مدى وصدى يمكن أن نرتاح إليه، وحينها نخرج من مخبئنا وقد أصبحنا شخصاً آخر..

تظل الحياة رائعة حينما نعرف اننا لسنا لوحدنا في هذا العالم المخيف بل هناك من هو أمامنا يدلنا على دروب الخير، ومن هو بجانبنا ليشعرنا بالأمان بعد الله، ومن هو خلفنا يحرسنا من كل شر بإذن الله. أليس ذلك جميلاً؟! تظل الحياة رائعة روعة تلك الحقائق الجميلة التي نعرفها عن أنفسنا من خلال ذلك الانسان الذي يفاتحنا بها ويؤكدها لنا ويشعرنا أن ما فينا من مميزات جميلة وخصال رائعة انما هي حقيقة واقعة لمسها بنفسه وليست مجاملة شخصية لغرض معين في نفسه.

تظل الحياة رائعة روعة تلك اللحظات المتوترة التي تنتظر فيها المفاجآت الحلوة التي تنتظرها من انسان تكن له معزة خاصة ومكانة مميزة وتحمل له كل الحب والخير، مما يرفع من معنوياتنا ويزيد من ثقتنا بأنفسنا وتظل الحياة رائعة روعة أولئك الذين يبثون ابتساماتهم الصافية في كل مكان يذهبون إليه ومع كل شخص يقابلونه أو يتحدثون إليه لتصبح تلك الابتسامات الأخاذة واحة غناء ملؤها الحب والسعادة بل بروعة أولئك الذين يبحثون عنا ليعتذروا عن اشياء لا تستحق الاعتذار، ولكنها النفس الحلوة التي تحس بالآخرين وتقدر عطاءاتهم مهما كانت بسيطة. تظل الحياة رائعة روعة تلك اللحظات التي تجعلنا نبكي لفرحتنا باحساسنا ان هناك من يحس بنا حتى وهو بعيد عنا، ان هناك من يسمع أصواتنا وآهاتنا رغم ما بيننا وبينه من مسافات جغرافية ومساحات مكانية، تظل الحياة رائعة طالما كانت قلوبنا تنبض بالحب الصادق، وطالما كانت معلقة بمن استطاع ان يستحوذ على كل شيء فينا بمن استطاع ان يستحوذ على جميع مشاعرنا واحاسيسنا بل حتى بمن غادرنا رغماً عنه وترك مكانه شاغراً لم يملأه أحد غيره بعد! انها حياة رائعة بالفعل ولكن تظل الحياة رائعة أكثر وأكثر حينما نشعر مجرد شعور اننا نؤدي حق الله علينا وحق والدينا وحق من هم تحت ولايتنا أو وصايتنا وكل من له حق أو معروف علينا. والأهم من ذلك، ألا تكون تلك المشاعر واللحظات آنية، تنتهي بزوال المناسبة، بل ان تستمر معك، وان تظل اسلوب حياة وحينما تكون كذلك سوف تستشعر روعة الحياة.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا هويدة يا بتنا الجمع بيك بعد الغياب والحرب يجمع بولدنا شكري عبد القيوم الأصلي الذي كانت ومضاته تشع وسط كتاب الأعمدة الراكزين في هذه الراكوبة. لقد فرحنا وارتاح بالنا لتفاؤلك وارتياح بالك بعد المعاناة التي كنا نلمسها في كتاباتك السابقة فرج الله همومنا وكربنا من هذه الحرب الشيطانية العبثية اللا شرعية ولا أخلاقية ولا بشرية !!

  2. فيها العالم بأنه مكان خطر للعيش فيه , ليس لوجود الاشرار بل لأن الاخرين لا يفعلون شيئا حياله , ولكنها نسبية الرجل , دانتى بدوره حاول تأويل حس الدعابة اللاهوتى عندما فسره ناسوتيا وهو يذكر أن الاخرين هم الجحيم نفسه وهو ما يجعلنا جميعا عالقين فى هذا الحيز الذى أقتبسه من المعرىّ ربما , فالمؤكد أن الاخير خلق فى كبّد الجدرى الذى نقله أحد اقرانه عندما كان فى الرابعة وذهب ببصره وأن لم يذهب ببصيرته .
    وحس الدعابة لا يتوقف هنا ! , ففى عالم الحوسبة قد يكون المعرف هو الاخر نفسه بأصطلاحات بالغة الغرابة كالانستانس , اللحظة الفارقة لحاله الاول عند كل حين ريثما يمتد ظله فيضحى أنعكاس رقميا على أمكنة أخرى قد لا يصلها حث خطانا المشوشة هنا فنكفّ قبل أن تنطلق عبقرية الفكاهة أذا أوغلنا على ضفاف الكمّ وفى الفاه سؤال : هل الحياة هى الرائعة أم الاخر من هو أولى بالمقال ؟!
    قال فى ذاته بن العربى :
    أنا أدم الاسماء لا أدم النشء ,, فلى فى السماء و الارض ما كان من خبء
    ولكنى من حيث اسماء كونه ,, ومالى فيه أن تحققت من كفؤ
    أنا خاتم الامر الاعم وجوده ,, لذلك تحملت الذى فيه من عبء
    فأن كنت ذا علم بقولى ومقصدى ,, فأحكام مافى الكل من حكمة الجزء !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..