مقالات وآراء

ضاقت واستحكمت حلقاتها!!

 

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزيز

كثير من (البلابسة) يعتقدون أنهم يمتلكون القدرة على تطويع الأزمة السودانية لتصبح على شاكلة الوضع في أفغانستان، وبالتالي يخضع المجتمع الدولي للأمر الواقع ويتعامل معهم نظير قوتهم التي من الصعب تجاوزها في إطار إيجاد حل سياسي للأزمة الحالية وعليه يحصلون على المكافآة بالمشاركة في العملية السياسية التي تعقب وقف اطلاق النار.
ويظهر ذلك جلياً من خلال المفارقة بين الممارسات على الأرض التي يسوق لها دعاة الحرب مشددين بأن لا تفاوض إلا بعد حسم الدعم السريع ، في حين يبذل قادتهم قصارى جهدهم في إيجاد فرصة للقاء المؤثرين في المجتمع الدولي الممسكين بالملف السوداني، ولعل اللقاءات التي جمعت بين قادة المؤتمر الوطني المحلول ووفد الآلية رفيعة المستوى وكذلك وفد الاتحاد الأوروبي تصب في هذا الإتجاه.
ولكن من الواضح أن المؤتمر الوطني ورديفته الحركة الاسلامية يضمان تيارات متباينة متقاطعة الرؤى والأفكار وكل تيار لديه خطه السياسي لكن التيار الغالب والمسيطر هو الذي يصر على مواصلة الحرب مهما كانت التكاليف ضخمة والتحديات الجسام كبيرة ، ولا يدرك أن هذا الطريق تحفه المخاطر ويهوى بالسودان إلى الدرك السحقيق ، ولو رجع قادة هذا التيار بالذاكرة للوراء لوجدوا تأريخ كتابهم القديم وكيف أنهم باعوا (الشيخ الترابي) نتيجة الضغوط الدولية التي خضعوا لها منكسرين ومحملين (عراب الفكرة) كل القرارات التي أتخذت في إطار المشروع الاسلامي وتتعارض مع المجتمع الدولي خاصة قضية تصدير المشروع واستجارة الأفغان العرب وربما حتى محاولة مقتل الرئيس المصري حسني مبارك ، ويبقى السؤال إذا كانت الحركة في عنفوانها وذروة سيطرتها فشلت في مقاومة هذه الضغوط هل تستطيع الآن بعد انشطاراتها الأميبية وتقاطعات تياراتها أن تفرض واقعاً كما فعل الأفغان؟
لو تمعن قادة الحركة الاسلامية في حديث المبعوث الأمريكي الخاص أمام مجموعة من السودانيين في العاصمة اليوغندية كمبالا في 14 من مايو الجاري ، لادركوا أن ذات العواصف المتوالية عليهم من المجتمع الدولي وجعلتهم ينفذون خطه بإبعاد الدكتور الترابي بدأت تهب رياح (تسوناميها) العاتية لتقتلع جذور (البلابسة) ، فبرييلو شدد بشكل واضح على أنهم لن يسمحوا للمتطرفين بالعودة إلى السلطة عن طريق الحرب ، وقبل أيام تسامع الناس أن البرهان أبدى امتعاضه من الظهور الإعلامي المكثف لـ”كتيبة البراء”، وبثها مقاطع فيديو لمسيرات تقوم بطلعات قتالية عليها شعار الكتيبة بشكل يوحي كأنها تعمل بمعزل عن قيادة الجيش ، قائلاً : إن دولاً كثيرة أدارت ظهرها للبلاد بسببها ، هذا يعني أن المعركة قد بدأت والضغوط ستتكاثف والأفضل والأوفق هو الوصول لاتفاق يوقف اطلاق وإنهاء هذه الحرب اللعينة، وإن كانت هناك قوة تبقت للحركة الاسلامية فلتقاتل بها على صعيد العمل السياسي فهو الطريق الوحيد الأيسر للوصول للسلطة وطبعاً هذا لا يعني العفو عن المساءلة والمحاسبة وفتح التحقيق حول من أطلق الرصاصة الأولى.

الجريدة

‫8 تعليقات

  1. هههههه
    المسألة ما عايزة تحقيق والذي احتل كل المناطق الحيوية في لجظة واحدة وذهب للقنوات الفضائية ليؤكد سيطرتهم الكاملة وانهم يحاصرون البرهان وليس أمامه سوى ان يسلم نفسه او يستسلم هو من اطلق الرصاصة الأولى وبدأ الحرب!!
    وعشان نسهل ليك اكتر الحرب بدأت يوم 13 يوم تدفقت قوات التمرد وحاصرت مطار مروي وحاصرت القوات بداخله وأسرت سودانيين وألقت القبض على عدد من المصريين الذين كانوا في مهمة تدريبية!
    ولا دي ما تعتبر شرارة الحرب !!
    ليه تتجاهلوها بتكرار كلام سياسي سخيف لا معنى له ولا يحمل اي دليل؟

    1. يا كوز يا دجال الحرب التي حضرناها بدأت يوم ١٥ أبريل وليس قبل ذلك.
      الحرب بدأت من المدينة الرياضية حيث تم الاعتداء علي قوات الدعم السريع الموجود فيها.
      الفرق ان الجنجويد كانوا يتوقعون اعتداء الكيزان عليهم فكانوا جاهزين لكم.

    2. مهمه تدريبية ياوسخ مع من ؟ مع جيش يحتل ارضك مع دولة تدخل لك الاف الشاحنات يوميا مستور مصري مصري يرهق السودان اقتصاديا باسم العلاقات الازلية الكضب يدمر السودان وميزانية السودان عشان خاطر المصرين ولتحيا مصر ويدمر السودان اي علاقات ازلية ياعديمي الوطنية وهي تحتل ارضك وانت تقوي فيها وتضعف وضنك

  2. يا ابو شنب
    سين سؤال
    الدعم السريع هل هاجم مروي يوم 13 مشعلا نار الحرب ام لا؟ المعلومة هل هي صحيحة ام غير صحيحة ولنترك الحكم للقارئ؟
    وسؤال اخر حتى لو اعتبرنا كذبة المدينة الرياضية صحيحة هل يوم 13 سبق يوم 15 ام يوم 15 سبق يوم 13.. بس عشان نعرف مين الاشعل الحرب بالمنطق البسيط!!!!

  3. كلام سلم الطرق السياسة هى افضل الطرق للسلطة و اقلها تكلفة مادية او بشرية ليتهم يعوا بعد هذا الدرس القاسى من هذه الحرب اللعينة على رؤوسنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..