مقالات وآراء

قباحة الاخوان

عثمان بابكر محجوب
لاحظ احد قراء الراكوبة ان كلمة اخوان وردت في القرآن الكريم مرتين مرة بصيغة اخوان الشيطان ومرة اخرى بصيغة اخوان لوط وبالتالي باتت كنية الاخوان المسلمين  هي الثالثة في مصفوفة القباحة لكنها لم ترد في النص بل في حياتنا فاحالتها الى جحيم . ويبدو لنا ان الرعيل المؤسس لهذا التيار المتوحش لم يلاحظ تلك  اللمحة  السلبية في تعبير اخوان التي أكدها القرآن ‘  فاختار هذا التيار تسمية له تدل على ان هذه العصابة لم يكن هدفها يوما تدبر القران بل اتخاذ نصوصه مطية لهم لتنفيذ مشروعهم الغادر الذي يتلخص بالعمل على تدمير حياة المسلمين وهدر دمائهم وتحويل ديارهم الى أطلال ، وهذا ما حصل فعليا في اي بلد حل فيه هذا التنظيم ، هو او من تفرع عنه من حركات ارهابية وعلى رأسهم داعش التي تبرز هذه الايام مواهبها  في ذبح وتقطيع اجساد السودانيين تحت مظلة ميليشيا الجيش السوداني وبتكليف منه .
وهنا لا بد من التنويه الى ان مايحصل اليوم في السودان هو المنتوج الطبيعي للثقافة الاسلامية التي تراكمت سمومها منذ  زمن “انه وحي يوحى”  ولا يمكن تنقية هذه الثقافة من شوائبها لانها هي الشوائب بعينها وما علي كرتي وظله البرهان ومن لف لفهما سوى نماذج من صناعتها للوحش البشري . لذلك اذا ما استمر التراخي  في مواجهة هذه الثقافة فلن يقوم لهذه البلاد قائمة وسنبقى في مربع التخلف لانها ثقافة برعت في تشويه اخلاق البشر تحت عنوان مكارم الاخلاق فمثلا وفي فقه الكلاب “اي الفقه الذي يبحث في موضوع الكلاب” وردت فتوى تفيد بان الكلب نجس باستثناء كلب الصيد  اي الكلب الذي يلوك الطريدة باسنانه ليأكلها الفقيه الصياد هو طاهر والكلب الذي لا يخدم الفقيه نجس . أليس في ذلك درسا يعلم  الانتهازية للمسلم اليس ما ينسب للرسول من حديث : “واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان” هو درس ايضا  يزرع الخبث في عقل المسلم واللائحة تطول بحيث تجد في هذه الثقافة اي نوع من المثالب حتى انه يتراىء لك بعدها ان الثقافة  الاسلامية هي عيادة تبرع في خصي الاخلاق.                                                      وكان بودنا ان يبقى بحثنا محصورا في مجال المعاملات دون تجاوزه الى مجال العبادات او تقييم دور الرموز المقدسة للدين الاسلامي . لكننا فوجئنا بدعوة البرهان لشيخ الازهر المصري لزيارة السودان بهدف تكثيف ‏الدعم التعليمي والدعوي المقدم للسودان .  حيث اننا نرى في هذه الدعوة ان البرهان تجاوز الكذب الذي يمارسه يوميا وانتقل الى الدجل ، هذا المجرم الذي ينفذ فتوى اللص عبدالحي يوسف الهارب الى تركيا والتي تقضي بقتل ثلث الشعب السوداني بهدف بقاء البشير في الحكم ورثها البرهان بعد اغتصابه للسلطة ويعمل بكد على تحقيقها في ارض الواقع ولا يكتفي هذا الدجال بذلك بل ينصب فخ الشيخ الازهر بهذه الدعوة التي يستجدي من خلالها مباركة شيخ الازهر لاجرامه لكن الاخير لن يقع في هذا الفخ .  وحسما للجدل حول بدعة  الفتاوى في الحلال والحرام  يبدو واضحا من النص انه لا يحق لاحد مهما علا شأنه  تحريم اي شيء بل على الجميع الاكتفاء بما ورد في القران حصر والدليل على ذلك  ما ورد في الاية  119 من سورة الانعام :” وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ” او الاية : “وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ” اي  ان نصوص القران واضحة في هذا الشان ولا ثمة اية حاجة للاجتهاد  خصوصا وانه قال تعالى : “هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا” .
وبحدود بحثنا ايضا  لم  نجد  في القرآن الكريم اي نص يجيز حتى للانبياء والرسل الغوص في عالم الحلال والحرام سوى الاجازة لاسرائيل بتحريم بعض الطعام حصرا وفق الاية  الواردة في سورة ال عمران : “كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه” ، اما شعار : حلال محمد حلال وحرام محمد حرام حتى يوم الدين . ليس له أساس في النص حيث ورد في سورة التحريم وفي  خطاب مباشر يقول : “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم” وفي سورة النازعات ورد : “عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَن جَاءَهُ الأَعْمَى”  فهل هذا يدل على ان له حق في الاجتهاد ؟
وفي الختام نؤكد باننا نتوجه بهذه المقالات الى أهلنا في السودان ومعظمهم من المسلمين ليس بهدف محاربة الدين بل لتعرية تلك الثقافة الرخيصة التي ادت في الماضي وستؤدي اليوم الى ابادة شعبنا وتدمير بلدنا ولولا محبتنا لهم لما تطرقنا الى اي موضوع ديني  وليست رغبتنا باي حال الترويج لقناعاتنا بل نستعرض الحقائق كما هي كواجب وطني في رسم خريطة طريق لتجاوز هذه الثقافة لانها أصل البلاء وسنستمر في تعرية وفضح كل من يتخفى او يتمترس خلفها رغم انف السفهاء والشتامين.

‫2 تعليقات

  1. كلمة اخوان وردت في القرءان الكريم عدة مرات و ليس مرتين فقط
    قال تعالى : “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ”

    قال الله تعالى : ” قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ” الاية و قال تعالى : ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ”
    الايات التي تتحدث عن شرعية النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي بقية الرسل فيما يتعلق بتبيين الحلال و الحرام كثيرة و نورد منها القليل بغرض الرد على نفي كاتب المقال
    قال الله تعالى : ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” ثم يأتي كاتب المقال و يقول / وبحدود بحثنا ايضا لم نجد في القرآن الكريم اي نص يجيز حتى للانبياء والرسل الغوص في عالم الحلال والحرام /

    أخيرا فان ما يحدث في السودان هو نتاج لكثير من الانحرافات الشرعية و الادارية فمثلا الانتخابات و هي منتج غربي حديث استخدمها البشير للحصول على الشرعية و كل الفساد الاداري و المالي تم بأدوات ادارية حديثة تتبع النظام الغربي

    1. الديمقراطية منتج غربي رغم وجود بالقرآن هذا المنتج بالقرآن في سورة الشورى ولكن عجز عقول المسلمين من تدبره أو غلبت عليهم جاهليتهم وقبليتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتدادهم عن قيم الرسالة فأضاعوها بينما تدبر الأوربيون أمرهم بالعقل فهداهم الله إلى آلية تداول السلطة والحكم بينهم سلميا إلى اليوم بعد حروب ودمار وهلاك أما المسلمون فوصفهم تعالى (وأمرهم شورى بينهم) ولكن السلطان غلب بعد أن غلبت جاهلية القبيلة فلم يهتدوا إلى اليوم إلى الرشد في الحكم وقاسوا ما قاسوا من ظلم الحكام وجورهم الذي لم تسلم منه المقدسات والحرمات من النفوس والمشاعر المقدسة فهدموا حتى الكعبة المشرفة!
      أما قولك أيها المعلق رفضا لقول الكاتب بأن الله تعالى قد منع حتى الرسل من تحريم الحلال أو تحليل الحرام فهذا قول بديهي أم كنت تعتقد أن الرسل تحلل وتحرم بمزاجهم، فالرسول لا يفعل ذلك إلا مأمورا بالوحي أو التنزيل:
      قال ابن إسحاق : وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس ، فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظهره ، وقال : صل بالناس ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ، فصلى قاعدا عن يمين أبي بكر ، فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس ، فكلمهم رافعا صوته ، حتى خرج صوته من باب المسجد ، يقول : أيها الناس ، سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل [ ص: 654 ] المظلم ، وإني والله ما تمسكون علي بشيء ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن

      قال : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه ، قال له أبو بكر : يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب ، واليوم يوم بنت خارجة ، أفآتيها ؟ قال : نعم ، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..