مقالات وآراء سياسية

المخابرات والإخوانجية والحسد

أسامة ضي النعيم
العنوان يمثل المعضل السوداني في إدارة الحكم.
المخابرات المصرية صديقة لتنظيم الاخوان المسلمين السوداني ، بذات الحماس والهمة تجد المخابرات المصرية عدو شرس للاخوانجية في مصر. تنظيم الضباط الاحرار في مصر ومنذ عام ١٩٥٢م تعاون مع اخوانجية مصر ثم اعدم قادت الاخوان بعد أن استتب للضباط الاحرار الحكم في مصر.
حاول نظام الحكم المصري ضم السودان جزء من الدولة المصرية ، بمعنى اخر ينفرد بحكم السودان بعد خروج الانجليز من السودان في عام ١٩٥٦م .
فشلت محاولة ابقاء أرض السودان في اندماج او اتحادمع مصر. في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م توحدت ارادة الاحزاب السودانية واعلنت رغبة السودان في البقاء دولة ذات سيادة بعيدا عن الاطماع المصرية.
تحركت عقلية الحكم في مصر لمناهضة الحكم الذاتي لأهل السودان. بعد محاولات عديدة كان نموذج الانقلابات العسكرية باسم الضباط الاحرار هو ما أصبح خيارا مفضلا للنظام المصري لتدجين حاكم السودان. حتى لم يبرر نظام الضباط السوداني اطلاق نعت الاحرار الماخوذ من النظام المصري الذي كان يتحكم في بلاده اجنبي ويملكه فاروق الألباني الجنسية.
استفاد النظام المصري من نموذج الضباط السوداني وشهوتهم للحكم مع سيولة وسهولة لارضاء نظام الحكم المصري. تحصل النظام المصري على اتفاقية ١٩٥٩م واقام السد العالي ثم اتفاقية الوحدة بين مصر وليبيا والسودان واتفاقية الحريات الاربع والمستفيد من تلك الاتفاقات هو المصري والنظام المصري ، بينما المواطن السوداني لا يجد حرية الحركة في مصر بموجب الاتفاقيات السياسية. ثم نجح النظام المصري في المساهمة في فصل جنوب السودان ذلك النجاح قرب الشقة بين تنظيم الاخوان السوداني والنظام المصري. اكتشف حكام مصر انهم يمكنهم إدارة الحكم السوداني وتدمير اي نجاح لحاكم سوداني من خلال تدعيم تنظيم الاخوان السوداني. ذات الاخوانجية المصرية هي العدو اللدود عند النظام المصري ولكن الحاكم المصري مقاله التحالف مع الشيطان من اجل مصالح قوم مصر. ذلك مبرر التحالف مع اخوانجية السودان.
لثلاثين عاما في الحكم عجز الاخوان عن اقامة نصف مشروع الجزيرة او نصف ما انجزه كتشنر وحكمه في مجال سكك حديد السودان. البديل عن النجاح في الحكم هو التمكين لاثراء عصبة الاخوان لضمان البقاء لحراسة السلطة بالمال المتوفر عبر التمكين والتمكن من مقدرات الشعب السوداني. الضلع المكمل في الثالوث في المعضلة السودانية هو الحسد الذي تنامي عند تنظيم الاخوان السوداني. يجب أن يصبغوا راس الحكم بصبغتهم في الفشل. تزايدت مساحة خصلة الحسد في نفوس قادة الاخوان في السودان وأصبحوا لا يريدون النجاح لحاكم سوداني. ذلك يكشف ويعري بؤس كسبهم لمدى ثلاثين عاما بينما الحاكم العادل يستطيع تطوير بلاده في عشر مدة حكم الاخوان لبلاد السودان..
في المختصر معضلة السودان لادارة حكم بلاده تكمن في المخابرات المصرية التي وجدت في تنظيم الاخوان السوداني اداة فساد في الحكم جديرة بتحقيق تطلعات النظام المصري في ابقاء الدولة السودانية عاجزة. ثم الحسد خصلة تنامت وتمكنت في نفوس قادة الاخوان السودانية بحيث يناصبون العداء كل سوداني يتقدم لانجاح إدارة حكم السودان. وتقبلوا أطيب تحياتي
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..