مقالات وآراء سياسية

إعلان نيروبى جدل العِلمانية هى الأزمة أم الحل؟؟

✍️صلاح جلال

(١)💎جدل العلمانية والدولة فى السودان جدل عقيم وأصبح شعار سياسى بلا محتوى فلسفى *يجب مواجهته وحسمة لصالح دولة المساواة فى المواطنة دون تمييز فى الدين أو العرق أو اللون* وأن تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الأديان والمعتقدات هذه المضامين العِلمانية هى الأساس للدولة المدنية الحديثة ، فقد حسمنا هذا الأمر وقتلناه بحثاً فى مؤتمر أسمرا التاريخى للقضايا المصيرية فى العام ١٩٩٥م الذى تشرفت بالمشاركة فى أعماله وكذلك وثيقة إعلان نيروبي لتقنين العلاقة بين الدين و الدولة فى أبريل ١٩٩٣م لاتحتاج الأحزاب الوطنية لتكرار إكتشاف العجلة مرة أخرى فقد شاركت مجتمعة فى حسم هذا الجدل بمشاركة حزب الأمة القومى والحركة الشعبية والإتحادى الديمقراطى والحزب الشيوعى وآخرين مع شخصيات قومية فهى مواثيق تمثل أغلبية الطيف الوطنى فى البلاد *لانحتاج للتراجع عن تلك الوثائق والعودة للمنطقة الرمادية بعد ذلك الوضوح* والإنجاز وكسر التابو قبل ربع قرن من الزمان لنعود مرة أخرى للف والدوران لجدل إسلام وعلمانية العقيم الذى إستنزف طاقة الحركة السياسية منذ الإستقلال إلى اليوم .

(٢)💎 الدولة ليست شخص يؤمن أو يكفر هى إدارة Instrumental لتنظيم المصالح وإدارة الثروة ومستويات السلطة، وأصبحت فى كثير من الدساتير لايأتي ذكر للهوية فى الدولة كما الحال الذى ورد فى دستور ١٩٧٣م فى السودان تم ذكر الإسلام والمسيحية وكريم المعتقدات صيغة جامعة لمصادر العرفان ومظان الأخلاق لدى الشعب ، والآن الفقه الدستورى توصل للحديث عن صيغة الدولة الوظيفية التى تقوم على أساس إحتياجات الناس الأساسية فى الأمن والتعليم والسكن وإدارة الإقتصاد لصالح توفير الغذاء والدواء للمواطنين ، كما هو الحال الآن فى دولة تركيا التى تقوم على دستور عِلماني يقف على مسافة واحدة من كل الأديان وكذلك الحال فى الدستور المصرى ، *لايجب علينا وضع الدين كعامل تقسيم بين المواطنين بل عامل وحدة وتعايش يجمع لايفرق ويصون لايبدد* .

(٣)💎 الجدل حول الإسلام والعلمانية بشكله المكثف الراهن أدخله الكيزان للحياة العامة كشعار للتعبئة السياسية فى مواجهة قوى اليسار المنافسة لهم فى سوح المدارس والجامعات وجزء من مهامهم المكلفين بها مع أجهزة مخابرات دولية فى موضوع الحرب ضد الشيوعية أيام الحرب الباردة ، فهم الآن *يستغلون الدين كشعار سياسى والعلمانية فزاعة* يبتزون بها الجماعات ذات الخلفية الدينية مثل الأنصار والختمية وعموم المتصوفة ويسعون لإثارة عواطف منسوبيهم وتهييجهم *بدعاوى أن العلمانية تعنى [الهلس والمجون وشرب الخمر والدعارة والمثلية] لهذا يدعون للثورة عليها وهم قد حكموا البلاد ثلاثين عام لم يطبق خلالها حد واحد من المعلوم من الشريعة* وتحت هذا الترهيب تتردد قيادات الأنصار والختمية والمتصوفة فى مواجهة هذا التحدى الذى أقعد بالحياة العامة فى البلاد منذ الإستقلال وأصبح جدل إسلامية وعلمانية فى الدولة تابو Taboo لايجب الإقتراب منه وتركة أداة للإنقسام والتشظى الوطنى وفاعل فى الإستقطاب السياسى الحاد الذى حرم البلاد من الوحدة الوطنية والإستقرار .

(٤)💎 إعلان نيروبى الذى وقعة د.عبدالله حمدوك بصفتيه كرئيس للقوى الوطنية الديمقراطية (تقدم) أو رئيس وزراء سابق فيما يتعلق بفقرة العلاقة بين الدين والدولة والإسلام والعلمانية بالإنحياز للأخيرة وهو الخيار الصحيح لتأسيس الدولة المدنية المحايدة بين كل الأديان والمعتقدات وبهذا الحسم نعلن وصول المارسون الدائر منذ الإستقلال إلى اليوم لنهايته ونفتح الباب على مصرعيه لتأسيس دولة المواطنة المتساوية والدولة الوظيفية التى تنشغل بمواجهة الجوع والفقر والمرض قضايا الشعوب الأساسية التى تخلق المواطن الصالح الذى يعمر الأرض بمعرفته وعلاقته مع خالقه وفق معتقداته وتصوراته أما الدين كثقافة فى المجتمع سيظل سائد يحكم علاقات الناس فى المواريث والعبادات وقوانين الأسرة وسياج أخلاقى يضع ظلاله فى كل الحياة القانونية كثقافة سائدة للأغلبية فى السودان.

(٥)💎💎ختامة
دكتور عبدالله حمدوك رجل من خارج النادى السياسى القديم لا تكبله قيود الدجل والخُرافة وتسييس جدل الدين والدولة هو أحد الأسباب المُقعدة للحياة العامة فى البلاد أورثتها عدم الإستقرار والوحدة *يجب أن تجرح حرب أبريل اللعينة وعى جديد وخطاب جديد لمواجهة كل المسكوت عنه* وقد فتح إعلان نيروبى كوة ضوء نباركها وندعمها كأساس للوصول لسلام شامل وتحول ديمقراطى كامل لنفتح الطريق للطلاقة والتقدم والهجوم على بقية الاجندة المؤجلة منذ الإستقلال لنبنى الجهمورية الثانية *كما تفضل مقترحاً ذلك دكتور سليمان صندل رئيس حركة العدل والمساواة* .

#لاللحرب
#لازم – تقيف
١٩ مايو ٢٠٢٤م

‫6 تعليقات

  1. تبا لك أيها الكويز حيث قلت ( بالإنحياز للأخيرة -العلمانية – وهو الخيار الصحيح لتأسيس الدولة المدنية المحايدة بين كل الأديان والمعتقدات)
    العلمانية تعني الغاء كل الاحكام الشرعية الخاصة بالمسلمين حتى قضايا الاسرة مثل الزواج و الطلاق و أنت تعلم أن الغالبية العظمى من السودانيين هم مسلمون و غير المسلمين لا يتجاوزون ال3% من السكان !

    بالمقابل فان الشريعة الاسلامية لا تلزم غير المسلمين بأحام المسلمين و من المعروف ان احترام القانون أمر متفق عليه في كل المجتمعات فلو ذهبت الى الهند لن تستطيع أن تذبح بقرة أمام الهندوس , بالرغم من ان هذا العمل ليس جريمة و لا مخالفة عند كل البشر الاخرين .
    و في بريطانيا رأس الكنيسة الانجلكانية هو ملك البلاد !!!

    1. يا سني يا دجال ان كنت لم تعرف بعد ما فعله شعار تطبيق الشريعة الإسلامية بالسودان من بلاوي حتى وإن لم تكن مطبقة كلها او بعضها فأنت شخص تتعامى عن الحقائق.

      ملك بريطانيا يملك ولا يحكم وان رأس الكنيسة البريطانية حتى فإنه لا يستطيع فرض النصرانية على أي شخص أو يهينه إن بدل دينه ناهيك عن أن يحكم بقتله كما هو مكتوب في القانون الجنائي السوداني.
      أما عن متطرفي الهندوس وبقرهم المقدس فسجلهم في حقوق الانسان مخزي. ومع ان الهند بلد علماني حسب دستورها إلا أن حزب بهاتيا غناتا قد حولها إلى دولة من العصور الوسطى تماماً كما فعلت الجماعة المسيلمية بالسودان فصارت سياستها الداخلية موضع انتقاد من كل العالم ومزقت العلائق بين الشعوب الهندية.

      حديثك عن ضرورة الإلتزام بالقانون يصبح لا معنى له ان كان هذا القانون ضد حقوق الإنسان الأساسية.

  2. الآن نحن نبحث عن دولة اسمها (السودان) .
    بعد ذلك خلينا نجلس كلنا أو يجلس من يمثلنا للبحث عن كيف يُحكم السودان ؟
    الوحدة أولاً داخل دولة اسمها السودان ثم أمّا بعد .
    لا للحرب .
    نعم للسلام والحريّة والعدالة في دولة القانون .

    1. حقيقة يا اخ مروان من يطلقون عليهم نخب سياسية هم في الحقيقة اس المشكلة السودانية
      بالله البلد في حالة حرب و الشعب السوداني أمام خيارين
      إما وطن و إما نزوح و تشرد و يطلع أمثال هؤلاء الهوان و يريدون ان يقرروا في كيفية حكم السودان و كأن لديهم تفويض من الشعب.

  3. مشكلة الهوية و الدين مشكلة مفتعلة في السودان مشكلة السودان الديمقراطية و التنمية .
    و النخب السودانية ضد الديمقراطية لذلك تسرق السلطة بانقلاب و سرقة الثورة من الشعب تحالفات و مؤتمرات و قبائل المسلحة.
    الحل في السودان الشعب المسلح آلذي يختار حكومته و يحرسها بالسلاح.
    بند ثاني في الدستور الامريكي حمل السلاح قبل مايتين سنة هدف منه حتي يحمي ألشعب الأمريكي حكومته الذي يختارها من انقلاب الجيش و المليشيات متمردة.
    هذا الذي يحدث في السودان منذ خروج الإنجليز من السودان انقلابات و ميلشيات.

  4. بعد انتشار فيديو قبيرا في السعودية وجري كل هؤلاء العشرات من الشباب والشيوخ خلف مؤخرة فتاة سازجة بريئة على امل النظر اليها او لمسها والإحتكاك بها!!
    رجاااءً لا تحدثونا عن الدولة الدينة والدين وما خدعتمونا به خلال 32 عاما من شعارات جوفاء وتربية مجتمع وتعليم اجوف، يبيد ويمحى الاخلاق والرجولة والنخوة وكل ما هو جميل في البشر!!!
    لا داعى للنقاق والتصنع، لقد تربينا وكبرنا وعشنا في عهد هوسكم ونفاقكم وتلجيمنا باسم الدين، وعندما خرجنا اكتشفنا اننا اقل الشعوب صدقا ونزاهة واخلاقا ومعرفة !!
    دولتكم الدينية المزعومة الغت ما كرم الله به البشر، وحولت رجال البلد لحيوانات لا يفكروا في غير مؤخرات النساء، واستغلال الضعفاء وعزراً للحيوانات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..