مقالات وآراء سياسية

مدرسة جبريل ابراهيم الجبائية !!!

عبدالمنعم على التوم

لقد استمعت للدكتور وزير مالية الدولة السودانية الاستاذ/ جبريل ابراهيم فى حديث ، يندى له الجبين ، حديث الرجل واعزازه واعتزازه بنفسه ، وكأنه ملك الحقيقة المطلقة !! وأنه يرى ما لا يراه الناس ،!! الحديث الذى  ادلى به الدكتور جبريل ابراهيم وفلسفة الرجل وإعتقاده الجازم وأيمانه بمدرسة الجبايات والضرائب والجمارك والذى يعتقد بأنها  هى موارد  للتنمية يريد أن يدعم بها قطاع التعليم  والصحة إنه لامر مضحك!!، أى تعليم ,,,و أى صحة  …  يا جبريل  هل إنت جادى !!!! ألا تعلم بأن الضرائب والرسوم والجبايات تذهب برمتها الى حساب التضخم  والى مصاريف الجهاز التنفيذى للدولة السودانية ويتحملها المواطن وينعكس ذلك سلبا على سعر صرف الجنيه السودانى ، والـله إن كنت لاتعلم ، فإنها مصيبة كبرى وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم !! ربما أنت لا تفهم كلامى هذا ولكن يجب أن تستعين بخبراء فى علم المحاسبة ـ عسى ولعل أن تجد منهم من يعلمك كيف تتساوى كفتى الميزان فى ال Trial Balance – وربما كان الاصوب والاجدر والافضل ان تجد من يفسر لك القرآن  والذى هو صالح لكل زمان ومكان  فى تفسير قول الـله تعالى فى سورة النساء الاية (29)  (يا أيها الذين آمنو لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضى منكم ولا تقتلوا أنفسكم  إن الله كان بكم رحيما)  هذا قول الـله الذى حذرك من إغتيال الاقتصاد عن طريق تلك الجبايات وأكد رب العزة  والجلال بإنه رحيم بالعباد ،  ألا تعلم يا جبريل بأن هذه الجبايات  فى الشريعة الاسلامية تسمى بالمكوس ؟!! كيف للظمآن أن يجد ماءا فى السراب  !!!المبالغ التى تريد أن تدعم بها الصحة والتعليم  لن تجدها لانها تكون ذهبت فى حساب التضخم ومصاريف جيب الدولة !!! يا جبريل نزع أموال الناس ليس موارد يمكن أن تقٌوم بها الاقتصاد !!! نزع أموال الناس بالباطل تدمر الاقتصاد وهذا قول اللـه ، ماذا تعتقد يا جبريل نسمع قولك أنت ام نسمع قول اللـه  !!! و الذى أكد لنا فى سورة البقرة الاية (188) (ولا تأكلواموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) صدق الله العظيم ،  يا جبريل نسمع كلامك إنت  أم نسمع ونفهم كلام اللـه !!  الآيتين الكريمتين تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن كل الجبايات حرام شرعا وتجدنى وتجد اهل السودان كلهم خصماءك يوم القيامة !! فكر الرجل مغمور وغارق فى سبيل تعميق جراحات الاقتصاد السودانى عن طريق مدرسة الجبايات ، إنك  منظراتى من الطراز الفريد !!!، الذى يؤمن ويفتخر على ما يبدو بتطبيقات الاقتصاد النظرى والتبعية والاستعجال فى تطبيق فلسفة الاقتصاديات الرأسمالية الحرة والتى وصلت إليها بعض الدول عبر خطط وبرامج وتخطيط علمى عميق واستشاريات بين الواقع والمعقول ، استصحبوا وراءهم التجارب الواقعية وخرجوا بقوانين لا تسمح بفرض رسوم او جبايات إلا بقانون مجاز من البرلمان فى تلك الدول ، بعد أن يكون قتلوه بحثا وتمحيصا وليس الموضوع هو خبط عشواء يمكن ان يحدث من أى شخص مغامر يؤلف تأليفة تضر بحياة أمة  واجبك الاساسى فيها هى مساعدتهم و خدمتهم فى توفير العيش الكريم  وتخفيف معاناتهم والعمل  على تحقيق طموحاتهم التى تتمثل فى التعليم و الصحة  والعيش الكريم.!!! .
لقد وصلت اقتصاديات العالم الاول عبر تجارب تراكمية  وعلمية حتى إزدانت وربت وإزدهرت ووصلت الى منطقة الاقتصاديات الحرة عبر جهد وتخطيط وإحترامها لعملتها الوطنية ، أمريكا تحرك الاساطيل الحربية وتفرض على المملكة العربية السعودية منذ العام 1973م  بيع البترول السعودى بالدولار حفاظا  على قيمة الدولار منذ إنهيار إتفاقية بريتون وودز  (Bretton Woods) والتى جعلت الذهب معيارا لقيم العملات والتى تم إجهاضها بواسطة الولايات المتحدة الامريكية فى العام 1971م على عهد الرئيس نيكسون !!! وبعد ذلك حدث ماحدث!!!
إقتصاديات العالم الاول لا تشبه بأى حال من الاحوال واقع اقتصاديات دول العالم الثالث ، كنت أتمنى من الرجل أن يكون مبتكرا لا مقلدا !!! عندما يصدر تصريحات أو يبنى قرارات  وهو وزير المال أن يستعين بمصلحة الإحصاء التى تتبع للحكومة حتى يحدثوة عن أعداد الشعب السودانى 42% هم من الشباب  و85% من هؤلاء الشباب عاطلون عن العمل وهذا حسب المصادر الحكومية فى يناير 2021م .

المصدر :  https//alhura.com

كيف تريد يا جبريل من هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل أن يكونوا مصدر لبناء الاقتصاد السودانى ، فاقد الشئ لا يعطيه ابدا يا فيلسوف الزمان !!! .
عبر الحقب التاريخية كل الحكومات التى زالت عن الوجود وذهبت الى مذبلة التاريخ ، كان سببها الرئيسى كثرة الضرائب والجبايات !!!معظم الثورات التى قامت فى العالم كان سببها تحميل المواطنين فوق طاقاتهم !! الشعب السودانى يا سيد جبريل ينتظر منك إصلاح الاقتصاد عبر مدرسة  سيطرة الدولة على التجارة الخارجية وترجيح كفة الميزان التجارى لصالح الصادرات ، الشعب السودانى ينتظر منك اصلاح الاقتصاد عن طريق مدرسة إحترام الدولة لعملتها الوطنية وإغلاق النوافذ التى تسرب العملات الاجنبية خارج منظومة بنك السودان – الشعب السودانى ينتظر منك تعظيم قيمة الجنيه السودانى كرمز من رموز سيادة الدولة وجعله العملة المبرءة للذمة فى حدود السودان السيادية وجعل العملات الاجنبية تحت سيطرة البنك المركزى واغلاق جميع النوافذ وتوحيد دائرة الاختصاص للعملات الصعبة لسيطرة  البنك المركزى ، الشعب السودانى ينتظر منك وقف جميع المنظمات والسفارات التى تدفع رواتبها بالدولار داخل السودان متجاهلة ومستخفة بالعملة السودانية  رمز من رموز الدولة السودانية لماذا الخنوع ونحن دولة ذات سيادة يجب فتح حسابات خاصة لهؤلاء الاجانب توضع فيه مرتباتهم بالجنيه السودانى وبالسعر التأشيرى الذى يحدده بنك السودان وفى حالة سفره او خروجه خارج منطقة سيادتنا الوطنية تقابل له المبالغ التى فى حسابه بالعملات الصعبة  هكذا كانت تعامل مرتبات الاجانب داخل السودان ، ألا تعلم يا جبريل وانت وزيرا للمالية أين تذهب المرتبات الدولارية ؟!! لقد أثرى تجار العملات من هذه الثغرة حيث ينتظرون بفارغ الصبر مرتبات المنظمات والسفارات الدولارية لمقابلتها لهم بالجنيه السودانى حتى يتمكنوا من شراء اللحمة والخضار التى تباع فى الاسواق السودانية بالجنيه السودانى عملة المرتبات والتبادل الرئيسية وليس بالدولار !!! كيف تسمح ياوزير مالية السودان بهذا الخطأ الاستراتيجى الذى هو واحد من اسباب إنهيار الجنيه السودانى !!! كنا ننتظر منك ثورة فى ورقة الجنيه السودانى تعيد للجنيه السودانى ألقه وهيبته وتمنع الجامعات والفنادق من إستلام العملات الصعبة وترك الامر لجهة الاختصاص البنك المركزى  أو من يفوضه من البنوك الحكومية التى تتبع للدولة لشراء النقد الاجنبى لصالح بنك السودان لبناء الاحتياطيات اللازمة فى خزائن البنك المركزى وتدفع للجامعات والفنادق المقابل بالعملة الوطنية إحتراما لسيادة الدولة ، كنا ننتظر منك يا سيادة الوزير إعادة العمل بإعلان العملات الاجنبية عند دخول البلاد حتى لا تتسرب العملات الاجنبية وتقع فى أيدى المضاربين هكذا يجب أن تحارب تجارة العملات بالنظم والقوانين و اللوائح والتشريعات وليس بالقبض والمطاردات للمضاربين الذين وجدوا الثغرات فى سياساتك الاقتصادية وصارت لهم مرتع للثراء .!!!
يا جبريل بن أبراهيم أجعلنى لك من الناصحين ، المدرسة الجبائية ستعمق من جراحات الاقتصاد السودانى ، وسوف تذهب إنت ومن معك من المنظراتية الذين نصحوك  بتلك السياسات  الجبائية التى تتشدق بها الى مذبلة التاريخ وقد تكون اوسعت الفتق على الراتق  !!!يا جبريل لابد أن تميز ماهو الجنيه السودانى وماهو الدولار وما الفرق بينهما وكلاهما ورقة ولابد أن تعلم مع أى الفريقين أنت  لاعب ؟!!! ولا بد أن تعلم بأن القطن والذهب والصمغ السودانى والسمسم والماشية وجميع المنتجات السودانية عملات تبادلية فى جميع اسواق العالم ! يمكن أن تأتى لك بالسلاح والدواء ومدخلات الانتاج  والسلع !! ولكن الجنيه (No)  لعدم الاحترام والاستخفاف به من قبل الدولة السودانية !!! .
ضع القلم يا جبريل والمقام ليس مقامك !! يستحيل ثم يستحيل إجراء اصلاح اقتصادى على يديك !!!  والايام بيننا إلتمس كريم تفضلك الاحتفاظ بالذكرى !!!.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لعنة الله علي حبريل العبد الكلب و علي من عينه وزير مالية السجمان المدان اتفه من قاد الديش ديش الكيزان الضعيف المنحط المنهزم من ابنه غير الشرعي ابن الحرام الا تف علي الكيزان و علي الجنجويد الرباطة اولاد الشراميط

  2. دعه يجرب المجرب زهاء ال ٣٥ عاما من الفلول ، والنتيجه سيكون الفشل وانهيار الدوله وهروب الفكي جبريل وأعضاء حكومته الي حيث الثروات والزوجات والابناء وترك محمد احمد للمصير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..