الزراعة في السودان : جون دوغلاس توتهل (ت. 1969م) ومحمد عثمان خضر (ت. 2022م)

(1) جون دوغلاس توتهل (John Douglas Tothill) عالم حشراتٍ ونباتٍ بريطاني الجنسية ، درس في الكلية الزراعية بأونتاريو بكندا ، وتخصص في علم الحشرات وعلم النبات ، وفي العام 1922م حصل على دكتوراه الفلسفة في الزراعة في جامعة هارفارد .
ويؤكد هذا التقديم أهمية الكتاب ، الذي يتحدث بعمق عن تاريخ الزراعة في السودان ، وأحوال الطقس والمناخ في المديريات الشمالية والجنوبية ، وأنواع التربة والتركيبة الجيولوجية، والغطاء النباتي ، وملكية الأرض ، وأنماط الري الانسيابي والمطري ، وأنواع المحاصيل الزراعية ، والأسمدة المستخدمة في الزراعة ، ومراكز البحوث الزراعية ، والثروة الحيوانية، ومشكلات المواصلات ، وترحيل المنتوجات الزراعية، والتعليم.
(2) ونظراً لأهمية الكتاب قد أنفق المهندس الزراعي محمد المصطفى حسن عبد الكريم (ت. 2020م) وقتاً ثميناً في ترجمته إلى اللغة العربية ، وراجع الترجمة البروفيسور صلاح الدين عبود . إلا أن المخطوطة المترجمة لم تجد حظها في النشر ، بالرغم من المحاولات العديدة التي بذلها المرحوم محمد المصطفى. وفي حفل افتتاح الموقع الإلكتروني للموسوعة السودانية في الزراعة والأغذية ، الذي نظمته كلية الزراعة بجامعة الخرطوم في أبريل 2013م ، قرظ كتاب توتهل وثمَّنه البروفيسور محمد عثمان خضر ، أحد عمداء كلية الزراعة جامعة الخرطوم السابقين ، والعلماء البارزين في علم الوراثة في النباتات. لكن الكثيرين من السودانيين لا يعرفون قيمة كتاب الزراعة في السودان ، والكثرة من غير الأكاديميين لا يعرفون البروفيسور محمد عثمان خضر ، ولذلك قال عنه أحد طلابه معاتباً : “أستاذي لو كنت في دولة متقدمة لوضعوك في حدقات العيون، ولكُرمت عشرات المرات” . لا جدال في أنَّ هذه واحدة من آفات قلة الاهتمام بتقدير العلماء في السودان ، البلد الذي يرفع القبعات لبعض الجنرالات الذين عاثوا في أرضه فسادًا. دون أن يهتدوا بقول الفيلسوف الفرنسي فولتير (1694م – 1778م) إنَّ الخير الحقيقي للإنسانيّة ليس في قادتها السياسيين والعسكريين الفاشلين ، ولكن في فلاسفتها ، وعلمائها ، وشعرائها ؛ لذلك عندما طُرح سؤال أيُّ من هؤلاء الرجال أعظم : الإسكندر المقدوني ، أم قيصر الروم ، أم تيمورلنك، أم كرومويل؟ فأجاب أحد الحاضرين : إنَّ السير إسحاق نيوتن أعظمهم جميعاً بلا منازعٍ ؛” لأنه من مفكري النهضة والتنوير الذين قامت على أطروحاتهم الحداثة الأوروبية.
(3) إذاً يظل السؤال قائماً مَنْ البروفيسور محمد عثمان خضر؟ كتبه عنه البروفيسور عون الشريف قاسم نبذة تعريفية موجزة في موسوعة القبائل السودانية ، قائلاً : هو “محمد عثمان خضر محجوب عثمان علي خضر عبد الحميد من الخضراب الكدنقاب بتنقاسي”، بالولاية الشمالية. حصل على درجة بكالوريوس العلوم في الزراعة في جامعة القاهرة عام 1959م ، ونال درجة ماجستير العلوم في الزراعة في جامعة الخرطوم عام 1962م ، ودرجة دكتوراه الفلسفة في الهندسة الزراعية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1975م . وبعد نيله لدرجة الدكتوراه عمل أستاذاً بكلية الزراعة جامعة الخرطوم ، وشغل منصب عميد الكلية في سبعينيات القرن العشرين ، ثم الأمين العام للمجلس القومي للبحوث ، وانتدب عام 1984م أميناً عاماً لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية ببغداد. ويشير محرك الباحث العلمي (Google Scholar) إلى أن الاستشهادات العلمية لثلة من أبحاثه المنشورة على الموقع (2017م – 2024م) قد بلغت 635 استشهاداً. وأخيراً ختم حياته الأكاديمية بجامعة الخرطوم إلى أن وافته المنية في 14 يناير 2022م.
(4) قصدتُ بهذه كلمة المتواضعة أن ألفت الانتباه إلى أهمية كتاب جون دوغلاس توتهل عن “الزراعة في السودان”، وإلى ضرورة نشر مخطوطة الكتاب التي ترجمها إلى العربية المهندس الزراعي محمد المصطفى حسن عبد الكريم ، وكذلك الاحتفاء بإسهامات البروفيسور محمد عثمان خضر ، الذي يرى أن الزراعة هي بترول السودان وذهبه دون منازعٍ ، لأنَّ معين عطائها متجدداً دوماً ؛ إلا أنه يؤكد بأن مشكلتها الحقيقية في السودان ليست في ضعف الموارد الطبيعة أو الموارد البشرية ، وإنما هي مشكلة متجذرة في ضعف الإرادة السياسية وسوء توظيف المعرفة الزراعية.
تحياتي ولكم الشكر بروف ابو شوك.. المعلمون الذين تخرجوا من معهد بخت الرضا حملوا ثقافة الزراعة المنزلية، والدي _عليه رحمة الله _ تعلمنا منه زراعة الخضروات فبي المنزل لدرجة تفيض عن حاجتنا ونكسب منها دخل ببيعها في سوق الخضروات. اتذكر يعتمد في زراعة كل محصول على الشهور القبطية وربما يتيح وقتك الغالي التفصيل من خلال الموسوعة التي تفضلت بها لتعم الفايدة مع شكري
شكرا جزيلا علي هذه المعلومة القيمة
سأبحث عن هذا الكتاب لأقرأه