مقالات وآراء سياسية

الشماسة في عهد الإنقاذ

الطيب النقر

الشماسة طرائد البؤس وأنضاء الفاقة .

وُلِدَ في أحراش مأهولة بالضواري من ذئبِ حافل النفس بالجرائر ، مثقل الضمير بالكبائر ، وأم أعلاها عسيب ، وأسفلها كثيب ، لينة الأطراف ، ثقيلة الأرداف ، كابدت من نصب العيش ، وعنت البؤس ، ووطأة الغرس ، ما دفعها أن تلج معترك البغاء الذي يؤمه وعولٌ نحلت أبدانهم مقارعة اللذة ، وشحبت أبدانهم مواتاة الرزيلة.
سرى خبر انضمام الفتاة البارعة الشكل ، اللطيفة التكوين ، للواء العار وكتيبة الخزاية في كل صقع وواد ، بعد أن تجرعت من غصص الحياة وآلامها ما أجبرها أن تتجرد من ثوب الحياء ، وتكون من رائدات الخنا ، وسدنة الانحلال.
عقد كل داعر يتسابق إلي مظان الشهوات ، وخبيث يتزاحم على موارد النزوات العزم للنيل من رغائب بلغت كنانتها السهام ، وتوافدت لمائدتها قوافل اللئام ، حتى قبيلة البخلاء التي لا تبسط يدها بمعروف ، ولا تندي يمينها بنوال ، أولمت لها الولائم الفاجرة ، وأقامت لؤاد شرفها الليالي الداعرة ، فصارت موطناً لكل مبتغى ، ومهبطاً لكل مرتجى.
وبعد أشهر عديدة قضتها تلك الفتاة في مستنقع العهر ، ومعاطن الفجور ، تمخض نضالها الدائب عن “نغل” تركه أبوه لأمه ، وتركته أمه للناس ، وتركه الناس للقدر حتى التقطته أيادي حفية مضت به إلي تلك الديار التي تنعي الشرف ، وتندب الأخلاق ، “دار المايقوما” … الدار التي شيدتها الأرصفة المائجة بالفتنة ، والمباني التي تشهد خلوات العشاق ، “دار المايقوما” التي تسخر هازئة من كل قصر ورئاسة ، ومن كل صاحب مكانة وقداسة ، “دار المايقوما” التي تفضح من كوروا عمائمهم ، ورفعوا طيالسهم ، وسرحوا لحاهم ، تفضح من قادوا هذا الشعب إلي الفقر المدقع ، والغلاء المرهق ، والعيش الخسيس.
نشأ الطفل في مهاد الملق والفاقة ، وترعرع في أكناف المرض والجوع ، وقبل أن يناهز الإدراك ، ويشارف الحلم ، آثر أن يفر من منزل وهت فيه نوازع الحياة ، وتداعت بين جنباته أسباب الأمل .. وعندما همدت الأصوات ، وسكنت الحركات ، أطلق الفتى البائس ساقيه للريح ، وقصد عن حرد جماعة لم يزهر قط وجهها الشاحب، أو ينبسط محياها الكئيب ، أو يبتسم ثغرها الحزين ، جماعة لا تنشد غير الشبع ، ولا تطلب سوى الهيام في أودية الكيف ، جماعة تستدر الأكف بالسؤال ، وتجني المال بالسرقة ، شريحة الشماسة التي قنعت بحظها من الحياة رغم أنها ترى طائفة تسربلت بالحرير ، ورصعت أصابعها البضة بالماس ، قد شادت قصوراً تطاول السماء ، ورياضاً تنافس جنة العاصي ، وتركتهم طرائداً للعوز ، وأنضاءاً للمخمصة.
نعم لقد تركتهم دولة المشروع الحضاري يقاسوا التعب ، ويعانوا النصب ، وهم الذين لم تخلو حياتهم من المخاطر ، والمهالك والحتوف ، لقد وجد الغلام المنبوذ الذي يستعصم بخيوط الأحلام نفسه في ركاب نفر من ضعاف النفوس الذين لا يتحركون إلا في إطار دوافعهم الانتهازية ، مروجي المخدرات الذين يتخذون منه ومن هو على شاكلته قطعاناً تسعى ، ورغائب تبتغى ، ولذائذ تنال، بعد أن ضاقت حيله وتصرمت حبال أمله في دولة تشبل عليه وترعاه ، أما غمار الناس فقد كانوا ساكني القلب ، لا يختلج فيهم شعور، أو ترف عليهم عاطفة ، حتى نالته عوامل الذوى والبلى ، وأخذته نشغات الموت في مساء يوم كئيب وقد أحاطت به عصبته الذين جلسوا مطرقين لا يلوون على فعل شيء وهم يرمقونه بطرف دامي وفؤاد منفطر حتى علقته أوهاق المنية ، فأتى في جنح الليل البهيم من يبقر بطنه ويستأصل كُلاه .. حتى يحصل على قراريط من المال يقيم بها أوده، ويسد بها رمقه..

ليت شعري متى ترحم الانقاذ الحانية حفنة من البشر تُنهر كما يُنهر الكلاب، وتُذبُ كما يُذبُ الذُباب.

حاشية:

كلمة الشماسة في اللهجة السودانية تعني : من تركتهم أسرهم أشتات من غير جامع ، وهمل من غير رابط.

دار المايقوما : دار تعني برعاية اللقطاء ومدخولي النسب .

‫8 تعليقات

  1. قال شنو % كلمة الشماسة في اللهجة السودانية تعني : من تركتهم أسرهم أشتات من غير جامع ، وهمل من غير رابط.%
    من أين أتيت بهذا التعريف و الذي لا توافقك عليه جماهير الشماشة
    الشماشي يا فارة هو من يتسكع في الاسواق و الشوارع بغض النظر عن مرجعيته الأسرية

    شكلك جيت من الضهاري و بتسمع المصطلحات في العاصمة و ما ناقش معانيها

    1. نعم الجنة تحت أقدام الأمهات ، عدا أمك ، وإنت عارف نفسك ، لأن تحت أقدام أمك أكتاف الزناة الذين يرقدون بين أفخاذها ليل نهار ، فأمك التشادية النايجيرية العاهرة الشرموطه الشبقة تحب أن يزنى بها وأن يملأ الزانون جملها المريض بأبوالهم ومنيهم ، وهي بعد أن زنت خمسين عامآ ولاطت أربعين لم تجد من يرغب في جملها لأنها شاخت في الشرمطه ، ولذلك فهي إقتنصت فرصة المرتزقة التشاديين الدعامة من نسبها وأشباهها ولم تصدق فرفعت لهم أرجلها وفتحت أفخاذها ليلآ ونهارآ من غير كلل ولاتعب ، تمامآ كما كانت تفعل عندما كانت حبلى بك فأنت عندما كنت جنينآ كنت تتغذى على مني الزناة بأمك الشرموطه وعظامك ولحمك تكونت وأنت جنين في رحم أمك القذر الموبوء تكونت كل لحمة في جسدك من مني الزناة وعندما تفطس الشرموطه أمك يجب عليك حرق جيفتها لأن الأرض لن تقبل بها فطيس. يا دعامي يالوطي يابن الحرام يابن السفاح والزنا يابن الشرموطه الرخيصه

  2. النقر الكوز الجهلول تربية حاج نور! كفانا الله شركم وقطع دابركم! الله لا كسبكم!

  3. مقال رائع. لاتعبأ برهط رمي الحجارة نحو كل جميل ، وقل في شأنهم “ومن شر حاسد إذا حسد” ، فهؤلاء من حسدهم يتمنون أن لا تنجب بطون أمهاتهم بعد أن وُلِدوا.

    1. السيد مقال رائع
      ان لم تكن انت ذاتك هو العلامة النقر ولكني متأكد انك انت النقر نفسه فاسلوب التعالي الذي كتبت به هو اسلوبه
      قول لي صاحبك اهبط واطة واعلم ان مثل تلك الصحف لا تحتمل مثل تلك الجمل.

      من مقولات الكاتب
      الشماسة طرائد البؤس وأنضاء الفاقة.
      حافل النفس بالجرائر
      ، وأم أعلاها عسيب
      ورفعوا طيالسهم
      وتُذبُ كما يُذبُ الذُباب

      ولعل أعجب العجب قوله

      (ليت شعري متى ترحم (الانقاذ الحانية) حفنة من البشر تُنهر كما يُنهر الكلاب، وتُذبُ كما يُذبُ الذُباب.) الأقواس من عندي ولكني ألفت نظرك لكلمة الإنقاذ الحانية. وفي المقال ما بنفي عن الإنقاذ الحنية والبلابل عندهم اغنية كُتر الحنية كيفن بداوى.

  4. الملعون كوز الدمازين الشماشي الطيب النقر الشهير ب الطيب الفقر ..
    ايه مشكلتك مع الدعارة والزنا والمجون واللواط والنكاح والسفاح واولاد السفاح و و و و الخ ؟؟؟؟
    ي كوز الحاصل شنو ؟؟ الظاهر هناك خلل في تربيتك من صغرك اثر في كتاباتك الداعرة دى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..