مقالات سياسية

قراءة اولية في حوار ياسر العطا

السر العجمي

قراءة أولية في حديث ياسر العطاء لقناة العربية .

في السبت السادس والعشرين من مايو أجرت الصحفية لينا يعقوب على قناة العربية حوارا مع مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطاء ، وهذا الحوار تزامن مع انعقاد المؤتمر التأسيسي لتقدم في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، ومع انعقاد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي بشان المساعدات الانسانية . وبعد فشل المفاوضات بشأن المساعدات الانسانية  ومساراتها بين الجيش والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. وسوف نتناول ونحلل اهم النقاط التي وردت في الحوار وخاصة النقاط التي حملت عدة رسائل على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي.
• ذكر العطاء بانهم لم يتخلوا عن الجزيرة وحدها . بل تخلي عن مدن ومواقع كثيرة. وهذا إقرار العطا بالهزيمة وان وأنه لم يستطيع أن يحسم الجيش ، وفشله الزريع في المحافظة على البلاد ، وحماية المواطنين. فضلا عن ذلك ان حديثة يعتبر اقرار ضمني بإعادة هيكلة الجيش. وأن الجيش يعانى نقص حاد في الاسلحة والذخيرة ، ويؤكد ذلك انهم لجاء الى بعض الدول لمدهم بالذخيرة والسلاح الا انهم فرضوا شروطهم . اما قوله انه الان انتقل من مرحلة الدفاع الي الهجوم . فهذا يعتبر خطاب للداخل وللبلابسة الذين ينادون بالحرب ، مع انه ليس هناك اي هجوم في الواقع. خاصة عندما ذكر جهزنا قوات قادرة على تنفيذ المهام ورغم ذلك نسعى الي استيراد الاسلحة. وهذه ايضا ربما رسالة الى ضباط الجيش الذين ضغطوا علي قياداتهم بحسم الحرب او اللجوء الي التفاوض.
• التناقض والارتباك الواضح في خطاب العطاء حيث وصف الدعم السريع بانهم متمردين ، وهو يعلم تماما بان الدعم السريع لدية قانون خاص ومؤطر له بموجب الوثيقة الدستورية  وفي ذات اللحظة يسعى للتفاوض معه ، مما يؤكد فشله في الحرب وعدم تحقيق نصر ساحق علي الدعم السريع. فضلا عن ذلك انه طالب بدمجهم في الجيش. وهو يعلم بأن المادة التي تنص على الدمج في قانون الدهم السريع وهي المادة الخامسة تم الغاءها بالمرسوم الدستوري 34/2019. وربما اشارته الي عبارة الدمج رسالة الي الميسرين في مبادرة جدة بان يضعوا بعين الاعتبار الدمج في ملف الترتيبات الامنية.
• أن دعوة العطاء للتفاوض ليس لانه رجل سلام ويدعو الى السلم ويؤكد ذلك كل خطابته السابقة ، والسبب الذي دعاه الى التفاوض هو فشل مفاوضات المسارات الانسانية بين الجيش والحركة الشعبية شمال خاصة عندما رفضت الحركة مقترح الجيش بوصول المساعدات عبر رئاسة الفرقة 14 كادقلي ورئاسة الفرقة 22 بآبنوسية والفرقة العاشرة ابو جبيهة ، وذلك وفقا لبيان الحركة الشعبية التي فضحت فيه الحكومة ، حيث ان الجيش يريد ان تصل المساعدات الى جنوده في تلك المناطق الذين يعانون من الجوع وعدم القدرة على الحرب خاصة مع انعدامهم للسلاح والذخيرة ، وربما يكون دعوته للتفاوض رسالة الي المجتمع الدولي بشأن الجلسة التي سيعقدها مجلس الامن بشان المساعدات الانسانية في السودان ، وخوفه من اصدار قرار بغرض التدخل الانساني في السودان.
• أن الحديث بان للدعم السريع لديه ثلاثة معسكرات بالخرطوم وبحري وام درمان ويمكن اللجوء اليها ، هو رسالة الى القائمين بمنبر جده بانهم تنازلوا عن شرطهم في مفاوضات جده بخروج الدعم السريع من المنازل وذلك بعد تجهيز المعسكرات لهم ، وواضح ان الجيش اصبح يقدم تنازلت في التفاوض. وذلك بسبب الهزائم المتلاحقة وفقده لكثير من المدن وعدم قدرته علي استعادتها.
• اما حديثة بسحب السلاح من المستقرين فهي ايضا رسالة الى القائمين بأمر التفاوض ، والي المجتمع الدولي الي تكوين اليات لنزع السلاح  من الدعم السريع ، ووضع ذلك الاعتبار في الترتيبات الامنية.
• حديثة عن منح الروس قاعدة عسكرية في البحر الاحمر ايضا هو رسالة الي القوي الدولية ، والدول الاعضاء في المجلس بعدم تقديم مشروع قرار بشأن التدخل الانساني في الجلسة التي سوف يعقدها مجلس الامن واشاره الي روسيا بان تستخدم الفيتو مقابل ذلك القاعدة ، كما به رسالة الى السعودية وامريكا بان تتعجل في حل الشأن السوداني والوصول الي تسوية. والا سوف يفقدون مصالحهم والسيطرة في البحر الاحمر.
• حديثه عن الغاء البرهان الى الوثيقة الدستورية ، وتشكيل حكومة. وهذا بالطبع جانب سياسي فهي رسالة الى القائمين بمفاوضات جده ان يغيروا اجندتهم في المفاوضات التي كانت تنحصر في وقف اطلاق النار والمساعدات الانسانية ان يضيفوا اليها الملف السياسي وادخال القوي المدنية تقدم خاصة انه يعلم الدعم الدولي تجاه تقدم بقيام مؤتمرها الاخير في اديس،. او ربما تكون رسالة الي القائمين بأمر التفاوض بان يثبتوا علي اجندتهم التي حصرت في الملف الامني والانساني فقط وتركهم لتشكيل الحكومة بعد الحرب من اجل ابعاد تقدم.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..