مقالات وآراء سياسية

المائدة المستديرة السودانية على خطو  لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا

أسامة ضي النعيم
تجربة عقد مائدة مستديرة تجمع كل الفرقاء في فضاء
  السياسة السودانية لها جذور في ادبيات حل الخلافات بين المكونات الحزبية في السودان ، المحصلة هي الخروج
بشعارات تمثل وجهة النظر الجمعية في المجتمع
السوداني ، ذلك ما تم في خلال ثورة أكتوبر عام ١٩٦٤م. تواثقت الارادة السودانية لحل مشكلة جنوب السودان
انذاك عبر برلمان المائدة المستديرة. عقد في مارس ١٩٦٥م.
استدارة المائدة تعني ثقل واحد معتبر للجميع ، تحقق المائدة المستديرة المساواة بين الاطراف ولا يعلو رأى على اخر الا عبر نقاش بفرص متساوية.
  جنوب أفريقيا في العام ١٩٩١م توصلت الي لجنة الحقيقة والمصالحة لضمان اقتلاع جذور الاحن والضغائن التي خلفتها فترة الفصل العنصري ، هناك وجه شبه كبير بين فكرة عقد المؤتمر السوداني حول مائدة مستديرة اليوم وبين ذلك الذي حصل من تفرقة في جنوب أفريقيا ، لم يعد خافيا الفصل الاثني وخطاب الكراهية في السودان الذي وصل مرحلة لم يسجلها تاريخ البشرية الحديث من استخراج وآكل احشاء الجثث ، المحاربون في السودان زادوا بعرض اكل الأحشاء على مرأي الجميع والعالم قاطبة. تلك أحفاد لا تبرؤ الا بترتيب مماثل للجنة الحقيقة والمصالحة عبر مائدة مستديرة.
خيرا فعل د. حمدوك باقترح مؤتمر المائدة المستديرة ، تنامي الحقد الداخلي بين المكونات الحزبية في السودان لدرجة لا يطيق فيها فريق الجلوس مع الطرف الآخر ، اورثت فترة الانقاذ وجلبت ثقافة كراهية المعارض لدرجة قتله والتخلص منه لسبب المخالفة في الرأي ، وما بيوت الاشباح وقصصها بعيدة عن الاذهان ، نزع تلك الكراهية يحتاج إلى مائدة مستديرة أو َلجنة للحقيقة والمصالحة.
في تجربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ان المعتدي هم الآثنيات الأوربية التي جاءت من وراء البحار ، في الحالة السودانية تنامي الحقد وشهوة قتل الاخر بين من عاشوا لمئات السنين في جوار حسن ، ثم بلا سابق اعداد عمدت الحركة الاسلامية بالنفخ في عناصر الفرقة والشتات محفزات العنصرية البغيضة جاء مدخلها عبر تصنيف الحركة الاسلامية لمكونات الشعب السوداني ، من شجعهم على  فصل الجنوب هو أمن في مقاعد المؤتمر الوطني ومن رفع الصوت بحرمة قتل النفس البشرية بدون وجه حق ، فهو عدو الاخوان المتأسلمين.
فات على الحركة الاخوانجية في السودان انهم استوردوا ادبيات حركتهم من المجتمع المصري ، تعشش فيه كراهية المسلم لمواطنه المسيحي ، يكبح جماح تلك الكراهية ويلجمها في عقالها نظام الحكم الذي ساد في مصر ، الحكم العثماني ثم الاستعمار البريطاني وحاليا حكم الضباط   الاحرار منذ ١٩٥٢م
قتل المعارض في الرأي لم ياخذ به أهل السودان الا بدخول ما يسمى بتنظيم الضباط الاحرار وانقلاباتهم المتكررة  للصعود وحكم السودان ، هو أيضا تنظيم بجذور مصرية تحالف التنظيم اخيرا مع الحركة الاخوانجية وحكموا السودان لثلاثين عاما متواصلة عجزوا عن اقامة مشروع زراعي او مد سكك حديدية كما فعل المستعمر الانجليزي.
بالمختصر زراعة الاحقاد بين المجتمع السوداني أتت بطيش جماعة الإخوان المصرية المنبت وتحالفوا مع فكرة الضباط الاحرار بجذور مصرية بترتيب راعته المخابرات المصرية ، عممت تلك التوليفة الاحقاد بين المكونات السودانية لخلق حالة تنازع دائم تمثل بيئة صالحة لاستمرار حكم الاخوانجية.
مؤتمر المائدة المستديرة فرصة لمواجهة تنظيم الاخوانجية ومواجهته في الهواء الطلق بجرائمه في حق شعب السودان ومن ثم تحقيق فكرة الحقيقة والمصالحة ، محاولة البرهان ومجلسه لتخوين (تقدم) يذهب في الابقاء على كراهية الرأي الاخر ، المائدة المستديرة فرصة تعمل برلمان يجسر الاراء ويؤسس على علاقة طرفي المجلس او تعدد الاراء كما في المذاهب الاسلامية او تلاقح الأفكار كما في مجلسي العموم البريطاني والكونقرس الامريكي.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..