مقالات وآراء

خطوط التماس المدنية …

حتى لا …. ننسى
د. منى الفاضل …
تبين للجميع بعد هذه الحرب التى خاضها طرفي القتال فى حرب ظالمة للمواطنين بكل إحتياجاتهم الإنسانية المعروفة ولا تُخفى على أى شخص طبيعى يرى أن الإنسانية خُلقت للتعمير وليست للتدمير وهذا ديدن الحياة الطبيعية وهو السلام الدائم لإستمراريتها قد تبين أنها كانت حرب حتمية لابد أن تشتعل فقد إكتملت كل أسبابها منذ زمن سابق فقط كانت مؤجلة الى حين بدايتها التى يعرفها الجميع فى أبريل من العام الماضى 2024م.
الحرب المدنية التى تدور حاليا هى أخطر الحروب التى يمكن السيطرة عليها إن تمددت ولم ينتبه للحد منها ، من يتصدرون المواقع السياسية كما يزعمون والمواقع العكسرية من الطرفين كما يزعمون أنهما أصحاب قضايا وطنية للوطن ولكن ضاع فيها المواطن صاحب النكبة المأساوية الكبرى والذى يحصد خسارات متتالية لحياته السابقة معنويا وماديا وحياته القادمة مجهولة المعالم بضبابية الرؤية .
العٍراك المُستمر عبر مواقع التواصل الإجتماعى بين المواطنين الأكثر ضررا فى هذه الحرب فليس لديهم فيها ناقة ولا بعير فُرضت عليهم دون سابق إنذار او علم او مراعاة للحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم فليس من المعقول أن تشتعل حرب فجأة!! بل بعد كل ذلك إستنفروهم وكأنما الهدف الأساسى هو قتل هذا  الإنسان السوداني الذى لم يجد منذ إستقلال بلاده أى جهة او حكومة تضع فى إعتبارها ان الإنسان اولا وحياته ثم البقية من الأولويات ، فتنوعت فيه الحروب والقتل بكل الأنواع المسموحة والمحرمة ودون وجه حق !! هذه الحروب شكلت حاليا اوضاع المدنيين كأنهم فى خطوط التماس فيما بينهم ، حيث ينتظر كل واحدا منهم او جهة ان يطرح الآخر رأيه فينقض عليه كالفريسة التى يقنص لها وينتظر لحظة الهجوم المناسبة ، تقطعت الصلات وتخاصم الأحباب وتوترت العلاقات لدرجة أن الجميع أصبح يسهو بشكل مخيف عن الأوضاع الهالكة للمواطنين داخل الوطن الجريح وانه لابد من السعى الجاد وإنساني فى معالجتها قبل الحديث فى طرح الإتهامات والخيانة عل بعضنا البعض فى وقت احوج ما نكون فيه يد واحدة وسند لبعضنا نحن أصحاب الوجعة وللأسف ليس فى داخل الوطن فقط بل حتى المهاجرين خارجه بسبب الحرب المفاجئة للمواطن إن كانوا يعيشون بطريقتهم الخاصة او فى مراكز اللجؤ جميعهم  يحتاج منًا ان ننتبه لهذه المصيبة بتكاتف ، ولكن ما يتم طرحه وتداوله بيننا عبارة عن مباراة وتشجيع إن كان لطرفي القتال او لدعم مجموعات بعينها تعتقد أنها احق من البقية فى الإستماع وإحترام رؤيتها !! كل ما كانت الفكرة قومية تحمل فى محتواها الجميع فحتما هى احق بالإلتفاف حولها وتحديدا إن كانت تدعُ لوقف الحرب حالا !! فما يمر به المواطن وضع حرج ويحتاج الى حالة إسعافية قبل ان يكون رؤية مستقبل كاملة ، وما يُريد ان يُركز على الرؤية الكاملة لدولة السودان المستقبلية فعليه ان يأخذ فى حساباته كل جرائم التاريخ فى حق هذا الوطن والمواطن وإلا فلا يعرض طرح ينقُصه حجر أساس كل أمر ، وهو معرفة الأسباب الحقيقية لتكرار هذه المشكلات ثم الحديث عن علاجها ، فلا علاج دون فحص السبب وتحديده حتى يأخذ ترياقا نافعا تلتئم بعده كل الجراحات .
لنجعل خُطوط التماس بيننا أن نتماسك بمحبة ليتحمل الجميع بعضهم بكل إختلافاتهم ، وليكون التمماس المتعمدة فى التسابق للنجدة لإنقاذ الوضع الكارثى وليس لكسب الصولات والجولات والعنترية فى الطرح والأنفة المُدمرة للذات قبل الآخرين ..
# دمنا ودام وطننا سالم دون حروب او معاناة ..
#الحرب لازك تقيف حالا ونهائيا
#السلام مسئوليتنا جميعا .

تعليق واحد

  1. لا يختلف اخدران اغبشان ورعان عن ازدواجية الشخصية السودانية الى الحدود المرضية التى تعرف بالانفصام ، فكاتبتنا هنا تعبر عن ذلك دون وعى حين تبتدر مقدمتها بان الانسانية خلقت للتعمير لا التدمير ، ثم تذكر نصا بأن السودان ومنذ استقلاله تنوعت فيه الحروب والقتل و التدمير بكل الأنواع المسموحة والمحرمة السمحه.
    و ان حكوماته الخارجة من رحم الشعب حينا و رحم القوات المسلحة احيانا لم تضع فى اعتبارها الانسان.
    فلما لا تتصالح مع نفسها و تعى بأن الدمار هو صفة سودانوية غبشاء اصيلة خدراء و سمحة. و ان كل ما علينا هو ادراك وجه هذه الحقيقة بتجرد.
    فالمؤسسات المدنية التى شرعها المستعمر لم يتبق منها الا القليل و قوانينه قضى السودانيين الغبش الاصيلين حاجتهم عليها. اما الصناعة و زراعة الاصناف اامختلفة فلطالما كانت الكابوس الذي يغض احلام الخدر الاصيلين و اشواقهم العارمة فى المراحات و الخلاوى و التقابات.
    الاسمنت الشيطان الاكبر و حاربه المثقفين السودانيين قبل الاقتصاديين فوضعوا عليه الجبايات و الجمارك ما جعل سعره سبعة اضعاف السعر العالمى.
    بلاشك ان السودانوية تعيش ذروة تجلياتها الان و قمة ظهوراتها ، فهاهى المستشفيات تسحل و المصانع المتناهية الصغر تذوب مع الطمى و الصارقيل و المصفاة تقصف و الكبارى تهدم و الويكاب فى التكيات يبذل.
    كل ما نحتاجه هو ادراك انفسنا و التصالح مع حقيقتها الغبشاء الاصيلة الورعة السمحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..