مقالات وآراء

الحرية والسلام والعدالة – الجاهزية والسرعة والحسم

إسماعيل عبدالله

 

هذان الشعاران لا يجب أن يتعارضا بأي حال من الأحوال ، لأنهما ينطلقان من أدبيات ثورتين سودانيتين مستحقتين لا مزاودة فيهما ، فالأولى ديسمبر المجيدة التي التفت حولها جماهير الشعب السوداني ، ومهر شبابها أرض الوطن بالدم النفيس ، والثانية أبريل التي عبّرت عن غضبة الأشاوس وهم يدافعون عن عرينهم الضامن لتحقيق الديمقراطية والدولة المدنية ، ولو قام ضعاف النفوس بإيقاد نار الفتنة بين أبطال هاتين الثورتين ، سيكسب الفلول ومؤيدو النظام البائد ويكون الثوار المدنيون والمسلحون قد مهدوا الطريق لعودة الحرس الاخواني القديم ، لذا وجب تضامن الثوار من الجهتين لأن هدفهما مشترك ومصيرهما واحد ، ذلك بناءً على تحدي بقايا فلول المنظومة القديمة وكتائبها الإرهابية ، ما شكل واقعاً معيشاً يمشي بين الناس ، فتحقيق الأهداف المعلنة لن يتم بغياب طرف دون آخر ، والحقيقة المعلومة أن ذئب الجماعة المتطرفة ما يزال يتربص بالإثنين معاً ، فإذا غفل أحدهما لا شك أن الناجي منهما سيجيئ دوره ليقول أكلت يوم أكل أخي الأبيض ، فالحرية لابد لها من جاهزية تسابق الريح لكي تدحر غارات الأصوليين القاصدة حرمان الناس حرياتهم الخاصة والعامة ، فلا يأمنن أحد منكم قول المرجفين ممن يوالون العهد القديم ، ولا يثقن أحد في جيش الضرار المتهالك الذي تستظل تحت ظله الكتائب الدموية آكلة لحوم البشر ، ذات العلم الأسود المكتوب عليه اسم الله نفاقاً ، وليعلم الناس أن الحرية التي يطمحون في الحصول عليها، بعدما نزف الدم الغالي من شرايين أبنائهم المقاتلين الشرسين في ميدان الوغى ، لن يؤتى أكلها إلّا باستكمال مشروع التحرير الكامل الذي يقوده الأشاوس الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة المقدسة، فالوصول لدولة الحريات المصانة لا يكون بإعادة عجلة الزمن للوراء.

والسلام ، الركن الثاني من شعار الديسمبريين ، يسنده العمود الثاني للإبريليين ، ألا وهو السرعة ، لأن السلام في ربوع السودان وبين مكوناته قد ظل حلماً بعيد المنال طيلة فترات الحكم المركزي المتجبر ، وتأخر كثيراً مما زاد مأساة الشعب المكلوم الصابر ولكي يصل قطاره لمحطته الأخيرة والنهائية ، لا مفر من ارتكازه على القاعدة الصلبة التي أرسى دعائمها الأشاوس وهي السرعة في التنفيذ والانجاز ، ولا أظنني أجد جهة حريصة على لم شمل الأمة السودانية غير هؤلاء الفتية الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ، يقدمون الشهيد بعد الشهيد في مسرح تراجيدي مكشوف أذهل جموع السودانيين المحرومين ، وكما يعلم الحريصون على إرساء دعائم السلم في البلاد ، أن حادي ركب السرعة الثائرة قد بذل جهداً مقدراً لتضميد جراح الوطن ، بعاصمة جنوب السودان بعد إسقاط رأس الدولة القديمة ، لكن اصطدمت جهوده بخذلان البعض ممن افترض فيهم حبهم لحمامة السلام الوديعة فاكتشف سوء طويتهم حينما انقلبوا على عقبيهم وناصروا الطاغوت الذي أذل أهلهم وذويهم ، فمشروع السلام هو واحد من أولى أولويات ثوار أبريل الذين فرضت عليهم حرب غير متكافئة ، استهدفت استئصالهم بجرائم إبادة كاملة الأركان ، لكنهم كانوا على قدر التحدي الوجودي ، فلقنوا كتائب الدولة القديمة الدروس والعبر في فنون القتال وأدب الأسر وحسن معاملة المهزوم المنكسر أمام إرادتهم المنيعة، فاستحقوا بجدارة حراسة سيادة الوطن الحبيب وتأمين إنسانه من كل مكروه ومهووس متطرف ، فحمامة السلام بحاجة لصقر أشوس يحميها من تحرش المنحرفين وبدون هذا الركن الأسرع في أداء المهام يكون من الصعوبة بمكان وصول سفينة ديسمبر لمرافئ السلم والأمن المجتمعي المقصود.

والعدالة كقيمة وسلطة ومؤسسة ليس بالإمكان بسطها بغير الاعتماد الكامل على الركن الثالث لثورة أبريل – الحسم ، وحتى ينتصر العدل على الظلم من الضرورة بمكان أن يقف حراس الحق كالطود ، لحماية العادلين وهم يؤدون دورهم في إنصاف الضحايا ، وما شكل هاجساً وفصاماً بين المؤسسات العدلية (الوطنية) والمواطن في العهد البائد ، هو الفساد العظيم الذي طال دور القضاء إبّان فترة حكم الجماعة الإخوانية ، التي أزكمت أنوف الناس بما فاح من روائح بغيضة جراء دخول الرشاوى والاختلاسات دور القضاء ، وهذا الفساد العظيم لابد من أن تقابله جرّافة الحاسمين ، لتنظّف ما علق بهذا المرفق السيادي من عوالق ومناقص حدّت من فاعليته ، هذا الصرح العاكس لوجه الدولة والمبين لحسنها وقبحها سواء كانت عادلة أو ظالمة ، فثوار ديسمبر كانت لهم تجربة مريرة بعد إسقاط هبل الإنقاذ مع قضية إزالة وتفكيك مؤسسات النظام البائد الموبوءة بالفساد ، فوقفت لجنة الإزالة وقفة حمار الشيخ في العقبة ، ولم تستطع استكمال مهامها ، وذلك لعدم وجود حرس للعدالة شريف وعفيف ، فاستمرار سدنة المعبد القديم حال دون إزالة خبث وخبائث الجماعة البائدة من المؤسسات الحكومية والخاصة ، فالتجربة خير دليل على ضرورة وجود الحاسمين هذه المرة ، ليضعوا نقاط العدل على حروف القضاء المستقل غير الآكل لمال سحت تجار الدين، وساذج من ظن أن قضاء حوائج الناس قانوناً يمكن أن يحدث بعيداً عن حماة الحق، وطالما أن ثورة إبريل قد أظهرت للعلن رجال لا يهابون الموت ، فحري بدعاة تأسيس الدولة الحديثة أن يعتمدوا على هذه السواعد القوية ، والنفوس المشبعة بحب إشاعة العدل بين الناس كافة وكما قال سيدنا علي كرّم الله وجهه : الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون بالحق.

 

[email protected]

‫12 تعليقات

  1. مع الجيش تعرد جري هروب جقم بتك سحق تدمير بالجملة بل بل بل …. مع المواطن المسكين الاعزل البريء سفك دماء سرقة انتهاك اعراض ……. يا عنصري يا حاقد يا جبان ………. الراجل عندنا ( نحن مسلمون ) لا يقتل الاعزل ولا ينتهك العرض ولا يسرق المال الحرام
    سوف تدفعوا ثمن غالي وانتم تدفعونه الان بقتل شبابكم قتل عاد وارم من قبل الجيش قتل لا هوادة فيه بل حرق وابادة وذلك جراء كل معتدي
    وانك ربك لبالمرصاد ……… والحمد لله رب العالمين……….هذه الحرب نتائجها سوف تكون باهرة رغم الخسارة العظيمة في الارواح والممتلكات اهمها تمايز الصفوف ذاك كان امر ضروري حتى يكون كل خائن في جنب ويكون بقية السودانيين الوطنيين في الجنب الاخر
    لقد عطلتم تقدم السودان عقود مديدة باحقاد دفينة وحقد ظاهر كفى الشرفاء من اهل السودان منهم اذى …….. انتهى دوركم

  2. بل بس , الحسم جاييك في الضعين عاصمة الجنجويد القذرين . قصف ومسح من الخريطه واباده جماعيه لنسل الجنجويد الانجاس .
    بالمناسبه وين مرحومكم حميدتي ؟ ليه ماظاهر الايام دي , ربنا يحشركم معاه

  3. كيف تكون قوات الدعم السريع حارسه للديمقراطية وشغالة في الجزيرة قتل ونهب واغتصاب قوات الدعم السريع قوات شخص رضيت ام أبيت بالله احترموا عقولنا والله العظيم 90/ من القرى في الجزيرة في المناطق الواقعة تحت سيطرت الدعم السريع تم نهبها ام. القرى القريبة من المناقل الواقعة تحت سيطرت الجيش لم تنهب منها دجاجة وتقول قوات الدعم السريع ناصره للشعب بالله احترمونا

  4. يا جهلول افندي و عنصري انتوا بتضحكوا علينا و لا علي انفسكم
    رفع شعار ( الدقلوقراطية ) من قبل زعيم مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي من ( أهلك ) ما هو إلا تكتيك مرحلي و خطاب مرحلة مثله مثل رفضه لضرب المعتصمين في القيادة العامة و البشير علي سدة الحكم و ضرب نفس المعتصمين بعد سقوط البشير و من ثم القبول بمنصب نائب رئيس مجلس السيادة و التحالف مع البرهان ضد افندية قحت المركزية.

  5. يعني المرتزقة و حواضنهم القبلية ضحوا بشبابهم و رجالهم و آل دقلو ضحوا بثرواتهم و ما وصلوا اليه من جاها و مال من اجل ان ينعم الشعب السوداني بحكم ديمقراطي و تداول سلمي للسلطة ؟ هههههه هيع كع صدقناكم تب.

  6. الشمس لاتغطي بالغربال ايها الجنجويدي تتحدث وتكذب وكانكم من الملائكة وفعالكم هي أفعال الشياطين ولا اظن ان الشيطان يقبل مافعلتموه سرقتم كل بيوت المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات واغتصبتم بنات المسلمين وجاي تبشرنا بعداله الجنجويد حتى كل الذي حدث في دارفور من انتهاكات انتم من قمتم بها وفض الاعتصام وكل ماهو غزر التاريخ لا يرحم وشعب السودان لايهزم وسوف يتم القضاء عليكم ان شاء الله والجيش والحركات المسلحه السودانيه والشعب ايد واحده واظهرت الحركات المسلحة انها كانت تحارب من أجل حقوق وليست نهب وسرقه المواطنين كما فعلتم

  7. من خرج من رحم تنظيم الكيزان الفاسد المتعفن لا يمكن ان يكون نصيرا للحرية والسلام والعدالة .. من يمارس القتل والنهب والتدمير لا يمكن ان يكون نصيرا للديمقراطية … من يتحالفون مع الجيش فى الكتلة الديمقراطية يسمونها معركة الكرامة ولكن فى الأجندة الخفية هى لا تخرج عن كونها معركة ارتباط المصالح الشخصية والعشائرية والبحث عن المناصب .. ومن يدعون مناصرتهم لثورة ديسمبر المجيدة الكل يعلم انهم يستخدمونها غطاء لتحقيق اهداف واجندة خفية للحفاظ على مكتسبات اقتصادية وسياسية غير شرعية منحت لهم من سىء الذكر عمر البشير ونظامه المباد … كيف تكون نصيرا للثورة وانت شريك اساسى فى فض اعتصامها وقتل رموزها و عائق اساسى لتصل الى غاياتها … هى ليست حرب للكرامة وليست حرب لمناصرة الثورة بل هى حرب الأجندة الخفية العبثية التى طال شرها كل بيت وقد تكون نتائجها كارثية على كل الأطراف اذا لم تستجب لصوت الحكمة والعقل … ثورة ديسمبر لا زالت وستظل باقية فى وجدان كل شرفاء السودان صوتا ونبضا ودما وروحا حتى منتهى تحقيق المبتغى سودان حر ديمقراطى يسوده العدل والسلام .. لا مكان فيه لعنصرى او فاسد او سارق او قاتل !!!!!

  8. عندما ينادوك باسماعيل عبدالله يعني يا اهطل
    شعار الثوره المسروقه والمزبوح ثوارها بايدي كلاب الحراسه من الجنجا لن يلتقو من الذي قام بفض الاعتصام كلو موثق هم جماعتك وبلغتهم القميئه ظهرو وهم يختالو ويرفعو كلسونات النساء حتي يثبتو عهرهم وهم نفسهم من ضربو الرجل المسن بالسياط
    اسماعين الاهطل الشعب خرج كثيرا ضد الحكومات ولكن كان الجيش والشرطه هم الامان ونحن تعتدي عليهم بالحجاره لم نجد واحد منهم قام بضرب مسن او امراه لأنهم اخوتنا ونفس ثقافتنا ونفس الطينه ام هؤلاء الرمم لا يشبهون الشعب السوداني
    وقبل الاعتصام وقبل الثوره من كان الذي يقوم بمطاردة الشباب وحلق رؤسهم وازلالهم في الشارع أليس جماعتك
    لن تكون لهم مكانه بيننا مهما حاولتم يا ود يالئيم انت
    انظر لتوثيقهم لاجرامهم في الخرطوم ودارفور والجزيرة
    هل انت أعمي بطل كذب

  9. انتم كدعم سريع وبكل حواضنه بكافة قبائلكم رزيقات مسيرية حوازمة تعايشه سلامات هبانية بني هلبة فلاتة والتي ترفده باللصوص وقطاع الطرق أنتم ياسيد مجرد حرامية ولصوص منازل ومنتهكي أعراض فما تجي تتفسلف غلى خلق الله سلام وحرية وديمقراطية وعدالة وبطيخ انتم بتعرفوا شي واحد وبس الا وهو السرقة وشفشفة منازل المواطنين

    1. العفن الوسخ العطاوة كلهم ماعندهم شرف ولاكرامة ، أولاد الضيف أمهاتهم يدلكن ضيف الحلة بالليل بينما آباءهم سكرانين مريسه ونايمين مع حليلات أشقاءهم كلهم أولاد حرام كفار وأوساخ الحشرات والهوام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..