مقالات وآراء

خمسة أعوام على جريمة مجزرة فض الإعتصام

أحمد محمود كانِم

نصف عقد من الزمان يمر بسرعة الرياح على واقعة فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم ؛ والتي شهدت واحدة من أبشع المجازر الموثقة تحت سماء الخرطوم بحق مئات من الشباب العُزّل الذين لا يحملون سوى حلمهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم المتمثلة فى شعارهم المتواضع جداً “حرية ، سلام وعدالة … مدنية خيار الشعب”.
كان كل حلمهم هو أن ينعم وطنُنا السودان بشيء من الديمقراطية ، بالمفهوم المدني المعاصر ؛ بعيداً عن ثعلبية العسكر والأحزاب المؤدلجة التي تخشى تلك الشعارات كخشية الحُمر المستنفرة من زئير القساور.

*خمسة أعوام مضت ، ولم يُسمَّ فاعل ذلك الفعل الشنيع، على الرغم من أن العالم كله شهد على أنّ القوات المسلحة الدعم السريع ، الشرطة الشعبية ، الاستخبارات العسكرية ، الأمن الوطني والأمن الشعبي المعروف أيضاً بكتائب الظل هي من فعلت ذلك ؛ بشهادة كل من الكباشي في -تصريحات حدث ما حدث-، كاميرات بعض المعتصمين الناجين وإفاداتهم ، بجانب كاميرات المصورين من الجنود المشاركين في فض الاعتصام ؛ والذين عادة ما كانوا وما برحوا يستخدمون ذات العبارات التي باتت مستهلكة هذه الأيام فيلقنونها لمن وقع في قبضتهم من خصومهم مع تغيير طفيف حول مضمونها: ” قُل عسكرية”،” قل جاهزية” “قُل بااااع!” ونحو ذلك ؛ في محاولة غبية لتغيير قناعات “الجيل الراكب رأس” للقبول بالحكم العسكري.

*مرت خمس سنوات حسوماً و٣٠٠٠ من جثث الثوار الذين أطلق عليهم اسم “المجهولين” ما فتئوا يتوسلون في صمتهم مستغيثين من ظلمات المشارح ذات الثلاجات المهترئة المفتقرة تماماً للكهرباء والتبريد.
إلا أن المحزن حقاً هو أن الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري طيلة فترتيها (قبل اندلاع الحرب الحالية) لم تلتفت أو حتى تفكر في السعي إلى نقلهم إلى مثواهم الأخير لإراحتهم من نهش الكلاب الضالة والفئران والحشرات ؛ رغم نداءات رفاقهم بذلك. ورغم شكاوى السكان المحيطين المتكررة من العفن الذي كان يغطي الأرجاء نتيجة لتحلل تلك الاجساد الثائرة . إلى أن اختلطت مؤخراً بروائح الجثث الجديدة التي جاءت نتيجة للعراك الجاري بين قتلة الثوار “الجيش &الدعم السريع”.

“ولا يظلم ربُّك أحداً “.

*اليوم وقد مضى عام وشهر على انطلاق صراع الفاعلين ؛ لكن لا زالا مصرّين على إنكار معرفتهما بمنفذ فض الاعتصام!
ليضعوا المواطن في حيرة من أمره متسائلاً : هل مناصرة هؤلاء (هذين الطرفين المتقاتلين) أحدهما أو كلاهما ، ستفضي إلى تحقيق العدالة والقصاص من قاتلي الشعب السوداني الذين من بينهم ضحايا فض الاعتصام ؟ .
هل دعمنا للدعم السريع أو الجيش سيمنع تكرار حدوث ما حدث أمام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019  وما تلاها؟
وكم من الأرواح البريئة يجب أن تزهق قبل أن يتعلم الجيش ودعمه السريع بأن مهمتهم الأساسية في الوجود هي حماية هذا الشعب ، لا قتله؟
أخيراً يبقى لسان حال المواطن السوداني المرتعب النازح الملكوم قائلاً : أوقفوا هذه الحرب فوراً أيها الحمقى وارفعوا أيديكما عن السودان! .
فجميعكم غير جدير بقيادة هذا الشعب الذي ما كان له أن يتعس لو لاكم.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. الفاعل هو البرهان وكباشي وياسر كاسات وإبراهيم جابر والكيزان، حتى صارقيل البراء ظهر في فيديو فض الاعتصام بالإضافة الي الجنجويد كلهم اعداء للشعب السوداني وكل من يرفض إيقاف هذه الحرب يا كوز يا عسكرى غبي لذلك لابد من ايقاف هذه الحرب،

  2. نحن في السودان مشاكلنا عويصه جدا منها غياب الضمير , فض الاعتصام فضوه سودانيين لكن لم نسمع بواحد منهم كبيرا ام صغيرا في
    المسؤليه اعترف بالجرم وتاسف علي الفعله.
    لكن فليعلم الجميع انه قاتل النفس لن يهدأ له بال ورب العالمين يفضحه.

    نسال الله ان تقف الحرب ويعم السلام ربوع الوطن, الحرب ارهقتنا ياخلق الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..