مقالات وآراء سياسية

الإنتهازيّون والجنجويد داخل تقدّم وقيادتها(١)

نضال عبدالوهاب
بعد الذي حدث لبلادنا جراء جميع الأخطاء التي أعقبت الثورة لم يُعد مُجدّياً “الطبطبة” والصّمت أو الإنزواء “للفُرجة” ، آلينا علي أنفسنا تحمّل مسؤلية الكشف عن كُل تلك الأخطاء الكارثية لصالح بلادنا ولأجل تعافيها ، ونعلم تمام العِلم واليقيّن أن ذلك لن يُرضي البعض وقد يُغضبه ، ولكنه يقيناً يُرضي ضميرنا ، ويُساهم في عمليات التصحيح والذهاب فقط نحو أجندة الوطن ولصالح شعوبنا المقهورة والتي يقع عليها عبئ كُل هذه الأخطاء.
مابعد الثورة صّعدت بعض القوي والشخصيات في مواقع القيادة ، وبعضها كان قد أتاها مُتسلقاً أو مهرولاً ناحية السُلطة القادمة ، وبدأ ذلك جلياً في التسابق للدخول لهيكلتها ، عُقدت الإجتماعات لتأكيد ترشيح هذا وذاك وجلب هؤلاء ،  وبعضهم تم دعمّه وترشيحه في من مليشيا الدعم السريع ودولة الأمارات وإستخباراتها ليكونوا رجالهم وأدواتهم فيها ؟؟ ، لم يكن تخريب الفترة الإنتقالية المُستمر بايدي الكيزان وحدهم ، ولكنه كان نتيجة لثنائية الكيزان ومليشيا الدّعم السرّيع ، وفي الوقت الذي أعلن الكيزان رغبتهم وعملهم لتخريبها ولم يخفوه ، والجميع كان يعلم دورهم في كُل محاولات إجهاض الفترة الإنتقالية وإضعافها وإسقاطها ، طمعاً في العودة للسُلطة من خلال سناريو إنتخابات مُبكرة أو بالعدم عدّم فقدانهم لنفوذهم ، في الجانب الآخر ظلت أيدي الجنجويد والإمارات تُحيط بالمكون المدني في السُلطة وتعمل في الخفاء وتستخدم عدد من أدواتهم داخله في الحكومة والسُلطة وفي التحكم في القرارات ، بدأ الصراع واضحاً مابين الكيزان والجنجويد علي السُلطة ولكن كان تنسيقهم في البدايات من أجل إفشال الإنتقال المدني الديمُقراطي ، والذي كانت ذروته في إنقلاب ٢٥ أكتوبر ، والذي لم يتم إلا من أجل إجهاض الإنتقال الديمُقراطي وتمكيّن العسكر بشقيهم في الجيش والمليشيا ، في وجود الإسلاميين والكيزان ، وبعد ذلك إنتقل الصراع وبعد ظهور الخط التسووي والإتفاق الإطارئ إلي الصراع العلني مابين مُعسكري الكيزان والإسلاميين داخل الجيش ومُعسكر مليشيا الدعم السريع ومن خلفها الإمارات ، وهنا بدأت تظهر ملامح التنسيق ما بين المليشيا وبعض القوي المدنية من الذين كانوا في ذلك الوقت “الحرية والتغيير” الجسم المركزي ، هذا التنسيق والتحالف كانت له أدواته وصلاته داخلهم وبالتنسيق مع حميدتي وعبدالرحيم دقلو ومع الإماراتين ، ظلت هنالك ٣ شخصيات قيادية نافذة داخل الحرية والتغيير هي من تقوم بهذا الدور قبل أن تتسع وتشمل عدد آخر من القيادات داخل الحرية والتغيير ، وهذا كان لخدمة خط إضعاف الإسلاميين والكيزان في الطرف الآخر من الصراع ولضمان وجودهم داخل السُلطة ، هذا التحالف غير المُعلن مابين المليشيا ونافذين داخل الحرية والتغيير ومُتحكمين في القرار بها ليس تخيلاً ولا رمي للناس بالباطل ولكنها حقيقة ظل الكثيرين منهم للأسف ينفونها وتؤكدها الكثير من الشواهد والتي كانت تتأتي من داخلهم ومن داخل تحالفهم نفسه في الحرية والتغيير ، ومعلوماً لديهم من هم هؤلاء الذين يعملون لصالح مليشيا الدعم السريع والإمارات وأجندتهم في السُودان.
بعد وصول الصراع لمرحلة الحرب ، ظلت الحرية والتغيير المركزي ولفترة بعيدة عن أي إدانة لمليشيا الدعم السريع ، ومع تمدد الغضب الشعبي علي المليشيا وأفعالها وإنتهاكاتها وتصاعده بدأ تحالف الحرية والتغيير المركزي وعلي إستحياء إدانة تلك الإنتهاكات ، ولأن الأمر أصبح في غير صالح تحالف الحرية والتغيير المركزي ، ما بين عدم القبول بها ومابين تصاعد الخلافات داخلها نتيجة لسيطرة “شُلة” مُحددة داخلها علي القرار ، ونتيجة لتمدد خط الإمارات والجنجويد داخلها ، كان لا بُدّ من البحث عن بديل لذلك التحالف ليكون هو الصوت المدني السُلطوي القادم ، ولأن الحرب أحدثت واقعاً جديداً وإصطفافات جديدة حتي داخل الحرية والتغيير وبشكل أكثر وضوحاً من سابقه ، مع الإنقسام الكبير بين طرفي الحرب في السُودان ، ونتيجة لعدم الرضاء بالمُجمل عن الحرية والتغيير المركزي كتحالف لوقف الحرب ، لوجود شواهد بل وتأكيدات بإنحيازه لصالح المليشيا وخط الإمارات عن طريق مُتنفذيه ، كان من الضروري ميلاد البديل ، وقد كان هذا البديل المدني يتمثل في تقدّم ، والتي تم إختطاف فكرتها وبدلاً عن أن تكون جبهة مدنية حقيقية لوقف الحرب لتتحول من جديد إلي تحالف فقط للسُلطة التي تتحقق معها مصالح الإمارات و المليشيا وأجندة الخارج التي تُريد السيطرة علي مُقدرات البلاد وثرواتها.
ونواصل بإذن الله في القادم تسلق الإنتهازيون لتقدم وتكاثر الجنجويد والمليشيا داخلها وبين قيادتها وملامح الصراع داخلها.

‫5 تعليقات

  1. في غضون عام من الحرب العبثية التي تبيد وتشرد السودانيين كل يوم أكثر فأكثر، الشيوعي السوداني المدغلب في أميركا لا هم له سوى “قحت” و “تقدم” ! إنه البؤس يا سادة

  2. الزول دا من قطيع مستمعي الانصرافى وكل ما اتى به هى خطرفات ومقتطفات من كتاب الانصرافى، بعبع و هاجس الأمارات ونظريات التآمر التى لا نهاية لها والتى تزداد ضحالة وسخافة فى كل مرة وكل يوم وقحت وتقدم يجب أن يقادوا الى المقصلة لما اقترفوه من معاصى.

  3. برضو اخييييير منك ياجذري ياوهم

    هسي انت عملت شنوو؟؟ ماياهو قاعد تنظر ساااى

    كدى خلينا من قحت وتقدم وزفت وورينا انت عملت شنووووو؟

    ماهي انجازاتك لسودان افضل ؟ ولا مفتكر الحكاية كلام في كلام بس؟

    اعتبر تقدم مااااافي انتهت واتبخرت طيب ورينا انت كجذري عملت شنووووو؟
    وبعدين الكلام العام الفي الهواء والقاء الاتهامات اى كوز معفن بيعملوا وممكن برضو نتهمك بانك اشعلت الحرب و و و..

    يا اخي يكفي انك تبع الوهم الاسمهم جذريين ديل .

    ماممكن اليوم كلو قاعدين في الضل وتتكلموا كلام فارغ كتيير.
    كل كلامكم وانتقاداتكم وهرجلتكم في تحركات قحت وتقدم.

    طيب ورينا انت عملت شنوووو؟ ولا ياهو كلام الوهم الاسمهم شيوعيين ديل بتاع…
    نطالب بمحاكمة قتلة الشهداء

    نطالب بالقبض علي عناصر النظام البائد

    نطالب بمحاكمة المخلوع البشير الحقير

    نطالب بمحاكمة البرهان واللجنة الامنية الاجرامية

    نطالب بنظافة القضاة

    نطالب ….

    نطالب ….. الخ

    كما اسموكم الثوار انتو (حزب نطالب) وبس

    شوفت انتو كيف وهم يا جذري.

    قلنا ليك انطم يا جذري

    انطم

    عليك الله انطم فالمشرحة ماناقصة جثث.

    انطممممممم

  4. انا مش عارف ليه القحاتة (بالقديم) او (تقدم) بالجديد يزعجهم النقد المؤسس على الحقائق فيلجأوا للتجريح الشخصي. الكاتب اورد كلاما منطقيا يدعمه الواقع الماثل بقوة وهذا تشخيص للمرض، والتشخيص الصحيح يساوي 90 بالمائة من العلاج.
    للأسف ان من يبيع ويشتري في السودان هي الامارات ومن يعمل على هيكلته واعادة تشكيله وتفتيته حسب مصالحها هي الامارات ومن يدفع ببذخ من اجل استمرار الحرب هي الامارات ومن حرض على الحرب واعد لها عدتها ويمولها بالكامل هي الامارات التي جاءت بحميدتي وحمدوك وطه الحسين ومحمد دحلان واسامة داود وغيرهم لادارة حرب السودان من داخل الامارات.
    الاعتقاد ان هذه الحرب سودانية سودانية وتحركها المصالح السودانية فهو اعتقاد مريض
    المشكلة ليست هنا ولكن حين تتحدث عن دور الامارات في الحرب أو تؤكد أن تدخلها سرطاني فإن ذلك يثير غضب جماعة تقدم وقحت وهذه هي المشكلة!!!
    بالمناسبة: شخصية حمدوك المهتزة كانت الانسب للمؤامرة الاماراتية، حمدوك كما رشح من قبل انه كان على علم بانقلاب 25 اكتوبر ثم شارك في الانقلاب واصبح رئيس وزرائه -وحين تذكر ذلك يصاب القحاتة بالحرج- وحين استدعته الامارات لتنفيذ خطة تفتيت السودان ذهب اليها، فهو مع من يدفع اكثر، ولانها هي محرك المليشا فقد قامت الامارات بالتوأمة بين تقدم والمليشا حيث تقوم الطائرات من ابوظبي حاملة حميدتي والاخرى تحمل حمدوك للقيام بالكثير من التمثيليات الباهتة واخرها مؤتمر المأكلة في اديس ابابا الذي لم يكن سوى تظاهرة سياسية داعمة للجنجويد ولا علاقة لها بايقاف الحرب من قريب او بعيد ولا مصالح السودانيين الذين ظل 6 الف منهم محجوزين وكأنهم حيوانات داخل غابة في اثيوبيا مات الكثير منهم بلدغات الثعابين وانعدام لاغذاء والدوء بينما كان يستمتع 600 من مؤتمري قحت بليالي اديس الجميلة الحالمة في فنادق 7 نجوم بينما يمزق اجساد الاطفال في الغابة الجوع والباعوض والعقارب والثعابين القاتلة!

    1. أنا شخصيا بقبل نقد الاستاذ نضال وما عندي اي مشكلة في تقدم مخترقة حتي من الكيزان والشيوعين لكن بكل هذه الاختراقات استطاعة ان تتبني خطا سياسيا ومقترحا واضحا لانهاء الحرب بيما الاخرين يتفرجون او داعمين للحرب والغير مقبول تغولك علي تقدم من مدخل النقد ولومهم كانهم هم من تسبب في الحرب كل الحروب في الدنيا اسبابها داخلية وللاخرين ان يوظوها لصالحهم ودي قائمة علي هشاشة الوضع الداخلي والذي هو صناعة كيزانية لمدة34 سنة من الفساد والافساد وشراء الذمم وتخريب الاحزاب وصناعة الملشيات وإحتكار الوظيفة العامة الا لاصحاب الولاء والنفاق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..