مقالات وآراء سياسية

ضرورة التدخل في السودان

السر العجمي
في الاسبوع الماضي انعقدت الجلسة الطارئة لمجلس الامن بشأن الازمة السودانية، وذلك بعد اتصال وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية بقائد القوات المسلحة الفريق البرهان ، وحسب ما تداول في الجلسة اتضح انه ربما يكون هناك مشروع تدخل يقدم في الجلسة القادمة من قبل امريكا وفرنسا وبريطانيا ، الا ان مندوب السودان بالأمم المتحدة في خطابه لمجلس الامن طالب المجلس بإعطاء السودان الفرصة للتعامل مع المقترحات الاقليمية لحل الازمة، وذكر بان الاولوية للاتحاد الافريقي والدول المجاورة للتعامل بما يجري في السودان وربما القصد من حديث مندوب السودان هو رفض جهود مبادرة جدة وعدم الذهاب لجدة ، والتعويل علي الاتحاد الافريقي ودول الجوار في الاشارة الي المبادرة المصرية والدعوة في خلال هذا الشهر كل الاطراف السودانية لمناقشة الازمة السودانية والوصول الي حل بشأن الازمة السودانية.
وعندما حث السودان واستعر من خلال الجلسة ان هناك مشروع تدخل سوف يقدم من قبل امريكا وفرنسا وبريطانيا ، فبعد انتهاء الجلسة مباشرة شهدت تحركات عمليه من قبل السودان لدحض هذا المشروع ، حيث تحرك وفد من الحكومة الانقلابية الى روسيا وابرم معها اتفاقية بشان التعاون والدعم العسكري مقابل اعطاءها قاعدة عسكرية علي ساحل البحر الاحمر ، والغرض من اعادة العلاقات مع روسيا هي بان تكون لدي روسيا مصالحها بالسودان وبالتالي تستطيع استخدام الفيتو ضد اي مشروع تدخل . وفي ذات اللحظة شهدت تحركات من قبل نائب القائد العام الفريق شمس الدين كباشي بزيارة بعض الدول الافريقية ، وذلك من اجل دحض المشروع اذا فرض التدخل عبر الاتحاد الافريقي.
ولكن مع حدوث مجزرة امس بقرية ود النورة بالجزيرة ، وما قامت به قوات الدعم السريع من جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية. اصبح التدخل ضرورة من اجل حماية المدنيين ، ويجب ان لا تكتفي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بفرض عقوبات فردية علي اطراف الصراع ، حيث ذكرت الدكتورة أنيت فيبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الافريقي لصحيفة الشرق الاوسط بانهم يدرسون عقوبات جديدة علي افراد. ولكن بعد مجزرة قرية ود النورة بالجزرية اصبح التدخل ضرورة ، لا يقاف تلك الانتهاكات التي ترتكب ضد المدنيين العزل.
فالتحركات التي قامت بها قادة الانقلاب الي روسيا وافريقيا ، لن تجدي ، وذلك لوجود سابقتين تم فيها التدخل من غير مجلس الامن وهم التدخل في العراق وكوسوفو ، فهل يعيد التاريخ نفسه بشان التدخل دون مجلس الامن ، وذلك من اجل حماية الانسانية والمدنيين ، خاصة ان اعادة علاقات الانقلابين مع روسيا والاتفاق بشان البحر الاحمر يكون محفزا لأمريكا وحلفائها بالتدخل لمصالحها في البحر الاحمر.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..