مقالات وآراء سياسية

الجانب الروسي : (فريك ما يحبش الشريك)

أسامة ضي النعيم
المثل المصري معناه ان طبخة القمح الأخضر (الفريك) وقبل تحولها للون الذهبي ثم معالجتها ببعض البهارات ، تبقي طبقا لا يعلو عليه في المائدة ، ومجازا يطلق على المراة التي لا تحب أن يشاركها أحدا في زوجها.
المناسبة ما ادلي به الرجل الثاني في دولة السودان ، من خلال موتمر بطرسبيرج الاقتصادي الدولي ، صرح مالك عقار بانهم يتطلعون لبناء شراكة استراتيجية مع الجانب الروسي ، التفسير العملي للجانب الروسي لتلك الشراكة هو أن يوفر لدولة السودان مزيدا من السلاح ، انشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الحمر قوامها ثلاثمائة شخص ، المحصلة مزيدا من العتاد الحربي الروسي ، مقابله تتولى جهات روسية مهمة التنقيب عن الذهب واليورانيوم تحمله كما في السابق بطائرات روسية للحفظ والصون في البنك المركزي الروسي ، جهات التنقيب الروسية ليست شركات لها أسهم مسجلة في البورصة العالمية، بل هي (فاغنر) سيئة السمعة تتبع في إدارتها مباشرة لبوتين وهو الذي يتحكم في من يكون زعيم تلك العصابة، من يخالف فمصيره كما حدث لزعيم فاغنر السابق الذي تم تصفيته ، الجانب الروسي يصبح هو طبق الفريك الذي لا يضاهيه طبق اخر.
الجانب الروسي يزود السودان بالسلاح ليسوق معداته وذخائرة الحربية لا لتقف بواخر تجارية تنقل السمسم والانعام لبلاد الدنيا وتزود أرض الحرمين بالهدى في موسم الحج ، بل هي ذخائرتطلق على الخصم المواطن لقتله والتخلص منه ومن رايه المخالف لرأي وتدبير الرجل الثاني في الدولة وجماعته ، ذخائر واسلحة تخفض عدد السكان في السودان وتزيد الفرقة والغربة بين مكونات النسيج الاجتماعي ، الجانب الروسي بتكسب من ذلك برفع ارصدته في البنك الروسي من الذهب وارد السودان وربما باع اليورانيوم لإيران في صفقة مربحة سياسيا وتجاريا .
الجانب الروسي يبقي طبق الفريك الذي لا يجالده على مائدة اطباق أخري تسعي لتنمية السودان وبناء شراكة استراتيجية قوامها تأهيل سكك حديد السودان ، اعادة مشروع الجزيرة للعمل ، والخطوط السودانية بطائرها الازرق تهبط في هيثرو وجاتويك ومطار شارل ديجول ، او يبني مصفاة ذهب كما فعل في دولة مالي، أو يقدم منحا دراسية  يوفرها الجانب الروسي لطلاب السودان في المراحل الجامعية والدراسات العليا ، الجانب الروسي لا يعجزه بناء مستشفيات في مدني والأبيض والفاشر ونيالا لمعالجة أطفال السودان ، الجانب الروسي  يذهب مع رغبة الرجل الثاني ودولته لتزويدالسودان بالسلاح والذخائر ، لايقدم الجانب الروسي عرضا بتحقيق السلام في السودان وإيقاف أصوات الذخائر ، عقد مؤتمر صلح للفرقاء السودانيين يعطل انشاء قاعدة عسكرية في بورتسودان ، الجانب الروسي (فريك ما يحبش الشريك).
وتقبلوا أطيب تحياتي.

تعليق واحد

  1. روسيا قد دنا عذابها هههه الدب الروسي لا ينسى والكبار لا يلعبون مع الصغار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..