
حتى لا …. ننسى
د. منى الفاضل
(جزء اول)
تعجب الكثيرين من بيننا هذه الحرب وفجائيتها والى الآن يتساءل البعض عن سببها على الرغم أنها كانت مفاجئة فقط للحياة الطبيعية المستقرة ، إلا أنها بقراءة الواقع ومآلات الاوضاع التى يمُر بها الوطن الغالى ومطبات السياسة والعساكر التى لا ينتهى حلقات مسلسلاتها كان يتوجب علينا جميعا فكان يجب أن نتوقع الحرب بين الفينة والأخرى !! ولكن هو حال الأنفس التى تطمع فى الكثير وتُفكر فى الكسب والإمتلاك دون تبصر ورؤية لما يحدث حولنا فهذا من صميم طبائعنا لم نأتى بالجديد فى ظبط الحسابات.
إذا إفترضنا أن الحرب لم تنشب !! وكذلك غيرها من الحروبات السابقة وزهق الأرواح فيها والدماء السودانية التى سقت اراضينا منذ سنوات طويلة على مر التاريخ ، لنتمعن قليلا فى حياتنا الإجتماعية المُفترض أنها طبيعية مثلها ومثل بقية حياة الشعوب وعلى كل ما اردت ذكره فلننظر مليا فيه ماذا يحدث منذ السابق وليراجع كل شخص من بيننا نفسه عن كثب ، وما سنسرده بهدوء فى هذا الحديث ، فأى مرض إذا أردت علاجه دون الفحص ومعرفة النتيجة الصحيحة والتشخيص السليم ، لن تستطيع أن تعرف العلاج هذه ليست فلسفة كما يسميها بعض الذين يُعالجون أمورهم وامور غيرهم بالهروب كى لا تفتح عليهم جُروح أغلقوها دون تضميدا جيدا للجُرح وظل ينخر فى عظام بلادنا ومجتمعنا وفى ارواحنا بإستمرار ولم يمُر يوما علينا بأن أندمل الجرح بل ظل ينقح والألم متصاعد .
من يتأمل حركة مجتمعنا العنيفة الظاهرة فى مُختلف ضروب حياتنا على سبيل المثال وليس الحصر !! فى الأعراس الزيجات او المناسبات السعيدة نقوم بعادات وطقوس عنيفة ضد الجسد إن كانت إمرأة او رجل ، لا وبل نتغنى لهذا العنف ظنا منًا أنه فرح وتُقرع عليه الطبول و(الدلاليك) وتُقطع حوله الأشعار وكانما التعذيب الجسدى هو واحدا من المتعة بينما يتألم من يُمارس عليه ذلك العنف ، الختان للإناث : هو تحديدا قطع عضو من الجسد وتشويهه وتشويه ما خلق الله فى هذا الجسد دون التفكير فى أن هذه البنت إنسان وبشر ، البطان : وهو الجلد بسوط مصنوع من جلد الحيوانات ويُسقى بالقطران حتى يصبح مرنا واحر إيلاما فى جلد إثنين (الإنسان ، الحيوان) ، أما الإنسان فيتم ضربه به فى حالة العقاب وقد يكون على شئ قد لا يستحق هذا العقاب القاسي فما لا ياتى باللين يصبح عُقدة نفسية يحملها الشخص فى داخله تتبرمج عليها كل بقية حياته الخير والشر فيها وكذلك يُستعمل فى الأفراح عندما يتم ختان طفل صغير او زواج ، فى كل الحالتين يكون هو تعبير عن الثبات والرجولة وتحديدا أمام النساء وقت الإحتفالات والغناء والطرب فإدماء جسد رجل عارى يُجلد بهذا الصوت يعتبرونه هو الرجولة والحماس والثبات ونعتبره فارس يتم تمجيده من هذه الساحة على أنه يملأ العين ويزيدها وخلافه إن رفض يوصم بوصمة العار ويُعتر جبانا ، دق الشلوفة : وهى كذلك جبُل عليها مجتمعنا بفعلها بواسطة الإبر التى يتم عملها بعدة إبار (إبرة الخياطة) كى تُساهم فى خلق ثقوب فى كل الشفة السُفلى وبعض احيان الشفتين حيث الهدف من هذه العملية يقولون الجمال وتغيير لون الشفتين الى أسود ، الشلوخ : وهى عبارة عن جروح على الخدين بآلة حادة وللجنسين الرجال والنساء ولا أعلم السبب الحقيقى فيها ولكن إن نظرنا إلى شكل الشلوخ فى مختلف انحاء السودان لتوصلنا إلى انها واحدا من العنصرية والتمييز المتعمد بتصنيف أشكال البشر وأسماء قبائلهم حيثُ تعود الجميع بمجرد النظر الى شكل الشلوخ يعرف ان فلانا هذا من القبيلة الفلانية وإن تمعنا كذلك ترتبط بالوسم الذى يصنعه الرعاة فى كل منطقة على بهائمهم لتحديد ملكيتها لأى قبيلة منهم ، هذا يعنى اننا والحيوانات سواء لا فرق وتلك حقيقة لابد ان نعترف بها دون اى تكبر ، فالسلولك المُتبع يلغى عقل الشخص نهائيا ويتم التعامل معه إما انه بهيمة اعزكم الله لا يفقه ، او هو مملوك للمجتمع وللجهات العليا فيه تفتى عنه وعديم الحرية والإرادة ويتم أغلب هذا التشويه فى سنا مبكرة جدا إذا سألنا عن السبب ببساطة كى لا يكبر هذا لشخص ويعرف ويستطيع المقاومة فتُكسر مقاديفه وتُقطع جناحيه ويقهر باكرا ولا يفهم أنه تم توسيمه كما يرغبون الآخرين هذه أمثلة بسيطة فى السيطرة والتعامل مع الإنسان كجسد فقط وشهوة غير قابلة ان ترتقى الى مرحلة الإنسانية نهائيا فكيف يُمكن لشخص تربى فى عنف منذ طفولته أن ينتج غير العنف والأذى لغيره من البشر الآخرين .
تلك كانت امثلة بسيطة عن العنف الجسدى وما خُفى أعظم وسأسرده وقتٍ أخر ، ولكن ماذا نقول فى العُنف اللفظى والمعنوى وهو كذلك من سمات شخصياتنا التى تتبارى فى خلق الأذى ونشر السُم على غيرها مهما كان الوقت وفى أى مكان ، فقليل جدا الذى هذب نفسه وأمسك لسانه كى ينطق الحديث الطيب ولا يأذى غيره معنويا ونفسيا ، لا يمكننا أن ننسى العنف اللفظى تتراكم جرائمه داخل نفس الشخص .. حتى ياتى وقتا يصل القهر والإستبداد حده فيتحول الى ثورة وحرب مؤجلة إنتظرت لحظة إشتعالها .
فقط بعد السرد المؤلم السابق وددت قول كلمتين لا ثالث لهما وهما بين القوسين (نحن بشر) نعم ورب العباد نحن بشر ، كل ما نفعله فى بعضنا يؤثر ، يُحطم ، يُدمر ، يُعقد ، يؤنب ، يُفشل ، يجعلنا نعيش فى حالة كراهية متواصلة لأنفسنا ولبعضنا وفى بعض الأحيان دون نعرف السبب ولكنها أحاسيس لابد ان تكون موجودة ، فليس مثلها توجد فى داخل الإنسان ويصبح طبيعى ويعرف أنه بشر هذا هو المُحال ..
نواصل مرة اخرى ….
دمتم شعب متعافى ودام وطننا الجريح سليما ..
لا للحرب ولازم تقيف حالا ونهائيا ..
نعم للسلام ومسئوليتنا جميعا…
لك التحية والتقدير والاحترام دكتورة مني. فعلا هذا موضوع جدير بالدراسة وسبر اغوار العوامل السوسولجية الكامنة وراء هذه السلوكيات الشاذة التي تجعل من الإنسان كائن متوحش. ولهذا يجب علينا تطبيق جميع نظريات التحليل النفسي لهذه العوامل السوسولجية المطمورة في اللاوعي الجمعي وفك طلاسمها وتعقيداتها وتفكيك الخرافات و الأساطير التي تمجد الإرهاب والتغني بالبطولات الذائفة الوهمية والتقاليد البالية التي اقعدت المجتمع السوداني دهرا من الزمن وما يحدث الان في السودان نتاج طبيعي لهذه العقليات غير السوية.
ملخص الحديث ان كل ما ذكر يعني شئ واحد هو الجلافة. مع الأسف هذي صفة تحتاج لاجيال و اجيال حتى تبدأ في النقصان في حال وجود تنمية حياة الفرد السوداني .
تحية صادقة لفكرك الإنساني الراقي وشجاعتك في توصيف ما يعاني منه الإنسان السوداني و مزيد من التنوير والعمل على غرز المعاني الإنسانية النبيلة في الوطن الغالي
تعجب الكثيرون وليس الكثيرين يادكتوره
المقال جله اخطاء في الاملاء والصياغة والاعراب لدرجة يصعب معها فهم المقصود بصورة واضحة ….. لكن دماثة اخلاق الكاتبة والله اعلم بذلك ربما حملت البعض على التشجيع ….. فقط هذا الجزء من المقال جيد :- ( فقط بعد السرد المؤلم السابق وددت قول كلمتين لا ثالث لهما وهما بين القوسين (نحن بشر) نعم ورب العباد نحن بشر ، كل ما نفعله فى بعضنا يؤثر ، يُحطم ، يُدمر ، يُعقد ، يؤنب ، يُفشل ، يجعلنا نعيش فى حالة كراهية متواصلة لأنفسنا ولبعضنا وفى بعض الأحيان دون نعرف السبب ولكنها أحاسيس لابد ان تكون موجودة ، فليس مثلها توجد فى داخل الإنسان ويصبح طبيعى ويعرف أنه بشر هذا هو المُحال .. )