مقالات وآراء سياسية

نعم ، لاتفاوض مع الاصدقاء! 

أسامة ضي النعيم
رفض التفاوض مع الطرف المقابل أو الخصم ، يعني استمرار العداوة والحرب ، لولا التفاوض لما انتهت الحرب العالمية الأولى بهدنة كومبين في عام ١٩١٨م ، ولولا التفاوض لكانت بيننا الحرب العالمية الثانية سفاحا يمشي بين الامم ، يدمر الاجيال جيلا بعد جيل ، لولا التفاوض بين اهل السودان لكان جنوب السودان ما زال في الميل أربعين يقاتل قوات الحكومة التفاوض هو القتال الايجابي وادواته الحجج والمنطق عكس الدوشكا والمسيرات كما في خيار الحرب بين الاطراف المتنازعة.
في حالة لا تفاوض اليوم تم تدمير معالم الخرطوم ، القصر الجمهوري الذي تم اعادة بناؤه للمرة الثالثة عام ١٨٩٩م ، لم يعد أحدا يتعرف عليه بعد الدمار الذي لحقه الان ، متى سيتم إكمال إعادة بناؤه للمرة الرابعة في حالة لا تفاوض ، علم ذلك عند رب العالمين ، حرب السودان الجارية لم يختار الطرفان المتحاربان (نقعة) ، لتكون ساحة النزال ، في خضم حالة الصداقة بينهما والتباهي بوجودهما في خندق واحد ، ويحرس الدعم السريع جميع منشأات الخرطوم الاستراتيجية بموافقة القيادة العليا للجيش تندلع الحرب من بين دور الحراسات وتصبح (النقعة) هي قلب الخرطوم عاصمة السودان ، تتعرض مدنها الثلاث لخراب ودمار لم يحدث في العصر الحديث لعاصمة دولة.
لا تفاوض ، حالة إنكار غير مبررة للجلوس مع الخصم للوصول لحالة إيقاف تدمير عاصمة ومدن السودان ، الأخطاء كثيرة مكنت لعناصر الدعم السريع من معرفة أرض المعركة ، هم ليسوا كما حالة عناصر حركة جبريل ابراهيم في غزوتهم الشهيرة لعاصمة البلاد ، كانوا لا يعرفون اتجاه الإذاعة او أين تقع قيادة المدرعات ، حالة لا تفاوض يكون الخاسر فيها الوطن السودان ويتضرر منها المواطن السوداني.
التفاوض ضرورة حياتية لايصال الأدوية للجرحى والمرضي والطعام للأطفال الذين ياكلون ورق أشجار  الهجليج المر بطبعه ، يفتح التفاوض لمنظمات الإغاثة الإنسانية الطريق للوصول إلى الابيض ومدني والفاشر ونيالا واغاثة المتضررين.
التفاوض يكون بين المتخاصمين وهي حالة طبيعية ، انت لا تفاوض الأصدقاء بل تشاركهم وتشترك معهم ، وتفاوض الخصم لإيقاف العداوات والحرب والسلام من أسماء الله الحسنى وكيف نابي الوصول اليه بالتفاوض.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..