مقالات سياسية

لماذا يتثاءب الدب الروسي في وجه مالك عقار؟

إبراهيم سليمان
تقديرات حكومة البرهان (الانقلابية) ، للاعتراف الروسي ، بشرعيتها وتمثيلها للشعب السوداني ، على لسان ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس بوتن للشرق الأوسط وأفريقيا خلال زيارته لمدينة بورتسودان شهر مايو الماضي ، كتقديرات الشخص المعزول عاطفياً ، ويجد فتاة مبتسمة بطبعها ، تستمع إلي مأساته ، ويظن أنها تستلطفه، صحيح أن الروسي يفضلون التعامل مع الأنظمة الشمولية والعسكرية ، ولكن هذه الأنظمة ، بالنسية لهم “خشوم بيوت”.
هنالك عدة معطيات ، بلا شك لها تأثيرها في القرار الروسي بشأن الاتفاق الأمني ــ الاقتصادي مع نظام البرهان ، كآخر كرت دولي تحاول حكومة بورتسودان (النازحة) اللعب به ، أولها علم الروس بالرفض الشعبي لتواجده في البلاد ، وجدليه شرعية حكومة البرهان ، رغم اعترافهم بها ، والتحذير الأمريكي الجدي بخصوص هذه الصفقة ، والعداوة التاريخية لدول الجوار العربي على شواطئ البحر للوجود الروسي ، والمرجعية الأصولية للجيش السوداني ، وحليفته حركة الإخوان المسلمين المتطرفة ، كلها قد يجعل الاستثمار في شواطئ بورتسودان ، أو الرهان على نظام البرهان ، مغامرة محفوفة بالمخاطر.
حيث ورد مؤخرا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن “روسيا والرئيس فلاديمير بوتين يعيشان عزلة متزايدة، بسبب حربهما المتعمدة وغير المبررة ضد أوكرانيا”، مضيفاً أنه “إذا اختار النظام العسكري في السودان مواصلة تنفيذ اتفاق بورتسودان ، فإن ذلك سيتعارض مع مصالح السودان على المدى الطويل ، وتطلعات الشعب السوداني لإنهاء الحرب”.
وحذّرت أمريكيا من أن المضي قدماً في مثل هذا الاتفاق البحري ، أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا من شأنه أن “يزيد من عزلة النظام العسكري في السودان ، ويُعمّق الصراع الحالي ، ويخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي”.
لكن يبدو أن حكومة البرهان في الوقت الراهن ، غير آبه بأحد في علاقاتها الخارجية ، ومستعدة للبيع بأي ثمن ، هذه اللهفة المريبة ، وراء تململ الكرملين ، في التعاطي الجاد مع بورتسودان ، وأن المحاذير الجمّة المحاطة بالصفقة الأمنية ــ الاقتصادية المرتقبة محّفز ومنّشط لتثاؤب الدب الروسي في وجه مالك عقار ، ووفده الميمون على طاولات اللقاءات الفاترة ، في سانت بطرسبرغ.

تعليق واحد

  1. أخيرا لقض نهض الدب السيبيري والذي كان في حالت سبات شتوي وفي مائدتك حمار وليس جداد جدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..