مقالات وآراء

الجنرال كباشي) .. خادع المدنيين وحجر زاوية الحرب وإجهاض التحوّل الديمقراطي !

 

منعم سليمان

ظللت أتابع وأرصد عن كثبٍ وباهتمامٍ وعنايةٍ تحرُكات وتصريحات وأفعال الجنرال شمس الدين الكباشي؛ منذ اختياره عضواً في المجلس العسكري الانتقالي؛ الذي أدار البلاد عقب إطاحة الثورة الشعبية بالمخلوع البشير ، إلى لحظة حكومة بورتسودان الراهنة.
اتضح لي منذ الوهلة الأولى التي سمعت فيها الرجل يتحدّث، وكان وقتها ناطقاً رسمياً للمجلس العسكري الانتقالي (اللجنة الأمنية) المُقربة من المخلوع البشير، أنه – على الأقل – منتمياً فكرياً للحركة الإسلامية، وكُنت أُرجّح عضويته فيها حتى تأكدت من ذلك لاحقاً تماماً . كان هذا واضحاً جداً بالنسبة لي منذ البداية: من طريقة حديثه ومن مفرداته التي يستخدمها في خطابه الإعلامي ومن أداءه السياسي وكراهيته التي لا تخطئها عين للحكم المدني الديمقراطي، والمدنيين عموماً.
لذلك، لم استغرب كثيراً عندما اطلعت على الجزء الأول من التسريبات الصوتية التي أوردها المحقق الصحفي النابه (مجاهد بشري)، وما كشفت عنه من دورٍ محوري للكباشي في إجهاض الاتفاق الإطاري وإشعال الحرب الراهنة.

كيف بدأت المؤامرة؟:

لا توجد مؤامرة دنيئة تتسم بالخيانة والطعن في الظهر تمت حياكتها خلال الفترة الانتقالية وما بعدها وحتى اللحظة إلا وكان “مبارك أردول” مُستخدماً فيها، خصوصاً إذا كان الفساد أحد أركانها.

ما كشف عنه التسريبات الصوتية، كانت لمكالمة هاتفية بين أفسد رجلين في تاريخ السودان السياسي، أحدهما الفاسد أردول، وثانيهما رجل أعمال فاسد تم تصعيده ليكون ذراع الكباشي (الفاسدة)، واسمه محمد عثمان – سبق أن تحدثنا عنه تفصيلاً في أكثر من مقال.

المكالمة الهاتفية بين الرجلين، جرت خلال الفترة التي أعقبت التوقيع على الاتفاق الإطاري بقليل، حيث تواصل الثاني الذي كان موجوداً بالخرطوم مع أردول والذي كان وقتها في زيارة إلى جوبا – وكان حينها المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية.

الكباشي رأس الرمح:

كشفت التسريبات وأكدت ما هو مؤكد بان الفريق أول شمس الدين كباشي، هو الضابط الأكثر تآمراً بين ضباط الجيش الذي يسيطر عليه الإسلاميين، وأنه ركن ركين وحجر زاوية متين بين من أشعلوا الحرب الراهنة، بل هو رأس الرمح الذي دعم الحركة الإسلامية عندما هدّدت البرهان بالتخلي عن نائبه (حميدتي) والوقوف بجانبها وأجبرته على شن الحرب على الدعم السريع، وإلاّ فإنه سيُطاح به (والكباشي موجود) بديلاً مُطيعاً وخادماً أميناً تحت طلبها ورهن إشارتها، وكان الإفطار الرمضاني الذي أقامه بمنزله في اليوم السابق للحرب، ولبى دعوته العشرات من الضيوف من القوى المدنية بمثابة العشاء الأخير لهم.

بدأ التخطيط بين الإسلاميين والكباشي مبكراً فهو جزءاً من التنظيم ويأتمر بأمره، لكنه في هذه الجزئية بدأ مباشرة عقب توقيع الاتفاق الإطاري، حيث أسند الكيزان (الاسلاميون) إليه مهمة التقرب من المدنيين وتدجينهم بعد الثورة، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً، خصوصاً وان عدداً منهم كانوا من الهواة المتحمسين بزخم الثورة وعنفوانها، بلا خبرة سياسية كافية للتعامل مع مخلفات نظام شمولي ديكتاتوري أصولي حكم لمدة 30 عاماً، له ارتباطات داخلية وخارجية وحبال شديدة التعقيد.

هكذا أسندت الحركة الاسلامية للكباشي مهمة ودور واضع العصيّ في الدواليب (العجلات)، وذلك إبان حكومة الفترة الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، وبعده بعد الاتفاق الاطاريء، حيث كان دوره في إفشال عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش، والتي قبل بها حميدتي والبرهان ووقعا عليها مبدئياً، وكان الخلاف بسيطاً متعلقاً بمدة هذا الدمج؛ وفي الختام توصلا إلى صيغة مناسبة، لكن الكباشي خادم الكيزان الخانع المطيع والفاسد والذي ظل يعمل ليل نهار ودون كلل أو ملل لإشعال هذه الحرب، أفشل الاتفاق حول مدة عملية الدمج، عبر خطة (شيطانية) أوكل مهمة تنفيذها ليس من الناحية الفنية ولا العملية، بل من الناحية القذرة إلى مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية السابق، مبارك أردول، حيث كلفه باستخدام إيرادات الذهب في تقديم الرشى من أجل شراء ذمم وولاءات بعض القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين.

أبرز بائعي الذمم:

نجح الكباشي – بحسب التسريبات- عبر صبيّه اللعوب أردول ، في شراء ذمة وولاء مدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مُفضّل، وبعض ضباط الأمن من دائرته الخاصة، كما عمل على تجيير مواقف مدير الاستخبارات العسكرية اللواء “محمد علي أحمد صِبير”، لصالح الكباشي، بحيث عقد أردول صفقة مع القيادات الأمني تقضي بتقاسم عائدات (كوتة الذهب) التي كان يسرقها ويهربها من خلال شريكه رجل الأعمال الفاسد محمد عثمان، والذي كشف في التسجيل الصوتي أن الهدف هو: (تشييع الاتفاق الإطاري إلى مثواه الأخير)، بيد الجنرال (يقصد كباشي).

طرفا المكالمة المسربة، كشفا أن من أطلقا عليه (نمرة واحد)، ويعنيان به قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تعرّض لما يُشبه التهديد، لكن دعونا نقول إنه كان تحذيراً مُغلّظاً من قبل من سموهم بـ(جماعته) ويقصدون بهم (كباشي والعطا وجابر) – وخلفهما بالطبع الإسلاميين – بأنه إذ استمر في تحالفه مع (حميدتي) فإنهم سيكون لديهم (رأي آخر)،كما كشفا عن دور هذا الكباشي (الثعبان الأرقط) في تسميم الأجواء ووضع البلاد في برميل البارود توطئة لتفجيرها، فقد عقد العديد من الاجتماعات الدورية والتنويرية في سبيل تهيئة البلاد للحرب، وإجبار قائد الجيش على تبنّي هذا الخط، بوضعه تحت التهديد وفي مرمى سنان الحركة الإسلامية والضباط المنتمين لها في الجيش وما أكثرهم وما أسوأهم، وعلى رأسهم هذا الفاسد الذي دمّر البلاد وأهلك العباد وحرق الشعب – المدعو شمس الدين الكباشي – والذي ستطاله يد العدالة طال الزمن أم قصر، وإن غداً لناظره قريب.
وسنعود إلى تفاصيل أوفى وأشمل في حلقة قادمة، نبين فيها دور الجنرال الكباشي في وأد الانتقال الديمقراطي ، وخداعه لبعض الفاعلين في القوى السياسية والذين بدورهم قاموا بتسويقه خارجيا بوصفه المساند الأول للانتقال الديمقراطي، وهي أكبر خدعة حدثت منذ نجاح الثورة في العام 2019، مباشرة بعد خدعة انحياز الجيش للثورة التي انطلت علينا جميعاً، وهي خدعة لا يزال الشعب السوداني يدفع ثمنها بالموت والدمار والجوع والتشريد.
نواصل ،،

تعليق واحد

  1. ناس الهامش (ابناء دارفور وجبال النوبة) هم من يصنعوا الطاغية في الشمال وهم من يحموه ويحموا الانظمة الفاشلة المجرمة زى نظام الكيزان الارهابي بل هم عماد وقاعدة تنظيمات ومليشيات الكيزان المجرمة المختلفة العديدة وهم ايضا من ينتموا للأحزاب الطائفية بفكرها القديم الذي اورد البلاد موارد التهلكة.
    نخبة دارفور القاتلة ونخبة جبال النوبة المجرمة هم من صنعوا الدكتاتور المجرم الارهابي المخلوع عمر البشير وهم كانوا من يشجعوه ويدعموه وكانوا يده الباطشة واعضاء جميع اجهزة الكيزان المجرمة الان نفس ابناء هذا الهامش العنصري يحاولوا ان يصنعوا طاغية جديد هو الجلابي البرهان وحماية تنظيم الكيزان الارهابي من المحاسبة والعقاب علي جرائمه البشعة في حق الشعوب السودانية وعندما يقوم المجرم البرهان وبأوامر من تنظيم الكيزان الارهابي ويمشي يقتل اهلهم في دولة دارفور ويغتصب نسائهم ويسكنهم الملاجئ ويحرق ارضهم ويجلب الاجانب من دول غرب افريقيا يوطنهم في ارضهم يجوك ناس دارفور وجبال النوبة ويقعدوا يكوركو ويجقلبو ويشتكوا ليل نهار ويتهموا الشماليين او الجلابة ناس الشريط النيلي بانهم قتلوا اهلهم وحرقوا ارضهم وشردوهم منها. تبا لهم من مجرمين رخيصين
    نخبة دارفور القاتلة ونخبة جبال النوبة المجرمة وفي سبيل تحقيق مكاسب شخصية او اسرية او قبلية ضيقة ومن اجل السلطة والاستوزار والاستيطان في اراضي الشماليين في الخرطوم والجزيرة وبقية الشريط النيلي (عشقهم الكبير) والزواج من شمالية وتملك الرتب العسكرية بالاونطة مستعدين يتحالفوا مع الشيطان ويعملوا كل موبقات الدنيا في اهلهم وبعدين يجوا يشيلوها للشماليين او الجلابة الاونصريين كما ينعتوننا بها مما يدلل على عمق التباعد بيننا وبينهم. فمثلا نخبة دارفور القاتلة استغلت مشاكل قبائلهم في دارفور وعدم تقبلهم لبعضهم البعض بجانب كراهيتهم لبعضهم البعض وتقسيم انفسهم عرقيا لعرب وزرقة وممارستهم للنهب والسلب وايضا الاغارة علي بعضهم البعض طمعا في اراضي الاخر هذه النخبة وبدلا علي ان تهمل علي حلحلة مشاكل أهلهم ومناطقهم ونشر ثقافة قبول الاخر والعيش بسلام بين قبائلهم استغلت هذه النخبة كل هذه المشاكل وتمردت وقتلت ونهبت وسرقت واغتصبت وشردت اهلها وفي النهاية عاوزين يشيلوها للشماليين (جلابة الاونصريين كما ينعتوننا بها او اولاد البحر كما نعتنا بها العنصري السفاح التعايشي ).اذن لا حل الا بتقرير المصير وفك الارتباط المصنوع بين وادى النيل (سنار حديثا/ كوش قديما) وبين دولة دارفور واقليم جبال النوبة ولا بديل من فك الارتباط المصنوع بين دولة وادى النيل (سنار حديثا/ كوش قديما) ودولة دارفور التي ضماها المستعمر الإنجليزي لسنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار في ٦ نوفمبر ١٩١٦م يجب ان نقرر مصيرنا وننفصل عشان كل الناس ترتاح. الدارفوريين اتفقوا على احتلال ارضنا وقتلنا كما فعل جدهم السفاح التعايشي في اجدادنا زمان وما ارتكبه من مجازر بشعة ومذابح رهيبة في الشماليين يؤكد ذلك.
    دارفور او داركوز كما يسميها اهلها هي المفرح الرئيسي والداعم الأول لتنظيمات الكيزان المختلفة وهي ضمت لنا في يوم الاثنين الاسود ١يناير ١٩١٧م.
    ان ما يعرف بالسودان الحالي هو عبارة عن تجميع ٣ دول ل ٣ شعوب مختلفين في كل شيء ولأتوجد إي روابط اجتماعية او ثقافية او حتى مزاج مشترك بينهم وهم كالتالي:
    ١. دولة سنار (كوش قديما) واهلها الشماليين او الجلابة كما ينعتوننا بها وهي دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧٠٠٠سنة وهي الرافعة الحضارية التي يفتقدها دارفور وجبال النوبة.
    ٢. دولة دارفور (سلطنة دارفور) وهي كانت دولة قائمة بذاتها وكان لها ممثليها وسفرائها في العديد من دول العالم وضمت لسنار في يناير ١٩١٧م بواسطة المستعمر الإنجليزي.
    ٣. جبال النوبة ضمه المستعمر الإنجليزي لسنار في ١٩٠٠م بعد ان رسم الحدود بين سنار ودولة الجنوب.
    اذن الحل الوحيد والناجع هو ان تعود كل بلد لحدودها الجغرافية الطبيعية وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم.
    حميدتى والكوز ابراهيم جابر والكوز جبريل ومناوى والكوز صندل ونجتني سيسي والكوز ابوقردة وحجر وبنقو وعشر وبقال ومسار وحاج ساطور ونورالدائم وعجب الدور وابونمو والكوز كاشا وماشا وادومة وقالوكوما واساخا وحسبو ديل يكونوا حكومة دارفور وعاصمتها الفاشر برئيس وزراء ويحكموا دارفور.وعبدالعزيز الحلو والكوز كضباشي والكوز امير حاكم ومبارك اردول وغبوش والمتكوزنة تابيتا والكوزة عفاف تاور واخوها الكوز جلال تاور والمليشاوى كافي طيارة والكوز كبشور والمتكوزن تلفون وكوكو والكوز مركزو ديل يكونوا حكومة جبال النوبة وعاصمتها كادوقلي وتكون برئيس وزراء.
    طبعا الجلابة معروفين منو وحدود ارضهم معروفة لانهم اصحاب حضارة كوش العظيمة.
    هذا او استمرار هذه الحروب العبثية القبلية اللانهائية والتي دفع وسيدفع تمنها الجلابة الاونصريين كما يصفنا بها ابناء دولة دارفور.
    الحل في الفصل والعودة الى الحدود الجغرافية الطبيعية لكل شعب لان بقاء هذه الوحدة الكذوب هو كمن يحاول ان يخلط الماء بالزيت وهي السبب الرئيسي في هذه الحروب والتي لا تنتهي.
    معروف الشعوب التي تكون ذات خلفية اجتماعية وحضارية وثقافية واحدة هي من تكون الدول وليست الحدود المرسومة من يصنع الدول خاصة اذا كانت حدود رسمها المستعمر الاجنبي،
    وما يسمي السودان (وياله من اسم عنصري قبيح أطلقه علينا الاستعمار التركي في يونيو 1821م عندما احتل دولة سنار التي كانت قائمة على ارض كوش) الان هي دولة مصنوعة من ٣ شعوب متنافرة مختلفة بخلفيات ثقافية مختلفة تماما وكانت عبارة عن ٣ دول/اقاليم مختلفة لا يوجد بين شعوبها إي رابط ثقافي او تواصل اجتماعي لذلك لم ولن تستقر ابدا ابدا لأنهم مختلفين في كل شيء. لذا نقولها بالصوت العالي الانفصال هو الحل الوحيد والناجع انهاء هذه الوحدة المصنوعة وحدة الدماء والدموع هو السبيل الوحيد لايقاف هذه الحروب المستمرة منذ أغسطس 1955م.
    هذا او الطوفان الكبير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..