مقالات وآراء سياسية

مفهوم الشعوب السودانية وتعزيز قيم الوحدة ( ٣ )

إسماعيل هجانة
في جوف التحديات التي تواجه السودان اليوم ، تظل العديد من التساؤلات حول مفهوم الشعوب السودانية وما إذا كان يعزز الانقسام والتشتت أو يسهم في بناء الوحدة. للتوضيح ، يمكن القول للخافون من الحقيقة ويتشبثون بالمصطلحات لحماية مصالحهم ، إن الطريق نحو وحدة حقيقية ومستدامة يكمن في الاعتراف بتنوع الشعوب السودانية واحترام هذا التنوع. إن الوحدة في إطار التنوع ليست مجرد مفهوم نظري ، بل هي واقع يجب أن يُعترف به ويُحتفى به. محاولة تغيير هذا الواقع ليتماشى مع المزاج الشخصي أو الأجندات الفردية هي التي تهدد السودان وتفكك نسيجه الاجتماعي.
السودان هو موطن لمجموعة واسعة من الثقافات واللغات والتقاليد والأديان والإثنيات. إنكار هذا التنوع ومحاولة فرض هوية واحدة على الجميع لن يؤدي إلا إلى التوتر والصراع ويزيد من وتيرة الحروب والاقتتال. بالعكس ، الاعتراف بهذا التنوع وقبوله هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع موحد يمتاز بالسلام المستدام. هذا الاعتراف يُظهر احتراماً لجميع المكونات ويعزز الشعور بالانتماء لجميع الأفراد ، ويخلق نوعاً من الوحدة الوجدانية رغم التعدد والتنوع، وهي حالة شعور عفوي نابع من احترام الذات والآخر والاعتراف المتبادل للقيم العليا التي يجب ان تجمع الجميع بغض النظر عن من هم.
في اعتقادي أن التنوع الخلاق هو المفتاح لتحقيق وحدة خلاقة ومستدامة. بدلاً من رؤية التنوع كعائق ، يجب أن ننظر إليه كمصدر للإثراء الثقافي والفكري. التنوع يمكن أن يقود إلى تبادل الأفكار والخبرات ، مما يعزز التفاهم المتبادل والاحترام بين مختلف مكونات المجتمع. من خلال تبني مفهوم الشعوب السودانية ، يمكننا الاستفادة من هذا التنوع لتعزيز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات ، وبناء دولة رائدة ومتطورة ومنسجمة مع روحها وجوهرها الذي يستند على أساس متين من الفهم والتفهم للذات ومكوناتها الوطنية وتوظيفها الصحيح.
مفهوم الشعوب السودانية هو المدخل الصحيح لتعزيز هوية وطنية جامعة تشمل جميع المكونات. هذا يساعد في خلق شعور بالفخر والانتماء للوطن بشكل يشمل الجميع دون تمييز. الوحدة التي تُبنى على الاحترام المتبادل والتقدير للتنوع تكون أقوى وأكثر استدامة من الوحدة التي تُفرض بالقوة أو الإقصاء. عندما يشعر كل فرد بأنه جزء من الكل ، يكون الانتماء الوطني أكثر عمقاً وصدقاً.
لا يمكن تحقيق الوحدة في السودان دون تعزيز قيم حقوق الإنسان. حقوق الإنسان يجب أن تكون الأساس الذي تُبنى عليه السياسات والقوانين والمؤسسات. الاحترام الكامل لحقوق جميع الأفراد ، بغض النظر عن خلفيتهم ، هو ما سيضمن بيئة من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي. هذا يشمل حقوق الجميع وحق كل فرد في التعبير عن هويته الثقافية والدينية بحرية.
لتعزيز الوحدة ، يجب العمل على تقوية النسيج الاجتماعي بين مختلف المكونات السودانية. هذا يمكن تحقيقه من خلال السياسات التي تعزز العدالة والمساواة ، وتوفير الفرص المتكافئة للجميع. التعليم يلعب دوراً محورياً في هذا السياق ، حيث يجب أن يعزز المناهج التعليمية قيم التسامح والتعايش السلمي. الاعتراف بالتنوع يعزز الحوار بين مختلف المكونات السودانية ، مما يقلل من فرص الصراع ويسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً.

التحديات:
التشتت والانقسام: قد يفسر البعض (الخائفون امثال صديقي الرفيق د. أحمد بابكر) مفهوم الشعوب السودانية على أنه دعوة للتشتت والانقسام ، ولكن أقول لهم إن هذا يعتمد على كيفية تقديم المفهوم وتطبيقه. خوفهم ناتج من الاستخدام السيئ لمفهوم الشعب السوداني وتوظيفه في خدمة الحروب وقمع الآخر ، حيث كانوا كثيرين جدا هم المستفيدين الأساسيين من فرض مفهوم الشعب السوداني على حساب مفهوم الشعوب السودانية الذي ينطلق من أرضية متماسكة وصلبة ، وهي احترام الذات والآخر والمحبة للجميع وتستبطن العدالة والمساواة كأساس موضوعي ومعادل لقضايا الحرب والسلام.
الحلول:
التوعية والتثقيف: يجب نشر الوعي حول أهمية التنوع والتعدد السوداني وفوائده ، وتعليم الأجيال الجديدة قيم التسامح والتعايش.
السياسات الشاملة: تنفيذ سياسات تضمن المساواة والعدالة لجميع المكونات ، وتعزز المشاركة المتساوية في جميع جوانب الحياة العامة.
في النهاية ، مفهوم الشعوب السودانية هو مفهوم إيجابي يعزز الوحدة من خلال الاعتراف بالتنوع والاحترام المتبادل. ولن يكون سبباً للتشتت ، فقط عند الخائفون على زوال امتيازاتهم مع تنامي الوعي. هذا المفهوم أساساً لبناء مجتمع سوداني موحد ، متماسك وقوي. الاعتراف بالتنوع وتعزيزه كقيمة إيجابية هو ما سيقود إلى وحدة حقيقية تعزز قيم حقوق الإنسان وتقوي النسيج الاجتماعي. يجب على الجميع العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية لضمان مستقبل مشرق للسودان ، حيث يحتفي بتنوعه ويستخدمه كقوة بناءة لمصلحة الوطن بأكمله.

‫4 تعليقات

  1. العقلية التي تنطلق منها هي نفس العقلية التي ادت الي الكارثة:
    * لو راجعت الاهلية للشرف في السودان لوجدتها مرتبطة برعاية الدين- قد يكون كوش هو الخليفة في ديانة نوح
    * بموجب أعلاه يبقي الشرف مرتبطا ببيت معين والمثال الواضح تجده عند اليهود؛ محليا لن تجد سببا مباشرا لذهاب القواسمة لجبل موية ومنه لاسقاط سوبا
    * في الاربعة الاف سنة الماضية مرت علي السودان فترات جفاف لفترات تصل الي سبعة سنوات وذلك غير جفاف الهولوسين قبل عشرة الف عام؛ كل جفاف يؤدى الي موجة نزوح الي الغرب والجنوب اخرها اضمحلال اثر العنج وبقاء جعل كوريث طبيعي وحتي هؤلاء تاثروا بالجفاف وتجد تواجدهم في جبال النوبة ومع الدينكا وجنوب النيل الازرق وغربا حتي دار مساليت
    * دخل الاستعراب الحالي بعد ان شق النوبة طريقهم تحت راية المسيحية؛ فاغتنم جعل رافعة ابراهيم لمعالجة الخلل- لو راجعت السنة التى دخل فيها الشريف ادريس السودان ووصول اول احفاده الي دار جعل الحالية تجدها خمسمائة عام
    * تموضع الهجرات السابقة في جبال النوبة من الشرق الي الغرب يشير تقريبآ التالي:
    – مجموعة تقلي من جعل
    – مجموعة ما يمكن ان يكونوا اصل البانتو في محليات هيبان والي الجنوب منها
    – تليها مجموعة الغلفان وهم عنج باتفاق
    – الي الغرب منهم تجد مجموعة من جعل ممتدة حتي كادقلي
    – مجموعة النوبة- الفرع الدنقلاوي في شمال الجبال ومنهم خرج اسم جبال النوبة
    يمكن إجراء نفس التصنيف في شرق السودان
    ****** الكلمة الاخيرة ان القيادة في السودان كانت مواصفات ضمن خشم بيت معين وليست ورثة وترابط القبائل فدرالي ويمكن المراجعه من هيرودتس
    ‐ وان اسوإ ما ابتلي به السودان هو متطلبات ما يقال له الدولة الحديثة فاختلط الحابل بالنابل
    وناسف للتطويل

    1. الشعب هو اولا مصطلح دستوري _قانوني اي لا وجود لشعب الا في إقليم خاضع لسلطة وللاسف انت تخلط بين المصطلحات أما عن غباء أو أما عن حذلقة فالشعب ليس اثنية أو قومية ولا يدخل في أي تصنيف لكن بسبب استعماله خارج سياقه بات مألوفا استخدامه بشكل خاطئ ابحث عن ما ينفع لأن ما تكتبه لا معنى له

  2. هذا الرجل فقط يقطع ويلصق وللامانه في كتاباته بعض من ترجمة قوقل فالمسكين يقطع ويترجم ب قوقل ثم يلصق تحت اسمه فهو من درجة غبائه لا يستطيع أن يربط الجمل او الفقرات التي تم اختيارها عشوائيا يعني اسم المقال الرنان وصورتو بالبدله كلها حركات معرص كبير لا ينتمي لعالم الكتاب ولا حتي بياع في سوق الكتب المستعملة. ما عليك الا ان تقطع اي جزء من مقاله والبحث عنه في قوقل ستجد انه سرقها من كتابات الامم المتحدة او ادب الاغاثه. حرامي

  3. السلام عليكم..
    يا استاذ اسماعيل المواطن العادي وانا منهم لا يهمنا ما تكتبون وبالله كلامكم الدراب دراب دة عن الهوية وإدارة التنوع والشعبوية والغابة والصحراء والتهميش وكلام النخب والمثقفين والصحفيين وخلق معارك من العدم هي سبب الازية وانتشار خطابات الكراهية وعدم تقبل الاخر في مجتمع كان لوقت قريب مشهور بالتسامح …بالله اعطني مكون من مكونات المجتمع السوداني يعاني من التهميش الاجتماعي او الثقافي في اي بقعة من أرض السودان؟! عن أي تهميش نتحدث بعد تهميش حضارة عمرها اكثر من سبعة الاف سنة؟!!نعرف عن المهدي والتعايشي وعثمان دقنة وعلي دينار وفرح ود تكتوك اكثر مما نعرف عن يعانخي وطهارقا وشبتاكا ورماة الحدق .. اما ما يخص التهميش الاقتصادي فما عليك إلا تطوف علي كل السودان لتري بام عينيك البؤس والفقر ابدأها من اقصي شمال السودان من مناطق وقري الحلفاويين مرورا بالسكوت والمحس وقري الدناقلة ولا تنسي الشوايقة والجعليين وقري الجزيرة والنيل الأبيض البائسة ثم يمم وجهك الي الشرق لتعرف معني البؤس وكذلك مناطق النيل الازرق وكردفان ودارفور وجبال النوبة…يا سيدي مشكلة هذه البلد في ايدولوجيات سياسية مستوردة من شيوعية واخوان مسلمين وقوميون عرب وبعثيين وغيرهم مازالوا يحملون افكار قديمة بالية شبعت موت عند منبعها وهي افكار لا تشبه المجتمع السوداني البسيط الوسطي أتت بها نخب فاشلة وافندية من خريجي حنتوب ووادي سيدنا وجامعة الخرطوم فاوردتنا الهلاك والتاخر عن مجاراة الامم والشعوب وهي الي زوال من تلقاء نفسها جيل بعد جيل بسبب التطور البشري وهيمنة التكنولوجيا التي تنشر الوعي والحمد لله علي هذا اما الطرق علي وتر التهميش وتغذية مجموعات معينة بأنهم مواطنين درجة تانية وخلق معارك وهمية فسوف تكون القشة التي تقصم ظهر هذا السودان والي الأبد…
    الرحمة والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..