مقالات وآراء

نبل وعظمة الجنوبيين وفرش الملاية المصرية

شوقي بدري
 كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش …. الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى ، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة
 هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ….. لم ينجح أحد
     وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية  تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ
 شحمان،،  يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري ، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،،الحقة،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون … انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين  وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع
 لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب .  اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب
 كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي … فقوق نقور مثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان …… الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور  .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح
عبداللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري
 منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك  كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي
 رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال ، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء  ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما  بطين اعالي النيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية ، بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجر من بلدة ،،فنقاك،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيم الذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم …. لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال …. انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين …… بعدها يساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا …..
 تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على الافا
   لقد سخرتم منا عندما  كنا نتحدث عن المنا لفقدان الوطن الاول الذي هو الجنوب بالنسبة لنا . عندما اتكلم عن الرجال الذين هم خير مني بمراحل امثال ابن ملوث او ملوط اجوت الونج اكول الذي شاركنا السكن في امدرمان مدرسة التجارة . اسماعيل سليمان من كاجي كاجو والذي سكن في الموردة فريق ريد وتزوج باحدى بنات الموردة كان من اروع اعضاء الحزب الشيوعي. لم اسمع اسمه الا مصحوبا بالاحترام والاعجاب من كانوا اكبر منه قليلا امثال فرح عبدالله من ملوط الاديب عبد الله عباس من اولاد ملكال موسى
عبدالرحمن سولي من الباريا جوبا وهو ابن خال المحافظ
الاخت اقنس لوكودو
    والدي ابراهيم بدري احب الجنوب لدرجة انه اجتهد في تربيتنا كاولاد الدينكا الذين لا يسرقون ولا يكذبون . كنا نتكلم عنه في البيت ب ،، بنج ،، ووهو جد فخور باسمه الدينكاوي ،، ماريل ،،. ابراهيم بدري تزوج منقلة ام عمر بدري ابنه السلطان عمر مرجان عاش كدينكاوي تعلم لغة الدينكا بعدة لهجات وضع لها القواعد النحوية والحروف اللاتينية. كان يدرسها في كلية غردون . سخر منه بعض اهله الشماليين ووصف بالعمالة للاستعمار لانه تكلم عندما كان عضوا في لجنة الدستور كقانوني 1951م عن حق الجنوبيين جبال النوبة جنوب النيل الازرق وجنوب دارفور في وضع خاص. وعندما لم يستمعوا اليه استقال بعد أن حذر من حمامات الدم القادمة . كما طالب بالفدريشن للجنوب  ابراهيم بدري هو من اسس مع اشقاءه الجنوبين اول تنظيم اجتماعي سياسي اسمه ،، رفاهية الجنوب في
نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات
 لقد عشتم فرش الملاية في مصر وتعرضتم لابشع انواع المعالملة في ،، مصر يا اخت بلادي يا شقيقة . انها الشقيقة التي لا يعالجها اسبرين السياسة والواقع . اثيوبيا التي حملناها على حدقات عيوننا  تشاد التي اسسنا فيها المدارس السودانية تنكروا لنا الآن ظهر معدن الجنوبيين . اتمنى ان تفهموا لماذا كنا نتخلص من كل حذر ونحس بالامن والامان في معية الجنوبيين
 ادخل السودانيون بسرعة 20 الى 30 مليار دولار لمصر واغلب هذا المال سرق من بترول الجنوب. ولا تزال فلوس السودانيين تنهمر من دول الاغتراب على مصر  اذا دفع الشماليون نصف هذا المبلغ لازدهر الجنوب ولنعم الشماليون باستثمار جيد وعائد جيد مع الاخاء والاحترام …. كيف تفكرون يا اهلي ؟؟ لقد ذهب مئآت الالاف من الشماليين الى الجنوب خالي الوفاض وعادوا اثرياء …. انا شاهد وقد عشت هذا
 هل شاهدتم دموع بعض الرجال من
  الفريق الجنوبي يبكون عندما صدحوا بنشيد العلم القديم ؟؟ ونحن في اسكندنافية احسسنا بدفئ الترحيب والحب الذي انسكب عند اللقاء . في بعض الدول العربية كانوا يتعمدون مضايقة اللاعبين السودانيين وشتمهم في الهوتيلات لاحباطهم والتأثير على روحهم المعنوية. في الشق الجنوبي من الوطن صار الفريق الشمالي ضيفا على الاشقاء الجنوبيين وتكفلوا بسكنهم وراحتهم في افخم الفنادق. وحتى بعد الهزيمة كانوا يصفقون للشماليين . كان البعض في الجنوب يقول قبل المباراة …… غالب او مغلوب انحنا كسبانين . اين وجدتم هذا من قبل …… يا برابرة يا عبيد ؟؟ …. اتذكرون الاسائة التي وجهت للاعبي كرة السلة في الستينات خاصة الكابتن وندر بوث ديو الذي كان احد اسباب انتصار السودانيين ؟؟ الشوام كانوا يصفون وندر خاصة والآخرين بابناء الادغال
 بعد منتصف الليل  وقبل المباراة كتبت ونشرت خاطرة قلت فيها
اقتباس
خاطرة سودانية
 البارحة في يوم الاثنين 10يونيو قال لى احد الابناء المصابين بمرض كرة القدم ويتابع كل شئ في كل العالم …… ان جنوب السودان سيواجه السودان في كأس افريقيا . انا طبعا لم اكن متابعا ؟. بدأت افكر في الجنوب الوطن الاول الذي عرفت فيه الدنيا ووعيت بالحياة والشمال موطن الجدود من جهة الام والأب . وجدت نفسي اقف مع الجنوب واتمنى فوزه . الجنوب يحتاج للانتصار وان يظهر في كل مجالات الرياضة . ظروف الحروب التي بدأت في 1955م بغلطة الحكومة الانتقالية لم تترك فرصة كاملة لتطور الرياضة الموسيقى في الجنوب
 اذكر انه كان عندنا في ملكال او ،، ماكال ،، اربعة فرق لكرة القدم وهم الاتحاد ، المدينة النسر ، والفريق الرابع هو الملكية الذي يمثل حى الملكية حيث يسكن الجنوبيون . الفرق الثلاثة كانت تمثل الشماليين وحى الجلابة خاصة ، حيث يقبض الشماليون على زمام الثروة التعليم  والسلطة . فريق الملكية لم تكن تتوفر له المعدات الرياضية التي توفرت للفرق الاخرى . كانت احذية الملكية بائسة . الفرق الاخرة كانت تتمتع بكدارات شرابات اناكل شنكار .. الخ . اهل الملكية كانوا يعوضون الفاقد بالشجاعة الاجتهاد والحماس . الفرق الثلاثة كانت تجد الكثير من المشجعين لأن المباريات تحدث في ميدان الكرة شرق سوق الدخولية وبالقرب من مدرسة البندر الاولية في فريق الجلابة
 الموظفون الذين يأتون من الشمال الى المدرسة ، المديرية ، الاشغال البريد الوابورات .. الخ .  لا ينضمون الى فريق الملكية . احدهم كان موظف الاشغال ولاعب الهلال امدرمان ابو رزقة ابن اخت كابتن خديري من الاربعينات . كان ابو زقة ضخما وعندما يصطدم به لاعبي الملكية والفرق الاخري يتساقطون . اذكر احد الاخوة من الملكية يقول … زول كبير ده مفروض يمنعوه اللعب
 الاستاذ هاشم محمد عثمان المعروف بود العمة كان حارس المرمى للفريق القومي عندما فاز السودان بكأس الدول الافريقية . لعب  استاذنا هاشم في ملكال كما كان يدرب حراس المرمى احدهم الاخ مصباح عبد العليم . الاخ سحابة من الموردة عباسية كان لاعب كرة في ملكال كما كان حكما
 كثيرا ما افكر كم كان من الجنوبيين يمكن ان يمثل الفريق القومي السوداني قديما ؟؟؟ اليوم عند الكرة الجنوبية الفرصة للانطلاق كما انطلقت كرة السلة والعاب القوى . طوبا لاهل السودان شماله وجنوبي ، الا ان قلبي اليوم مع الوطن الاول
 كركاسة هذا الشعب السوداني لا يمكن قهره ، بالرغم من كل مصائب جيش الكيزان وضباع الجنجويد ، ها هما القسمان يتنافسان في ميدان كرة وليس ميدان
.حرب

‫37 تعليقات

  1. شكراً وكامل التقدير الامتننان يا استاذنا شوقي بدري علي اثارة هذا الموضوع ..لعل البراغيث المتشبثة باوهام العروبة تعي وترعوي !!
    الرئيس اليوغندي يوري موسفيني سخر من هؤلاء في المنابر الاقليمية وجعلعم اضحوكة الامم عندما ذكر اكثر في اكثر من مناسبة عن حيرته في عبثية ادعاءات القادة السودانيين بانهم عرباً فيما ازمة الهوية وقال انهم ينظر اليهم ولايري امامه غير افارقة يصرون علي الادعاء بانهم عرب:
    “لكنكم لستم عرباً توقفوا عن هذا التظاهر بالعروبة، وكلما انظر الي اشكالكم وخلقكم لا اري سوي افارقة سود يدعون بانهم عرباً ..
    حسناً هذه مشلكتكم ؟؟”

    بالمناسبة نفس المشلكة المضحكة واجهت الرئيس الزمبابوي السابق روبرت موغابي الذي لم يتمالك نفسه وانفجر في نوبة من الضحك المتواصل عندما اخبره مدير مكتبه بان هناك وفد ثمثل جانب العرب في الحكومة السودانية ودخل عليه الدكتور علي الحاج ومعه رهط من السودانيين من امثال ابو قردة والمرحوم مجذوب الخليفة !!

    رابط فيديو موسفيني الذي فضح فيه المزاعم الرسمية وقال قولته ايها السودانيون انتم لستم عرباً …
    “You aren’t Arabs”- Brave Museveni tells the Sudanese people
    https://www.youtube.com/watch?v=4q1TmlbuCmA

    1. كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش …. الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى ، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة
      هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ….. لم ينجح أحد
      وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ
      شحمان،، يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري ، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،،الحقة،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون … انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع
      لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب . اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب
      كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي … فقوق نقور مثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان …… الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح
      عبداللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري
      منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي
      رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال ، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما بطين اعالي النيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية ، بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجر من بلدة ،،فنقاك،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيم الذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم …. لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال …. انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين …… بعدها يساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا …..
      تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على الافا
      لقد سخرتم منا عندما كنا نتحدث عن المنا لفقدان الوطن الاول الذي هو الجنوب بالنسبة لنا . عندما اتكلم عن الرجال الذين هم خير مني بمراحل امثال ابن ملوث او ملوط اجوت الونج اكول الذي شاركنا السكن في امدرمان مدرسة التجارة . اسماعيل سليمان من كاجي كاجو والذي سكن في الموردة فريق ريد وتزوج باحدى بنات الموردة كان من اروع اعضاء الحزب الشيوعي. لم اسمع اسمه الا مصحوبا بالاحترام والاعجاب من كانوا اكبر منه قليلا امثال فرح عبدالله من ملوط الاديب عبد الله عباس من اولاد ملكال موسى
      عبدالرحمن سولي من الباريا جوبا وهو ابن خال المحافظ
      الاخت اقنس لوكودو
      والدي ابراهيم بدري احب الجنوب لدرجة انه اجتهد في تربيتنا كاولاد الدينكا الذين لا يسرقون ولا يكذبون . كنا نتكلم عنه في البيت ب ،، بنج ،، ووهو جد فخور باسمه الدينكاوي ،، ماريل ،،. ابراهيم بدري تزوج منقلة ام عمر بدري ابنه السلطان عمر مرجان عاش كدينكاوي تعلم لغة الدينكا بعدة لهجات وضع لها القواعد النحوية والحروف اللاتينية. كان يدرسها في كلية غردون . سخر منه بعض اهله الشماليين ووصف بالعمالة للاستعمار لانه تكلم عندما كان عضوا في لجنة الدستور كقانوني 1951م عن حق الجنوبيين جبال النوبة جنوب النيل الازرق وجنوب دارفور في وضع خاص. وعندما لم يستمعوا اليه استقال بعد أن حذر من حمامات الدم القادمة . كما طالب بالفدريشن للجنوب ابراهيم بدري هو من اسس مع اشقاءه الجنوبين اول تنظيم اجتماعي سياسي اسمه ،، رفاهية الجنوب في
      نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات
      لقد عشتم فرش الملاية في مصر وتعرضتم لابشع انواع المعالملة في ،، مصر يا اخت بلادي يا شقيقة . انها الشقيقة التي لا يعالجها اسبرين السياسة والواقع . اثيوبيا التي حملناها على حدقات عيوننا تشاد التي اسسنا فيها المدارس السودانية تنكروا لنا الآن ظهر معدن الجنوبيين . اتمنى ان تفهموا لماذا كنا نتخلص من كل حذر ونحس بالامن والامان في معية الجنوبيين
      ادخل السودانيون بسرعة 20 الى 30 مليار دولار لمصر واغلب هذا المال سرق من بترول الجنوب. ولا تزال فلوس السودانيين تنهمر من دول الاغتراب على مصر اذا دفع الشماليون نصف هذا المبلغ لازدهر الجنوب ولنعم الشماليون باستثمار جيد وعائد جيد مع الاخاء والاحترام …. كيف تفكرون يا اهلي ؟؟ لقد ذهب مئآت الالاف من الشماليين الى الجنوب خالي الوفاض وعادوا اثرياء …. انا شاهد وقد عشت هذا
      هل شاهدتم دموع بعض الرجال من
      الفريق الجنوبي يبكون عندما صدحوا بنشيد العلم القديم ؟؟ ونحن في اسكندنافية احسسنا بدفئ الترحيب والحب الذي انسكب عند اللقاء . في بعض الدول العربية كانوا يتعمدون مضايقة اللاعبين السودانيين وشتمهم في الهوتيلات لاحباطهم والتأثير على روحهم المعنوية. في الشق الجنوبي من الوطن صار الفريق الشمالي ضيفا على الاشقاء الجنوبيين وتكفلوا بسكنهم وراحتهم في افخم الفنادق. وحتى بعد الهزيمة كانوا يصفقون للشماليين . كان البعض في الجنوب يقول قبل المباراة …… غالب او مغلوب انحنا كسبانين . اين وجدتم هذا من قبل …… يا برابرة يا عبيد ؟؟ …. اتذكرون الاسائة التي وجهت للاعبي كرة السلة في الستينات خاصة الكابتن وندر بوث ديو الذي كان احد اسباب انتصار السودانيين ؟؟ الشوام كانوا يصفون وندر خاصة والآخرين بابناء الادغال
      بعد منتصف الليل وقبل المباراة كتبت ونشرت خاطرة قلت فيها
      اقتباس
      خاطرة سودانية
      البارحة في يوم الاثنين 10يونيو قال لى احد الابناء المصابين بمرض كرة القدم ويتابع كل شئ في كل العالم …… ان جنوب السودان سيواجه السودان في كأس افريقيا . انا طبعا لم اكن متابعا ؟. بدأت افكر في الجنوب الوطن الاول الذي عرفت فيه الدنيا ووعيت بالحياة والشمال موطن الجدود من جهة الام والأب . وجدت نفسي اقف مع الجنوب واتمنى فوزه . الجنوب يحتاج للانتصار وان يظهر في كل مجالات الرياضة . ظروف الحروب التي بدأت في 1955م بغلطة الحكومة الانتقالية لم تترك فرصة كاملة لتطور الرياضة الموسيقى في الجنوب
      اذكر انه كان عندنا في ملكال او ،، ماكال ،، اربعة فرق لكرة القدم وهم الاتحاد ، المدينة النسر ، والفريق الرابع هو الملكية الذي يمثل حى الملكية حيث يسكن الجنوبيون . الفرق الثلاثة كانت تمثل الشماليين وحى الجلابة خاصة ، حيث يقبض الشماليون على زمام الثروة التعليم والسلطة . فريق الملكية لم تكن تتوفر له المعدات الرياضية التي توفرت للفرق الاخرى . كانت احذية الملكية بائسة . الفرق الاخرة كانت تتمتع بكدارات شرابات اناكل شنكار .. الخ . اهل الملكية كانوا يعوضون الفاقد بالشجاعة الاجتهاد والحماس . الفرق الثلاثة كانت تجد الكثير من المشجعين لأن المباريات تحدث في ميدان الكرة شرق سوق الدخولية وبالقرب من مدرسة البندر الاولية في فريق الجلابة
      الموظفون الذين يأتون من الشمال الى المدرسة ، المديرية ، الاشغال البريد الوابورات .. الخ . لا ينضمون الى فريق الملكية . احدهم كان موظف الاشغال ولاعب الهلال امدرمان ابو رزقة ابن اخت كابتن خديري من الاربعينات . كان ابو زقة ضخما وعندما يصطدم به لاعبي الملكية والفرق الاخري يتساقطون . اذكر احد الاخوة من الملكية يقول … زول كبير ده مفروض يمنعوه اللعب
      الاستاذ هاشم محمد عثمان المعروف بود العمة كان حارس المرمى للفريق القومي عندما فاز السودان بكأس الدول الافريقية . لعب استاذنا هاشم في ملكال كما كان يدرب حراس المرمى احدهم الاخ مصباح عبد العليم . الاخ سحابة من الموردة عباسية كان لاعب كرة في ملكال كما كان حكما
      كثيرا ما افكر كم كان من الجنوبيين يمكن ان يمثل الفريق القومي السوداني قديما ؟؟؟ اليوم عند الكرة الجنوبية الفرصة للانطلاق كما انطلقت كرة السلة والعاب القوى . طوبا لاهل السودان شماله وجنوبي ، الا ان قلبي اليوم مع الوطن الاول
      كركاسة هذا الشعب السوداني لا يمكن قهره ، بالرغم من كل مصائب جيش الكيزان وضباع الجنجويد ، ها هما القسمان يتنافسان في ميدان كرة وليس ميدان

      1. ليس رداً على هذا القلنقاي (يقصد فلنقاي).. بل كلام موجه للقائمين على أمر الراكوبة:
        ألا ترجعون هذه التعليقات؟ ما جدوي أن ينقل هذا الفلنقاي كلام الأستاذ شوقي بدري ويلصقه هنا؟!

    2. السعيد بانفصال الجنوب لك التحية . لا يمكن ان اكون من الجهل لدرجة انني اره شعبا او اى مجموعة بشرية ما احتقره هو تصرفات ومنطلقات الكثير من العرب…. اكبرهاخيانتهم للفلسطينيين خاصة في غزة من العرب ما شاركتهم السكن ووضعت لهم عرشا في قلبي .
      اقتباس
      رجل ادين له بالكثير الكثير
      صورة شوقي بدري شوقي بدري27 مايو، 20224
      فيسبوك ‫X
      شوقي بدري شوقي بدري
      شوقي بدري
      كلما اسمع شخصا يسئ الى كل الشيعة ويكفرهم ، يصفهم بالرافضة اغضب اشد الغضب . اذا كان هنالك بعض الشيعة يسيؤون التصرف او يعطون صورة غير جيدة عن الاسلام فهنالك الملايين من السنة يجعلون الدنيا في هذا الكوكب غير صالحة للحياة . هل دعى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى دين يعرف بالسنة ام أن كل من يقول لا الله الا الله وأن محمد رسول الله هو مسلم وأن الله سيحاسبه في يوم القيامة حسب عمله ، ام هل الجنة حكرا على اهل السنة ؟ جمعني الله باخي سعيد العلوي طيب الله ثراه . صحبته تركت اجمل الاثر على شخصيتي تبعني وستتبعني الى القبر ، له الرحمة .
      كثيرا ما كان يخالجني احساس بأن سعيد لم يخلق لعالمنا، كان مختلفا جدا عن الجميع وربما لهذا لم يتأقلم مع عالمنا في بعض الاحيان . نقاءه طيبته وبعده عن الحقد الكراهية او اضمار الشر لاى من البشر او حمل ضغينة حتى الى من اساء اليه جعلته في بعض الاحيان خارج عالم البشر الذي لا يخلو من الشر الذي لم يعرفه سعيد طيب الله ثراه .
      اتصل بي الاخ جعفر حسن السلمان الذي انا في اتصال به غير منقطع ، وكان معه محمد ابن الغالي سعيد العلوي . فبعد انتقال سعيد الى جوار ربه تم فتح جواله ووجدوا صورتين تجمعاني مع الحبيب سعيد العلوي قبل اكثر من نصف قرن . احسست بالجمال والوفاء الصادق الذي كان مثالا لعظمة رجل كبير يستحق كل الحب والاحترام . عندما يكرم الله الانسان يجمعه بمن هم خير منه : كان هذا حالي مع سعيد. رحم الله اخي سعيد العلوي الذي ادين له بالكثير الكثير .
      كنت اذهب مع بعض الطلبة من افارقة وغيرهم بحثا عن عمل كان الجميع يجدون العمل ويتم رفضي. قال لي صديقي هيرمان الامريكي الاسود وصديق سعيد أن شكلي يوحي بأنني قد اشتبك في معركة لاقل استقزاز ، ولا داعي لتوظيفي . الميناء كان يقبل الجميع . نأتي في الصباح ويعطونا العمل. واذا لم يتوفر العمل ننصرف . ومن العادة انه عندما يتوفر العمل نعمل ساعات طويلة. والاجر كان جيدا . المشكله أن لوند بعيدة عن البحر ولهذا اضطررت للرحيل الى مالمو . وافترق طريقي من الحبيب سعيد ، كنا لا نفترق ولا نجلس الا ملتصقين ببعضنا رحم الله اخي سعيد . نهاية الاسبوع كانت تجمعنا دائما. وبالرغم من الشلة الكبيرة من امريكان جمايكيين يوغوسلاف الخ كنت وسعيد مكملين لبعضنا .
      كتبت موضوعا تحت عنوان البحرينيون ،، الحلوين ،، قبل سنين عديدة.
      اقتباس
      البحرينيون (الحلوين) .. بقلم: شوقي بدري
      السودانيون عادةً يصابون بصدمة عندما يصطدمون بالعرب لأول مرة . لأنهم يكتشفون أن الاباء ، الاخاء والنخوة والشهامة والعشائرية والتضامن والعزة والكرم , هذه اشياء توجد فقط في داووين الشعر في اغلب الاوقات . ونظرة السودانيين للعرب لاتزال ساذجة ورومانسية..
      في شرق اوربا اكتشفنا أن الدهنسة , ومسح الجوخ وتقديم الرشوة والدوس على الآخرين والتقرب من المسئولين, من السمات المعروفة عن الطلاب العرب إلا من رحم ربي . كانت البعثات تباع وتشترى . وكل بسعره , الطب والهندسة أعلى سعراً . وكان السكن المميز عادةً يكون من نصيب الطلاب العرب . مسكن الطلبة بودلي في براغ 4 كان مكونا من اربعة عمارات , ثلاثة للطلاب والرابعة للطالبات . وكل مسكن مكون من خمسة طوابق . كانت الغرف صغيرة . وفي كل غرفة يتواجد ثلاثة من الطلبة . ولكن الغرف في الأركان كانت أوسع حجماً بنسبة خمسين في المئة . وهذا يعني عشرين غرفة في كل مسكن .وهذه الغرف تعرف بي روهاك باللغة التشيكية وتعني الركن . وفي كل غرفة تقريباً , كان هنالك عربي . وفي بعض الاحيان يكون هناك طالباً عربياً واحداً او طالبين فقط . وكل هذا يحدث عن طريق الرشاوي والهدايا في شكل جوارب نسائية من الغرب أو مشروبات أو ملبوسات مثل الجينز الامريكي الذي لم يكن متواجداً في شرق اوربا.
      عندما حضرت الى السويد من شرق اوربا , كنت قد كفرت بالعلاقة مع العرب . كنت اتوقع كل ما هو سيئ من العرب . وكان مسكن الطلاب البيت العالمي أو الانترناشونال هاوس مليئ بالطلبة العرب , والأجانب . فالسياسة كانت ان يكون 50 في المئة اجانب , و50 في المئة سويديين . والمنزل في شارع داق همرشولد . ولقد افتتح المنزل داق همشولد سكرتير الامم المتحدة السويدي , الذي اغتيل في حوادث الكنغو في سنة 1961 . وكانت هنالك مجموعة من الطلبة البحرينيين في ذلك المنزل. والغريبة انه في تلك الفترة كان هنالك 21 طالباً من البحرين في جامعة لوند . وكان هنالك بعض الطلاب العرب والآخري . وأظلمت البحرينيين عندما نظرت اليهم بفكرتي عن العرب التي اكتسبتها في شرق اوربا . وكانت مواقفي عدائية مخجلة نحوهم في البداية. ولكن بسرعة جدا اكتشفت انهم من طينة اخرى . فلقد كانوا بجد حلوين . وتعرفنا نحن الطلبة السودانيين على الوجه الاخر من العرب .
      البحرينيون يتمتعون بذكاء فطري , وروح جميلة , ومقدرة هائلة للتعامل مع الاخرين وتقبلهم . وما يميزهم بحق هو تواضعهم وبساطتهم .
      في الاسبوع الاول في ديسمبر كل سنة احتفل مع نفسي بعيد ميلاد العزيز سعيد العلوي . فهو مولود في 6 ديسمبر وهو يكبرني بسنة في العمر . وأردد القصيدة التي كان يحبها اكثر وكان يرددها , وكنت قد سمعتها منه لأول مرة . والقصيدة تقول على ما أذكر : (اريد ان اقبل شلحتك … وأشرب قهوتك … والباب موصود داخل غرفتك) . سعيد كان فناناً ورساماً . و روح جميلة . وكل ما اعيد ذكراه واقارنه بالآخرين اكتشف شيئاً جميلاً وحلواً .
      انتقلت مع سعيد وسكنا في شقة حديثة مكونة من ثلاثة غرف . وكعادة السودانيين احتلوا الشقة . وكان الضيوف يحضرون من الدنمارك وتمتلئ الشقة بالسودانيين . وسعيد يرحب بهم ولا يتضايق ابداً . بالرغم من ان الشقة شقته وله نفس حقوقي . الا ان السودانيين كالعادة وهم اطباء ومهندسون وطلاب ومبعوثون وزوار يتعاملون مع الشقة وكأنها شقة شوقي فقط . وليس هناك اي انسان في الوجود, كان سيتقبل هذا الوضع سوى سعيد العلوي. كان يردد يا ضيفنا اذا زرتنا تجدنا نحن الضيوف وانت رب المنزل .
      أذكر ان الاخ حسن عريبي من كوبنهاجن سأله مرةً : (انت ساكن عند شوقي) . فقال له سعيد بكل بساطة: (لا , في الحقيقة انا ساكن معاه) . ولم يغضب . وقتها كان سعيد يحتاج الى الراحة والهدوء , لأنه كان قد تعاقد مع بروفسيور سويدي , والسويدي كان متخصصاً في اغاني الغوص البحرينية والتي كان يرددها البحارة والغطاسين. سعيد الذي عمل بالتدريس قبل حضوره للسويد ، كان من المفروض ان يسجل كل الكلمات في الاغاني وكان يردد سماع اشرطة ضخمة. بعض الاشرطة غير واضحة وكان من الصعب التقاط كل الكلمات وكتابتها قبل تقديمها للبروفيسور السويدي . عن طريق سعيد العلوي تعرفت على الحياة القديمة في البحرين . وتطور المجتمع وتفاعله . ومثل اغلب البحرينيين كان سعيد فخوراً بتايخ البحرين القديم , والفقر والضيق الذي كان بارزاً في حياة الفرد في البحرين قديماً . وكان يحكي لي عن المجتمع البحريني القديم الغوص معانته ، اخطاره وعلاقة البشر . كان يحثني على الكتابة لأنني بعد اصدار روايتي الأولي (الحنق) توقفت عن الكتابة .
      سعيد كان يعمل في مطعم هوتيل لنديا الفاخر . وفي أحد الأيام كان الفندق يحضر عشاءاً خاصاً لكبار المسئولين وشخصيات عالمية . وذهبت سيارة خاصة لتحضر الطعام من مطار مالمو . وسعيد كان يضحك ويقول لي : (تصور ان الطعام الذي احضرناه من فرنسا كان عبارة عن محار) . و يضيف سعيد : (لقد كنا نأكل المحار في البحرين في ايام الفقر والجوع . وكانت والدتي تشدد علينا ان لا نخبر اي انسان اننا اكلنا المحار . لأن العادة ان المحار يفتح بحثاً عن اللؤلؤ , ولكن لحم المحار لا يؤكل في البحرين . ومن المضحك ان السويديون يستوردون المحار في حاوية خاصة مبردة بالطائرة , ونحن نطرح المحار ونتخلص منه, ولا نأكله الا مضطرين. ونختشي من ذكر اكله . أن الدنيا عجيبة يا شوقي) . سعيد كان عميقاً وفيلسوفاً .
      أحد الأبناء السودانيين عمل مع عراقي شيعي , قبل سنوات . وكان له متجراً في وسط مدينة مالمو، وكان يعامل الجميع بتعالي . وعرفت انه يعتبر سيدأ و هذا يعني انه من البيت العلوي ( اشراف ) . ثم عرفت ان السيد هو من والده من آل البيت وان والدته من غير ذلك . وأن هنالك درجة اعلى وهي ما عرف بالعلويين . وهو الشخص الذي والده ووالدته من آل البيت . فتذكرت صديقي سعيد العلوي . وقلت لنفسي لقد كان يسكن معي أحد العلويين ولم يشعرني ابدا بأنه مترفع عن الآخرين . كان حلواً بسيطاً متواضعاً. كان بحرينياً بحق وحقيقة . كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه ولا يهمه فلس أو ضيق . ككل البحرينيين الذين كانوا طلبة هنا كان يمارس أي عمل بدون تردد او تأفف . ولم اسمعه ابداً يفتخر بحسبه ونسبه . يتحدث عن مشاكل البحرين القديمة والحديثة بحميمية صادقة . يتحدث عن ظروف اعتقالاتهم السياسية في معتقلات الستينات . يتحدث عن قسوة الجنود البلوش . وكيف كانوا يهتفون في المعتقلات البلوش وحوش, وكيف كانوا يتعرضون للجلد . وكل هذا بدون هيلمانه و بدون نسب اي بطولات لنفسه . سعيد كان يتقبل افريقيتي وعدم عروبيتي . و لم يكن الامر يضايقه , على عكس العرب الآخرين الذين يتضايقون عندما نقول لهم اننا لسنا عرب بل سودانيون فقط .
      سعيد كان حالة خاصة من تجليات الحب الصدق والوفاء ..
      من الاشياء المميزة عند البحرينيين هي خفة الدم و استيعاب النكتة على عكس الكثيرين . سعيد كان رائعاً في رواية النكتة. وقال لي في احد المرات انه حكى نكتة للأخ موسى عبد الرحمن عثمان وهو سوداني من أولاد العباسية في امدرمان , وابن خال تؤام الروح بله رحمة الله عليه . وكان هذا في مقهى الطلبة الكبير فأنفجر موسى بقامة اهله الدينكا العالية , وصوته العالي في ضحكة لفتت كل المقهى . حتى العاملين توقفوا ونظروا اليه . كان يقول لي موسى يتذوق النكتة لكن المشكلة ان على الانسان ان يختار المكان . او ان يحكي الانسان النكتة في مكان عام ويهرب . الاخ ممون يوسف المامون كان يحضر لنا كثيراً , وكان زائراً شبه دائم في شقتنا . وكان يستأنس بسعيد ويحب رفقته . وسعيد كان بارعاً في استنباط أكلات خفيفة . وأكلته المفضله كانت البيض بالبطاطس . أو سندوتشات الطماطم والمارتديلا بالجبن , التي يخرجها ساخنة من الفرن . وكان مامون يحبها لدرجة الجنون ..
      سعيد كان يحثني في بعض الاحيان على صنع الملوخية السودانية . وكان قد رفض فكرة الملوخية في الأول . وكان يحسب أنها الملوخية المصرية التي نذوقها في القاهرة . ولكن عندما تذوق الملوخية السودانية المسبكة باللحم الكثير , صار يقول لي ان الانسان يجب أن لا يتسرع في الحكم . لأنه كان يحسب ان الملوخية السودانية هي الملوخية المصرية . كما كان يذكر لي أنه كان عنده فكرة خاطئة بأن مصر والسودان تتشابه في كل شئ .
      وفي احد الايام ذهب سعيد لزيارة مامون في مسكنة في المسكن الطلابي والمسكن عبارة عن عشرة غرف في ممر طويل ومطبخ كبير مشترك . فأقترح مامون عمل نفس السندوتشات الساخنة فأفهمه سعيد بأن الموضوع غير ممكن لان ليس عندهم فرن . فأراد مامون ان يصنع تلك السندوتشات بعد أضافة المارتيدلا في محمصة العيش العادية . فأحتفظ سعيد برقته ومعقوليته المعهودة قائلاً : (أن السويديين سيحتجون لان المحمصة ستتلوث بالجبن السائل وستصدر روائح غير مستحبة) وقال مامون وكأنه لا يزال في حي الموردة في امدرمان : (مالو اتكلموا حا اشاكلهم) ويقصد انه سيتشاجر معهم . فأنسحب سعيد بكل بساطة واخذ دراجته وحضر الى شقتنا . وبعد ايام بعد ان عرفت بالقصة سألت سعيد عن سبب انسحابه و عدم اخباري بالقصة . فقال لي ما معناه نحن اجانب في بلد السويديين , كيف نسيئ التصرف واذا اراد اصحاب البلد ان يلفتوا نظرنا يكون الرد مشاجرة.
      أحد المبعوثين السودانيين كان يسكن في مجمع اسبارطا الضحم في جامعة لند . وأرتبط بصداقة مع سعيد وتصادف سقوط هذا الشاب في الدرج . وعانى من اصابة في رأسه . وسعيد كان يعوده دائماً . وبعد احد تلك الزيارات وفي طريقة الى حيّنا (لينارو) الذي لم يكتمل تشييده , وكان بعض الاماكن مليئة بالحفر . سقط سعيد من دراجته . والدراجة في لوند هى وسيلة مواصلات البروفسيرات والطلبة . وفي الصباح كانت يده قد تورمت . فأخذته الى المستشفى . وتألمت عندما اخبرني الطبيب ان هنالك عظم صغير لا يزيد عن مليميترات , يتواجد بين اليد والساعد , وان هذا العظم انكسر وهذا شئ لا يحدث ابداً . وتألمت . وتقبل سعيد الأمر ضاحكاً قائلاً ما معناه اما ان اكون انا على كمية من النحس , أو انني شخص مميز , ينكسر فيّ عظم لا ينكسر ابداً . وعانى سعيد من الجبص لفترة طويلة . وسعيد كان يضحك وتقبل الأمر ولا يشكو ابداً كعادته. وصلتي بسعيد لم تنقطع ابداً الى الآن . وعندما عمل في مجلة مصنع الدرفلة في البحرين كان يبعث لي بالمجلة ويراسلني . وتنقطع مراسلاتنا في بعض الاحيان . ولكني اذكره دائماً كأحب واجمل الاصدقاء .
      كان هنالك طالب باكستاني ضئيل الجسم . وكان البحرنيون يشيرون اليه , بصاحب سعيد . وكان الباكستاني كثير الحركة , ويتواجد في كل مكان . وكان سعيد يقول انه يرتاح لرؤيته لأنه الشخص الوحيد الذي يمكن لسعيد ان يتغلب عليه في معركة جسدية . و طان كان سعيد بعيداً عن العنف .
      في كتاب حكاوي امدرمان ذكرت الاخ جعفر حسن السلمان . وفي فترة الطلاب اظن ان جعفر كان اشهر طالب في لند . ولا أظن انه سيأتي طالب في يوم من الايام ويحظى بتلك المكانه . وكان الجميع يعرفه بيافا. وكما قال جعفر انه لو واصل سكنه سنتين اضافيتين , لصنعوا له تمثالاً في وسط مدينة لند الجامعية . جعفر كان كثير الانتشار وعمل كديسك جوكي وهو الشاب الذي يشغل الاسطوانات ويعلق عليها في الديسكوتيكاهات . كما كانت له مغامرات ومؤامرات . وكما اوردت في كتاب حكاوي امدرمان انه ارتبط بالسودانيين وفي فترة بسيطة اتقن اللهجة السودانية لدرجة وانه صار يقنع كثيراً من السودانيين بأنه سوداني . وكنا نقدمه للسودانيين الجدد بجعفر من امدرمان, ويصدق البعض عندما يبدأ جعفر بالكلام بلهجة امدرمانية خالصة . وكان لماحاً و يجيد المقالب . سعدت عندما عرفت أنهم قد جعلوا احد الطلبة العرب يشرب مقلباً رائعاً . وذلك الطالب كان ثقيل الظل متغطرساً . وأفهمه الاخوة البحرينيون بأن مطعم استيكات في وسط المدينة الذي هو عبارة عن برج حصن قديم , ويزين مدخله درع فارس وبخوذه مثل فرسان القرون الوسطى . وتحدثوا عن أن المطعم كان يريد ان يوظف شخص قوي البنية, لكي يلبس ذلك الدرع ويستقبل الزبائن . وان جعفر سيتقدم لتلك الوظيفة . وسارع الطالب العربي بالذهاب الى المدير ومارس بعض الدهنسة ومسح الجوخ وزكى نفسه كالشخص الملائم لتلك الوظيفة , التي لم يكن لها وجود في الحقيقة .
      لا يمكن ان يتذكر الانسان الطلبة البحرينيين في لند , بدون ان يتطرق الانسان الى المناضل علي الدويقر . ولقد تعرض علي الدويقر لفترات طويلة في سجن البحرين . و يحكي انه بعد ان اطلق سراحه في احد المرات حضرت له والدته حفلاً و دعت اصدقائه . وأعدت له الطعام الذي يحبه. (حتى ينجبر عظمة بعد السجن ). و بعد أن قشر أول موزة حتى يأكلها حتى أحل البوليس بداره لأخذه من جديد وكان يقول : ( لا أعرف اي ابن كلب قد حرك مظاهرة في نفس اليوم ) . وكالعادة كان علي اول حضروا لأخذه , حتى قبل ان يكمل موزته الاولى , وأرجعوه الى السجن . لدهشتنا وجدنا ان الطلبة البحرينيين على وعي سياسي متطور جداً . وكانوا بحق قادة سياسيين.
      العم حسن سلمان والد جعفر رحمة الله عليه , حضر لزيارته . وكنّا جميعاً منكمشين , ونجلس بأدب, ونتحدث بحذر . إلا انه طلب منا ان نسقط لقب العم , ونعتبره احد افراد الشلة , وقد كان . وكان حلواً سهلاً لطيفاً . وكان يتحدث عن لؤم السياسة وقذارة السياسيين . وكيف انهم ذهبوا الى مصر في زمن جمال عبد الناصر , وعندما عادوا بعد التدريبات العسكرية والسياسية كان الأمن البحريني في انتظارهم . فلقد توصل نظام جمال عبد الناظر مع اتفاقيات مع حكومة البحرين . وكانت كل الصور والأفلام السينمائية لتدريبهم متوفرة عند الأمن البحريني . في ذلك الوقت كانت البحرين ودول الخليج تحت السيطرة البريطانية . وكان العم حسن سلمان يقول لنا ان السياسة ليست ابيض وأسود فقط. والعم حسن كان يقول لأبنه جعفر عندما شاهد صلاته الواسعة مع الطلبة الامريكان والجمايكيين وبعض الانجليزالخ , والحفلات الدائمة , ومعرفة اغلب الناس من فتيات وشباب بجعفر (هذه هي الجامعة الحقيقية يا ابني . الجامعة الحقيقة هي الدنيا والناس. الشهادات والاوراق ليست كل شئ ) . وترك العم حسن صورة لا يمكن نسيانها وذكريات جميلة . كان انساناً متفتحاً بكل المعنى , رحمة الله عليه . وبعد ان عاد الى البحرين قام بأرسال ابنه الاصغر محمد علي لينضم الى شقيقه جعفر .
      البحرينيون كانوا مترابطين , ولم تكن هنالك اي مشكله بينهم كشيعة وسنيين . وأذكر ان الأخ الجنتلمان عيسى كان مهذباً ومحبوباً من الجميع . وكان يعمل في المطعم في مسكن الطلاب. وكان محترماً من الجميع . وأذكر انني اضطررت ان استدين منه ثمن وجبة في مساء بارد , أحلت بي صديقة شكت جوعاً ولم يكن عندي ما يؤكل أو مالاً . ولم تكن علاقتي به حميمة وقتها . ولم اعرف الا بالصدفة انه سنّي . وهذه الحقيقة لم اعرفها انا من عيسى أو من البحرينيين . بل عرفتها من طالب دراسات عليا مصري, كان يمتاز بثقل الدم . وهو الذي بحث ودقق . ولم يكن الامر مهماً بالنسبة للبحرينيين . .
      قبل شهور قالت لي الابنه مها , وهي ابنه اخصائي طبيب سوداني في استوكهولم وهي طالبة في كلية العلوم في جامعة مدينتنا مالمو. أن البروفيسور عزام يبلغني تحياته . وهو في كلية العلوم . عزام كان احد الطلاب البحرينيين . وهو شقيق البروفيسور المشهور في جامعة لند , كلية العلوم السياسية الهادي خلف . وهم ابناء عمة العزيز جعفر حسن السلمان. وجعفر يحكي لي رحلتهم من البحرين التي استمرت لأسابيع في الستينات مع عزام , الى ان وصلوا الى جامعة لوند . والسبب كان أن الهادي قد سبقهم الى جامعة لند . وكان قد تبقى لجعفر مئة دولار عندما وصل السويد . و بدأت رحلة البحث عن عمل ثم الالتحاق بالجامعة . والبحرينيون على عكس الآخرين يفتخرون بأنهم قد مارسوا كل الاعمال من غسيل الاطباق او كبائعين . أو كجرسونات , بدون أن يحسوا بمركب نقص .
      الأخ العزيز جعفر السلمان , كان يسخر من الوضع السابق في البحرين , مقارنةً بالحالة اليوم . و الحقيقة ان الكثير من الدول التي اصابت حظاً تحاول ان تتنكر , و تنسى الماضي . جعفر كان يذكر لي انه بعد ذبح دجاجة أو احد الفراخ ان والدته كانت تطلب منه ان ينثر الريش و الأمعاء خارج المنزل, حتى يعرف الناس انهم قد ذبحوا دجاجة . و لكن بعد استيراد الدجاج الدنماركي , صار الفراخ هو طعام الفقراء . هذه الظاهرة كانت تميز بيوت الأغنياء في السودان و بعض دول الشرق الأوسط .
      و شئ اخر يجمعنا مع البحرينيين هو تقبلهم للمصائب و عدم الجزع . و أذكر ان عزام قد تعرض في السبعينات لحادث سير بالسيارة . و عندما ذهبت لزيارته في المستشفى كان يسير بعصاتين . و كانت ضحكته تجلجلبالغم من المه . و كان يقول ما معناه , الحمد لله ان الانسان عائش . و قبل بضع سنوات عندما كان ابن عزام في الثانية أو الثالثة عشر من عمره , كنت اقابلهم عندما كان ابني فقوق نقور يشترك في منافسات كرة القدم . و أذكر ان عزام كان يركض على تلك الساق التي كانت مصابة و يشجع ابنه بالرغم من أنه قد ازداد وزناً مقارنة بأيام الشباب . و كان لا يرتاح طيلة الماتش , و يركض بجانب الميدان و يشجع ابنه . و عندما كنت اسأله اين يجد تلك الطاقة , كان يضحك و يقول لي : ( و الله ما اعرف , يمكن من حبّي لأبني , ما انا بحبه كتير , و ما بحس نفسي بركض ) .
      هذا الحب الابوي لمسته عندما حضر جعفر قبل ثلاثة سنوات مع ابنته فاطمة وهي اخر العنقود . هذا قبل تسجيلها في السويد والحصول على جواز سويدي ثم انتقلت الى الدراسة في انجلترا . وهذا الأرتباط الاسري والاهتمام من الاباء بالأبناء لاحظته عند كل البحرينيين . فهم يعيشون من أجل ابنائهم وبناتهم . ويرتبط البحرينوين بروابط اسرية قوية صارت تنعدم في العالم العربي . وأذكر ان جعفر كان يتحدث عن والدته بحميمية , ويذكر نقاشاته معها وكأنها صديقة، بروح بعيده عن التشدد و الحساسية التي تكتسي بها علاقة الوالد مع الابن في مجتمعاتنا .
      عندما كنّا جالسين في مقهى الجامعة الضخم , والذي كان مكان تجمع كل الشباب , قمت بتعبئة طلب التحاق بالجامعة . وساعدتني صديقتي السويدية . وكنت لا ازال أحمل احساس شرق اوربا , وأحاول الابتعاد عن العرب . فأقبل نحوي الأخ الهادي خلف . وأظن ان احد الاخوة قد عرض عليه طلبي التحاقي بالجامعة . واشار الى بعض الغلطات . وطلب مني بدون سابق معرفة ان اصححها . وقلت له ممتعضاً ما معناه ان هذا الكلام قد قامت بكتابته سويدية ، فقال لي نعم انها سويدية ولكنها ليست اكاديمية وليس كل سويدي ملم بلغته . وهل كل بحريني أو سوداني ملم باللغة العربية تماما. فاحسست باحترام للرجل .
      قبل بضع سنوات استضفت في برنامج في السويد. وبسبب هذا البرنامج كان يستوقفني البعض ويشيد بما قلته . وفي هذا البرنامج كنت اهاجم السويد وأقول ان الغرب هو من صنع ما يسمى بالارهابيين العرب في افغانستان . لان السي اي ايه هي التي قد دربتهم. ولقد دفعت السعودية وبعض الدول العربية الفاتورة . وأن بعض الدول الاوربية ومنها السويد قد فرحت بهزيمة الاتحاد السوفيتي في افغانستان . وان هذه هي بضاعتكم قد ردت اليكم . وأن تحطيم الاتحاد السوفيتي قد أتى لكم بالمجرمين والمافيا الروسية . والآن تشتكون من الارهاب العربي الاسلامي . ان هذا من صنع يديكم . وكنت احس بنشوة وانني قد (جبت الديب من ديله) . فأتصل بي البروفيسور الهادي وارسل لي موضوعاً قد كتبه قبل سنين عديدة, وتنبأ في بداية الحرب الافغانية بأن ما حدث من ارهاب وتفجيرات مثل تفجير مركز التجارة العالمي والتفجيرات الاخرى سيحدث . لأن ذلك الشباب الذي دفع به الى حرب افغانستان سيدرب شباباً آخرين . وأن الأمر لن يتوقف عند افغانستان بل سيستمر . ولقد تحققت نبؤة البروفيسور البحريني الهادي خلف ( ابو رسول ) . واحسست بأكبار للرجل . فتحليلي الذي كنت فخوراً به في الاعلام السويدي , كان ما تنبأ به الاخ الهادي قبل سنين عديدة . فالهادي يأسرك بعينيه النفاذتين وادبه وبساطته وبعده عن الجخ والتشدق والفخر مثل اغلبية العرب .
      كان للطلبة الايرانيين وجود مكثف في الجامعات السويدية . والآن يكادوا ان يكونوا اغلبية في كليات مثل الطب . وفي احد المحاضرات السياسية التي ضمت كل اصناف البشر, قام الطلاب الايرانيون في بداية السبعينات بالهجوم على المتحدث والمشاركين . وكادوا ان يفشلوا المحاضرة, لأن البعض يتحدث عن الخليج العربي . والخليج هو الخليج الفارسي . وبعد العرب يصرون على عروبة الخليج . وكادت أن تقوم معركة وحسم الهادي الامر قائلاً : (ان الخليج ليس بعربي أو فارسي . الخليج في الحقيقة هو خليج امريكي, تسيطر عليه امريكا وتتصرف فيه كما تشاء) . فهدأ الجميع .
      الحقيقة انني تعلمت كثيراً من البحرينيين . وأذكر ان سعيد العلوي كان يقول لي: (ان تمثيل مقتل الامام الحسين في كل سنة , كان يدرب بعض الكوادر الشبابية على المسرح . وان هذا سيكون اللبنة الأولى للمسرح البحريني) .
      من الأخوة الذين اذكرهم جيدا الأخ سلمان البحريني, الذي كان معي في نفس الفصل في اثناء دراسة اللغة السويدية . وبعد ان تحصل على شهادة اكمال الكورس . تحصل على قلب مدرستنا شاشتن والتي صارت زوجته . وعندما ذهب الأخ ابوبكر بدوي مصطفى الى البحرين في الثمانينات لزيارة صديقنا جفعر السلمان , كانت مدرستنا شاشتن تسكن في البحرين, وكانت تبدو سعيده . وكان يضايقها شئ واحد . هو ان الاخ سلمان كان يعرج كثيراً على والدته بعد ان يترك العمل . وكان لا يستطيع ان يأكل الاكل البحريني الذي تعبت في طبخه , لأنه يكون قد أكل عند والدته . إلا انها كانت تتفهم ارتباط سلمان بوالدته كالعادة الشرقية .
      قديماً كان ولا يزال للطلاب الاجانب مشكلة في تمويل دراستهم , بالرغم من ان الدراسة مجانية في السويد . الأخ سلمان كان يقول لي انه لن يجد مشكلة في تمويل دراسته لانه كان له سبعة من الأخوة الذين يكبرونه سناً . واذا ارسل له كل واحد منهم مئة كرونا (عشرون دولار ) يمكن ان يكمل دراسته . وأذكر ان بعض الاخوة أحدهم من الامريكان كان يقول له : (ولماذا يرسل لك اخوتك مالاً ) . وسلمان كان يرد : (لأنهم اخوتي . نحن البحرينيون يساعد كل افراد الاسرة الآخر . و هذا واجبهم نحوي ) . و كان الآخرون لا يفهمون واجب اخوة سلمان نحوه . ولا يفهمون تلك العشائرية البحرينية . سلمان عمل في الباخرة العالمية الضخمة التي تذهب من السويد الى بولندا . وكان جعفر حسن السلمان قد افهمه بأنه يعمل كل صيف في تلك الباخرة . وان عمله ينحصر في الجلوس في كابينة القبطان . وأن يمسك بالدفه في بعض الأحيان . لأن القبطان عم صديقته , وسيوصي القبطان خيراً بسلمان , وسيعطيه وظيفة سهلة . وأكتشف سلمان انها احد مقالب جعفر . وان الجميع يعملون في المطعم . وتلك التجارب ولا شك قد جعلت من جعفر رجل بنك متميز بعد تخرجه من السويد .
      البروفيسور مرشد الذي كان محاضراً في كلية الطب في جامعة الخرطوم قضى سنوات في جامعة لند . وعندما تعرف بجعفر السلمان وبقية البحرينيين في جامعة لند , كان يقول ان البحرينيين مختلفون عن الاخرين . وأنهم يقدسون التعليم , عندما يفكر الاخرون في الفلوس والفلوس فقط . وأنهم منفتحون على العالم واستقبال الآراء الجديدة . وأنه اندهش للحرية الاجتماعية الموجودة في البحرين , وعدد الاكاديميين الضخم . وصديقي العزيز سعيد العلوي كان يقول لي ان البترول اكتشف في البحرين قبل كل الدول الآخرى . وأن البحرينيين هم اول من تعملوا في المنطقة . ولكن اثبتت لي التجارب والأيام ان البحرينيين شعب (حلو) , ويستاهلون كل ما هو جميل و رائع . لا اذكر انني قابلت اي سوداني عاش في البحرين او كان على اتصال بالبحرينيين , و لم يكن لهم كل الحب . التحية لأهل البحرين .
      https://i.imgur.com/JtkT56D.jpg
      الرجل الذي ترك بصماته على روحي سعيد العلوي طيب الله ثراه
      https://i.imgur.com/l0pEdnD.jpg
      [email protected]

  2. بداية كل عام وانت بألف خير استاذنا وعمنا شوقي بدري. ان كان في فايدة للحرب اللعينة دي هي انها عرفت الناس بأهمية وطنهم ومنوا اخوانهم الحقيقيين بعيدا عن اوهام التفوق العرقي والثقافي. لا اذكر على الاطلاف من اللحظة اللي وعيت فيها على الدنيا والى الآن بعد ان بدأ الشيب يغزو رؤسنا لم اسم – رجل دين – واحد – في اى بقعة زرتها من بقاع السودان يتكلم عن العنصرية وخطورتها وبشاعة ان تحتقر اخوك في الوطن لمجرد انه لونه مختلف قليلا عنك. سبق لي وذكرت ليك عمنا شوقي عن تجربتي الشخصية في كوستي. كان عندنا جيران جنوبيين وعندهم ولد اصيب بشلل الاطفال وبمشي مستند على عكاز واخته اصغر منه. وكنت انا كلما اشوفهم اتحرش بيهم من باب التحقير رغم اني كنت صغير السن. وكانت الطفلة ترد على كلما اشتمها “ليه؟ ليه؟” وفي يوم اخوها تدخل واعترض على كلامي وشلت حجر ورميته عليه وضربه الحجر في صدره. قعد يبكي هو واخته. في اللحظة ديك اختي الاكبر مني لمحتني بالشباك وانا ارمي الحجر وسمعت الولد واخته يبكوا. فهاجمتني وصرخت في وجهي صرخة لن انساها ما حييت. وظلت هذه الواقعة تعيش في داخلي. احيانا كنت ابعد عن الناس وابكي وحتى اليوم عندما اتذكرها اخلو بنفسي وابكي حتى اكاد انهار من شدة البكاء. تمنيت اني اقابل اخوها واجمع كل الحجارة واقول ليها “اخد حقك”. ما كان ممكن الكلام دة يحصل عمنا شوقي بدري لولا الثقافة السائدة في البلد واللي صنفت الناس بطريقة غريبة , ديل عبيد وديل حلب وديل مش عارف ايه والغريبة انه من يدعون بأنهم من اصحاب النقاء العرقي وينسبون نفسهم للعروبة ياما تعرضوا للتحقير ممن يزعمون بإنهم ينتسبون اليهم. اذكر مرة التقيت بواحد من الشوام. اقسم بالله ضحك وهو يقول لي “السودانيين فاكرين حالهم عرب؟” قلت له بهدوء “في بعض من السودانيين جذورهم عربية صرفة مثل الرشايدة في شرق السودان وهؤلاء وفدوا من المملكة العربية السعودية عبر البحر الاحمر وفي بعض جذورهم من شمال افريقيا ومصر واليمن. هذا صحيح لكن الغالبية ليسوا عربا. وان كنت تقصدني انا شخصيا فأنا لست بعربي ولا اتشرف بالإنتماء لامة ينتمي ليها نوعك دة من الناس”. ولحظتها شعرت بيهو ارتبك وبقيت كلما اقابله اشعر بيهو يتحاشى يتكلم معاى. سبحان الله بعدما اشتعلت الحرب في سوريا قابلته فناداني “يا زول يا زول” وقفت. وقال لي “اهلي سافروا السودان وتكلموا منيح عن الشعب السوداني العربي المسلم الجميل” قلت له “يعني يادوب السودانيين بقوا عرب؟” ومشيت. الله يرحم والديك ويكرمك في الدارين عمنا شوقي بدري. انت انسان عظيم واكثر كاتب ومثقف تكلم عن العنصرية وحذر من خطورتها وتحدث عن الجنوبيين وعن نبلهم. وهافي الايام تثبت عظمة اخوتنا في جنوب الوطن. كانت لحظة مؤثرة نزلت فيها الدموع من عيوننا لما عزفوا السلام الجمهوري في مبارة منتخبنا مع منتخب جنوب السودان وبدأ الملعب كله يردد في السلام الجمهوري. حتى حفلات الاعراس ياها نفس اعراسنا في الشمال وحتى الفنانين والموسيقيين يرددوا نفس الاغاني لمحمد الامين وكابلي الله يرحمهم وغيرهم من الفنانين. حان الوقت عمنا شوقي بدري لنزع الاوهام من الرؤوس وقيام سوداني كونفيدرالي ديموقراطي يضم الجنوب وكافة اجزاء السودان بعد الانتهاء من الكيزان عليهم لعنة الله هم ومن جلبوهم وسلحوهم وجهزوهم لقتل الشعب السوداني وكل عام وانت واسرتك الكريمة بألف خير وربنا يكثر من امثالك.

    1. كلامك. والله اجمل سمعت حتى انك في تعليقك. لقد زدت حلاوة لموضوع استاذنا. العزيز شوقي بدري
      الله يديك العافيه. واطول عمرك

  3. الجنوبيين ذهبو إلى حال سبيلهم اتركوهم ليعيشو فى سلام الان أمامكم الدعم السريع مرسل من السماء ليخلص السودان من حال الذل والهوان الذى سيطر عليه طيلة ٥٠ عاما ،،،
    الشماليين هم السرطان الذى يجب ازالته من جسد السودان لكي ينعم الإنسان السودانى فى امان طالما ان الشماليين يمسكون بزمام الأمور فالسرطان سينتشر فى جميع أنحاء السودان 🇸🇩 لا يصلحون للقيادة ،، عمركم شفتو بواب وسفرجى وطباخ يصلح للقيادة ،،

    اذا أردتم العزة للسودان يجب إزاحتهم من الحكم والا لن تستطيعو ان ترفعو رؤسكم أمام العالم ولن تقوم لكم قائمة إلى يوم الدين ،، لابد أن يعودو ليعيشو كمواطنيين عاديين ، وتنتهي هذه الحقبة الحزينه الذليلة ،،
    ما يجيني واحد يقولي انت عنصري اقوله اى انا عنصري لأنهم مارسوها طيلة ٥٠ سنة خلت قتلو اكثر من ٢،٠٠٠.٠٠٠ مليون جنوبي بدم بارد لماذا لأنهم سود وعبيد وكفرة وقتلو اكثر من ٣٠٠.٠٠٠ الف نفس فى دارفور لأنهم سود وعبيد وما بشبهوهم وقتلو اكثر من ١٠٠.٠٠٠ الف نفس بريئة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق بابراميل المتفجرة كل دا انحن عنصريين، يا جماعة اتقوا الله فى أنفسكم لذلك لا بد أن يعود السودان إلى أصحابه الحقيقيين وهم الغرابة بالسلم ام بالحرب ،، وأعتقد انهم اختاروا الحرب سنرى من المنتصر عند جلاء الغبار،،،،،

    1. الان أمامكم الدعم السريع مرسل من السماء ليخلص السودان من حال الذل والهوان الذى سيطر عليه طيلة ٥٠ عاما ،،،

      انت جادي؟ جرائم الدعم السريع في دارفور اضعاف ما ارتكبوه في الخرطوم والجزيرة. وديل شايفين روحهم اماراتيين عديل.

      بعدين بلاش العبط والدعوة لاستبدال قومية متسلطه بأخرى. يجب أن تكون الدعوة للمساواة بين الجميع والحكم حسب كفاءة الشخص بغض النظر عن خلفيته الاثنين.
      بعدين بلاش هبل وقصة ده

    2. من تقصد بالشماليين أيها القندب؟!
      كسرة: ما معني قندب؟ وهل يُعَرَّف إسم العلم بالألف واللام؟!

  4. ايها الوغد الدنيء.
    حاشاك العنصرية لأنك أسوأ من العنصري.
    اذا لم تكن تدري وتعلم وتستطيع ان تحلل مسألة التمييز العنصري ومسبباتها فأنت اغبى من ان اخاطب.
    ولكن سؤالي لك لماذا لاتفصلوا بلادكم والغنية جدا وتكونوا كالجنوبيين اكثر شجاعة رغم علمهم بانهم سيكونون دولة لا منافذ بحرية إلا انهم فضلوا الانفصال ولا أقول الاستقلال مع الفارق في الموارد الاقتصادية والبشرية بين دولة دارفور وجنوب السودان ولا أقول دولة جنوب السودان لاني أدرك وقد اكلته الأيام اننا أقرب رحما للجنوب واواصر الود كبيرة جدا بيننا وبينهم على عكس حاملي عقدة الدونية امثالك وامثال كل الغرابة بلا استثناء
    ساذكرك لو كنت تتذكر نحن حتى في نكاتنا وضحكنا نقول الشايقي فعل والجعلي فعل والجنوب والروب هل سمعت نكتة واحدة تداولها اهل الشمال عن الفرابي او الفوراوي هذا من منظور التلاقي الوجداني بين تلك الاثنيات ولكننا لاتذكر الغرابة الا وترتسم صورة التعايشي التعيس او التافه محمود ودا احمد ابن اخ الشقي التعايشي التعيس ولاتنس حميتي.
    فبدلا من ان تحمل الشماليين وزر أخطائكم كونوا شجعان مرة واحدة وافصلوا بلادكم لترتاحوا دارفور لم ولن تكون جزءا من السودان
    دارفور دولة غنية جدا بمواردها الاقتصادية والبشرية والمياه المتوفرة علاوة على أن دولة ٥٦ فتحت لكم المدارس وتلعمتم فأصبح عندكم كادر بشري مؤهل لقيادة الدولة.
    وسؤالي الذي ساظل اسأله اهل الشعور بالدونية لو لمي يقم الإنجليز بضم دارفور للسودان هل كنت ستقول مثل كلامك التافه هذا وهل كنت ستطالب بضم دارزفت للسودان

  5. استاذ شوقي لك التحية ربما يكون سردك الشخصي للأحداث من واقع تجارب شخصية لأنك عشت الواقع وسط مجتمع عايشته وتعايشت معه بسلام ووعي . ولكن دعني اخالفك في بعض النقاط منها تعليق أسباب التهميش والانفصال على شماعة الانتماء للعروبة لكن الحقيقة التي لم تقلها أن من أسباب الانفصال والحروب العرقية التي عاشها ويعيشها الوطن العزيز هي ما قامت وما تقوم به النخب من كل الأطراف من أدوار هدامة حيث تصور نخب الهامش (جنوبيين وغيرهم ) الشمالي (كل مجتمع الشماليين. .مواطن عادي او مثقف او حاكم) بأنه عدو ويمارس التعالي الطبقي والعرقي ويستغل موارد الدولة لصالحه وقد زرعوا تلك الأفكار بين البسطاء وجعلوهم رهينة أفكار الانفصال والعنصرية وترك العمل والتنمية وحتى التعليم إلى ما بعد التحرير او الانفصال!!! وبالمقابل نجد النخب الشمالية تستخدم أدوات القوة فقط لاخضاع المتمردين ومكوناتهم المجتمعية. ولا أغفل الدور الخارجي التي جعل الصراع في الجنوب وجبال النوبة ومناطق لخرى صراع عرقي وديني بين مسلمين ومسيحيين وجلابة ومهمشين بالإضافة إلى التدخل الخارجي الذي يستمد معلوماته نخب تقبض الثمن ومنظمات مشبوهة وكان دوره يتمثل في الدعم بالسلاح والمال لاطالة امد الحروب وبنفس طريقة وفهم الشمالي والمهمش لتحقيق الانفصال بالقوة وقد حدث وقد أكتشف الجنوب والشمال أن كل يقال عن التهميش والتخلف واستغلال السلطة جزء فقط من المشكلة وأن زرع الكراهية كان لأسباب سياسية وليس له علاقة بتحقيق الحرية والعدالة والتنمية (كما يحدث في الجنوب بعد الانفصال)وأن أسباب الصراع في السودان الكبير شماله وجنوبه وغربه وشرقة مرتبط بالسلطة والسيطرة وفرض رؤية سياسية او ايدولوجية ضيقة او( حتى إملاء خارجي ينفذه البعض) تسهل الوصول للسلطة والسيطرة على الدولة دون اهداف للحكم الرشيد تكون معارضة النظام بأدوات تهدم الدولة وتفقر المواطن وليس للمواطن العادي دور سواء التصفيق لمن يأتي للحكم وتصديق افكاره والعمل بها وإلا نبذ بالعراء…
    خلاصة القول المواطن السوداني العادي جنوبي وشمالي وغربي وشرقي ضحية الصراع السياسي والعنف لفرض رؤية مجربة وإن ثٌبت فشلها لاحقاً وأن نسب الصراع إلى العرق والدين والمكان ربما يكون غير واقعي لأن المواطن السوداني العادي يتطلع إلى العيش الكريم والتنمية والأمن من الجوع والخوف. والتنوع العرقي والثقافي في السودان جزء أصيل من قوة الدولة وليس خصماً عليها أن وجد من يستوعبه ويمارسه في حدود الحرية وعدم التعدي على حقوق الآخرين بالقول والسلاح.

    1. ا~اخي شعاع وعي رغم ان كلامك صح ب٤٠% الا ان بعض المواطنيين العاديين السودانيين غير الساسة لم يكن لهم ذرة شجاعة ونخوة لايقاف الساسة في حدهم ويقولوا بان اخوتنا الجنوبيين هم قوم مثلنا بس يختلف البشرة والعادات ولكنكم انحزتم الي تيار الساسة الذين صوروا سكان الجنوب علي انهم وحوش يخيفون به اطفالهم (هسي بنادي ليك الجنوبي) عشت ولا زلت ارتبط بالكتير من السودانيين سواء العرب منهم ام العجم يحترموني واحترمهم ولكني اصطدم عندما يثنوا علي باني(والله انت جنوبي فاهم) واذا تعمقت اكثر ستجد المشكلة في النعوت والاسماء مثل دي جنوبي مخو بجي الساعة ١٢ وغرباوي وحلفاوي اومحسي سباب الدين و كلمة كلوا عند النوبة صابون وظهرت في الاونة في اعوج الازمة السودانية مفردة عرب الشتات الخ…….

  6. الحبوب، شوقي،
    تحية طيبة وكل عام وانتم بخير.
    بينما كنت اقلب في صفحات مقالات الراكوبة القديمة، وجدت هناك من انتحل اسمي وعلق علي بعض مقالاتك باسلوب غير محترم ولم تقم انت بالرد عليه، وهنا اوكد لك صادقا بان هذه التعليقات لم تصدر مني فلا يعقل أن اكون غير متادب علي شخص له مكانة كبيرة وتقدير عند القراء.
    ولك مني كل المودة والاحترام.

    1. العزيز بكري لك التحية . السبب في اني لم ارد على من انتحل اسمك وتداخل معي بطريقة غير كريمة ، هو اقتناعي التام من ان هذه الوساخة لايمكن ان تصدر منك ….. دمت

      1. سبحان الله نفس الشيء ده حصل معاي كذا مرة ؛ في زول كتب باسمي ووجه اعتزار ليك باسمي لو بتذكر ولجهلو كان بعتقد انو عملية المثاقفة والتصويب والملاطفة والتشجيع البقوم بيها تجاهك كواجب يمليه علي ضميري تجاه احد من الائمة من أبناء طائفتي مما ساهم في تطور عملية الكتابة لديكم والرجوع للحق هو شى يستحق الاعتزار فانكشف لسوء حظه
        نسأل الله السلامة ربنا اكفينا ويكفيك شرهم

  7. شوقي بدري تحية وتحيات ؛ فكرة المقال عدم الالتصاق بالعرب كهدف اسمي ولا الالتصاق باي مكون اخر كهدف اسمي لانو الافراقانية نفسها ما بضيف ليك قيمة كبيرة ولا صغيرة لو انت اساسا خرية حتكون خرية سوداء او خرية بيضاء وانت عامل فيها عربي ! في النهاية الريحة العفنة ياها موجودة …ابقي ده كلو ما مفيد محاولة الانتساب لأي من الثقافتين الفاشلتين سواء ان كانت عربية او افريقية ، فكرة انك منحدر من اي سلالة في حد ذاته فكرة ما عندها قيمة الا في علم الانثربولجي
    اهم حاجة انو عطاءك في محيط وطنك ومحيطك و الإقليمي والعالمي شكلو شنو ؟ ؟ ده البحدد قيمتك الحقيقية الإنسان يساوي =مجموعة من القيم يعبر عنها سلوكه + قدراته الاستثنائية التي تقفز بواقعه الاقتصادي والامني والسياسي لرحاب التقدم والازدهار
    خليك صاحي ياشوقي وسيبك من رباطاب وقنيطاب شنو يعني الجنوب الطارحو لينا كبديل هوياتي يمتلك نفس بذور التخلف التي يحملها العقل الشمالي انت شايفهم حسي وصلو القمر مجتمعاتهم مليئة بالعنصرية والفساد المالي والإداري النبيل .ما تكبرها في رأسك خليك عادي ومنطقي .

    1. شوقي بدري
      كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش …. الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى ، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة
      هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ….. لم ينجح أحد
      وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ
      شحمان،، يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري ، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،،الحقة،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون … انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع
      لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب . اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب
      كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي … فقوق نقور مثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان …… الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح
      عبداللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري
      منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي
      رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال ، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما بطين اعالي النيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية ، بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجر من بلدة ،،فنقاك،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيم الذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم …. لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال …. انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين …… بعدها يساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا …..
      تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على شوقي بدري
      كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش …. الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى ، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة
      هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ….. لم ينجح أحد
      وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ
      شحمان،، يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري ، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،،الحقة،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون … انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع
      لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب . اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب
      كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي … فقوق نقور مثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان …… الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح
      عبداللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري
      منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي
      رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال ، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما بطين اعالي النيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية ، بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجر من بلدة ،،فنقاك،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيم الذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم …. لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال …. انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين …… بعدها يساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا …..
      تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على الافا
      شوقي بدري
      كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش …. الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى ، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة
      هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ….. لم ينجح أحد
      وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ
      شحمان،، يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري ، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،،الحقة،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون … انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع
      لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب . اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب
      كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي … فقوق نقور مثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان …… الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح
      عبداللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري
      منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي
      رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال ، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما بطين اعالي النيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية ، بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجر من بلدة ،،فنقاك،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيم الذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم …. لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال …. انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين …… بعدها يساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا …..
      تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على الافا

  8. مالانفقهه نحنو الجلابة تحديدا، سفرجية، بوابين، ملاكنا بدو الاعراب، انو نموذج انسان الجنوب، انسان جبال النوبة، كمثال هم امهات واباء البشرية، نعم قوم “اوسار” اي الAnu في كتب التاريخ اي ال”انو” بي لسانا في دنقلا، نعم ال”اننجي” وهذا جمع، معناه “اجدادنا”!
    يكفي نموذج تمثال وجه ابو الهول البمثل مطلق انسان وهذا قبل عشرات الاف السنين!!
    نعم وجه تمثال ابو الهول هو صورة طبق الاصل ل”الجنوبي” تحديدا وحصريا!!
    والجنوب في تاريخنا كان اول قبلة في تاريخ البشرية نعم “قبلي” كما في “الخرطوم قبلي” والخرطوم “بحري” البعني الخرطوم شمال، و”قبلي” مفردة سودانية لاحظو كوشية او مش عربي!!
    اذن “الزرقة” الملفوظين في السودان المصري الحالي، هم تحديدا الكوشيين تاريخيا و”النوبيين” وليس امثالي من الجلابة حصريا كما نتوهم، وهذا مثبت في برديات اجدادنا، لانو نموذج انسان “الزرقة” كان بمثل اغلبية السكان في كوش و “كمت” معا الاضحت مصر!!
    باختصار اذن ماصدفة مثل هكذا احتقار حضاري من امثالي، سفرجية بدو الاعراب حد الابادة، لامهات واباء البشرية، اي “الزرقة” اصل الحضارة، شغل مركب نقص جوانا، لاننا كشماليين اكثر من استعبد في هذا الكون، دعك من السودان او افريقيا، بحكم الموقع الجغرافي للشمال في الحدود لونعلم هذا!!

  9. مقال ملي بالدونية والاحساس بالنقص والفراغ الذاتي…
    حصيلة الحاصل انت لا تساوي صفر والا ماهي انجازاتك وماذا قدمت..
    بلا شمالي
    بلا جنوبي
    كل الشمال فاشل
    وكل الجنوب افشل من فاشل
    ثم من انت حتي توزع صكوك الغفران هذه وتحكم بان هذا خيار وهذا فقوس فلقد وقعت في نفس الخطية يا هذا..
    ثم من هم العرب الذين تكن لهم كل هذا الحقد و الكراهية…
    لقد نعت كل من هو شمالي بابشع الاوصاف وفي نفس الوقت تمجد وتهلل لبعض منهم.. كيف يستقيم الفهم… اهوا حقد دافن ام كرة شامل ام ضغينة واستشفاء..
    اذا كنت تريد وضع نفسك كاصلاحي وناقد فما هكذا تورد الإبل ياهذا..
    ان كنت تود معالجة وصمة اجتماعية فانت يا عزيزي تصب الزيت علي النار وبالعامية كدا تذيد في الطين بله..
    شخصيا اري مقالك لا اكثر من تشفي واظهار الذات بخلاف ما تبطن لقد اتيت بمنكر انت ناهي عنه فلقد تعاليت علي جمع غفير وشملت الكل… لا يوجد مجتمع مثالي فكما للشمال عورات ايضا بقية الاتجاهات لها ما لها من اخفاقات..
    وكما ذكر لك احدهم هنا انت لم ولن تفهم المعضلة واس البلوة من عواملها الخارجية والداخلية بل وازيد انا ان نفس هذه العوامل حتي يومنا هذا هي من اجبرتك ان تفكر بهذه الطريقة ولقد نجح من خططوا لها بكل نجاح…
    اما بقية المطبلين لك هنا بانك شعلة نور في الظلماء فلا عجب ولا عجاب وحتي هناك من خرج عن الموضوع وذهب لابعاد بعيدة خارج نطاق المقال….
    حاول ان تكون انت لنفسك اولا قبل ان تنادي الاخرين والا ان سقطت فان الدوي يكون عاليا…

    1. عبد الوهاب البوب ..جغمته الراجل جغمة شينة ..وبعد ده عايز تسألو من المعاملة كيف ؟؟ ؟
      ما صاح اسلوب العدوانية ده هو زول منتج وانت زول مستهلك شتان بين هذه العشبة وهذه القشة التي قصمت ظهر البعير ..خلي الزول اتكلم ما تقيف للناس في حلقها خلي الهواء اضربوا انت مالك ومالو اكتب وطلع شغلك من فاخوتك ما تترمم علي جثث او مقالات شوقي بدري الهامدة.

      1. الاعتزار يا اخي نادر
        لكن لم اقراء كتابا لهذا الشخص والا فيه تمجيد لاي شي وكل التحبيط والتقليل من شان ماهو سوداني وبالاخص كل ماهو شمالي وقدحنا وشتمنا والصاق التهم بنا جزافا.
        لا شك عندي ولو لي بره انه يعاني مرضا مزمن وما يزعجني حقا التهافت والمطبلين له والممجدين له.
        انه نموزج مزعج حقا

        1. الاستاذ عبد الوهابلك التحية …. تقول التقليل من شأنما هو سوداني وبالاخص كل ما هو شمالي وقدحا وشتمنا والصاق التهم بنا جزافا ….. الخ ها انت اكثر سودانية مني ؟؟؟ هل انتم اكثر حبا للشمال مني . هل انتم احق بالشمال مني ….. أنا اشك . اذا عرفت نصف الكلمات التي في هذه القصيدة تعال واتكلم . القليلون جدا يعرفون التراث الشما العريص وليس منطقة معينة خيرا مني . واقل يعرفون المجتمع الامدرماني بكل طبقاتهوجنسبياتوه مشاربهم وكيف يتنفس المجتمع االادرمانب خيرا مني
          لبدينقا والمحجان ..
          بعض الأهل كانوا يحضرون من الصعيد محملين بشرموط القرنتى وجلد التمساح وجلد العينسيد فى شكل شرائح لتشكل سيطان عنج . ويمتلىء جيبهم بالمال ، ويكرمون الأهل ، وينزلون البيرق فى الأنادى اشارة الى أن الانداية محجوزة . والبعض يعيش حياة بسيطة قانعا ببعض الخراف والغنم ومحجان ,,عصا معكوفة ,, طويل لهز الشجر خاصة زهرة القرض (الأكاسيا) المعروفة بالشبش . هذا أعطانى فكرة أن الدنيا هى مخاطرة وركوب الصعاب وحمل البدينقا أو الاكتفاء بالمحجان . ونحن الآن نعيش فى الزمن الضايع ، ولأبنائنا وبناتنا نقدم هذه القصيدة . وأنا الآن أعيش وجع فقد توأم الروح بلة ( جاك ) أو أحمد عبدالله فارس أمدرمان .

          البدينقا والمحجان

          خسران البدل البدينقا بالمحجان
          قمحان الخلا السَلب وشايل القيطان
          الطير والجرى ما ببقو ليك يا نعام
          الاسد الما ً برافق كمان خسران

          البتسوى الليله بتلقا كله لا قدام
          البجر خيشك بتجر حريرو كمان
          السيف إن طلع ببين السجمان
          الحريق ان كِبر بِلزموه بالنيران

          كان لميت السجم تكون غلطان
          الميز والفهم ما بوزنوه بميزان
          ان عز السرج ايه فايده البَطان
          الكتف البرف ما بكشفو لى بُطان

          الناس العزاز ما بقسمون كيمان
          الجوع والشبع بيحسبا المصران
          الفارس الراكز بقول كمان وكمان
          الكلمه الحنينه بتفرح الحردان
          الزول السفيه ما بسوو ليهو بيان
          نلف وبندور والدنيا هى امدرمان

          ما كضبوا القالوا الولف كتال
          وين شفتوا قلباً كتفو بحبال
          اهم من الجمال والخصل فى خِصال
          الفارس بيركز و متناوشنو نبال
          الخَلِق تتبدل لمن يعز المال
          اول رشاش التَبسَ بِغير حال

          اللعوت بتلاقا فى الحرق والموت
          الجايبوا الدرب يوماً بقوم ويفوت
          القام فى الخلا ما بمسكنو بيوت
          كَدَب القلب ما بِبرطنو زيوت

          الشرف العريض عِبارو ما الفدان
          الجود والكرم ما بس كبر قيزان
          الناس ما بهمها شن كنت انت زمان
          البتقاسمو مالك بدورك كمان جيعان

          الشارى السمك لا بد يلاقي زفاره
          الدايرك بدورك و راسمالك الشُماره
          الاهل التمام ما بتفقدم فى الحاره
          الغدر الكريم ما يحسبها شطاره

          البعشوم مخرجو وسيع ببلعو اللالوب
          بعد فرحه العرس كل واحد بقول الروب
          البحر ان طمح لازم يجيبلو خبوب
          الفقرى ان شبع بحوجك لصبر ايوب

          البتشترى بى قرش ببيعك بى تعريفه
          الزول الهميم عداوتو ذاتا نظيفه
          فى الدنيا فى الما لاقى ملح ورغيفه
          لكن الروح سمحه حلوه عفيفه

          الباعك مره ببيعك كمان مرات
          الما بسوى هين ما ترجا فى الحارات
          مين قال الصدق بيحل من الورطات
          ولا حتى الكضب بيقلل الشمات

          الحموها الكلوميت ما بتشد العرقى
          بعد الهدر ما يجوز الفحل يرغى
          الخواف بيحسب كل المرض بعدى
          حتى الكلس ما بتقصد الجدرى

          الما بفارق الفريق بشدو ليهو حصان
          الفرش الوهيط مـــــا بمّدو للفتران
          الشبعان بضبحولو ويدمسو الجيعان
          يساعدو القوى وما بهمهم تعبــــان

          عصر السرج ما بوجّــــــع العرقوب
          والزول المحّدر ما بذكّروهو الطوب
          المهلة والوقوف دوام طلب أقروب
          وخلفة كراعو الدرشي بقول الروب

          كيفن عكولا ما بتعرف السفروق
          ومع الضبيحة بمسخ السبروق
          وما كل المطر بجيبلو بروق
          الشرف ان وقع ما برفعنو مروق

          الضايع بيضهب حتى فى تنقور
          المتيقّن بيرضا كان سكّنو كركور
          النافربفندّر كان حكّرو فى قصور
          اللئيم بغدرك ويوريك أمور وأمور

          اختا مجرى السيل كان بنايتك الضانقيل
          ما ترافق الاضينه ، لانه ما بشد الحيل
          الهمباتى ما بتدبا ويسرق بهم بي ليل
          وما بقرب إبل عوين والسيدا مالو قليل

          الساكن راس جبل ما تقصدو لى حاجه
          والزول الكريم تلقاهو وش الباحه
          واهل الفضل ما بعرفو ليه ولجاجه
          وبت الاصل فى الفقر منور تاجا

          ما تقنع من اصيل حتى اللكان بابكول
          درب الخير قصير حتى أكان يكمل حول
          ودرب الشر طويل لو اخدلو قلبه قول
          والرجال ً ما بقيسوها بالعرض والطول

          وكتين عندك غزلان الخلا امات زيق
          شن بوديك تمعط غنمايه من طرف الفريق
          وايه فايدة الراكوبه وكتين يطالا حريق
          والبروسه تجبدا بدرى قبال تغرز غريق

          الاورتى الفوق التكم ما بنفع يكون انقيب
          الداير الدواس بالصح ، عكازتو ما سوريب
          مغايص خلق الله ما بفشها المحريب
          وكضب الرمالى ، وغير الله ما بعرف الغيب

          سيد البلد ما محتاج يمسكو الديداب
          بقا ذي تيس الخلا الاتحاوشنو كلاب
          الناس همها الغاب حت بالسرقة جاب
          واليوم العنقريب نسو يسو لي الكراب

          (البدينقا او البديقا . وناس الصعيد بقولوا الكربل او ام حنيف .. حربه لصيد التمساح وفرس البحر )
          ( المحجان . . عصا الراعى المعكوفه لهز الشجر )
          (البطان .. بفتح الباء الحزام الذى يربط السرج )
          ( البطان .. بضم الباء الجلد بالسوط فى حفلات العرس )

          ( التبس .. الشجيرات الصغيره . اشاره لصغار القوم )
          ( القيزان .. القدور الكبيره )
          ( الشماره .. بضم الشين خرقه تستعمل كازار للطيانى التربال او المزارع )
          ( اللعوت .. اشجار تنمو كفروع طويله من الارض لا تلتقى فروعها )
          ( الكلوميت .. مشروب مسكر يخمر )
          ( الهدر .. صوت الجمل عندما يكون غاضبا ومتهيئاً للعراك )
          ( الرغى .. صوت الجمل وهو يتألم كنوع من الشكوى )
          ( المحدّر : المسنود لمرض أو لجرح )
          (الطوب : هو القبـــر)
          (أقروب : الماشى راجلا، الجمع قرابه وتعنى المشاة فى الجيش )
          ( خلفة الكراع : المقصود بها الركوب )
          (الدرشي : الجمل القــوى )
          التنقور : كلمتان وتعنى درب- البقر فى الساقية
          عكولا أم تشر : الأرنب البرى
          السفروق : او طرمباش عصا مقوسة تطلق لصيد الأرنب أو الغزال
          السبروق : ( ملاح بدون لحم من صفق الضرابة )
          بابكول : الرجل الذى يخدم فى الأنداية
          الضانقيل : الطوب ، ومن هنا اتت المدينه دنقلا او ضنقلا
          البروسة : النبات العشوائى
          الأروتى : سائق البقر فى الساقية
          التكم بضم التاء : مقعد الأورتى
          الانقيب : راعى الابل وحاميها
          السوريب .. نبات اجوف
          الباجا : الساحة أو الأرض المنبسطة
          الديداب .. اثر الاقدام ودرب البهائم علي الارض يقود للحلة .
          الكراب هو الجزء الاعلي من العنقريب في شكل حبال تشد كلما ارتخي العنقريب . ظهرت سراير او عناقريب بدون كراب بحبال مستوردة .

          شــــــــــــوقى

          1. مصيبتك يا شوقي انك قنيط كبير وبتعتقد انو انت لقطة ما حصلت في تاريخ البشرية كاتب وباحث جنائي ولوطي وحرامي قروش الحزب الشيوعي(الشقق) وشاعر ومنافق واول مراهق سوداني يكتب قصة واول سوداني يزور اسرائيل.
            اخبار ولدك نفوق كفور شنو؟ لسه بيلعب ايس هوكي مع بنت رئيس الاتحاد الاوربي؟

  10. من قال ان هويتنا رهينة الاعتراف بها من قبل الآخرين عربا كانوا ام افارقة يا سادتى الهوية ليست كيانا وهميا ولا هى تجمع سياسى بل هى واقع على الارض وهى منظومة ثقافية كاملة ان تتفق مع بعضها او تختلف معهم كلهم لا يغير منها شيئا ولن تكونوا افضل من هارولد ماكميلان حين وصف السودانيين فى بساطة بانهم العرب السود. انتم ياسادة تجهلون الحدود بين السياسة والتاريخ لذلك يدفعكم غلكم السياسى لانكار ضوء الشمس من عمى البصيرة.السودان عربى الهوية اسلامى الديانة حتى وهو فى قلب القارة السوداء يعترف بنا العرب ام لا يمدون يد المساعدة لنا ام لا لن يغير عروبتنا ولن يقلل سودانا.
    جنوب السودان ينتمى الى منظومة ثقافية واثنية اخرى تبرر الانفصال وقد كان ماذا يريدون منا بعد؟
    الهوية العربية لا تحدد المسار السياسى فالسياسة لها معاييرها التى لا دخل لها بالعواطف
    صحيح بان المجتمع السودانى به تنوع عرقى ولكن لماذا لا يكون هذا مصدر قوة لا ضعف الولايات المتحدة الامريكية ليس خليطا متجانسا بل هى كوكتيل اثنيات عرقية !!!
    اذا كانت السياسة هى الهم الراهن واذا كان غضبكم على الاخوان المسلميين فهم ليسوا من صنع هوية السودان ولا هم اوصياء على الدين الحنيف وهم كغيرهم من الساسة يغيرون الجلد عند الحاجة!!!!.
    النخبة هى من تؤسس لكل شىء بالمعطيات والبراهين بعيدا عن العواطف مثل احب الجنوبييين والافارقة واكره العرب دعوا هذا للعامة الا اذا كنتم منها.

  11. قول انت قحطان ابن عدنان وواقعك الجهل والتخلف والحرب والفقر والمرض والجوع الفايدة شنو؟
    كبروا دماغكم العالم لايعترف الا بالقوة بكل انواعها اقتصادية والخ

  12. الاستاذ شوقي بدري لك الف تحية كنت شغفا في متابعة توثيقك لسكان الخرطوم وامدرمان ولم تبخل قلمك بما كنت او عرفته عن ثقافة ومثقفين الخرطوم والسودان واثنيت ع دور الاغاريق والاتراك واليهود والمصريين ومن خلال قلمك عرفنا جورجي مشرقي صاحب القهوة المشهور واب جنزير وجاكسون وبار سانت جيمس وعرفنا ال الشنقيطي والعتباني و والبرديسي وال كوستا و ال اغا وال …….الخ الاسر العريقة في السودان و الخرطوم وامدرمان الذين وفدوا اما مع المستعمر او لاغراض التجارة او الارسارلية ولم تخطئ قلمك يوما ما بلفظ دينكا او دينكاوي او احدي قبائل الجنوب الذين اثروا الساحة السودانية من المهدية الي عبد المنعم عبدالحي مرورا برمضان حسن وكمال كيلا وحتي عبد الله دينقين (الدكتور عبد الله دينق نيال رئيس شوري المؤتمر الشعبي ومحافظ الجبلين وامين عام ديوان زكاة السودان سابقا والفنان الاول لمهرجان الخرطوم الاول عبد الله دينق) فهل مقالك هذا صحوة ضمير ام اكتشاف جديد ؟ ولك الود والاحترام

    1. العزيز قندو لك التحية . انت طبعا لايمكن ان تكون قد قرأت كل ما كتبت ولا تعرف ما سأكتب . بعد رجوعي من جلهاك بعد قضاء الاجازة مع تاج رأسي فقوق نقور جوك بعد ان تزاملنا في مدرسة ملكال ومدرسة الاحفاد الثانوية كتبت رواية الحنق التيتطرقت فيها لمشكلة الجنوب والجنوبيين في الشمال . كنت في الثامنة عشر . نشرت الرواية واعتبرت اول رواية سياسية . بطل القصة يحمالاسم مصطفى وهو اسم فقوق نقور العربي .
      كما تداخلت انت اليوم تداخل الكثيرين ويصفوني بالمتحيز للجنوب لان كل كتاباتي عن الجنوب وانسان الجنوب . اربعة من ابنائي يحملون دماء الشلك ويحملون اسماء دينكاوية اكبرهم جاك من زوجة سويدية والذي تخطى الاربعين ….. هل تظن انني اهملت الدينكا ؟؟ ارجو ان تتحرى قبل ان تهاجم …. دمت .

  13. اثار فضولي رد الأستاذ شوقي على الأستاذ بكري وتبادل التحايا والاعتذار (وعلى الرغم من أن إفشاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف – افشوا السلام بينكم ورد التحية بافضل منها من أسباب المحبة) مما جعلني اقرأ بتمعن اراء المعلقين وقد وجدت أن بعض المداخلات عميقة تستحق الرد والنقاش اكثر من اعتذار بكري الصائغ والرد عليه وتصحح مفاهيم خاطئة لدي النخب التي تعتبر أن أفكارها وانتاجها الثقافي وما تؤمن به فوق النقد.
    الكثير منا نحن السودلنين وبالطبع انا منهم ربما لا ينتمي سياسياً ولا يؤمن بجدوى الانتماء جهوياً وعرقياً لأننا كبشر خلقنا سواسية وكرمنا خالقنا ولا نحتاج لنياشين العرق والمكان لنسموا فوق الآخرين. وعندما يتناول أحدهم أحاديث تقدح في الوطن والشعب السوداني وهويته لا نقبل ذلك لأن منا الصالحون ومنا القاسطون والشرفاء والفاسدون ككل شعوب العالم والتعميم والنظر إلى الجزء بنظرة الكل لا يصدر من أصحاب الأفكار البناءة ولا يقبله أحد بل هو مردود على صاحبه. ولن نتقدم إلا إذا آمنا بأن ما نملك من ثروة وفكر وثقافة وتنوع وأرض يؤهلنا لبناء دولة وشعب كريم له خصوصيته داخل تلك الدولة.

    1. شعاع وعي ده ذكرني نكته ابوسن ناظر الشكرية لمن زار طبيب لمرض البواسير فلمن دخلو الكشف وولع ليهو البطارية ضحك ابو سن فاستغربت الطبيب وساله لماذا تضحك فقال له مايضحكني ان النور شلع في استي قبل ما يخش رفاعة

      1. الزاكي لك التحية . هذه القصة لا دخل لها بالعم ابوسن . لقد الفها المصريون عن عبد اللة السلال الظابط الذي بعون المخابرات المصرية اطاح بحكم الامام البدر واشعل حرب اليمن التي لا تزال مشتعلة في اليمن . السلال تعرض لعملية بواسير كما قال المصريون . ان الماء والكهرباء دخلت جسمه قبل اليمن .

    2. شعاع معى مع التحية . لمدة اسبوع كامل كنت في رفقة الدكتور الفنان راشد دياب وابنه ومدير اعماله ،ن جفيل ،، لم نكن نفترق بسبب مشاكل المعارض العالمية من تعليق لوحاته ولوحات بعض الفنانين السودانيين الذين لا يقدرون على الحضور . ثم نزع الوحات من براويزيها لفها وادخالها بطريقة علمية للحفاظ عليها في اسطوانتا او انابيب . لم نكن نفترق الى منتصف الليل الذي لا تغرب فيه الشمس . المعرض الذي شرفنا فيه راشد كان فخرا للسودان . العالم يتحدث عن مدرسة الخرطوم للفنون بطريقةضخمة واعجاب كبير واحترام اكبر .
      قمت فقد بالرد على الاخ بكري بسطرين ، لأن الموضوع كان مؤامرة وجريمة شرف. السكون كان يعني موافقتي على الجريمة …. وقع ليك . من العادة ان ارد على الجميع او البعض فوقتي ليس ملكي.

  14. ايها العجوز الأشمط المخرف والله لا مريض الا انت والذين يبتهجون ويصفقون لترهاتك وتخاريف هنا
    وانا لا ادري سبب هوسك الجنوني بالجنوب؟
    كذلك سبب بغضك وكراهيتك الشديدة للعرب؟!

    1. يا “السعيد بإنفصال جنوب السودان” اولا تأدب وانت تتحدث عن شخص نحترمه ونجله وهو في النهاية اكبر سنا وتجربة وفهما منك ومن امثالك. الجنوبيون كانوا وما زالوا وسيظلوا جزء عزيز من الوطن ولا شك عندي ان الوحدة قادمة بعد ان يتخلص الوطن من شروركم ايها الكيزان السفلة بكل مسميامتكم وتحديدا جماعة “السلام العادل” الفاشلة التي كانت السبب الرئيسي وراء سقوط نظام الانجاس بعد ان ظل رئيسها المقبور “اللا طيب مصطفى” ينادي بلا كلل بفصل الجنوب وانت ومن معك من الجهلة والمغيبين تسيرون خلفه بلا هدى حتى تحقق حلمه المريض زاعما بأن انفصال الجنوب يعني بالضرورة نهوض الشمال. وما حصل هو العكس تماما فقد ذهب الجنوب وذهب معه البترول وتهاوى الاقتصاد ولم يعد امام الشعب السوداني الذي صبر على جرائم وفساد الانقاذ الا الثورة في وجه الظلم بعد ان جاع الناس ووصلت الاوضاع الى درجة لا يحتملها بشر. اى انسان عنده ذرة من ضمير ما كان ليقبل ما حدث في جنوب السودان من قتل وجرائم – تحت دعاوي الجهاد – ولا تزال صور اطفال الجنوب الجوعي وتحديدا صورة الطفل الجنوبي اليافع الذي سقط على الارض في لحظات احتضاره الاخيرة والى جانبه صقر ضخم ينتظر لالتهامه راسخة في الذاكرة وهي لقطة هزت العالم كله. لذلك لا ننتظر منك ومن امثالك غير سوء الطوية و”سواد” القلب. وعن العروبة يبدو من الواضح ان فهمك السطحي هو الذي قادك الى الاعتقاد بأن عمنا شوقي بدري يكره العرب وهو في الحقيقة ومن حيث الاصل اكثر عروبة منا جميعا لكنه رجل صادق وشفاف لا يقبل الضيم ولم يسكت وهو يرى ابناء الوطن يتعرضون لحملات ممنهجة تقوم على العنصرية والكراهية والتحقير. مقالات عمنا شوقي موجودة ومتاحة اذا اردت الرجوع اليها. وبالنسبة لكتاباته عن الجنوبيين فلم تأتي من فراغ لانه عايش الجنوبيين على الارض الواقع في ملكال وغيرها من مدن الجنوب الحبيب. مشكلة الجنوب كانت نفس مشكلة دارفور ونفس مشكلة الشمال الان وهي انعدام النظرة الوطنية وضياع البوصلة لدى النخب السياسية وليست “الترهات والتخاريف” الحقيقية التي صدرت من الجهلول صاحب “الزفرات النتنة”. اما عنا نحن الذين تفصنا بأننا نبتهج ونصفق لما تدعيه “ترهات وتخاريف” عمنا الاستاذ شوقي بدري فنقول لك اننا والله نحترمه ونتمنى لو ان من يقود السودان يحملون ولو القليل من فهمه ومن قلبه الكبير المحب لكل الوطن وابناؤه في جميع بقاع السودان سواء في الجنوب او الغرب او الشرق او الشمال او الوسط. اما انت “ايها التعيس” فلن تنال غير المزيد من التعاسة والايام بيننا. سوف تنتهي هذه الحرب اللعينة يوما ما بإذن الله ونأمل ان يكون ذلك قريبا وسوف يعاد اعمار السودان وسوف يتوحد وينطلق ماردا جبارا. ولك ايها “التعيس” ان تنظم استبيان تسأل فيه قراء الراكوبة من يحبون ويحترمون ويقدرون اكثر: عمنا شوقي بدري ام قدوتك المقبور اللا طيب مصطفى؟ ونصيحة لوجه الله: لا تعود وتستخدم هذه اللغة القذرة لانه ليس اسهل بالنسبة لنا من الرد على لغتك القذرة بلغة اقذر منها لن تنساها ولن تقبلها. اقول هذا وانا اعلم بقدرة عمنا شوقي بدري الكاتب الاريب على الرد المفحم على امثالك “ايها التعيس”.

    2. السعيد بانفصال الجنوب لك التحية . لا يمكن ان اكون من الجهل لدرجة انني اره شعبا او اى مجموعة بشرية ما احتقره هو تصرفات ومنطلقات الكثير من العرب…. اكبرهاخيانتهم للفلسطينيين خاصة في غزة من العرب ما شاركتهم السكن ووضعت لهم عرشا في قلبي .
      اقتباس
      رجل ادين له بالكثير الكثير
      صورة شوقي بدري شوقي بدري27 مايو، 20224
      فيسبوك ‫X
      شوقي بدري شوقي بدري

      شوقي بدري

      كلما اسمع شخصا يسئ الى كل الشيعة ويكفرهم ، يصفهم بالرافضة اغضب اشد الغضب . اذا كان هنالك بعض الشيعة يسيؤون التصرف او يعطون صورة غير جيدة عن الاسلام فهنالك الملايين من السنة يجعلون الدنيا في هذا الكوكب غير صالحة للحياة . هل دعى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى دين يعرف بالسنة ام أن كل من يقول لا الله الا الله وأن محمد رسول الله هو مسلم وأن الله سيحاسبه في يوم القيامة حسب عمله ، ام هل الجنة حكرا على اهل السنة ؟ جمعني الله باخي سعيد العلوي طيب الله ثراه . صحبته تركت اجمل الاثر على شخصيتي تبعني وستتبعني الى القبر ، له الرحمة .

      كثيرا ما كان يخالجني احساس بأن سعيد لم يخلق لعالمنا، كان مختلفا جدا عن الجميع وربما لهذا لم يتأقلم مع عالمنا في بعض الاحيان . نقاءه طيبته وبعده عن الحقد الكراهية او اضمار الشر لاى من البشر او حمل ضغينة حتى الى من اساء اليه جعلته في بعض الاحيان خارج عالم البشر الذي لا يخلو من الشر الذي لم يعرفه سعيد طيب الله ثراه .

      اتصل بي الاخ جعفر حسن السلمان الذي انا في اتصال به غير منقطع ، وكان معه محمد ابن الغالي سعيد العلوي . فبعد انتقال سعيد الى جوار ربه تم فتح جواله ووجدوا صورتين تجمعاني مع الحبيب سعيد العلوي قبل اكثر من نصف قرن . احسست بالجمال والوفاء الصادق الذي كان مثالا لعظمة رجل كبير يستحق كل الحب والاحترام . عندما يكرم الله الانسان يجمعه بمن هم خير منه : كان هذا حالي مع سعيد. رحم الله اخي سعيد العلوي الذي ادين له بالكثير الكثير .

      كنت اذهب مع بعض الطلبة من افارقة وغيرهم بحثا عن عمل كان الجميع يجدون العمل ويتم رفضي. قال لي صديقي هيرمان الامريكي الاسود وصديق سعيد أن شكلي يوحي بأنني قد اشتبك في معركة لاقل استقزاز ، ولا داعي لتوظيفي . الميناء كان يقبل الجميع . نأتي في الصباح ويعطونا العمل. واذا لم يتوفر العمل ننصرف . ومن العادة انه عندما يتوفر العمل نعمل ساعات طويلة. والاجر كان جيدا . المشكله أن لوند بعيدة عن البحر ولهذا اضطررت للرحيل الى مالمو . وافترق طريقي من الحبيب سعيد ، كنا لا نفترق ولا نجلس الا ملتصقين ببعضنا رحم الله اخي سعيد . نهاية الاسبوع كانت تجمعنا دائما. وبالرغم من الشلة الكبيرة من امريكان جمايكيين يوغوسلاف الخ كنت وسعيد مكملين لبعضنا .

      كتبت موضوعا تحت عنوان البحرينيون ،، الحلوين ،، قبل سنين عديدة.

      اقتباس

      البحرينيون (الحلوين) .. بقلم: شوقي بدري

      السودانيون عادةً يصابون بصدمة عندما يصطدمون بالعرب لأول مرة . لأنهم يكتشفون أن الاباء ، الاخاء والنخوة والشهامة والعشائرية والتضامن والعزة والكرم , هذه اشياء توجد فقط في داووين الشعر في اغلب الاوقات . ونظرة السودانيين للعرب لاتزال ساذجة ورومانسية..
      في شرق اوربا اكتشفنا أن الدهنسة , ومسح الجوخ وتقديم الرشوة والدوس على الآخرين والتقرب من المسئولين, من السمات المعروفة عن الطلاب العرب إلا من رحم ربي . كانت البعثات تباع وتشترى . وكل بسعره , الطب والهندسة أعلى سعراً . وكان السكن المميز عادةً يكون من نصيب الطلاب العرب . مسكن الطلبة بودلي في براغ 4 كان مكونا من اربعة عمارات , ثلاثة للطلاب والرابعة للطالبات . وكل مسكن مكون من خمسة طوابق . كانت الغرف صغيرة . وفي كل غرفة يتواجد ثلاثة من الطلبة . ولكن الغرف في الأركان كانت أوسع حجماً بنسبة خمسين في المئة . وهذا يعني عشرين غرفة في كل مسكن .وهذه الغرف تعرف بي روهاك باللغة التشيكية وتعني الركن . وفي كل غرفة تقريباً , كان هنالك عربي . وفي بعض الاحيان يكون هناك طالباً عربياً واحداً او طالبين فقط . وكل هذا يحدث عن طريق الرشاوي والهدايا في شكل جوارب نسائية من الغرب أو مشروبات أو ملبوسات مثل الجينز الامريكي الذي لم يكن متواجداً في شرق اوربا.
      عندما حضرت الى السويد من شرق اوربا , كنت قد كفرت بالعلاقة مع العرب . كنت اتوقع كل ما هو سيئ من العرب . وكان مسكن الطلاب البيت العالمي أو الانترناشونال هاوس مليئ بالطلبة العرب , والأجانب . فالسياسة كانت ان يكون 50 في المئة اجانب , و50 في المئة سويديين . والمنزل في شارع داق همرشولد . ولقد افتتح المنزل داق همشولد سكرتير الامم المتحدة السويدي , الذي اغتيل في حوادث الكنغو في سنة 1961 . وكانت هنالك مجموعة من الطلبة البحرينيين في ذلك المنزل. والغريبة انه في تلك الفترة كان هنالك 21 طالباً من البحرين في جامعة لوند . وكان هنالك بعض الطلاب العرب والآخري . وأظلمت البحرينيين عندما نظرت اليهم بفكرتي عن العرب التي اكتسبتها في شرق اوربا . وكانت مواقفي عدائية مخجلة نحوهم في البداية. ولكن بسرعة جدا اكتشفت انهم من طينة اخرى . فلقد كانوا بجد حلوين . وتعرفنا نحن الطلبة السودانيين على الوجه الاخر من العرب .
      البحرينيون يتمتعون بذكاء فطري , وروح جميلة , ومقدرة هائلة للتعامل مع الاخرين وتقبلهم . وما يميزهم بحق هو تواضعهم وبساطتهم .
      في الاسبوع الاول في ديسمبر كل سنة احتفل مع نفسي بعيد ميلاد العزيز سعيد العلوي . فهو مولود في 6 ديسمبر وهو يكبرني بسنة في العمر . وأردد القصيدة التي كان يحبها اكثر وكان يرددها , وكنت قد سمعتها منه لأول مرة . والقصيدة تقول على ما أذكر : (اريد ان اقبل شلحتك … وأشرب قهوتك … والباب موصود داخل غرفتك) . سعيد كان فناناً ورساماً . و روح جميلة . وكل ما اعيد ذكراه واقارنه بالآخرين اكتشف شيئاً جميلاً وحلواً .
      انتقلت مع سعيد وسكنا في شقة حديثة مكونة من ثلاثة غرف . وكعادة السودانيين احتلوا الشقة . وكان الضيوف يحضرون من الدنمارك وتمتلئ الشقة بالسودانيين . وسعيد يرحب بهم ولا يتضايق ابداً . بالرغم من ان الشقة شقته وله نفس حقوقي . الا ان السودانيين كالعادة وهم اطباء ومهندسون وطلاب ومبعوثون وزوار يتعاملون مع الشقة وكأنها شقة شوقي فقط . وليس هناك اي انسان في الوجود, كان سيتقبل هذا الوضع سوى سعيد العلوي. كان يردد يا ضيفنا اذا زرتنا تجدنا نحن الضيوف وانت رب المنزل .

      أذكر ان الاخ حسن عريبي من كوبنهاجن سأله مرةً : (انت ساكن عند شوقي) . فقال له سعيد بكل بساطة: (لا , في الحقيقة انا ساكن معاه) . ولم يغضب . وقتها كان سعيد يحتاج الى الراحة والهدوء , لأنه كان قد تعاقد مع بروفسيور سويدي , والسويدي كان متخصصاً في اغاني الغوص البحرينية والتي كان يرددها البحارة والغطاسين. سعيد الذي عمل بالتدريس قبل حضوره للسويد ، كان من المفروض ان يسجل كل الكلمات في الاغاني وكان يردد سماع اشرطة ضخمة. بعض الاشرطة غير واضحة وكان من الصعب التقاط كل الكلمات وكتابتها قبل تقديمها للبروفيسور السويدي . عن طريق سعيد العلوي تعرفت على الحياة القديمة في البحرين . وتطور المجتمع وتفاعله . ومثل اغلب البحرينيين كان سعيد فخوراً بتايخ البحرين القديم , والفقر والضيق الذي كان بارزاً في حياة الفرد في البحرين قديماً . وكان يحكي لي عن المجتمع البحريني القديم الغوص معانته ، اخطاره وعلاقة البشر . كان يحثني على الكتابة لأنني بعد اصدار روايتي الأولي (الحنق) توقفت عن الكتابة .
      سعيد كان يعمل في مطعم هوتيل لنديا الفاخر . وفي أحد الأيام كان الفندق يحضر عشاءاً خاصاً لكبار المسئولين وشخصيات عالمية . وذهبت سيارة خاصة لتحضر الطعام من مطار مالمو . وسعيد كان يضحك ويقول لي : (تصور ان الطعام الذي احضرناه من فرنسا كان عبارة عن محار) . و يضيف سعيد : (لقد كنا نأكل المحار في البحرين في ايام الفقر والجوع . وكانت والدتي تشدد علينا ان لا نخبر اي انسان اننا اكلنا المحار . لأن العادة ان المحار يفتح بحثاً عن اللؤلؤ , ولكن لحم المحار لا يؤكل في البحرين . ومن المضحك ان السويديون يستوردون المحار في حاوية خاصة مبردة بالطائرة , ونحن نطرح المحار ونتخلص منه, ولا نأكله الا مضطرين. ونختشي من ذكر اكله . أن الدنيا عجيبة يا شوقي) . سعيد كان عميقاً وفيلسوفاً .
      أحد الأبناء السودانيين عمل مع عراقي شيعي , قبل سنوات . وكان له متجراً في وسط مدينة مالمو، وكان يعامل الجميع بتعالي . وعرفت انه يعتبر سيدأ و هذا يعني انه من البيت العلوي ( اشراف ) . ثم عرفت ان السيد هو من والده من آل البيت وان والدته من غير ذلك . وأن هنالك درجة اعلى وهي ما عرف بالعلويين . وهو الشخص الذي والده ووالدته من آل البيت . فتذكرت صديقي سعيد العلوي . وقلت لنفسي لقد كان يسكن معي أحد العلويين ولم يشعرني ابدا بأنه مترفع عن الآخرين . كان حلواً بسيطاً متواضعاً. كان بحرينياً بحق وحقيقة . كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه ولا يهمه فلس أو ضيق . ككل البحرينيين الذين كانوا طلبة هنا كان يمارس أي عمل بدون تردد او تأفف . ولم اسمعه ابداً يفتخر بحسبه ونسبه . يتحدث عن مشاكل البحرين القديمة والحديثة بحميمية صادقة . يتحدث عن ظروف اعتقالاتهم السياسية في معتقلات الستينات . يتحدث عن قسوة الجنود البلوش . وكيف كانوا يهتفون في المعتقلات البلوش وحوش, وكيف كانوا يتعرضون للجلد . وكل هذا بدون هيلمانه و بدون نسب اي بطولات لنفسه . سعيد كان يتقبل افريقيتي وعدم عروبيتي . و لم يكن الامر يضايقه , على عكس العرب الآخرين الذين يتضايقون عندما نقول لهم اننا لسنا عرب بل سودانيون فقط .

      سعيد كان حالة خاصة من تجليات الحب الصدق والوفاء ..
      من الاشياء المميزة عند البحرينيين هي خفة الدم و استيعاب النكتة على عكس الكثيرين . سعيد كان رائعاً في رواية النكتة. وقال لي في احد المرات انه حكى نكتة للأخ موسى عبد الرحمن عثمان وهو سوداني من أولاد العباسية في امدرمان , وابن خال تؤام الروح بله رحمة الله عليه . وكان هذا في مقهى الطلبة الكبير فأنفجر موسى بقامة اهله الدينكا العالية , وصوته العالي في ضحكة لفتت كل المقهى . حتى العاملين توقفوا ونظروا اليه . كان يقول لي موسى يتذوق النكتة لكن المشكلة ان على الانسان ان يختار المكان . او ان يحكي الانسان النكتة في مكان عام ويهرب . الاخ ممون يوسف المامون كان يحضر لنا كثيراً , وكان زائراً شبه دائم في شقتنا . وكان يستأنس بسعيد ويحب رفقته . وسعيد كان بارعاً في استنباط أكلات خفيفة . وأكلته المفضله كانت البيض بالبطاطس . أو سندوتشات الطماطم والمارتديلا بالجبن , التي يخرجها ساخنة من الفرن . وكان مامون يحبها لدرجة الجنون ..
      سعيد كان يحثني في بعض الاحيان على صنع الملوخية السودانية . وكان قد رفض فكرة الملوخية في الأول . وكان يحسب أنها الملوخية المصرية التي نذوقها في القاهرة . ولكن عندما تذوق الملوخية السودانية المسبكة باللحم الكثير , صار يقول لي ان الانسان يجب أن لا يتسرع في الحكم . لأنه كان يحسب ان الملوخية السودانية هي الملوخية المصرية . كما كان يذكر لي أنه كان عنده فكرة خاطئة بأن مصر والسودان تتشابه في كل شئ .

      وفي احد الايام ذهب سعيد لزيارة مامون في مسكنة في المسكن الطلابي والمسكن عبارة عن عشرة غرف في ممر طويل ومطبخ كبير مشترك . فأقترح مامون عمل نفس السندوتشات الساخنة فأفهمه سعيد بأن الموضوع غير ممكن لان ليس عندهم فرن . فأراد مامون ان يصنع تلك السندوتشات بعد أضافة المارتيدلا في محمصة العيش العادية . فأحتفظ سعيد برقته ومعقوليته المعهودة قائلاً : (أن السويديين سيحتجون لان المحمصة ستتلوث بالجبن السائل وستصدر روائح غير مستحبة) وقال مامون وكأنه لا يزال في حي الموردة في امدرمان : (مالو اتكلموا حا اشاكلهم) ويقصد انه سيتشاجر معهم . فأنسحب سعيد بكل بساطة واخذ دراجته وحضر الى شقتنا . وبعد ايام بعد ان عرفت بالقصة سألت سعيد عن سبب انسحابه و عدم اخباري بالقصة . فقال لي ما معناه نحن اجانب في بلد السويديين , كيف نسيئ التصرف واذا اراد اصحاب البلد ان يلفتوا نظرنا يكون الرد مشاجرة.

      أحد المبعوثين السودانيين كان يسكن في مجمع اسبارطا الضحم في جامعة لند . وأرتبط بصداقة مع سعيد وتصادف سقوط هذا الشاب في الدرج . وعانى من اصابة في رأسه . وسعيد كان يعوده دائماً . وبعد احد تلك الزيارات وفي طريقة الى حيّنا (لينارو) الذي لم يكتمل تشييده , وكان بعض الاماكن مليئة بالحفر . سقط سعيد من دراجته . والدراجة في لوند هى وسيلة مواصلات البروفسيرات والطلبة . وفي الصباح كانت يده قد تورمت . فأخذته الى المستشفى . وتألمت عندما اخبرني الطبيب ان هنالك عظم صغير لا يزيد عن مليميترات , يتواجد بين اليد والساعد , وان هذا العظم انكسر وهذا شئ لا يحدث ابداً . وتألمت . وتقبل سعيد الأمر ضاحكاً قائلاً ما معناه اما ان اكون انا على كمية من النحس , أو انني شخص مميز , ينكسر فيّ عظم لا ينكسر ابداً . وعانى سعيد من الجبص لفترة طويلة . وسعيد كان يضحك وتقبل الأمر ولا يشكو ابداً كعادته. وصلتي بسعيد لم تنقطع ابداً الى الآن . وعندما عمل في مجلة مصنع الدرفلة في البحرين كان يبعث لي بالمجلة ويراسلني . وتنقطع مراسلاتنا في بعض الاحيان . ولكني اذكره دائماً كأحب واجمل الاصدقاء .
      كان هنالك طالب باكستاني ضئيل الجسم . وكان البحرنيون يشيرون اليه , بصاحب سعيد . وكان الباكستاني كثير الحركة , ويتواجد في كل مكان . وكان سعيد يقول انه يرتاح لرؤيته لأنه الشخص الوحيد الذي يمكن لسعيد ان يتغلب عليه في معركة جسدية . و طان كان سعيد بعيداً عن العنف .
      في كتاب حكاوي امدرمان ذكرت الاخ جعفر حسن السلمان . وفي فترة الطلاب اظن ان جعفر كان اشهر طالب في لند . ولا أظن انه سيأتي طالب في يوم من الايام ويحظى بتلك المكانه . وكان الجميع يعرفه بيافا. وكما قال جعفر انه لو واصل سكنه سنتين اضافيتين , لصنعوا له تمثالاً في وسط مدينة لند الجامعية . جعفر كان كثير الانتشار وعمل كديسك جوكي وهو الشاب الذي يشغل الاسطوانات ويعلق عليها في الديسكوتيكاهات . كما كانت له مغامرات ومؤامرات . وكما اوردت في كتاب حكاوي امدرمان انه ارتبط بالسودانيين وفي فترة بسيطة اتقن اللهجة السودانية لدرجة وانه صار يقنع كثيراً من السودانيين بأنه سوداني . وكنا نقدمه للسودانيين الجدد بجعفر من امدرمان, ويصدق البعض عندما يبدأ جعفر بالكلام بلهجة امدرمانية خالصة . وكان لماحاً و يجيد المقالب . سعدت عندما عرفت أنهم قد جعلوا احد الطلبة العرب يشرب مقلباً رائعاً . وذلك الطالب كان ثقيل الظل متغطرساً . وأفهمه الاخوة البحرينيون بأن مطعم استيكات في وسط المدينة الذي هو عبارة عن برج حصن قديم , ويزين مدخله درع فارس وبخوذه مثل فرسان القرون الوسطى . وتحدثوا عن أن المطعم كان يريد ان يوظف شخص قوي البنية, لكي يلبس ذلك الدرع ويستقبل الزبائن . وان جعفر سيتقدم لتلك الوظيفة . وسارع الطالب العربي بالذهاب الى المدير ومارس بعض الدهنسة ومسح الجوخ وزكى نفسه كالشخص الملائم لتلك الوظيفة , التي لم يكن لها وجود في الحقيقة .
      لا يمكن ان يتذكر الانسان الطلبة البحرينيين في لند , بدون ان يتطرق الانسان الى المناضل علي الدويقر . ولقد تعرض علي الدويقر لفترات طويلة في سجن البحرين . و يحكي انه بعد ان اطلق سراحه في احد المرات حضرت له والدته حفلاً و دعت اصدقائه . وأعدت له الطعام الذي يحبه. (حتى ينجبر عظمة بعد السجن ). و بعد أن قشر أول موزة حتى يأكلها حتى أحل البوليس بداره لأخذه من جديد وكان يقول : ( لا أعرف اي ابن كلب قد حرك مظاهرة في نفس اليوم ) . وكالعادة كان علي اول حضروا لأخذه , حتى قبل ان يكمل موزته الاولى , وأرجعوه الى السجن . لدهشتنا وجدنا ان الطلبة البحرينيين على وعي سياسي متطور جداً . وكانوا بحق قادة سياسيين.
      العم حسن سلمان والد جعفر رحمة الله عليه , حضر لزيارته . وكنّا جميعاً منكمشين , ونجلس بأدب, ونتحدث بحذر . إلا انه طلب منا ان نسقط لقب العم , ونعتبره احد افراد الشلة , وقد كان . وكان حلواً سهلاً لطيفاً . وكان يتحدث عن لؤم السياسة وقذارة السياسيين . وكيف انهم ذهبوا الى مصر في زمن جمال عبد الناصر , وعندما عادوا بعد التدريبات العسكرية والسياسية كان الأمن البحريني في انتظارهم . فلقد توصل نظام جمال عبد الناظر مع اتفاقيات مع حكومة البحرين . وكانت كل الصور والأفلام السينمائية لتدريبهم متوفرة عند الأمن البحريني . في ذلك الوقت كانت البحرين ودول الخليج تحت السيطرة البريطانية . وكان العم حسن سلمان يقول لنا ان السياسة ليست ابيض وأسود فقط. والعم حسن كان يقول لأبنه جعفر عندما شاهد صلاته الواسعة مع الطلبة الامريكان والجمايكيين وبعض الانجليزالخ , والحفلات الدائمة , ومعرفة اغلب الناس من فتيات وشباب بجعفر (هذه هي الجامعة الحقيقية يا ابني . الجامعة الحقيقة هي الدنيا والناس. الشهادات والاوراق ليست كل شئ ) . وترك العم حسن صورة لا يمكن نسيانها وذكريات جميلة . كان انساناً متفتحاً بكل المعنى , رحمة الله عليه . وبعد ان عاد الى البحرين قام بأرسال ابنه الاصغر محمد علي لينضم الى شقيقه جعفر .
      البحرينيون كانوا مترابطين , ولم تكن هنالك اي مشكله بينهم كشيعة وسنيين . وأذكر ان الأخ الجنتلمان عيسى كان مهذباً ومحبوباً من الجميع . وكان يعمل في المطعم في مسكن الطلاب. وكان محترماً من الجميع . وأذكر انني اضطررت ان استدين منه ثمن وجبة في مساء بارد , أحلت بي صديقة شكت جوعاً ولم يكن عندي ما يؤكل أو مالاً . ولم تكن علاقتي به حميمة وقتها . ولم اعرف الا بالصدفة انه سنّي . وهذه الحقيقة لم اعرفها انا من عيسى أو من البحرينيين . بل عرفتها من طالب دراسات عليا مصري, كان يمتاز بثقل الدم . وهو الذي بحث ودقق . ولم يكن الامر مهماً بالنسبة للبحرينيين . .
      قبل شهور قالت لي الابنه مها , وهي ابنه اخصائي طبيب سوداني في استوكهولم وهي طالبة في كلية العلوم في جامعة مدينتنا مالمو. أن البروفيسور عزام يبلغني تحياته . وهو في كلية العلوم . عزام كان احد الطلاب البحرينيين . وهو شقيق البروفيسور المشهور في جامعة لند , كلية العلوم السياسية الهادي خلف . وهم ابناء عمة العزيز جعفر حسن السلمان. وجعفر يحكي لي رحلتهم من البحرين التي استمرت لأسابيع في الستينات مع عزام , الى ان وصلوا الى جامعة لوند . والسبب كان أن الهادي قد سبقهم الى جامعة لند . وكان قد تبقى لجعفر مئة دولار عندما وصل السويد . و بدأت رحلة البحث عن عمل ثم الالتحاق بالجامعة . والبحرينيون على عكس الآخرين يفتخرون بأنهم قد مارسوا كل الاعمال من غسيل الاطباق او كبائعين . أو كجرسونات , بدون أن يحسوا بمركب نقص .
      الأخ العزيز جعفر السلمان , كان يسخر من الوضع السابق في البحرين , مقارنةً بالحالة اليوم . و الحقيقة ان الكثير من الدول التي اصابت حظاً تحاول ان تتنكر , و تنسى الماضي . جعفر كان يذكر لي انه بعد ذبح دجاجة أو احد الفراخ ان والدته كانت تطلب منه ان ينثر الريش و الأمعاء خارج المنزل, حتى يعرف الناس انهم قد ذبحوا دجاجة . و لكن بعد استيراد الدجاج الدنماركي , صار الفراخ هو طعام الفقراء . هذه الظاهرة كانت تميز بيوت الأغنياء في السودان و بعض دول الشرق الأوسط .
      و شئ اخر يجمعنا مع البحرينيين هو تقبلهم للمصائب و عدم الجزع . و أذكر ان عزام قد تعرض في السبعينات لحادث سير بالسيارة . و عندما ذهبت لزيارته في المستشفى كان يسير بعصاتين . و كانت ضحكته تجلجلبالغم من المه . و كان يقول ما معناه , الحمد لله ان الانسان عائش . و قبل بضع سنوات عندما كان ابن عزام في الثانية أو الثالثة عشر من عمره , كنت اقابلهم عندما كان ابني فقوق نقور يشترك في منافسات كرة القدم . و أذكر ان عزام كان يركض على تلك الساق التي كانت مصابة و يشجع ابنه بالرغم من أنه قد ازداد وزناً مقارنة بأيام الشباب . و كان لا يرتاح طيلة الماتش , و يركض بجانب الميدان و يشجع ابنه . و عندما كنت اسأله اين يجد تلك الطاقة , كان يضحك و يقول لي : ( و الله ما اعرف , يمكن من حبّي لأبني , ما انا بحبه كتير , و ما بحس نفسي بركض ) .
      هذا الحب الابوي لمسته عندما حضر جعفر قبل ثلاثة سنوات مع ابنته فاطمة وهي اخر العنقود . هذا قبل تسجيلها في السويد والحصول على جواز سويدي ثم انتقلت الى الدراسة في انجلترا . وهذا الأرتباط الاسري والاهتمام من الاباء بالأبناء لاحظته عند كل البحرينيين . فهم يعيشون من أجل ابنائهم وبناتهم . ويرتبط البحرينوين بروابط اسرية قوية صارت تنعدم في العالم العربي . وأذكر ان جعفر كان يتحدث عن والدته بحميمية , ويذكر نقاشاته معها وكأنها صديقة، بروح بعيده عن التشدد و الحساسية التي تكتسي بها علاقة الوالد مع الابن في مجتمعاتنا .
      عندما كنّا جالسين في مقهى الجامعة الضخم , والذي كان مكان تجمع كل الشباب , قمت بتعبئة طلب التحاق بالجامعة . وساعدتني صديقتي السويدية . وكنت لا ازال أحمل احساس شرق اوربا , وأحاول الابتعاد عن العرب . فأقبل نحوي الأخ الهادي خلف . وأظن ان احد الاخوة قد عرض عليه طلبي التحاقي بالجامعة . واشار الى بعض الغلطات . وطلب مني بدون سابق معرفة ان اصححها . وقلت له ممتعضاً ما معناه ان هذا الكلام قد قامت بكتابته سويدية ، فقال لي نعم انها سويدية ولكنها ليست اكاديمية وليس كل سويدي ملم بلغته . وهل كل بحريني أو سوداني ملم باللغة العربية تماما. فاحسست باحترام للرجل .
      قبل بضع سنوات استضفت في برنامج في السويد. وبسبب هذا البرنامج كان يستوقفني البعض ويشيد بما قلته . وفي هذا البرنامج كنت اهاجم السويد وأقول ان الغرب هو من صنع ما يسمى بالارهابيين العرب في افغانستان . لان السي اي ايه هي التي قد دربتهم. ولقد دفعت السعودية وبعض الدول العربية الفاتورة . وأن بعض الدول الاوربية ومنها السويد قد فرحت بهزيمة الاتحاد السوفيتي في افغانستان . وان هذه هي بضاعتكم قد ردت اليكم . وأن تحطيم الاتحاد السوفيتي قد أتى لكم بالمجرمين والمافيا الروسية . والآن تشتكون من الارهاب العربي الاسلامي . ان هذا من صنع يديكم . وكنت احس بنشوة وانني قد (جبت الديب من ديله) . فأتصل بي البروفيسور الهادي وارسل لي موضوعاً قد كتبه قبل سنين عديدة, وتنبأ في بداية الحرب الافغانية بأن ما حدث من ارهاب وتفجيرات مثل تفجير مركز التجارة العالمي والتفجيرات الاخرى سيحدث . لأن ذلك الشباب الذي دفع به الى حرب افغانستان سيدرب شباباً آخرين . وأن الأمر لن يتوقف عند افغانستان بل سيستمر . ولقد تحققت نبؤة البروفيسور البحريني الهادي خلف ( ابو رسول ) . واحسست بأكبار للرجل . فتحليلي الذي كنت فخوراً به في الاعلام السويدي , كان ما تنبأ به الاخ الهادي قبل سنين عديدة . فالهادي يأسرك بعينيه النفاذتين وادبه وبساطته وبعده عن الجخ والتشدق والفخر مثل اغلبية العرب .
      كان للطلبة الايرانيين وجود مكثف في الجامعات السويدية . والآن يكادوا ان يكونوا اغلبية في كليات مثل الطب . وفي احد المحاضرات السياسية التي ضمت كل اصناف البشر, قام الطلاب الايرانيون في بداية السبعينات بالهجوم على المتحدث والمشاركين . وكادوا ان يفشلوا المحاضرة, لأن البعض يتحدث عن الخليج العربي . والخليج هو الخليج الفارسي . وبعد العرب يصرون على عروبة الخليج . وكادت أن تقوم معركة وحسم الهادي الامر قائلاً : (ان الخليج ليس بعربي أو فارسي . الخليج في الحقيقة هو خليج امريكي, تسيطر عليه امريكا وتتصرف فيه كما تشاء) . فهدأ الجميع .

      الحقيقة انني تعلمت كثيراً من البحرينيين . وأذكر ان سعيد العلوي كان يقول لي: (ان تمثيل مقتل الامام الحسين في كل سنة , كان يدرب بعض الكوادر الشبابية على المسرح . وان هذا سيكون اللبنة الأولى للمسرح البحريني) .
      من الأخوة الذين اذكرهم جيدا الأخ سلمان البحريني, الذي كان معي في نفس الفصل في اثناء دراسة اللغة السويدية . وبعد ان تحصل على شهادة اكمال الكورس . تحصل على قلب مدرستنا شاشتن والتي صارت زوجته . وعندما ذهب الأخ ابوبكر بدوي مصطفى الى البحرين في الثمانينات لزيارة صديقنا جفعر السلمان , كانت مدرستنا شاشتن تسكن في البحرين, وكانت تبدو سعيده . وكان يضايقها شئ واحد . هو ان الاخ سلمان كان يعرج كثيراً على والدته بعد ان يترك العمل . وكان لا يستطيع ان يأكل الاكل البحريني الذي تعبت في طبخه , لأنه يكون قد أكل عند والدته . إلا انها كانت تتفهم ارتباط سلمان بوالدته كالعادة الشرقية .
      قديماً كان ولا يزال للطلاب الاجانب مشكلة في تمويل دراستهم , بالرغم من ان الدراسة مجانية في السويد . الأخ سلمان كان يقول لي انه لن يجد مشكلة في تمويل دراسته لانه كان له سبعة من الأخوة الذين يكبرونه سناً . واذا ارسل له كل واحد منهم مئة كرونا (عشرون دولار ) يمكن ان يكمل دراسته . وأذكر ان بعض الاخوة أحدهم من الامريكان كان يقول له : (ولماذا يرسل لك اخوتك مالاً ) . وسلمان كان يرد : (لأنهم اخوتي . نحن البحرينيون يساعد كل افراد الاسرة الآخر . و هذا واجبهم نحوي ) . و كان الآخرون لا يفهمون واجب اخوة سلمان نحوه . ولا يفهمون تلك العشائرية البحرينية . سلمان عمل في الباخرة العالمية الضخمة التي تذهب من السويد الى بولندا . وكان جعفر حسن السلمان قد افهمه بأنه يعمل كل صيف في تلك الباخرة . وان عمله ينحصر في الجلوس في كابينة القبطان . وأن يمسك بالدفه في بعض الأحيان . لأن القبطان عم صديقته , وسيوصي القبطان خيراً بسلمان , وسيعطيه وظيفة سهلة . وأكتشف سلمان انها احد مقالب جعفر . وان الجميع يعملون في المطعم . وتلك التجارب ولا شك قد جعلت من جعفر رجل بنك متميز بعد تخرجه من السويد .
      البروفيسور مرشد الذي كان محاضراً في كلية الطب في جامعة الخرطوم قضى سنوات في جامعة لند . وعندما تعرف بجعفر السلمان وبقية البحرينيين في جامعة لند , كان يقول ان البحرينيين مختلفون عن الاخرين . وأنهم يقدسون التعليم , عندما يفكر الاخرون في الفلوس والفلوس فقط . وأنهم منفتحون على العالم واستقبال الآراء الجديدة . وأنه اندهش للحرية الاجتماعية الموجودة في البحرين , وعدد الاكاديميين الضخم . وصديقي العزيز سعيد العلوي كان يقول لي ان البترول اكتشف في البحرين قبل كل الدول الآخرى . وأن البحرينيين هم اول من تعملوا في المنطقة . ولكن اثبتت لي التجارب والأيام ان البحرينيين شعب (حلو) , ويستاهلون كل ما هو جميل و رائع . لا اذكر انني قابلت اي سوداني عاش في البحرين او كان على اتصال بالبحرينيين , و لم يكن لهم كل الحب . التحية لأهل البحرين .

      https://i.imgur.com/JtkT56D.jpg

      الرجل الذي ترك بصماته على روحي سعيد العلوي طيب الله ثراه

      https://i.imgur.com/l0pEdnD.jpg

      [email protected]

  15. الإمام الغائب القطب المجدد الثائر شوقي بدري لعل بعض القراء لم يلاحظو للأسف الشديد ما وارء السطور وانت تحدثهم عن الجنوب في المخيلة الشمالية بين الانتماء والاغتراب عبر التاريخ ولعل اكثر فترات التاريخ انتمي فيها الجنوبين للشمال وكانو مكون سوداني أصيل هي فترة المهدية التي توحد فيها وجدان هذه الأمة خلف القائد الملهم الإمام محمد احمد المهدي وجاء بعده الانجليز وزرعو فتنة المناطق المقفولة حينما ياسو من أبعاد الجنوب عن حضن الوطن ؛ ولعل فطرتك المهداوية السليمة هي ما دفعك للحديث عن هذا الجزء الذي بتر لأننا تركنا وصايا الأجداد علي الوطن وتمردنا علي تاريخ أبطال هذه الأمة وتضحياتهم الجسيمة ليكون لنا وطن عاتي وطن شامخ بجنوبه وشماله وشرقه وغربه وتفرغنا للقراءات المغلوطة للتاريخ وللتشكيك في موروثنا الثقافي والسياسي الملحمي والبطولي وتركنا الراتب فهنيئنا لك شوقي وانت تنهل من معين الفكر الأنصاري الرشيد ولم يخب فيك ظن الامام الحاضر الصادق المهدي طيب الله ثراه فالي متي تظل هكذا رجلا من اقصي المدينة يخفي إيمانه لكي لا تناله سهام الأعداء المتربصين ؟ ؟ ؟ متي سوف تحدث القراء عن ولعك انتماءك المتجزر لطافتك؟ ؟؟متي متي متي؟
    ودمتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..